في الصيف:
مدّ الليل غطاءه على المدينة..كلّ الأضواء نامت إلا صوتها..كان خيطاً من نور ينبعث من ذاكرتها التي لا تنطفىء.
جلست الجدّة "شهرزاد" وفي حضنها حفيدها "علاء".. بعينيه المدوّرتين كان يحدّق في خطوط فمها وهي تستعيد الماضي في قصّة حبّ عظيمة ناضلت من أجلها ..وكانت النهاية السعيدة هذه الثمرة التي أنجبت لها "علاء"
.
في الخريف:
كانت تنهيدته تنبعث من العمق..جلس أمامها في صمت المكان ،منكمشاً كروحٍ طريّة..تحسّس الرخام ، نفض عنه البرد..حطّت فراشة ضوئية على أصابع يده..أحسّ بعطرها..ابتسمت الملائك في وجهه..تمتم في قلبه الفاتحة..قام مستنداً إلى ظلّه..مشى..وفي كلّ خطوة كانت قدماه تخشن و تطول والمعطف الرمادي يعلن حربه للريح و المطر.
في الشتاء:
السماء مرشوشة بالغيم الداكن..وهو،ذلك الفتى القريب من النافذة..يستحضر طيفها في مخيلته..فاض سحر حضورها حتى رآها أمامه بقامتها المعتدلة التي لم تنكسر أبداً وبفستانها الذي لم ينزع عنها يوماً هيئة الأميرة..ذاب في رغوة الذاكرة..في حضرة حكاياتها التي تنتهي دوما بالبطل..البطل الذي لا يأتي من أيّ مكان والذي لم يصل بعد.
في الربيع:
دخل الصباح في كلّ شيء..في النوافذ..في الشجر.. و في الغيوم المرصوصة عند عنق الجبل.. لم يعد يسهو قرب نافذته..هذا الرجل انطلق مثل طائر خرافيّ ..استعار من حكايات جدّته البطل..بذلّ كلّ ذاته في قصّة حبّ نضالية..وسار بشموخه اليقيني نحو امرأة شعرها أبيض..ويدها ممدودة الى الأعلى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.