حوار مع الأديبة والأكاديمية الجزائرية الدكتورة نسيمة بوصلاح
السرقات الأدبية والأكاديمية
حال الأستاذ والباحث الجامعي الجزائري بين أداء الرسالة وصراع الرتب والمسؤوليات
،الحركة النقدية في الجزائر
واقع المشهد الأدبي الجزائري
المسابقات الأدبية ،
الشعر النسوي والقصيدة النثرية
الجسد في الكتابات النسوية،
واقع الإعلام الثقا في الجزائري..
السرقات الأدبية والأكاديمية
حال الأستاذ والباحث الجامعي الجزائري بين أداء الرسالة وصراع الرتب والمسؤوليات
،الحركة النقدية في الجزائر
واقع المشهد الأدبي الجزائري
المسابقات الأدبية ،
الشعر النسوي والقصيدة النثرية
الجسد في الكتابات النسوية،
واقع الإعلام الثقا في الجزائري..
ومواضيع أخرى تفتح لأول مرة، واقتراب من عوالم بوصلاح الإنسانة والكاتبة والمواطنة والمغتربة.
علاوة كوسه :
مَن الأحق بالحديث عن المشهد الأدبي في الجزائر الكتاب أم الأكاديميون؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
الكلام مشاع، وكل من يريد أن يتكلم يتكلم، ومادام الكلام معفى من الرسوم فأنت ترى أن الكل يتكلم، لكن مدار الأمر عما يقال، في الحقيقة ما يقوله الأكاديميون عندنا ليس مقنعا، وذلك أنهم تقريبا كلهم كانوا مشاريع كتبة، وفشلوا، وما يقوله، الكتاب ايضا ليس مقنعا كونه غير مسنود علميا، لذلك فالأحق بالكلام هو من استطاع أن يزاوج بين هذا وذاك، هو المبدع الذي لا يزال على قيد الكتابة والذي تلقى تكوينا أكاديميا.
علاوة كوسه :
2-هل يمكن الحديث عن حركة نقدية جادة متتبعة بجدية وموضوعية للمنتج الأدبي الجزائري .
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
طبعا لا، كلنا نعرف الشح الذي يعاني منه الوسط فيما يخص المتابعات النقدية وكلنا نعرف المجاملاتية التي تحدث باسم ما يسمى النقد الصحفي وكلنا يعرف التهويمات التي تقع فيها بعض التجارب النقدية لأن هدفها ليس متابعة النص وانما استعراض ادواتها النقدية، ثمة شذرات تطلع هنا وهناك من وقت لآخر، لكنها ليست كافية ابدا كي نطلق عليها اسم "الحرك"
علاوة كوسه :
3-النقد الأكاديمي يخضع لمعايير وحسابات ضيقة أغلب الأحيان .هل يمكن نفي ذلك؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
النقد الأكاديمي، إذا مارسه من تلقاه فقط، فمن الحتمي، أن يخضع لمثل ما ذكرت، ثمة فرق بين من يصنع السيارة ومن يشتري وكالة تصنيعها، الآلة النقدية في الغرب هي عملية لهو متواصلة بالافكار، وعملية تفجير متواصلة للافكار أيضا، ولاحظ أننا في عالمنا العربي مستهلكون للنظرية النقدية الغربية لا اكثر، وبالتالي واقعون في فخ المحافظة على جودة المنتج الاصلي، بالتالي ياتي شعور ان الناقد وهو يتناول عملا ما بالدراسة لا يهتم بالعمل بقدر ما يهتم بإبراز ضخامة الأداة التي يستعملها، هذا إن كنت فهمت بالضبط ما تعنيه بالمعايير والحسابات الضيقة.
واصر ثانية على أن المبدع الذي تلقى تكوينا أكاديميا يكون دائما الأقدر على ان يقدم نظرة سديدة في الأثر الفني، أحب مثلا أن أتابع ما يكتبه أمبيرتو إيكو من مقالات أكثر من غيره ذلك أنه رجل ميدان، وطبعا الذين يريدون المحاججة عادة ما يشهرون في وجهك ابن جني وقول المتنبي فيه وكذلك الأصمعي، وعلى هؤلاء أن يعلموا أننا تجاوزنا المنصوبات والمرفوعات وتقليب الكلام على أوجهه كقطعة دومينو، ثمة مسائل أعقد من هذا كله لا يستطيع الكلام فيها من لم يكتب نصا في حياته، وعلى فكرة في جلسات كثيرة تجمعني بفنانين / أكاديميين من مختلف أصقاع الدنيا، نتفق دائما على أن زملاءنا من غير الممارسين لما يدرّسونه في الجامعات هم كائنات معقدة، وليسمحوا لي بهذا التعبير، سواء في الموسيقى، أو الرسم، أو الأدب، اعتقد أنه ليس أكثر سخفا ممن يحاضر عن شيء لم يصنعه، ولذلك عادة ما تجد طلاب اللغة العربية وآدابها غير مهتمين وبائسين، شخصيا وأعترف بهذا لاول مرة كنت أفر من كل المحاضرات، وافضل المكتبة او الرواق، على الاستماع إلى محاضرات أقل ما يقال عنها أنها سخيفة.
علاوة كوسه :
4-الأكاديميون
لاهون بالرتب والمسؤوليات على حساب البحث العلمي والتكوين..هذا ما يعتقده
كثير من طلبتهم في الجامعة الجزائرية.كيف نفند ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
ومن قال إنني سأفند، بل هذا هو الواقع، ولن يكون حصولي على درجة الدكتوراه أبدا داعيا لأن أنخرط في دوامة هؤلاء، نعم هم لاهون، بالرتب، والمخابر، والميزانيات، والسفرات إلى غير ذلك، مؤخرا يشكو لي دكتور (من بلد ما) دكتورا من عندنا، ويقول إنه شارك فيما لا يزيد عن 3 أشهر في خمسة ملتقيات ، وسخر من اوراقه التي قدمها، ثم أردف: " لا اعرف كيف يقدم أحدهم خمس أوراق عمل تتراوح كل واحدة ما بين الـ 20 والـ 30 صفحة، ولم ينشر كتابا واحدا لحد الآن".
عليك أن تتمتع بالمهزلة إذن صديقي، دكاترة طول وعرض وقطر وارتفاع، يسلخون كل شيء الكتب جلود البشر، مال الجامعات، كل شيء كل شيء، فقط من أجل أن يرفهوا عن انفسهم، ومادام قد فتحت الموضوع سازيدك من الشعر بيت، يحصلون على ما يسمى تربصات، كل سنة، ويذهبون ويعودون في غضون الأسبوع، إذا الغينا منه يومي الذهاب والعودة بقيت لديك خمسة أيام، فيم يتربص هؤلاء؟ أو بالأحرى بم يتربصون؟
مهازل الجامعة كثيرة وهي أكبر من ان تحصى، سرقات وضحك على الذقون، وأوراق صفراء كتبوها في الثمانينيات لا يزالون يواجهون بها الطلبة إلى غاية يومنا هذا، وساعات إضافية يستمسكون بها كما يستمكسون بالعروة الوثقى في جامعات لا تقل المسافة بينها عن ساعتين، تخيل أن هناك من يدرس مثلا في جامعة قسنطينة ونصابه فيها تسع ساعات، يضيف عليها نصاب الساعات الاضافية، وهو ايضا تسع ساعات، ويحرص على ان يأخذ ساعات إضافية في المدرسة العليا للاساتذة وجامعتي سطيف وخنشلة، دوام الحارس نظريا اريح من دوام الأستاذ الجامعي، لكن فعليا لا أحد يؤدي ساعاته، الساعات بالنسبة له عبارة عن ورقة يملأها في نهاية السنة بمساعدة مذكرة حتى يتفادى العياد والعطل الرسمية، ويتقاضى اجر عمل لم يقم به، هل تعتقد أن مثل هذه العقليات اصلا لديها هاجس البحث العلمي؟ وكيف يريد هؤلاء من الطالب أن يحترمهم، سأقول لك أنني قدمت للجامعة بصورة وخرجت منها وانا ألعن تلك الصورة، صورة الاستاذ المرتزق وأستثني من ذلك النزر القليل
علاوة كوسه :
5-تعمل المرأة على التحرر إبداعيا من سلطان ذكورية وهمية بكل الوسائل..متى يحين وقت تحرر المرأة الناقدة/الأكاديمية لتفعلها..وهل يمكن أن تسمع صوتها؟وهل نملك أصلا صوتا نسويا نقديا لا ينطق عن الهوى ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
الحق أننا لا نملك صوتا نقديا لا من النساء ولا من الرجال، كل ما يحدث في الساحة النقدية العربية، هو إما عربجة بالمصطلح المشرقي أو (تشيكير بالمصطلح الجزائري) وإما غراميات ومطارحات رومانسية، وإما اجترار لتطبيقات غربية بحتة، الغرب انفسهم فجروها في حفلة اللهو بالافكار، إننا منذ حازم القرطاجني ومن لف لفه لا نملك ناقدا عربيا، نملك ممارسين ولا نملك خبراء ومختصين، بلغة اهل الطب، لذلك لا يجب ان نعتبر أن هذا الإشكال شامل للمرأة وحدها، المرأة (الناقدة) في عالمنا العربية تقع بالضبط فيما يقع فيه الرجل (الناقد)
علاوة كوسه :
6- يقال إن الشعراء الجزائريين مزاجيون نرجسيون لا يقبلون ولا يتقبلون الآخر.وكثيرهم غير مثقف بالقدر المطلوب.هل يعول على هؤلاء ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
ربما تابعت الرجة الذي احدثها تصريحي الذي نشرته وكالة انباء الشعر العربي، إثر انسحابي من ترشيح بعض الجزائريين لي في مسابقة يطلق عليها شاعر الجزائر ولاحظت ولاحظ الجميع، أن ردات الفعل كانت فعلا مراهقة، ومغرورة بشكل لا يفسر، النرجسي الذي لديه ما يبرر نرجسيته مقبول اجتماعيا، أما ان يكون الشخص نرجسيا هكذا على اعتبار ما سيكون فالحقيقة انه يصبح مثيرا للضحك. وما يقال صحيح لا احد يقرأ ولا أحد يريد أن يتعلمن والمصيبة، أنك عندما تقول لأحدهم "روح كمل قرايتك وتعال كلمني" يشهر في وجهك اسماء لعباقرة لأسباب قهرية لم يكملوا تعليمهم، هكذا وبكل قلة حياء.
يعني تخيل أن المسابقة التي كانوا قد رشحوا اسمي لها يحكم فيها (شاعران) بغض النظر عن تجربتهما الشعرية لكنهما غير مؤهلين تماما للحكم على الناس، وليعلم هؤلاء أننا لم ننته بعد، وانني انتظر نتائجهم حتى افجر مفاجأة ستسرهم على كل حال، فرق ان يقول المرء رأيه في قصيدة وهو يجالس اصحابه على المقهى، ويندرج هذا ضمن انطباعه الشخصي كمتلق ومتذوق، وبين ان ينصب نفسه حكما ويندرج هذا ضمن قلة الأدب وسوء التقدير النفس، ولبس عباءة أكبر من مقاسه تحوله إلى مهرج سمج وغير لطيف .
علاوة كوسه :
7-لو تحدثنا عن السرقات الأدبية والأكاديمية في الجزائر .من أين نبدأ وإلى أين ننتهي ؟وقد أصبح لنا في كل محفل أدبي وطني وعربي -تبهديلة
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
يكفي ان اقول لك ان أول لقاء جمعني بالشاعر الفلسطيني يوسف ابو لوز أسفر عن اكتشاف سرقة ادبية بطلها شاعر جزائري، وقصيدة اعتبرناها لفترة طويلة جزائرية ويكفي أن اقول لك أن حتى الناشئين منا يسرقون ويسرقون ويسرقون، بالضبط على درب من سبقوهم. إذا أردت ان تحقق في موضوع السرقة وانت كاتب وأعلامي يقع الموضوع تحت سلطتك التامة بإمكاني أن أمدك بمادة غزيرة أقع عليها تقريبا كلما تصفت الفيسبوك والمنتديات، تؤدي بي إلى شد الشعر ثم الاستغفار
علاوة كوسه :
8-الآن مع نسيمة الشاعرة والقاصة بين الشعر والقصة- الرقص والعاصفة –أين تسكنين براحة إبداعيا؟ ومتى السفر إلى عوالم الرواية ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
لا أدري تغير مفهومي للنص بصورة تكاد تكون تامة، بعدما خرجت سالمة من عوالم البحث، وبعدما أسست أسرة قائمة على الحب مع شاعر يؤمن بالذي أؤمن به من أفكار حول الكتابة عموما.
الحمد لله أن نصوصي منذ السنة تحرز عددا كبيرا من القراء على صفحات النهار اللبنانية، واتلقى تغذية راجعة حولها أعتبرها راس مال حقيقي، هي نصوص يومية تحاول أن تخرج من بلاغة الغطاء لبلاغة العري، تحاول ان تعجل من الجملة اليومية جملة شاعرة وقاتلة ايضان وتراهن بشكل كبير على الكتابة بالمشهد، واللقطة، ولعل اشتغالي في العوالم البصرية في الدكتوراه أكسبني هذه الملكة.
لن ابرح أرض الشعر ابدا مادام أنني وجدت ضالتي في مثل هذه الكتابة التي جعلتني اتخلص من كون النص ورشة، علينا ان نخل غليها بثياب العلم، بالنسبة للقصة القصيرة، كانت تماريني الولى على الكتابة، وانقضى ما كان منا نهائيا، ولا أخالني سأعود، اللهم ما يحدث معي في مسرح الدمى، إذ اضطر أن أكتب ما يعرف بالقصة القصيرة التي لا تتجاوز الصفحة، قبل مسرحة العمل
علاوة كوسه :
9-أقنع موضوع الجسد الكثير من الكاتبات العربيات والجزائريات وصار وصفة سحرية ومثالية للنجاح والشهرة.كيف تفسرين ذلك؟وهل تراهنين ككاتبة على هذه الوصفة ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
مرة اقتربت مني دكتورة زميلة كردية خريجة بريطانيا، في حفلة نسائية قائلة، أنها لغاية الآن لم تفهم كيف انني أحمل كل هذه الأفكر وهذه الطموحات، ومع ذلك أصر على ان اكون محجبة، وأنا لحد هذه الساعة لا اعرف رابطا بين الافكار والطموح، وبين التعري، إن في الواقع، او في النص، ولعلمك، ما يحدث من خلاعة في النصوص، بالنسبة لي ليس إلا حرمانا يمارس في بياض، من طرف بشعات، ويائسات، وعابرات لسبيل الأنوثة، وللاسف يلقى هذا رواجا عند المحرومات والمحرومين من العرب، الذين يجعلون من كتابات الجسد العاري، الأعلى مبيعا في كل معارض الكتاب، فرانسوازساغون كتبت أكثر من ستين رواية على ما أعتقد، ليس فيها مشهد جنسي واحد، إنها وصفة الفاشلاتن تعرف النصيحة الشعبية للائي لا يتقن الطبخ؟؟؟؟ ينصحن بأن يكثرن من الفلفل، حتى يغطي على أي سماجة محتملة، وللاسف هذا هو فلفل الكتاب والكاتبات الفاشلين.
علاوة كوسه :
10-من الكاتب الناجح ؟ صاحب أكبر المبيعات أم الأكثر مقروئية أم الأكثر تناولا في الدرس الأكاديمي أم الأكثر نيلا للجوائز ؟؟؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
أنجح هؤلاء جميعا هو الذي يستطيع أن يبقى بعد وفاته، صاحب أعلى المبيعات، وصاحب المقروئية الأكثر، والتناول النقدي الاكثر. لماذا بعد الوفاة؟ لأن كل هذه الأمور مجتمعة صارت قابلة للصناعة في عالم الأحياء،
علاوة كوسه :
11- أما زلت تكفرين بالعراب الأدبي..
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
بالنسبة لي هذه ليست قناعة قابلة لأن تتغير، بل هو من أحد ثوابتي، لن اجعل من احد ما سقفا، تقع تحته كتابتي، كائنا من يكون، حتى لو كان أشهر كاتب في العالم، قبل سنوات، قال في شعري عبد المعطي حجازي جملا ظريفة جدان في حفل توزيع جوائز دبي الثقافية، ونصحني احدهم بأن اضع تلك الجمل على غلاف المجموعة ورفضت، عندما افكر في الأمر الآن أحس انني كنت سأندم جدا لو فعلت ذلك، أنا ضد تسقيف الكتابة، وضد الدعاية والإعلان، وضد أن يصبح كاتب ما، امرأة جميلة تروج لقطعة شكولا، ولذلك، لن أرضى لنفسي هذا الدور أبدا.
علاوة كوسه :
12-ما سر الهجرة النسوية القوية للقصيدة النثرية وقد فتحت لها الأبواب ؟ وما رأيك كمتخصصة وأكاديمية فيها
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
حقيقة 99 بالمئة من اسباب الهجرة، عجز، وعشرة بالمئة اقتناع، وهذه نسبة متفائلة، للآن لا اعرف غيري فعلت ذلك، أي بدأت حياتها بالعمودي والتفعيلة، ثم اختارت ان تكتب النثر بعدها، بل سأقول لك شيئا مضحكا ربما، بعض شاعرات النثر، عندما يتطورن، يقفين جملهن، هذا ما رايته بأن عيني لإحدى شاعرات الجزائر التي كانت تدعوني إلى ان اتخلى عن الأغلال، وأريح نفسي من العمود، وجدتها أخيرا وقد فتح الله عليها بقافيتين، فبدتا كما لو كانت كاهنة جاهلية تسج.
إذن علينا ان نكون صرحاء مع أنفسنا، لا تستطيع أي شاعرة لم تكتب بيتا موزونا في حياتها، ان تقول ان هذا اختيار، نكون مخيرين عندما تتوفر لنا القدرة على القيام بأمرين ونختار ان نترك أحدهما لحساب الآخر، غير ذلك إنما يقع في دائرة الجبر، الذي تسببه عدم الاستطاعة.
علاوة كوسه :
13-هل لعب إعلامنا الثقافي دوره في تسويق تجاربنا إلى الآخر-إن كان هناك إعلام ثقافي فعلا - ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
في الحقيقة ما اكتشفته وأنا في غربتي، أننا مغيبون، والاكتشاف الأظرف، أننا نحن من نغيب انفسنا، بالتضاؤل أمام الآخرين، مؤخرا فقط، عقدت ندوة عن مهرجانات الفنون الشعبية، وتحدث المشارقة كعادتهم بنوع من الإجحاف، عن الثقافة المغاربية بشكل عام، والكارثة ان على المنصة مغربي وجزائرية، ولم يأخذا على عاتقهما أن يردا، الإعلام الثقافي، معاق، وأنت تعرف اكثر من غيري مستوى صحفيينا، وهم غير ملومين مادامت القامات الثقافية التي يفترض ان تقدم ثقافتنا اصلا مصابة بداء التبعية والانبطاح، من يومين على الفيس بوك، أقرأ مقالا ينشره إعلامي جزائري مغترب في لندن، عن كون نزار قباني سرق من بودلير والمقال لكاتب فلسطيني جئت كعادتي الدفشة، وقلت إن عمر هذا الموضوع أكثر من 12 سنة والفت فيه رسائل جامعية، المشرقي كعادته حاول ان يتملص من كونه أتى بجديد، لكن الجزائري (المذعن للمشرق كما العادة)، راح يجامله ويغطي على جهله المطبق ومفاجاته، بأن يوجه لي اللوم على كوني لاذعة، وانتهى الأمر برسالة خاصة من الكاتب المشرقي لم ارد عليها وطلب صداقة لم اقبله لغاية الآن واكيد تحقير لذلك الجزائري الذي يبيع جهود أبناء بلده بسبب الجهل والتبعية.
علاوة كوسه :
مع نسيمة الإنسانة:
15-هل كتبت نسيمة نصها الحلم ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
طبعا لا وإلا لكانت الآخرة، أخرة الكتابة والحياة ايضا
علاوة كوسه :
16- ما صورة الوطن الجديدة في غربتك ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
وطني الجديد في الغربة رجل من مصر، خبأه لي القدر كي يكون كل الناس في حياتي
علاوة كوسه :
17-ما الذي لم تمنحك أياه قسنطينة ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
قسنطينة منحتني كل شيء إلا الحب، جاء من غير أبوابها
علاوة كوسه :
18-هل تؤمنين بالنجومية من خارج الحدود ؟
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
لست الوحيدة، لكنها الطبيعة البشرية، لا كرامة لنبي في قومه ومطرب الحي لا يطرب
علاوة كوسه :
19-ما آخر ما قرأت..وما تكتبين إبداعيا وأكاديميا ؟بم تذكرك :جامعة قسنطينة-اشعار باقتراب العاصفة –جائزة علي معاشي
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
حاليا اقرأ رواية طوارق لالبيرتو باثكث فيكيروا، وأخذت إجازة مطولة من الكتابة والقراءة الأكاديمية، أكتب نصوصي بانتظام للنهار اللبنانية ومجلة دبي الثقافية، وأشاهد كثيرا جدا من السينما، وأسافر، هذه جل انشغالاتي في هذه الفترةن بعد 25 سنة دراسة متواصلة من الابتدائي للدكتوراه.
جامعة قسنطينة مرباي الإبداعي والدراسي الأول، سأظل أحن إلى وقفات الأروقة، وجلسات الصبايا على حافة المكتبة، وسأعود يوما للتدريس فيهان ولو استاذة زائرة.
اشعارات باقتراب العاصفةتماريني الأولى على الكتابة، أسعد عندما اقرأ فيها "هبلي القديم" واكتشف مفهومي للبلاغة وقتها، وكثيرا ما اضحك من جمل كثيرة كـ :"كنت يوما بشكل الرطب"
علاوة كوسه :
20-سؤال لم أطرحه ولك أن تجيبي عنه
الدكتورة نسيمة بوصلاح :
فلندعه هكذا أبيض كبياضات الفأل، والفجاءة، والصدف الجميلة، لكني لن افوت، أن أعبر لك عن امتناني الكبير لشخصك، ولكرم اسئلتك.
ــــــــــــــــــــــ
أصوات الشمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.