قضى العمر جوّابٌاً في آفاق المعرفةـ ورحّالةً في دروب التاريخ..
ودعت دمشق مساء يوم الثلاثاء ٢٤ آب أغسطس ٢٠١٠ الموافق ١٤ رمضان ١٤٣١ هجرية، المؤرخ والبحاثة والأديب الفلسطيني الأستاذ الدكتور شوقي أبو خليل عن عمر يناهز الواحد والسبعين، بعد أن ترك إرثاً علمياً عظيماً، مثرياً المكتبة الإسلامية بمؤلفاتٍ قيّمةـ نافح فيها عن دينه وتاريخ أمته بالفكر المتَّزن، والدقة العلمية، والعبارة المشرقةـ وقد ركز الراحل في سنوات عطائه جهده في البحث التاريخي للمحطات العظيمة في تاريخ العرب والمسلمين، أضاء فيها جوانب العبرة والعظة في محاولة توجيهية منه في استخدام المعرفة التاريخية في التنمية الثقافية والإصلاح الاجتماعي، كما نافح عن بنية التاريخ الإسلامي في مواجهة مناهج بعض المستشرقين اليهود والصهاينة الذين استخدموا البعد الأكاديمي في التضليل المعرفي، كما أسهم في نشر المعرفة التربوية والإصلاحية.
وُلِد الدكتور شوقي أبو خليل في مدينة بيسان، في فلسطين عام 1941م، وتلقى تعليمه في مدارس دمشق وثانوياتها، وفي عام 1965م تحصّل على الإجازة في التّـاريخ من كلّـيّـة الآداب بجامعة دمشق، ثم الدكتوراه في التّـاريخ من أكاديميّـة العلوم بآذربيجان عام 1990م.
عمل أستاذاً لمادة الحضارة الإسلاميّـة والاستشراق بكلّـيّـة الدّعوة الإسلامية (فرع دمشق) في مجمع الشيخ أحمد كفتارو ما بين (1986-1988م)
ومحاضراً في كلّـيّـة الشّـريعة بجامعة دمشق سنوات(1988-1997م)
ونصّب أميناً عاماً لجامعة العلوم الإسلامية والعربيّـة- دمشق (1992-1997م)
ومـديراً للتحرير في دار الفكر منذ عام 1991م وحتى تاريخ وفاتهـ وهي الدار التي أصدر منها معظم كتبه الأخيرة.
وهو أيضاً رئيس شعبة التّـاريخ والحضارة في معهد جمعيّـة الفتح الإسلامي، وأستاذ التّـاريخ فيه منذ عام 2000م وحتّـى تاريخ وفاتهـ وكان ـ رحمه الله ـ عضواً في جمعية البحوث والدراساتـ في اتحاد الكتاب العرب.
من آثاره القلمية والعلمية
استطاع قلم الدكتور شوقي أن يصل عبر ما يناهز الستين مؤلفاً فكرياً وعلمياً وتاريخاً (*) إلى المعادل الموضوعي لطرح أقوى الأفكار، وأعمق المعانيـ بمنطق مقنع، و أسلوب ممتع.. وقد كانت قبلته التي يتجه إليها في البحث العلمي هي الحقيقةـ والموضوعية والعدل.
ومن أهم أثاره القلمية نذكر: «أطلس السيرة النبوية»، و «أطلس الحديث الشريف»، و «أطلس التاريخ العربي الإسلامي»، و «أطلس القرآن الكريم»، وقد تعرض الدكتور أبو خليل ـ في هذا المجال _ لنقدٍ من بعض الباحثين نظراً لاستناده في أطلس القرآن على ( المرويات الإسرائيلية ) في كتب التفسيرـ وطالبوه بتحقيق هذه المقولات وتفنيدها وعدم استخدامها باعتبارها حقائق وترجمتها إلى خرائط يستند عليها الباحثون بعده، مع شهادتهم له بالابتكار والتميز في بابه.
وفي كتابه الجامع " الحضارة العربية الإسلامية " تجلت ثقافة الدكتور شوقي الواسعةـ وإضاءاته الكاشفة للمعمار الكبير الجميل لحضارتنا العربية الإسلامية العريقةـ وهو ـ حسب تعبير المؤلف ـ " كتاب فريد في بابه، أضعه باطمئنان إلى جانب كتاب " شمس الله تسطع على الغرب " للباحثة الألمانية زيغريد هونكه ".
وعن كتابه" الحوار دائماً وحوار مع مستشرق" يقول الدكتور عبد المعطي الدالاتي: " يتربع أسلوب د.شوقي على عرشهـ وفيه يتجلى دماثة الخلقـ وبراعة الفكرـ وعمق الوعي، فيه ترى المؤلف الواثق بما يمتلك من أفكارـ فهو لا يخاف من الحق إذا كان مع الآخرـ لأن الحق مطلبه.
لقد كان هذا الكتاب مِفصلا لكلماته التي صمم أن يقولها للأجيال، وقد تألق في تفعيل النقد الذاتي الداخلي، ليكشف عوار الأفكار المهترئةـ والبدع والخرافات والضلالات التي طالما رفعنا عليها لافتة القداسة.
كما تألق الدكتور أبو خليل في حواره مع الآخر الغربي، تاركاً في جعبة وجدانه أسئلة كبيرة تنتظر الجوابـ ومهما تأخر الجواب فالدكتور شوقي ليس على عجلة من أمره ويمكنه الانتظار! ".
وهو كما يذكر الدكتور الدالاتي ذو إنتاج علمي " يجمع حرارة الإيمانـ وروعة الفكرـ وجمال الأدبـ في كأسٍ واحدة لذّة للشاربين..
وأسلوبه عذب رقراقـ ينحدر كالغدير المتسلسل متسلّلاً إلى مسارب الروحـ وأعماق الفكرـ ليزرع فيهما القناعة والرضا.."
ومن الإثراءات التي أضافها الدكتور شوقي أبو خليل ـ رحمه الله ـ إلى الفكر الإسلامي:
1- ابتكار فكرة الأطلس القرآنيـ وأطلس السيرة النبوية والحديث الشريفـ وإثراء أطلس التاريخ العربي الإسلامي.
2- الدفاع عن الحضارة العربية الإسلامية مع الكشف عن خصائصها ومنطلقاتهاـ وآثارها في الحياة والتاريخ الإنساني.
3- التجديد الفكريـ ومحاربة التعصب الأعمى للأشخاص..
4- تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومحاربة الخرافات والأفكار المنحرفة الخطيرة، كالاتحاد والحلول ووحدة الوجود.
5- الوزن بميزان الاعتدال للشخصيات المثيرة في التاريخـ سواء الهدّامة (جرجي زيدان (سلسلة في الميزان) دار الفكر، 1982م)، أو إنصاف الشخصيات التي حيف عليها في تاريخنا العريق مثل القائد العباسي هارون الرشيد.( دار الفكر – دمشق، طبعة2 ـ 1991م).
6- الانتقال في معترك الأفكار من مرحلة الدفاع والتبرير إلى الهجوم الواثق المطمئن، وإلى كشف عوار الآخر.
وهاهو يتساءل:" أما آن لنا – نحن المسلمين- أن نترك موقف الدفاع الذي نقفه لرد شبهات الاستشراق وافتراءاته، ونقف موقف الطارح في ساح البحث عيوبهم ومخازيهم؟!".
7- ويبقى الميدان الأثير لرحالة التاريخ هو التاريخ الإسلاميـ حيث هاجر في آفاقه وفي دروبهـ وعاش في ظلاله فقدم لنا قراءة جديدة للتاريخ الإسلامي عامة، وللسيرة النبوية خاصة باعتبارها الفترة المعصومة من تاريخنا، وأعظم هجرة له كانت مع الهجرة..
جدير بالذكر أن دار الفكر (سورية) أصدرت كتيباً عن الدّكتور شوقي أبو خليلـ في حفل تّكريمي خاص، بمناسبة اِحتفاليّـةِ يوم الكتاب في ( 23 نيسان / أبريل 2004م/ صَفَر 1425هـ ).
رحم الله الدكتور شوقي أبو خليلـ الذي قضى العمر فارساً من فرسان الفكر، وجوّاباً في آفاق المعرفةـ ورحّالةً في دروب التاريخ.
الحواشي:
*الآثار القلمية والعلمية للدكتور شوقي أبو خليل:
1.القادسية، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970م.
2.الإسلام في قفص الاتهامـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970 م. (ترجم إلى الفارسية والانكليزية).
3.اليرموكـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
4.نهاوندـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
5.الإنسان بين العلم والدينـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
6.ذات الصواريـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970م.
7.آراء يهدمها الإسلامـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1974م.
8.غريزة أَمْ تقدير إلهيـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1975م.
9.مَنْ ضيَّع القرآن؟ـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1975م.
10.فتح الأندلسـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1976م.
11.الإسلام وحركات التحرر العربيةـ دار الفكر، دمشق- بيروت،1977م.
12.هارون الرَّشيدـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1977م.
13.بلاط الشهداءـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
14.الزَّلاَّقةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
15.الأَرَكـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
16.العِقَابـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
17.فتح صِقِلَّيَّةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
18.عوامل النَّصر والهزيمةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
19.مصرع غَرْناطةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1980م.
20.الهجرة حديث غيَّر مجرى التاريخـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1980م.
21.جرجي زيدان (سلسلة في الميزان) دار الفكر، دمشق- بيروت، 1982م.
22.غزوات الرسول الأعظمـ (سلسلةـ عشرة أجزاء)ـ صدرت مابين سنوات 1983م و1984م.
23. فيليب حتَّي في الميزانـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1985م.
24.كارل بروكلمان في الميزانـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1987م.
25.عوامل النصر والهزيمة عبر تاريخنا الإسلامي، ط2، دار الفكرـ دمشق- بيروت، 1987م.
26. عَمُّوريةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1987م.
27.وادي المخازنـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1988م.
28.أحب أن أكون. (1-10) دار الفكر – دمشق، 1989م.
29.غوستاف لوبون في الميزان، دار الفكر، دمشق، 1990م.
30.أحب أن أكون. (11-20) دار الفكر – دمشق، 1991م.
31.هارون الرشيد، دار الفكر – دمشق، طبعة2ـ 1991م.
32.في التاريخ الإسلاميـ دار الفكر – دمشق، 1991م.
33.بندلي الجوزي في الميزان، دار الفكر، دمشق، 1993م.
34.أحب أن أعرف تاريخ أمتي (1-6). دار الفكر – دمشق، 1993م.
35.المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام (1-15) (سلسلة)، دار الفكر – دمشق، 1993م.
36.الحوار دائماً وحوار مع مستشرق، دار الفكرـ دمشق، 1994م.
37.الحضارة العربية الإسلامية وموجز عن الحضارات السابقة، دار الفكر، دمشق، 1994م.
38.أطلس التاريخ العربي الإسلاميـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1994م.
39.الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين، دار الفكر – دمشق، 1995م.
40.الاسلام نهر يبحث عن مجرى، دار الفكر – دمشق، 1996م.
41.مآثر الإنافة في معالم الخلافة، دار الفكر – دمشق، 1997م.
42.أحب أن أعرف تاريخ أمتي (7-12). دار الفكر – دمشق، 1998م.
43.تحرير المرأة ممن؟ وفيم حريتها. دار الفكر دمشق، 1998م.
44.أطلس دول العالم الإسلامي (جغرافي-تاريخي-اقتصادي)، دار الفكر، دمشق، 1999م.
45.أطلس القرآن (أماكن-أقوام-أعلام)ـ دار الفكر – دمشق، 2000م.
46.حكايات من تراث الطفولة (1-12) دار الفكر – دمشق، 2001م.
47.حكايات من تراث الطفولة (13-24) دار الفكر – دمشق، 2001م.
48.حكايات من تراث الطفولة (25-36)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
49.حكايات من تراث الطفولة (37-48)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
50.حكايات من تراث الطفولة (49-60)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
51.حكايات من تراث الطفولة (61-72)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
52.محطات حضارية من كتاب فتوح البلدان للبلاذري،، دار الفكر – دمشق، 2002م.
53.حكايات من تراث الطفولة (73-84)ـ دار الفكر – دمشق، 2003م.
54.أطلس السيرة النبوية، دار الفكر – دمشق، 2003م.
55.علماء الأندلس - إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوروبية (سلسلة هذا هو الإسلام)،ـ دار الفكر – دمشق، 2003م.
56.أطلس الحديث النبوي، دار الفكر – دمشق، 2004م.
57.مع الحدث (كتيبات)ـ دار الفكر – دمشق، 2006م.
58.الإسلام عقيدة وسلوك، دار الفكر – دمشق، 2007م.
59.لوحات مضيئة في الحضارة العربية الإسلامية، دار الفكر – دمشق، 2007م.
ودعت دمشق مساء يوم الثلاثاء ٢٤ آب أغسطس ٢٠١٠ الموافق ١٤ رمضان ١٤٣١ هجرية، المؤرخ والبحاثة والأديب الفلسطيني الأستاذ الدكتور شوقي أبو خليل عن عمر يناهز الواحد والسبعين، بعد أن ترك إرثاً علمياً عظيماً، مثرياً المكتبة الإسلامية بمؤلفاتٍ قيّمةـ نافح فيها عن دينه وتاريخ أمته بالفكر المتَّزن، والدقة العلمية، والعبارة المشرقةـ وقد ركز الراحل في سنوات عطائه جهده في البحث التاريخي للمحطات العظيمة في تاريخ العرب والمسلمين، أضاء فيها جوانب العبرة والعظة في محاولة توجيهية منه في استخدام المعرفة التاريخية في التنمية الثقافية والإصلاح الاجتماعي، كما نافح عن بنية التاريخ الإسلامي في مواجهة مناهج بعض المستشرقين اليهود والصهاينة الذين استخدموا البعد الأكاديمي في التضليل المعرفي، كما أسهم في نشر المعرفة التربوية والإصلاحية.
وُلِد الدكتور شوقي أبو خليل في مدينة بيسان، في فلسطين عام 1941م، وتلقى تعليمه في مدارس دمشق وثانوياتها، وفي عام 1965م تحصّل على الإجازة في التّـاريخ من كلّـيّـة الآداب بجامعة دمشق، ثم الدكتوراه في التّـاريخ من أكاديميّـة العلوم بآذربيجان عام 1990م.
عمل أستاذاً لمادة الحضارة الإسلاميّـة والاستشراق بكلّـيّـة الدّعوة الإسلامية (فرع دمشق) في مجمع الشيخ أحمد كفتارو ما بين (1986-1988م)
ومحاضراً في كلّـيّـة الشّـريعة بجامعة دمشق سنوات(1988-1997م)
ونصّب أميناً عاماً لجامعة العلوم الإسلامية والعربيّـة- دمشق (1992-1997م)
ومـديراً للتحرير في دار الفكر منذ عام 1991م وحتى تاريخ وفاتهـ وهي الدار التي أصدر منها معظم كتبه الأخيرة.
وهو أيضاً رئيس شعبة التّـاريخ والحضارة في معهد جمعيّـة الفتح الإسلامي، وأستاذ التّـاريخ فيه منذ عام 2000م وحتّـى تاريخ وفاتهـ وكان ـ رحمه الله ـ عضواً في جمعية البحوث والدراساتـ في اتحاد الكتاب العرب.
من آثاره القلمية والعلمية
استطاع قلم الدكتور شوقي أن يصل عبر ما يناهز الستين مؤلفاً فكرياً وعلمياً وتاريخاً (*) إلى المعادل الموضوعي لطرح أقوى الأفكار، وأعمق المعانيـ بمنطق مقنع، و أسلوب ممتع.. وقد كانت قبلته التي يتجه إليها في البحث العلمي هي الحقيقةـ والموضوعية والعدل.
ومن أهم أثاره القلمية نذكر: «أطلس السيرة النبوية»، و «أطلس الحديث الشريف»، و «أطلس التاريخ العربي الإسلامي»، و «أطلس القرآن الكريم»، وقد تعرض الدكتور أبو خليل ـ في هذا المجال _ لنقدٍ من بعض الباحثين نظراً لاستناده في أطلس القرآن على ( المرويات الإسرائيلية ) في كتب التفسيرـ وطالبوه بتحقيق هذه المقولات وتفنيدها وعدم استخدامها باعتبارها حقائق وترجمتها إلى خرائط يستند عليها الباحثون بعده، مع شهادتهم له بالابتكار والتميز في بابه.
وفي كتابه الجامع " الحضارة العربية الإسلامية " تجلت ثقافة الدكتور شوقي الواسعةـ وإضاءاته الكاشفة للمعمار الكبير الجميل لحضارتنا العربية الإسلامية العريقةـ وهو ـ حسب تعبير المؤلف ـ " كتاب فريد في بابه، أضعه باطمئنان إلى جانب كتاب " شمس الله تسطع على الغرب " للباحثة الألمانية زيغريد هونكه ".
وعن كتابه" الحوار دائماً وحوار مع مستشرق" يقول الدكتور عبد المعطي الدالاتي: " يتربع أسلوب د.شوقي على عرشهـ وفيه يتجلى دماثة الخلقـ وبراعة الفكرـ وعمق الوعي، فيه ترى المؤلف الواثق بما يمتلك من أفكارـ فهو لا يخاف من الحق إذا كان مع الآخرـ لأن الحق مطلبه.
لقد كان هذا الكتاب مِفصلا لكلماته التي صمم أن يقولها للأجيال، وقد تألق في تفعيل النقد الذاتي الداخلي، ليكشف عوار الأفكار المهترئةـ والبدع والخرافات والضلالات التي طالما رفعنا عليها لافتة القداسة.
كما تألق الدكتور أبو خليل في حواره مع الآخر الغربي، تاركاً في جعبة وجدانه أسئلة كبيرة تنتظر الجوابـ ومهما تأخر الجواب فالدكتور شوقي ليس على عجلة من أمره ويمكنه الانتظار! ".
وهو كما يذكر الدكتور الدالاتي ذو إنتاج علمي " يجمع حرارة الإيمانـ وروعة الفكرـ وجمال الأدبـ في كأسٍ واحدة لذّة للشاربين..
وأسلوبه عذب رقراقـ ينحدر كالغدير المتسلسل متسلّلاً إلى مسارب الروحـ وأعماق الفكرـ ليزرع فيهما القناعة والرضا.."
ومن الإثراءات التي أضافها الدكتور شوقي أبو خليل ـ رحمه الله ـ إلى الفكر الإسلامي:
1- ابتكار فكرة الأطلس القرآنيـ وأطلس السيرة النبوية والحديث الشريفـ وإثراء أطلس التاريخ العربي الإسلامي.
2- الدفاع عن الحضارة العربية الإسلامية مع الكشف عن خصائصها ومنطلقاتهاـ وآثارها في الحياة والتاريخ الإنساني.
3- التجديد الفكريـ ومحاربة التعصب الأعمى للأشخاص..
4- تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومحاربة الخرافات والأفكار المنحرفة الخطيرة، كالاتحاد والحلول ووحدة الوجود.
5- الوزن بميزان الاعتدال للشخصيات المثيرة في التاريخـ سواء الهدّامة (جرجي زيدان (سلسلة في الميزان) دار الفكر، 1982م)، أو إنصاف الشخصيات التي حيف عليها في تاريخنا العريق مثل القائد العباسي هارون الرشيد.( دار الفكر – دمشق، طبعة2 ـ 1991م).
6- الانتقال في معترك الأفكار من مرحلة الدفاع والتبرير إلى الهجوم الواثق المطمئن، وإلى كشف عوار الآخر.
وهاهو يتساءل:" أما آن لنا – نحن المسلمين- أن نترك موقف الدفاع الذي نقفه لرد شبهات الاستشراق وافتراءاته، ونقف موقف الطارح في ساح البحث عيوبهم ومخازيهم؟!".
7- ويبقى الميدان الأثير لرحالة التاريخ هو التاريخ الإسلاميـ حيث هاجر في آفاقه وفي دروبهـ وعاش في ظلاله فقدم لنا قراءة جديدة للتاريخ الإسلامي عامة، وللسيرة النبوية خاصة باعتبارها الفترة المعصومة من تاريخنا، وأعظم هجرة له كانت مع الهجرة..
جدير بالذكر أن دار الفكر (سورية) أصدرت كتيباً عن الدّكتور شوقي أبو خليلـ في حفل تّكريمي خاص، بمناسبة اِحتفاليّـةِ يوم الكتاب في ( 23 نيسان / أبريل 2004م/ صَفَر 1425هـ ).
رحم الله الدكتور شوقي أبو خليلـ الذي قضى العمر فارساً من فرسان الفكر، وجوّاباً في آفاق المعرفةـ ورحّالةً في دروب التاريخ.
الحواشي:
*الآثار القلمية والعلمية للدكتور شوقي أبو خليل:
1.القادسية، دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970م.
2.الإسلام في قفص الاتهامـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970 م. (ترجم إلى الفارسية والانكليزية).
3.اليرموكـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
4.نهاوندـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
5.الإنسان بين العلم والدينـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1971م.
6.ذات الصواريـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1970م.
7.آراء يهدمها الإسلامـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1974م.
8.غريزة أَمْ تقدير إلهيـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1975م.
9.مَنْ ضيَّع القرآن؟ـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1975م.
10.فتح الأندلسـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1976م.
11.الإسلام وحركات التحرر العربيةـ دار الفكر، دمشق- بيروت،1977م.
12.هارون الرَّشيدـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1977م.
13.بلاط الشهداءـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
14.الزَّلاَّقةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
15.الأَرَكـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
16.العِقَابـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
17.فتح صِقِلَّيَّةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
18.عوامل النَّصر والهزيمةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1979م.
19.مصرع غَرْناطةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1980م.
20.الهجرة حديث غيَّر مجرى التاريخـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1980م.
21.جرجي زيدان (سلسلة في الميزان) دار الفكر، دمشق- بيروت، 1982م.
22.غزوات الرسول الأعظمـ (سلسلةـ عشرة أجزاء)ـ صدرت مابين سنوات 1983م و1984م.
23. فيليب حتَّي في الميزانـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1985م.
24.كارل بروكلمان في الميزانـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1987م.
25.عوامل النصر والهزيمة عبر تاريخنا الإسلامي، ط2، دار الفكرـ دمشق- بيروت، 1987م.
26. عَمُّوريةـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1987م.
27.وادي المخازنـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1988م.
28.أحب أن أكون. (1-10) دار الفكر – دمشق، 1989م.
29.غوستاف لوبون في الميزان، دار الفكر، دمشق، 1990م.
30.أحب أن أكون. (11-20) دار الفكر – دمشق، 1991م.
31.هارون الرشيد، دار الفكر – دمشق، طبعة2ـ 1991م.
32.في التاريخ الإسلاميـ دار الفكر – دمشق، 1991م.
33.بندلي الجوزي في الميزان، دار الفكر، دمشق، 1993م.
34.أحب أن أعرف تاريخ أمتي (1-6). دار الفكر – دمشق، 1993م.
35.المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام (1-15) (سلسلة)، دار الفكر – دمشق، 1993م.
36.الحوار دائماً وحوار مع مستشرق، دار الفكرـ دمشق، 1994م.
37.الحضارة العربية الإسلامية وموجز عن الحضارات السابقة، دار الفكر، دمشق، 1994م.
38.أطلس التاريخ العربي الإسلاميـ دار الفكر، دمشق- بيروت، 1994م.
39.الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين، دار الفكر – دمشق، 1995م.
40.الاسلام نهر يبحث عن مجرى، دار الفكر – دمشق، 1996م.
41.مآثر الإنافة في معالم الخلافة، دار الفكر – دمشق، 1997م.
42.أحب أن أعرف تاريخ أمتي (7-12). دار الفكر – دمشق، 1998م.
43.تحرير المرأة ممن؟ وفيم حريتها. دار الفكر دمشق، 1998م.
44.أطلس دول العالم الإسلامي (جغرافي-تاريخي-اقتصادي)، دار الفكر، دمشق، 1999م.
45.أطلس القرآن (أماكن-أقوام-أعلام)ـ دار الفكر – دمشق، 2000م.
46.حكايات من تراث الطفولة (1-12) دار الفكر – دمشق، 2001م.
47.حكايات من تراث الطفولة (13-24) دار الفكر – دمشق، 2001م.
48.حكايات من تراث الطفولة (25-36)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
49.حكايات من تراث الطفولة (37-48)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
50.حكايات من تراث الطفولة (49-60)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
51.حكايات من تراث الطفولة (61-72)ـ دار الفكر – دمشق، 2002م.
52.محطات حضارية من كتاب فتوح البلدان للبلاذري،، دار الفكر – دمشق، 2002م.
53.حكايات من تراث الطفولة (73-84)ـ دار الفكر – دمشق، 2003م.
54.أطلس السيرة النبوية، دار الفكر – دمشق، 2003م.
55.علماء الأندلس - إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوروبية (سلسلة هذا هو الإسلام)،ـ دار الفكر – دمشق، 2003م.
56.أطلس الحديث النبوي، دار الفكر – دمشق، 2004م.
57.مع الحدث (كتيبات)ـ دار الفكر – دمشق، 2006م.
58.الإسلام عقيدة وسلوك، دار الفكر – دمشق، 2007م.
59.لوحات مضيئة في الحضارة العربية الإسلامية، دار الفكر – دمشق، 2007م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.