أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

“غريبُ النهر”.. رواية جديدة لجمال ناجي تفنّد التغريبة الفلسطينية عبر الأزمنة

حسين توكصدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون صدرت في بيروت الرواية الجديدة لجمال ناجي بعنوان (غريب النهر ) وتقع الرواية في 216 صفحة ، وتدور أحداثها في كل من فلسطين والأردن ، وتمتد إلى تركيا ولبنان وسوريا وعدد من بلدان آسيا وإفريقيا ، وتتناول فانتازيا النفير الفلسطيني منذ الحرب العالمية الأولى وحتى نهايات القرن العشرين عبر سلسلة من الأحداث التي تقوم على استجواب التاريخ وخوض السباقات في مساحاته .

ويستخدم الروائي في عمله الجديد تقنية زمنية تحطم التراتب التقليدي للزمن لتستنبط منه زمنا جديدا ذا إيقاع تناقلي يفضي إلى مفارقات تبدو غريبة للوهلة ، لكنها في الرواية تتحول إلى حقائق يصعب التشكيك في إمكانية حدوثها .
هي رواية “فانتازيا” النفير الفلسطيني ، لكن هذا النفير يظهر في الرواية برؤية جديدة تمزج بين مفارقات الشتات واستحقاقات البقاء ، وبين غرائب التحولات الإنسانية وأبعادها النفسية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك نجاحات الشخوص وإخفاقاتها وقوتها وضعفها أمام المنعطفات الحادة .
أبطال الرواية هم أفراد من عائلة افتراضية واحدة يعود أصلها إلى قرية فلسطينية ، يعايشون مراحل ضياع الوطن ومنعطفات السياسة وشتات العائلة الواحدة في أصقاع الأرض ، وهي العائلة التي تتعدد جنسيات أفرادها وتتشعب ولاءاتهم ، ويعايشون عصرهم ويحاكمونه بطرق متعددة، وفي أماكن تترك بصماتها على ألوانهم وأساليب تفكيرهم وسلوكهم.
الجدير بالذكر أن رواية جمال ناجي قبل الأخيرة “عندما تشيخ الذئاب” كانت قد حققت نجاحاً ملحوظاً ووصلت للقائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية
مقتطف من الرواية :
وقبل أن يبادر إلى توجيه أسئلته الاستقصائية المعروفة التي يفكر المضيف بها في مثل تلك المواقف ، كالسؤال عمن يكون الضيف ، وما الذي يريده ، وهل هو مرسل من أحد أقاربه أو معارفه إليه ، وغير ذلك من الأسئلة التي قد تخطر بباله ، سبقه الستيني شوكت بسؤال غريب عن الوقت الذي يناسبه من أجل اصطحابه إلى مقام أمين الأمة ، أبو عبيدة عامر بن الجراح، الذي يبعد عن البيارة مسافة ثلاثين دقيقة بالسيارة، من أجل زيارة قبر المرحومة عائشة ، وقبر شهيد العائلة .
ولقد أثار ذلك الطلب في نفسه بعض التشاؤم ، فقد تذكر بأن أشهر الموت في العائلة تنتهي في اليوم الأخير من شهر آذار ، بعد ثلاثة وأربعين يوماً من لحظته تلك ، ومن المحتمل أن تحل منيته قبل انتهاء تلك الأيام ، وهو اعتقاد ترسخ على مر السنين والعقود بين أفراد عائلة أبو حلة ، وتعزز بعد أن قضى كل أمواتهم الذين يذكرونهم خلال أشهر الموت ، وهي كانون الثاني وشباط وآذار من كل عام من أعوام الموت ، حتى إن أجدادهم كانوا يحتفلون في الأول من نيسان من كل عام بنجاتهم من تلك الأشهر الثلاثة ، ويذبحون الذبائح ويوزعونها على الفقراء، ويحرقون البخور ، ويسهرون في عليّات بيوتهم حتى الصباح ، وقبل أن يناموا يلقون بجِرار الفخار الفارغة من علّياتهم كي تنكسر في باحات بيوتهم ، معتقدين أن كسر الجرار يزيل آثار تلك الأشهر وتوجساتها).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية