الحب مثل أي المشاعر و الانفعالات الانسانية تتصف ببعدين اساسيين هما الامتداد في الزمن
والاشتداد, الذي نحسه على صورة كم تزيد حدته او تنقص.
ان العلاقه بين الاشتداد والامتداد في الحب تبدو للوهلة الأولى بسيطة لكن عين الباحث الموضوعي تكشف مدى التعقيد الذي يحكم هذه العلاقه. فالامتداد هو غاية كل عاشق. لكن يختلف مفهومه بين العاشق التقليدي الذي يخضع لمؤسسات المجتمع التقليدية, فيبارك الحب حسب قانون المجتمع بالزواج. لتتحول عندها هذه العلاقه الى واجب, وبين الدنجوان الذي يسعى نحو الامتداد بالقفز بين ( المعشوقات او المعشوقين)،
ان نزوع العاشق التقليدي للامتداد على حساب الحب يخلق في نفسه التوتر لان التقاليد المفروضة تمنعه من خوض تجربة الحب العاصفة حسيا وعاطفيا كما يريد في لا وعيه, أما الدنجوان فيتعذب من عدم مقدرته على الثبات في الحب.
ان تلك العلاقة تحدث عنها الكتاب بأسلوب تحليلي وسيكيلوجي وتوغل داخل أعماق النفس الانسانيه وكشف به كل نوازعها مستخدما جميع الأدوات المعرفية الممكنه من فلسفه وتحليل وسيكيلوجيا وشواهد ادبية باسلوب بارع, وفكر منفتح, مما دعا نزار قباني ليقول كلمته التعريفية التالية عن الكتاب: قبل هذا الكتاب, كان العشاق العذريون في تصورنا انقياء كالملائكه, معصومين كالقديسين. ويأتي صادق جلال العظم في هذا الكتاب ليمزق القناع عن وجوه العشاق العذريين, وليكشف بالمنطق والفكر الفلسفي العميق انهم كانوا في حقيقتهم نرجسيين وشهوانيين…
تلك العلاقه بين الاشتداد والامتداد وصفها الكاتب بمفارقة الحب, وقد قال في الفصل الاخير من الكتاب ( خواطر أخيرة), وهذا ما يهمني ان اقدمه بتصرف, ان تحقيق الحل المثالي لمفارقة الحب مستحيل بالنسبة الى اللانسان ما دام هذا الاخير يعيش في نطاق الزمان والصيرورة.
ان الإنسان الواعي لظروفه يعي تلك الاشكاليه ويحاول ان يخلق التوازن فيها وان يتخذ قراره بنفسه, دون مساعدة قريب او صديق, هذا من الناحية الشخصية, ولكن يبدو ان مشكلة الحب تنطوي على بعد اجتماعي مهم, حيث كان لتلك المشكله في المجتمعات التقليدية الراكدة صورة صداميه بين طرفي الاشكالية (الرجل والمرأه) جعلت الانسان يلجأ لابتكار صيغ واساليب للتخفيف من حدتها وللحفاظ على نفسه بعيدا عن الشقاء والألم.
لكن تلك المجتمعات التقليدية بدأت تتأثر بنظر معاصرة علمانيه قامت على تحليل الواقع وتفكيكه للتحرر من كل القواعد والاراء المسبقة الصنع التي ورثناها, وحملنا بسببها قيودا كثيرة. هدفت تلك النظرة المعاصرة التي تخفيف هذه القيود العتيقة. وعملت على ارضاء نوازع الانسان في الحب والعشق بعفوية وتلقائيه, دون الاضطرار الى اللجوء الى التمويه الاجتماعي والتعويض المرضي على مستوى الخيال والوهم.
ان الإنسان الواعي لظروفه يعي تلك الاشكاليه ويحاول ان يخلق التوازن فيها وان يتخذ قراره بنفسه, دون مساعدة قريب او صديق, هذا من الناحية الشخصية, ولكن يبدو ان مشكلة الحب تنطوي على بعد اجتماعي مهم, حيث كان لتلك المشكله في المجتمعات التقليدية الراكدة صورة صداميه بين طرفي الاشكالية (الرجل والمرأه) جعلت الانسان يلجأ لابتكار صيغ واساليب للتخفيف من حدتها وللحفاظ على نفسه بعيدا عن الشقاء والألم.
لكن تلك المجتمعات التقليدية بدأت تتأثر بنظر معاصرة علمانيه قامت على تحليل الواقع وتفكيكه للتحرر من كل القواعد والاراء المسبقة الصنع التي ورثناها, وحملنا بسببها قيودا كثيرة. هدفت تلك النظرة المعاصرة التي تخفيف هذه القيود العتيقة. وعملت على ارضاء نوازع الانسان في الحب والعشق بعفوية وتلقائيه, دون الاضطرار الى اللجوء الى التمويه الاجتماعي والتعويض المرضي على مستوى الخيال والوهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.