أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

انتصار سليمان : ليتني حمارة


موقع حسين توك
كلمة شاعرة من أصعب الألقاب التي يمكن أن تطلق عليك ، فكيف بالألقاب الأخرى التي يطلقونها ، هي بالحقيقة أسوء ورطة ،لأنني أشعر دائما أن الكائن الشعري هو كائن نوراني ، كائن مختلف عني وأنا دائمة البحث عن هذا الكائن ،أحيانا أبحث عنه في الآخرين وأحيانا أخرى عندما أرى نص جميل لأي شاعر أقول أن هذا هو الكائن الشعري ، وعندما أتعامل معه أجده إنسانا عاديا لأنني دائمة البحث عن الكائن الشعري الذي أرى أنه ما يزال شيء خرافي .

من هو هذا الكائن الشعري؟
على الصعيد الإنساني أشعر بشكل دائم ، أنني إنسانة طبيعية لا أشعر أكثر من غيري ، بمعنى ليس لدي مشاعر متدفقة أكثر من غيري إلا في فترة الحب ، أكون فيها متدفقة ومعطاءة وحساسة جدا ، ويكون عندي الزمن ضاغط ، و قاتل، وتكون اللحظة تعادل سنين ، هذا الزمن الضاغط بالنسبة لي أثناء الحب هو الذي يصنع القصائد ، في حالة الحب يزداد إحساسي بالأشياء ، الطاولة تصبح ناطقة والكأس تصبح مختلفة .
موقع حسين توك

هل تشعرين أنك في لحظة ما أمام سؤال الرحيل ؟ و هل  تعتقدي أن الحب هو الذي ينشلنا من الموت أم يوصلنا إلى الموت ؟
بعكس الآخرين أعتقد أن الحب ينشلنا من الموت وانه اللحظة الموثقة بحياتنا ، ولحظة الفرح والسعادة في حياتنا  هي لحظة الحب ، كل ما ازدادت كثافة الحب كل ما أصبحت أكثر خوفاً من الموت .
في قصيدة من ديوان "أبشرك بي " تطرحين سؤال من أنا ؟
هو سؤال لم يستطع أحد الإجابة عليه ..فأنا دائمة البحث عنه ..فأنا أقول تكلمة له بسؤال هل يدركني الرحيل من عز الأسئلة ؟ وأنا أتساءل هل تلقيت إجابات عن أسئلتي الوجودية والكونية ، كلا ، لأني اعتبر بشكل دائم  أن الشعر ليس مجاله الإجابة عن الأسئلة ، مجاله افتتاح الأسئلة ، قد تكون إحدى تعريفات الشعر هو افتتاح الأسئلة لكن نحن دائماً نبحث بشكل عقلاني عن الإجابة .
ما هي اللحظة التي تخاف منها انتصار أو تشعر فيها بثقل يؤرقها ؟
عندما تكون اللحظة ضاغطة ، وبالاخص عند كتابة النص أشعر بثقل الزمن على كاهلي ، بمعنى أنني لم أحقق شيء وليس هذا فقط ،بل لأبعد من ذلك أشعر أنني لم أعش هذه الحياة التي أطمح لها ، لم ألتقي بعد بالحياة ويوم ألتقيها سوف أصدم أو أتفاجأ ، شخص يبحث عن حياة خارج ذاته أو كائن شاعري يبحث عن حياة خارج ذاته ، يبحث عن الزمن والتقاطه خارج ذاته، هاجس البحث عن ما هو خارجي من داخلي إلى خارجي ، من أجل العودة للداخل .
ديوانك يحمل عنوان "أبشرك بي"  يعني "الله" أنت تجعلي من نفسك  في هذا العنوان قيمة عليا ، وفي جانب أخر تقولين في عبارة لك في الديوان " أنا زورق أضلاعه متكسرة " كيف نفسر هذا التناقض بين أبشرك بي يعني أنا " الله" وبين أنا زورق أضلاعة محطمة " أين أنت بين هذه الثنائيات ؟
بالتأكيد أنا سفينة محطمة وأنا أسبح في البرزخ ما بين الواقع والقيمة العليا .

هل كنت يوما "إله "في حياة رجل ما ، حدثينا عن هذا الرجل ؟
كنت ..أنا أتجرأ تماما بالبوح عن مشاعري ومكنوناتي لكن احترام الآخر واحترام خصوصيتة تجعلني متحفظة ، بشكل أو بآخر أثناء الصدمة صدمة النهاية او الافتراق  ما كنت أشعر أن مشاعره تجاهي انتهت وأنه إنسان نبيل جدا ومن أجل مصلحتي هو أنهى العلاقة أما الآن وبعد ابتعادي أصبحت أفكر بشكل عقلاني بات لدي اعتقاد أن مشاعره قد تكون انتهت وهذا من حقه لكن بلحظة من اللحظات أنا متأكدة أنني كنت القيمة السامية في حياته .
في جميع قصائدك هناك قيم عاليه جدا "بالمعنى الجنسي" وأنت على المستوى الجنسي لا علاقة لك بالجنس كيف لنا فهم هذا التناقض ؟
أنا لا أوجد الحالة الجسدية إلا في حالة الحب ، أنا لا أتطلع لحالة جسدية .
هل لأنك ترفضين الحالة الجسدية ؟
ليس لرفضي الحالة الجسدية أثناء حالة الحب ولكن للظروف والشروط التي كانت خاضعة لها تجربة الحب التي وقعت بها وبالتالي هي حالة أفلاطونية أكثر مما هي حالة حسية ، هو كان من خارج سورية و عندما كان ياتي لم يكن لقائي به يتعدى الساعيتن ولم يكن هناك مجال لنجلس معا بشكل انفرادي .
لماذا استخدام لغة الجنس في قصائدك ؟
أعتقد لأن الجنس هو لغة الجسد المعبرة للآخر عن مشاعرك تجاهه وأنا أقدم الجنس من خلال علاقة حب وليس الجنس من أجل الجنس فقط إطلاقا ،لأن الجسد دائما عندي هو حاضر إن كان بالعقل الواعي أو باللاوعي، لأنه ناتج علاقة حب سامية بين شخصين ،الجنس ينتج جسد راقي وحالة ألوهية، أما بالحالة العادية فالجسد للجسد هو الخراب وأنا التقيت رجالاً، كثر منهم من يكره أنفسهم من خلال علاقاتهم العابرة ومنهم من يقول نحن بذقنا على أنفسنا بعد انتهاء العملية الجسدية .
  في عبارة لك تقولين "سأمسح بقايا الانثى "..هل  هناك من شيء تريدين الثأر منه؟
كتبتها لأقول ما أريد ولأسخر من الرجل الذكوري الذي يتحكم بالمرأة فهذه القصيدة تعالج السخرية من الرجل وتحكمه وتسلطه على الأنثى .
أنا لست هنا أعبر عن حالي فقط بل عن الآخريات أيضا عن المرأة الأخرى
أنا كانتصار أعبر عن مشاعر الأخريات وأعتقد كل ما تقاطعت مع أنثيات أخريات كل ما حققت الوظيفة الشعرية ،وظيفة الشعر الذي أكتبه ،فعندما اكتب خواطر ذاتية فهي تبقى ضمن أدراجي ،بينما عندما أنشر هذا الكتاب الذي بين يدي أسعى أن تكون فيها مشاعري متاقطعة مع مشاعر الآخرين .
موقع حسين توك

إلى أي حد يهمك التصفيق ؟ أن يصفق لك ؟
لا أسعى له ولكنه لا يزعجني
من هو الذي يحب انتصار فعلا وصفق لها ؟
من يحبني ويصفق لي هو الشخص الذي لا يعرفني كانتصار ويكتب عني دون معرفة مسبقة يمسك كتبي ويكتب عني ، وهذا يكون الفرح الأكبر في حياتي
و ويسعدني أكثر عندما يقول لي رجل علمتينا كيف نحب، كيف نتعامل مع الأنثى ، أكثر من سعادتي  عندما تقول لي الأنثى أنك كتبتي هذه القصيدة لي ، عندما يقول لي رجل هذا الكلام أكون قد حققت وظيفة أخرى من وظائف الشعر .
مع من تتقاطعي في هذه اللحظة ؟
أتقاطع مع كثيرين ممن يريدوا أن يفهموا ماذا أقول ، أنا أصل للناس حتى في الشارع ، وتجربة منها كانت في القاهرة وهي قراءة في الشارع ، وفي غير القاهرة وأحيانا كثيرة يكون الجمهور عادي وغير مثقف وأنا لا أطلب دائما أن يكون المثقفين موجودين ولكن حضور البعض جيد ليتوفر قليل من الحس الجمالي بالجملة الشعرية والصورة الشعرية .
لماذا احتفوا بانتصار في القاهرة أكثر من سورية ؟
أنا أعتقد أنهم احتفوا بي بعد أن سمعوني ، هم لا يعرفوني مسبقا ، والاصدقاء الذين يعرفوني لم استطع الاتصال بهم ولكن من الأمسية  الاولى كانوا معجبين بما أكتبه وهذا ما يحدث معي في كافة الدول التي أسافر إليها .
ما بين  الكثبان الرملية في الصحراء الليبية ومابين المدينة كيف كانت التجربة ؟
هنا أقول لك أنني أسعى ‘إلى القاريء العادي ، سئلت في القاهرة عن تجربتي في خيمة عكاظ ،ما هو أهم منبر قرأت علية فكان جواي هو الصحراء الليبية ، نقلوا الجمهور على الكثيب في الرمل ،والمنبر كان هو جذع نخلة ،وصدقاً شعرت بالحزن على النخلة لأنهم قطعوها ،و على ضور القمر قرأت حافية بين كثبان الرمل وهذه اعتبرها أهم تجربة لي على الإطلاق ، طموح أي شاعر أن يقرأ في المعهد العربي في باريس ، أما بالنسبة لي كانت تجربتي بالقراءة في الصحراء الأهم ، أعني انتصار الإنسانة والشاعرة أيضا ، اطلعت على نمط من العيش والحياة مختلف تماما عن الحياة التي نعيشها وأكثر من الحضارة لأن الحضارة تفسد الإنسان ، أنا ميالة للفطرة ، مهما بلغ الإنسان من ثقافة ، أتوقع أن يعود إلى إنسانيته ، في النهاية .
ما الذي يتبقى من المرأة الشاعرة عندما تبحث عن المظاهر ؟
حدثت معي تجربة : في القاهرة مثلا الشعر كان فيها نوع من البريستيج لسيدات غنيات جدا ، سيدة غنية جدا وهي لا تجيد قراءة الشعر أمام الأخرين ، رفضت قراءة الشعر والتقيتها في أكثر من مكان ، حقيقة أصبت باكتئاب .
فخرجت إحدى الكاتبات بتحليل نفسي على انني اكتئبت لان أمثال هؤلاء الشاعرات أخذن شيء أنا لم أستطع الحصول عليه، والموضوع ليس كذلك على الإطلاق ، أنا أستطيع الحصول على المال في أي وقت  لكن لا أستطيع أن أحصل على قصيدة أو لحظة صدق أقدر أكتب فيها قصيدة ، أحيانا أشعر بالحزن عليهن ، ، ليس لهم علاقة بالشعر،عندما أرى امرأة من هذا النمط تسعى للمجتمعات المخملية اعتبر أن هؤلاء ليس لهم علاقة بالشعر لأن الشعر هو لصيق الروح ، هو الجوهر الإنساني للإنسان ، هو صوت الجوهر ، كيف للإنسان أن يكون مبتعد تماما عن الآخرين وألامهم وقبل كل شيء أن يكون صادق مع نفسه ، الشعر الحقيقي يجب أن يكون صادق مع الذات قبل الآخرين .
هل تستحق القصيدة أن نضحي من أجلها ؟
أحيانا أنا قبل لحظة الكتابة أتعرض لآلام غير مفهومة ، لا أعرف مصدرها ، لكن أتعذب بشكل ما، عندما يقولو مخاض الولادة ، فهذه العبارة حقيقية وليس هناك افتعال للحالة ، وعندما أشعر بهذه اللحظة "لحظة الألم والوجع" أقول عندها"يا ريتني حمارة "مثل أي شخص لاأعرف ولا أحس ولا أفهم ، وأنا اكتب للخلاص من حالتي ، فإما الموت أو الكتابة ، أكون بين حالتين الموت أو الكتابة ، وحقيقة  خلال الربع ساعة الاولى التي أقف فيها على المنبر أكون انتصار الحقيقية ، تكون الملكة المتوجة ولا منافس لشخصيتي ولا لنزعتي للشعر وعندما أعود بين الجمهور أكون إنسانة طبيعية فقط من أجل ربع ساعة .
موقع حسين توك

أيستحق الشعر كل هذا ؟
نعم لاننا نتعامل بالكلمة واحيانا كثيرة الكلمة تكون هي المنقذ ...
حدث مرة أن امرأة تدعى رحاب دياب أخذت عناوين مجموعتي الشعرية "دروب"  ووضعتها في قصيدة لها ، وانا فوجئت ،لم يعد هناك من داعي إلا أن اكتب الفهرس واكتب تاريخ الصدور ، وهي ضمن مجموعتها التي صدرت عام 2007
تكتشف أن الفهرس جعلت منه قصيدة ، ليس هذا بالمعقول ، هذا لا يسمى شعرا
هو سخرية من الشعر واستخفاف بالكلمة وهذا الوضع يرسى له حتماً .
وللأسف المجموعة موجودة عندي وهي أهدتني إياها مرتين ، وأنا شعرت بالخجل أن أقول شيئاً لأنه شيء محزن ،شعرت بالحزن عليها .
تحدثتي عن الشخلعة النسائية في الشعر هل يفترض بالشعر أن يكون أبعد ما يكون عن الشخلعة .؟
الشخعلة هي مفهوم عبر عنه بعض الشعراء ، هناك شعراء يكرسون بعض السيدات بالوسط الثقافي حتى يكونوا معهم ، وأنا كتبتها قبل هذه المرة في مقالة لي أننا ندفع ضريبة ، لوسة الكتابة ، أنا كتبت "
 ذوات الألقاب العلمية اللواتي يزحفن على خد الورق ..
يلطخن وجهه بمفرزات رجل غبي يحبها ..
وآخر يقتنيها زوجة له ..
أنا كتبتها بالحرف هذه الجملة ، هل من سمع هذا ؟ هل من قرأ ؟
أنا قلت هذا لبعض السيدات ممن ليس لهن علاقة بالشعر،وللشعراء الذين يكتبون عدد من القصائد ويكرسون هؤلاء الشاعرات ثم يعتلوا المنابر ويأخذوا حق الأديب والمبدع الذي دفع الضريبة فعلا .
هل لديك أحداً تعتبريه مثلك الأعلى، المثل الحلو بحياتك؟
هناك امرأة كنت اعتبرها مثل جميل، و لم تكن قد حققت بعد جماهيريتها.

ـ انتصار سليمان شاعرة وروائية صدر لها:
ـ لو جئت قبل الكلام (شعر).
ـ دروب إليك وجمر عليّ (شعر).
ـ ناي لأوجاع القصب (شعر).
ـ أبشرّك بي (شعر).
ـ البرق وقمصان النوم (رواية قيد الطبع).

 حوار : سناء ابراهيم
ــــــــــــ المصدر ـــــــــــــــ 
شوكو ماكو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية