أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

بين صبابتي و عذابي || بقلم لمياء محرش


مقال في علم الإجتماع التربوي  حول العنف المدرسي ... بقلم لمياء محرش
يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) إذن فالمعلم راع و هو مسؤول عن رعيته # التلاميذ #...  إن مهنة التعليم من أنبل المهن و لكن يظل علينا الوفاء لها لتكون كذلك و ذلك باتباع السبل التي ترضي الله أولا و ضميرنا ثانيا ... فالتلميذ أمانة وُضعت بين أيدينا ... لنعلّمه كيف يكون من القادة في قابل الأيام و أن نجعله بذلك للنجاح ظهيرا ، بشخصية بارزة سوية قادرة على مجابهة المحن بشتى أشكالها و طرائقها ... لا أن نصب عليه شحنات شخصنا فنظلمه و نعذبه بشيء ليس له فيه ذنب فنصنع منه شخصية مرضية غير سوية .. لا أن نجعله عرضة لمزاج متلوّن حسب ظروفنا ...لا أن نتسلط عليه بعنف و وحشيّة فنقوده بذلك إلى التهلكة فنصنع منه عكس ما أراده الأهل و الله ... فيكون بذلك عبئا على الوطن الذي كان من الممكن أن يكون واحدا من أعمدته ...
إن الطفل كالصفحة البيضاء يدخل للمدرسة كالطين الطريّة كيفما نحتت ظلت ... فلنصوّب سلوكه بالرفق و اللين بدل العنف و التعنيف
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نُزع من شيء إلا شانه) ... هذا من جهة الدين للترغيب ... نأتي للجانب المدني للترهيب ...حيث يعاقب القانون و بشدّة الأساتذة الذين يستعملون العنف المدرسي مع تلاميذهم خاصة إن رُفعت شكوى ضدّهم و ثبت ذلك بالتقارير الطبية ... و في هذا السياق أذكر لكم حادثة وقعت أمامي فلم أستطع نسيانها أبدا .. أستاذة في الطور الأول تقوم باستعمال طرق التعنيف مع تلميذة بصفها ... حاصرتها بالصراخ الذي لا يُحتمل ثمّ شدت على ملابسها بكلتا يديها ورفعتها ثم دفعتها بقوّة  لتسقط الطفلة أرضا بما في ذلك الكرسي و الطاولة ... قمّة العنف لا حول و لا قوّة إلا بالله ... أهكذا هو الأستاذ الذي كاد أن يكون رسولا ... كما قال الشاعر ؟!؟! فتلاميذ الطور الأول خاصة ، لابد من معاملة خاصة لهم لماذا يا تُرى ؟!  لأنهم في أوّل عمرهم الدراسي ... و لا يعرفون من الدراسة غير أحرف و كلمات ... و الأستاذ أولا و أخيرا فإن ما أحبوه ، أحبوا الدراسة و جاهدوا في طلب العلم و عشقوا التواجد في المدرسة و إن ما كرهوه  انقلبت حياتهم رأسا على عقب ... فهم لا يعرفون الهدف من العلم و الإستقاء بالعلوم ....
إنني ما بين صبابتي لبراعم الطفولة و رائحتها و عطرها و شذاها الذي يفوح من بين ثنايا المدارس الابتدائية ، فأحسد في هذه اللحظة بالذات أساتذة الطور الأول خاصة صفّ الأولى و التحضيري ، و بين عذابي الذي لا ينفكّ يُؤرقني كلما تذكّرت مشاهد العنف و التعنيف ... ولذا فإنني أخاطب بلسان الحق كلّ وليّ ... أن لا يسكت إن تعرض ابنه لعنف مدرسي فالساكت عن الحق شيطان أخرس و لقد فتجت الوزيرة كل الخطوط للحدّ من هذه الظاهرة المدمرة للكيان البشري و المنظومة التربوية و الصورة الملائكية لمربي الأجيال  ... و للأساتذة الكرام شكرا ... شكرا لكلّ أب رحيم رحم أبنائنا و تعب و ربّى و سهر الليالي من أجل تطوير ذاته ليطوّر بذاته كلّ تلميذ تخلف عن الركب ... و سحقا لكل أستاذ جبار عنيد لا يحمل من المعلم و المربي غير الاسم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية