بقلم : أسماء مطر
ينْطِقُ بالذي قَالتْهُ عَيْن "الغِينِ"
و يسَّاقطُ مِنْ سَقفِ النَّخلِ
حِينَ ينفَرِطُ عِقْدُ العِتابِ
لِيكْتملَ القَمرُ
و لتَبْيَضَّ كلُّ الظِّلاَل…
كانَ للظِّل اسْمٌ اختارهُ النَبعُ
و كانَ للنبعِ اسْمٌ نَطقَهُ العُشْبُ
مُنْذُ كانَ الحَجرُ رمْلاً (أوْ حَجرًا)
و الجِدارُ لَا جِدارَ
حينَ كانَ يضلُّ طريقهُ إلى الرَّدْمِ
يَنـْتَحِلُ حوَاسَّ الطيـْرِ
ليُغنِّي نشِيدَ السَعَفْ
....
فإذَا انْتَعَلَ الشَّجرُ خاصِرةَ الضَّوءِ
فافْتَحِي طاقةَ الوُقوفِ لتَكْتُبـِي
و مُرِّي بسلَامٍ علَى اللُّغَةِ
و أَطْفِئِي شاهدًا علَى قَبرٍ لا ينامْ
فلِصَوتِكِ غابَةٌ هَجرَتْها الأيائِلُ
و حُرقَةٌ مِنْ تواريخِ النَّار
و قلبٌ بلَا قلْبٍ
كَانـــَا...... (اثنَـيْنِ)
زلزالٌ يحاصِرهُ السقْفُ بمُفردَاتِ البَابِ
و جَرَسٌ يُبْصِرُ صوتَهُ للمَرَّةِ الأولَى
و كُنْتِ الوشمَ علَى كتِفِ الصَّفصَافِ
زمُرُدًّا منْ خُيوطِ المَاءِ
تَقُولينَ للشَّوقِ انْــــثُرْ ساقكَ
الواقفةُ فِي حكَايَا العسَلِ
و في المرايَا التِي لا تُؤمِنُ بالضّوْءِ
كم وزنكُ في ريشَةِ الغيابِ؟
كَمْ ألفَ سؤالٍ تبقَّي علَى جبينكِ القديمْ
....
كَانَ يعْزفُ للطَّيرِ صوتًا
يدخُلُ في خيالِ الرَّملِ
و عيناهُ سَيْلٌ جَريحٌ
يُنْكِر ما ليسَ لهُ تحتَ السَّماءِ
يُواعِدُهَا ليقولَ:
"افْتَحِي"
أو يقولَ للغزالةِ: ما سِــرُّ السَّهمِ؟
أو يصْقلَ من المَاءِ لونًا لخُطوتِهِ
لصرختهِ في لجامِ الميلادِ
و الأعينُ تُوارِيهِ فِي الخَشَبْ
...
كانَ يمشِي علَى السُّقوطِ
و بيْــتُهُ منْ زُجَاجٍ
تهَامسَا فِي فَمِهِ:
زلزالٌ يقفُ علَى ثوْبِ الخيالِ
و جَرسٌ فَقَدَ بحَّتــــهُ:
و أنْتَ ترجَّلْ إلى النَّبعِ
تلَجَّمْ
تَكشَّفْ عن خُطوةِ الشَّمْسِ
فالحرْبُ التِي تُمْسِي بلاَ هَمْسٍ
ستنتَهِي إلَى رَدْمٍ بسَواعِدِ الأشياءْ
....
لكَيْ يراكَ العقْلُ منْفردًا بسِرِّهِ
قلْ للذينَ فيِ غمرةِ الكِتابةِ:
اشْردُوا في معجزاتِ النّخْلِ
ثلاثةَ أيَّامٍ
و انْفِرُوا في حرِّ المَجازِ
.....
الذي تراهُ سيَكْتُبكَ:
رقمُكَ 90.22
قبْلكَ تسعٌ و ثمانونَ شجرةً (و عصفُورٌ لمْ يكتمِلْ)
و خلْفكَ ذئبٌ جائعٌ
و أنتَ الــمُرَاقُ فِي زهوٍ لنْ تَنالَـــــهُ
سجِّلْ:
سِيرةُ الشَّمسِ أنْ لَا شمسَ بعدَهَا
ابْرُقْ بِسفْحِكَ في مُنحَدَراتِ البرْدِ
و لا تلْتفِتْ إلَى ما وراءَ السَّهْلِ
و اصْنَعْ -لِمَنْ لا بحْرَ لهُ- قاربًا ليَعْبُركَ
تَخَلَّى عنْ مزاجٍ ليسَ لكَ ليرْتَدِيكَ
تجَاوَزهُمْ بسُخْرِيةٍ
فلنْ يلحَقوا برمادٍ يسْكُنكَ منذُ القدمِ
تناولْ حوافَ البخورٍ
تماسَكْ و أنتَ ترْدُمُ زلزالاً هو أنتْ
......
اثْنانِ
بئْرٌ احترقتْ بظَنِّ المطرِ
و جَرسٌ استعادَ يُتْـــمَهُ
كَيْ-الذي تَراهُ- يقفِزُ بكَ إليْهِ
سجِّلْ:
رأْسُكَ فِي طابُورِ الوحْلِ الأبيضِ
تَزاحَمتْ فِي الذِّي قبْلكَ ذاكِرتُهُ
فِي الذِي خَلْفَكَ تمدَّدَ الجُوعُ
لاَ تَقُلْ ما زالَ يوْمٌ ليكتَمِلَ العَدُّ
لا تَقُلْ لِفَمكَ قُلْ:
"افْـتـَـــحِي"
أو قُلْ للغَزالةِ: ما سرُّ السَّهْمِ؟
و انتبِذْ شَرْقَ الأشْياءِ
كي تسْرِدَ علَى الشمْسِ سِيرتَهَا
تكَاسَلْ فِي قبْضَةِ يَديْكَ
اكْتُبْ لِمَنْ هُمْ فِي غمْرةِ البُكَاءْ:
الحبُّ يضِيءُ دربــًا يسْلكُه المسْكُ
و الحربُ تطفئُ كلَّ الشوارعِ
و كلَّ الدروبْ
....
سَتَتَخلَّى عنْكَ العصافيرُ
ليصيرَ رقْمكَ 90
(بعْضُ الذي قَبلَكَ أكَلَهُ كلُّ الذي يَلِيك) !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسماء مطر بن مشيرح
قسنطينة/الجزائر
ينْطِقُ بالذي قَالتْهُ عَيْن "الغِينِ"
و يسَّاقطُ مِنْ سَقفِ النَّخلِ
حِينَ ينفَرِطُ عِقْدُ العِتابِ
لِيكْتملَ القَمرُ
و لتَبْيَضَّ كلُّ الظِّلاَل…
كانَ للظِّل اسْمٌ اختارهُ النَبعُ
و كانَ للنبعِ اسْمٌ نَطقَهُ العُشْبُ
مُنْذُ كانَ الحَجرُ رمْلاً (أوْ حَجرًا)
و الجِدارُ لَا جِدارَ
حينَ كانَ يضلُّ طريقهُ إلى الرَّدْمِ
يَنـْتَحِلُ حوَاسَّ الطيـْرِ
ليُغنِّي نشِيدَ السَعَفْ
....
فإذَا انْتَعَلَ الشَّجرُ خاصِرةَ الضَّوءِ
فافْتَحِي طاقةَ الوُقوفِ لتَكْتُبـِي
و مُرِّي بسلَامٍ علَى اللُّغَةِ
و أَطْفِئِي شاهدًا علَى قَبرٍ لا ينامْ
فلِصَوتِكِ غابَةٌ هَجرَتْها الأيائِلُ
و حُرقَةٌ مِنْ تواريخِ النَّار
و قلبٌ بلَا قلْبٍ
كَانـــَا...... (اثنَـيْنِ)
زلزالٌ يحاصِرهُ السقْفُ بمُفردَاتِ البَابِ
و جَرَسٌ يُبْصِرُ صوتَهُ للمَرَّةِ الأولَى
و كُنْتِ الوشمَ علَى كتِفِ الصَّفصَافِ
زمُرُدًّا منْ خُيوطِ المَاءِ
تَقُولينَ للشَّوقِ انْــــثُرْ ساقكَ
الواقفةُ فِي حكَايَا العسَلِ
و في المرايَا التِي لا تُؤمِنُ بالضّوْءِ
كم وزنكُ في ريشَةِ الغيابِ؟
كَمْ ألفَ سؤالٍ تبقَّي علَى جبينكِ القديمْ
....
كَانَ يعْزفُ للطَّيرِ صوتًا
يدخُلُ في خيالِ الرَّملِ
و عيناهُ سَيْلٌ جَريحٌ
يُنْكِر ما ليسَ لهُ تحتَ السَّماءِ
يُواعِدُهَا ليقولَ:
"افْتَحِي"
أو يقولَ للغزالةِ: ما سِــرُّ السَّهمِ؟
أو يصْقلَ من المَاءِ لونًا لخُطوتِهِ
لصرختهِ في لجامِ الميلادِ
و الأعينُ تُوارِيهِ فِي الخَشَبْ
...
كانَ يمشِي علَى السُّقوطِ
و بيْــتُهُ منْ زُجَاجٍ
تهَامسَا فِي فَمِهِ:
زلزالٌ يقفُ علَى ثوْبِ الخيالِ
و جَرسٌ فَقَدَ بحَّتــــهُ:
و أنْتَ ترجَّلْ إلى النَّبعِ
تلَجَّمْ
تَكشَّفْ عن خُطوةِ الشَّمْسِ
فالحرْبُ التِي تُمْسِي بلاَ هَمْسٍ
ستنتَهِي إلَى رَدْمٍ بسَواعِدِ الأشياءْ
....
لكَيْ يراكَ العقْلُ منْفردًا بسِرِّهِ
قلْ للذينَ فيِ غمرةِ الكِتابةِ:
اشْردُوا في معجزاتِ النّخْلِ
ثلاثةَ أيَّامٍ
و انْفِرُوا في حرِّ المَجازِ
.....
الذي تراهُ سيَكْتُبكَ:
رقمُكَ 90.22
قبْلكَ تسعٌ و ثمانونَ شجرةً (و عصفُورٌ لمْ يكتمِلْ)
و خلْفكَ ذئبٌ جائعٌ
و أنتَ الــمُرَاقُ فِي زهوٍ لنْ تَنالَـــــهُ
سجِّلْ:
سِيرةُ الشَّمسِ أنْ لَا شمسَ بعدَهَا
ابْرُقْ بِسفْحِكَ في مُنحَدَراتِ البرْدِ
و لا تلْتفِتْ إلَى ما وراءَ السَّهْلِ
و اصْنَعْ -لِمَنْ لا بحْرَ لهُ- قاربًا ليَعْبُركَ
تَخَلَّى عنْ مزاجٍ ليسَ لكَ ليرْتَدِيكَ
تجَاوَزهُمْ بسُخْرِيةٍ
فلنْ يلحَقوا برمادٍ يسْكُنكَ منذُ القدمِ
تناولْ حوافَ البخورٍ
تماسَكْ و أنتَ ترْدُمُ زلزالاً هو أنتْ
......
اثْنانِ
بئْرٌ احترقتْ بظَنِّ المطرِ
و جَرسٌ استعادَ يُتْـــمَهُ
كَيْ-الذي تَراهُ- يقفِزُ بكَ إليْهِ
سجِّلْ:
رأْسُكَ فِي طابُورِ الوحْلِ الأبيضِ
تَزاحَمتْ فِي الذِّي قبْلكَ ذاكِرتُهُ
فِي الذِي خَلْفَكَ تمدَّدَ الجُوعُ
لاَ تَقُلْ ما زالَ يوْمٌ ليكتَمِلَ العَدُّ
لا تَقُلْ لِفَمكَ قُلْ:
"افْـتـَـــحِي"
أو قُلْ للغَزالةِ: ما سرُّ السَّهْمِ؟
و انتبِذْ شَرْقَ الأشْياءِ
كي تسْرِدَ علَى الشمْسِ سِيرتَهَا
تكَاسَلْ فِي قبْضَةِ يَديْكَ
اكْتُبْ لِمَنْ هُمْ فِي غمْرةِ البُكَاءْ:
الحبُّ يضِيءُ دربــًا يسْلكُه المسْكُ
و الحربُ تطفئُ كلَّ الشوارعِ
و كلَّ الدروبْ
....
سَتَتَخلَّى عنْكَ العصافيرُ
ليصيرَ رقْمكَ 90
(بعْضُ الذي قَبلَكَ أكَلَهُ كلُّ الذي يَلِيك) !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسماء مطر بن مشيرح
قسنطينة/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.