بين
المخيال و الوهم فرق الخصب و اللاجدوى و مع الحياة الحالمة تتفجر الأسئلة،
أسئلة الواقع و الحياة الذهنية و الموت و الحياة، إن الحياة الحالمة سرّ
من الأسرار لا تجلوه الأفهام عن آخره لأنه ليس من مشمولات الحياة العاقلة
التي يمكن تكميمها و إخضاعها للإحصائيات بل إنه يتعلق بنشاط الذاكرة و
الفهم و اللاوعي أثناء النوم و أحيانا في اليقظة و هو ما يُعرف لدى
المُبدعين (و بعض الأشخاص العُصابيين) بِحُلم اليقظة الذي قد يدوم ساعات
طويلة يستسلم خلالها المبدع لهذا الحلم الذي يكون حلما شِبْه إرادي يساعده
على إيجاد مواضيع جديدة لإبداعه و صياغة اتجاهات جديدة بِاُستثارة الذاكرة و
جعل التجارب النفسية و الاطلاع على الأعمال الابداعية الأخرى في شتى
الفنون رافدا أساسيا لإثراء تجربته الفنية.
و الحلم أثناء النوم حياة كاملة حتى و إن نسي الحالم كل ما يتعلق بحلمه عند النهوض من النوم إذ يقوم النوم بوظيفة علاجية من جهة إشباع الرغبات المكبوتة لدى الحالم في الواقع أو تصعيد المخاوف التي تظهر في شاشة الحلم فيتعامل معها الحالم بإيجاد حل تعويضي يقع فيه تبادل الأدوار أو أن يتعرف الحالم على مشكلته إن كان غير واع بها في الواقع و يكون نسيان الأحلام عادة وظيفة دفاعية لاواعية لكي لا يختلّ التوازن النفسي للشخص عند تماسّ الجانبين الواعي و اللاواعي فكأن الحلم عيادة إلهية تتخلص فيها الذات من مشاكلها غير الواعية و تنسى كل ما حدث بمجرد خروجها من حالة النوم.
كما أن الحلم يقوم بعملية تطهير للذات بل إن فيه إعدادا للحياة الآخرة إذ أن دينامية الموت تجعل من القبر طقسُ عبور إلى الحياة الأخرى الخالدة و في القبر إذ يُشبه الميتُ النائمَ كما في النص القرآني "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون(42) الزمر" فحياة الميت و النائم متشابهتان و يقوم هنا دور الحلم التطهيري في الحياة و الموت الدينامي بتشغيل الذاكرة اللاواعية التي يكون فيها الخوف و الذنب و الحزن و الندم عناصر مُحفزة للصور التي تطرأ للنائم/الميت فتعذّبه إلا ان النائم يجد الخلاص فيستيقظ أما الميت فلا يموت و لا يحيى و هذا هو العذاب.
هل نار القبر نار أم أنها ذلك العذاب النفسي المختلط من الخوف و الحزن. أليس الحزن في أصله من اُنفصال الكائن بعد أن صار قابلا للخلود عن خالقه؟ أليس الخوف من ذلك البعد الفيزيائي عن الخالق و الذي يجعل الكائن دون حماية أو بركة؟ هل فاكهة الجنة و حريرها و إستبرقها عناصر فيزيائية بمقياس الخلود.أم انها مجرد ديكور يتعلق بالأسلوب القرآني لتقريب الصورة اللامادية، ألا يتحول الناظر لوجه الخالق إلى نور منثور و يخلد في طبيعته النورانية لا طبيعة سوبر-فيزيائية ليست إلا إعلاء للصورة الأرضية.
ألا يخلُدُ الكائن النوري في النور و الكائن الناري في النار و هذا طبع التجاذب في العناصر و الجواهر. أليس العذاب مرحلة عبور فقط و الذي هو خليط من موت و حياة و نوم و يقظة فيكون تطهير الجسد بآلام التحلل حتى التلاشي و تطهير الروح بألم الأحلام حتى الفناء في الخالق.
كم تختلط الحياة الواعية باللاواعية و المادة بالروح في حركة كونية ضخمة تكاد تكون فيها الأسماء مجرد إشارات ضوئية في طريق واحدة ثنائية الاتجاه. إن كل شيء يتحرك ضمن تموجات بالغة الدقة و ينتقل مسار الطاقة في الكون بقدر متساوٍ بين الأضداد كلها فالمادة و الروح و الشر و الخير و الموت و الحياة و السكون و الحركة كلها تتغذى بنفس القوة و تتفاعل في الكائن و الكون بنفس الدرجة و يأتي العقل و الأحلام لإحداث التوازن لدى الانسان حسب اُحتياجاته!
و الحلم أثناء النوم حياة كاملة حتى و إن نسي الحالم كل ما يتعلق بحلمه عند النهوض من النوم إذ يقوم النوم بوظيفة علاجية من جهة إشباع الرغبات المكبوتة لدى الحالم في الواقع أو تصعيد المخاوف التي تظهر في شاشة الحلم فيتعامل معها الحالم بإيجاد حل تعويضي يقع فيه تبادل الأدوار أو أن يتعرف الحالم على مشكلته إن كان غير واع بها في الواقع و يكون نسيان الأحلام عادة وظيفة دفاعية لاواعية لكي لا يختلّ التوازن النفسي للشخص عند تماسّ الجانبين الواعي و اللاواعي فكأن الحلم عيادة إلهية تتخلص فيها الذات من مشاكلها غير الواعية و تنسى كل ما حدث بمجرد خروجها من حالة النوم.
كما أن الحلم يقوم بعملية تطهير للذات بل إن فيه إعدادا للحياة الآخرة إذ أن دينامية الموت تجعل من القبر طقسُ عبور إلى الحياة الأخرى الخالدة و في القبر إذ يُشبه الميتُ النائمَ كما في النص القرآني "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون(42) الزمر" فحياة الميت و النائم متشابهتان و يقوم هنا دور الحلم التطهيري في الحياة و الموت الدينامي بتشغيل الذاكرة اللاواعية التي يكون فيها الخوف و الذنب و الحزن و الندم عناصر مُحفزة للصور التي تطرأ للنائم/الميت فتعذّبه إلا ان النائم يجد الخلاص فيستيقظ أما الميت فلا يموت و لا يحيى و هذا هو العذاب.
هل نار القبر نار أم أنها ذلك العذاب النفسي المختلط من الخوف و الحزن. أليس الحزن في أصله من اُنفصال الكائن بعد أن صار قابلا للخلود عن خالقه؟ أليس الخوف من ذلك البعد الفيزيائي عن الخالق و الذي يجعل الكائن دون حماية أو بركة؟ هل فاكهة الجنة و حريرها و إستبرقها عناصر فيزيائية بمقياس الخلود.أم انها مجرد ديكور يتعلق بالأسلوب القرآني لتقريب الصورة اللامادية، ألا يتحول الناظر لوجه الخالق إلى نور منثور و يخلد في طبيعته النورانية لا طبيعة سوبر-فيزيائية ليست إلا إعلاء للصورة الأرضية.
ألا يخلُدُ الكائن النوري في النور و الكائن الناري في النار و هذا طبع التجاذب في العناصر و الجواهر. أليس العذاب مرحلة عبور فقط و الذي هو خليط من موت و حياة و نوم و يقظة فيكون تطهير الجسد بآلام التحلل حتى التلاشي و تطهير الروح بألم الأحلام حتى الفناء في الخالق.
كم تختلط الحياة الواعية باللاواعية و المادة بالروح في حركة كونية ضخمة تكاد تكون فيها الأسماء مجرد إشارات ضوئية في طريق واحدة ثنائية الاتجاه. إن كل شيء يتحرك ضمن تموجات بالغة الدقة و ينتقل مسار الطاقة في الكون بقدر متساوٍ بين الأضداد كلها فالمادة و الروح و الشر و الخير و الموت و الحياة و السكون و الحركة كلها تتغذى بنفس القوة و تتفاعل في الكائن و الكون بنفس الدرجة و يأتي العقل و الأحلام لإحداث التوازن لدى الانسان حسب اُحتياجاته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.