يبدو أن إدارة الفيس بوك أحبت أن تكافىء الفلسطينيين في يوم ثقافتهم -الذي يصادف الثالث عشر من آذار- بهدية صغيرة تمثلت في رسالة مقتضبة للقائمين على صفحة "مبدعون فلسطينيون" التي وصل عدد مشتركيها في أقل من تسعة أشهر إلى ما يقارب ثمانية عشر ألف مشترك، مفادها أن الفيسبوك سيقوم بإيقاف حق النشر لهذه الصفحة لأسباب متعلقة بالإخلال بشروط الاستخدام والنشر.
لم يكن هذا القرار فجائياً، كما لم يأت دون أي مقدمات؛ إذ قامت إدارة الفيس بوك قبل ذلك بحدف مقال عن الشهيدة دلال المغربي كان قد نشر في صفحة "مبدعون فلسطينيون" قبل أيام من استلام رسالة الحظر، ويبدو أنه قد تسبب في بعض الإزعاج للقائمين على الفيسبوك ما حدا بهم إلى اتخاذ هذا القرار الذي أزعج العديد من المتابعين للصفحة والقارئين اليوميين لموادها المتنوعة والتي تتناول شتى ميادين الأدب والثقافة والفن.
فقد قامت الصفحة -بحسب باسمة بطاط أحد القائمين عليها- بنشر 600 مادة مكتوبة وأكثر من 1660 فيديو، لمبدعين فلسطينيين في مجالات عدة، في محاولة منها لتعريف القراء بهم وبأعمالهم سواء الراحلين منهم أو الأحياء، ممن أثرَوْا الأدب والفن والثقافة الفلسطينية في شعرهم ونثرهم وموسيقاهم وفنونهم التشكيلية ومسرحياتهم وأفلامهم.
"كانت الفكرة منذ البداية تهدف إلى التركيز على الدور التاريخي الراهن والمستقبلي الذي تلعبه الثقافة وكل أشكال الإبداع في حياة ومسيرة الشعب الفلسطيني" هكذا تقول باسمة بطاط أثناء حديثها، مؤمنة أشد الإيمان أن الاهتمام بالثقافة قد يشكل طوق النجاة في ظل حالة الانقسام الفلسطيني والأوضاع السياسية المعقدة التي أنست الفلسطينيين كم هي ثقافتهم مشرقة، فكانت هذه الصفحة بهدف التركيز على المشهد الإبداعي الفلسطيني برمته، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
كما حاولت الصفحة وفي أكثر من مرة إلقاء الضوء على المؤسسات الإبداعية والثقافية في كافة الحقول العلمية والأدبية والفنية بنشر مواد تعريفية عن هذه المؤسسات حتى يتعرف الناس عليها وعلى ما تفعله من نشاطات وفعاليات مختلفة.
وكان في كل مرة تنشر فيها الصفحة مادة معينة، سواء تحدثت عن كاتب فلسطيني أو فنان أو سينيمائي أو مؤسسة وطنية تحظى هذه المادة بالعديد من التعليقات والإجابات ناهيك عن خدمة "i like" أو "share" التي تسمح للمستخدمين بإبداء إعجابهم بالمادة أو مشاركتها على حائطهم الشخصي على الفيسبوك ليراها جميع أصدقائهم.
فعالةٌ كانت هذه الصفحة التي لا تزال قائمة حتى الآن دون القدرة على نشر مواد من قبل إدارتها والقائمين عليها مما دفع هم إلى إنشاء مجموعة ضغط على الفيس بوك (event) بعنوان : مطالبة إدارة الفيس بوك بالتراجع عن قرارها بإيقاف صفحة مبدعون فلسطينيون، على أمل النجاح في استرداد الصفحة حقها في النشر وممارسة نشاطاتها المعتادة التي يحق للصفحات الأخرى ممارستها.
بحزن شديد ممزوج بالأمل في استرجاع الصفحة، تؤكد باسمة: "بعد تلقي الإشعار المقتضب بأن إمكانية النشر من قبلي كأحد أعضاء الإدارة قد تعطلت او توقفت، سارعت بالاتصال بزملائي الآخرين للتأكد من أن الأمر ليس فنيا أو تقنياً، إلا أنني بعد أن أدركت ما حصل أصابني شعور بالغيظ والخوف على هذه الصفحة العزيزة على قلبي فعلا والتي حاولت وزملائي في الإدارة خلال الفترة الماضية بذل جهد يومي واحيانا على مدار الساعة في تقديم كل ما يمكن ان يخدم الثقافة الفلسطينية والإبداع الفلسطيني، والتعريف بهما".
وهكذا تم إيقاف صفحة "مبدعون فلسطينيون" حتى اللحظة، فهل يا ترى استكثرت إدارة الفيسبوك على الفلسطينيين أن يحظَوْا بصفحة خاصة بالثقافة والإبداعات الفلسطينية أم ترى الفيسبوك ضاق على الفلسطينيين وحدهم دون سواهم بعد أن اتسع للجميع.
القائمون على الصفحة:
باسمة البطاط
رائد الدبس
ريم قندلفت
روض الدبس ــــــــــــــــــ
غزة-دنيا الوطن-هبة لاما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.