اسراء يوسف محاميد
في
خضم موجة عارمة من احتقان الامة واختلاط الحابل بالنابل،وانسلاخ الامة عن
جذورها....نرى اشخاصا يعتنقون الكتابة فنجدهم يبثون ما كتبوه..وتعج
مقالاتهم واشعارهم باخطاء املائية ولغوية صارخة...واخرون يدعون اعتناق
النقد فتارة نجدهم ينقدون ما كتبه الاخرون وتارة اخرى نجدهم يؤلفون الشعر
الذي لا اظنه كذلك..
انا
اشجع كل موهبة واثني على كل من يحاولون الرقي بادبنا وشعرنا...فهم
كثر،الا ان هناك بصمات رهيبة اراها تحط رحالها في ثقافتنا الشعرية
والادبية..فكم هي جمة تلك النصوص التي تسمي نفسها مقالا او شعرا وتكون
حبلى بالاخطاء ومتكسرة الثنايا..تلك هي التي تثيرني وتجعلني ارثي لحال
شعرنا وكتابتنا التي ان استمرت على هذا النحو ستقودنا الى الهاوية...لذا
فانني ارى ان شعرنا وادبنا بحاجة الى غربلة واجتثاث للجذور العفنة فيه،
وابراز للكتابات التي من شأنها ان تعيدنا الى زمن الشعر الجميل والادب
الرفيع.
كم اتوق
لذلك اليوم الذي نرى فيه مؤسسة خاصة في البلدات العربية بالادب والشعر
العربي..على ان تتكون من اشخاص لهم باع طويل في الادب والشعر ومتفق عليهم
من قبل الجميع، وظيفتهم غربلة وانتقاء الشعراء والكتاب الحقيقيين، من تلك
المواهب الصاعدة، وتقوم كذلك باجتثاث اي امور دخيلة، حيث اننا نرى يوميا
المئات بل الالاف من الاشخاص يكتبون نصوصا ضحلة فجة غريبة المعالم
وينسبونها الى ادبنا(...فعار عليكم اذا فعلتم عظيم)..
ارجو
ان تتنبه بلداتنا الى مشروع كهذه المؤسسة،فهي وسيلة نجند فيها شبابنا
ومثقفينا الى طاقات ايجابية، ونحدد معالم شعرنا وادبنا ونمنعه من الترنح
وسط الامواج العاتية...دعونا نفكر مليا بهذا الامر ونمنح ثقافتنا قدرا من
الاهمية والانصات.
ومن
شأن هذه اللجنة المشكلة ان تكون رقيبة ومشرفة على اية اوسمة
وتكريمات...وفي خضم المؤسسة التي ننشدها يمكن القيام بنشاطات جمة
فكرية،ادبية وشعرية،ويكون بابها مفتوحا على مصراعيه للمواهب الشابة كما
المخضرمة...
ان تحقق ذلك نكون قد انتشلنا هذا الادب العريق من براثن التشرذم والضبابية.....
ففي
التيار الحالي نرى الكاتب الحر المبدع يندرج في نفس الخانة مع اخر يكتب
بلا كتابة..فلا لغة ولا ابداع ولا حتى املاء صحيح..وحتى طروحاته هدامة...
ان لنا ان نبني ونعمر ونرتقي بحضارتنا لا ان نطمس هويتها..والبقية المتبقية من كرامتها!!!!!!!
ولا
بد لي هنا ان اثني على احدى الجهات التي ابت الا وان تكون تلك الشعلة
الاولى التي تضاء في عالم الادب واستعادة مجدنا وحضارتنا ومحاولة نشر الوعي
الثقافي وتذويت محبة الشعر والادب فينا...انها رابطة ادباء وشعراء وادي
عارة...التي انطلقت بقوة رغم الظروف والعقبات المحيطة. .تلك الرابطة التي
رفعت اسم الشعر والادب في قائمة اولوياتها وتطلعاتها...لقد بدات
بامكانياتها المتواضعة وحطت الرحال بين جموع الشعراء والادباء ولا زالت
تحتضن كل صاحب قلم حقيقي..وفقط حقيقي!!! ويسرني جدا ان اكون من اعضاء هذه
الرابطة التي اجتمعت على هدف واحد..الا وهو رفع مكانة الادب والشعر
عاليا...واستبدال التردي الحاصل بمجتمعنا..بوعي ثقافي وافكار نيرة..وانشاء
جيل كامل من الكتاب والشعراء...فهكذا فقط يمكننا الرقي بهذا المجتمع وطمس
معالم الجهل فيه...وكلي امل بان يتحقق ما نصبو اليه...واصدقكم القول
،يعتريني تفاؤل شديد حيال الامر......وانا واثقة اننا سنرتقي درجات هذا
السلم...ببعض العزم والارادة...وحقا ان الغد لناظره قريب جدا..!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.