ندى نائمة على مقعدها، بين وسادةٍ صغيرة، وأرنبٍ من فرو أبيض. في کفي کفُها، يمنح نفسي رحابةً، تسعُ العالم الذي نحلق فوقه.
جلست هي إلى جواري، وأمها الدكتورة «رضوى» ناحية الممر.
في مطار القاهرة صباح اليوم كان لقاؤنا الأول.
مسرعة، تعرفني الدكتورة بنفسها:
- رضوى حسن، حدثتني غادة عنك كثيرا. معذرة لم أستطع أن أقابلك خلال الأيام الماضية، إجازتي في مصر كانت قصيرة. حتى غادة لم أقابلها إلا مرة واحدة، زارتني هي بعد وصولي بيومين.
- لا مشكلة، يكفيني اهتمامكما هذا.
- هذه ندى، ابنتي. سلمي على عمو يا ندى.
تفرد ذراعها الصغيرة عاليا، وتعيدها خلف رأسها، قبل أن تنزل بها إلى يدي، لتسلم سلاما يزهر صداقةً تجعلها جالسة على فخذي، متعلقة بنافذة الطائرة خلال الرحلة، رغم تحذير المضيفات لنا أثناء الإقلاع والهبوط.
- أمي تقول إن الطائرة عصفور كبير .. صحيح؟
- نعم.
- نحن في بطن العصفور؟
- نعم..
- وهذه النافذة هي عينه؟!
- نعم..
ألصقت وجهها بالزجاج، وبخار تنفسها متكاثف حول فمها.
- لا أرى شيئا!
مالت الطائرة إلى اليمين وهي تدور فانكشفت الأرض تحتنا من النافذة.
قلت: «انظري هكذا ترى العصافير العالم».
- ماذا ترى؟!
على الأرض كانت المربعات الخضراء تتداخل مع حدود الصحراء الواسعة الممتدة إلى الأفق، تقطعها طرق مرسومة كأنها أخاديد شقت بسكين، نترك القطع الخضراء القليلة خلفنا، ونستشرف جهة الصحراء التي تملؤها تلال صغيرة لها ظلال سوداء واسعة مفروشة على الأرض.
يظهر العالم مساحات ملونة من السماء.
تعتدل الطائرة وتحل السماء الزرقاء مكان الأرض الملونة.
أقول لندى:
- ترى عالـمًا ملونًا وجميلًا.. الطيور لا ترى سيئات العالم.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تسافر فيها ندى، هكذا قضى عليها اختلاف الأجناس، فأبوها من بلد، وأمها من بلد، وولدت هي في بلد غير بلد أبيها وأمها.. وبين هذه البلاد الثلاثة ترحل في بطن عصفورها الكبير كل عام.
في العراق على ضفة دجلة قبل أربع سنوات، بين التاريخ واللغة، ولدت أميرة صغيرة
من أميرات الحكايات الفارسية. عينها عربية واسعة، وشعرها كردي ناعم، ووجهها مصري فيه سمرة، ولها لسان ينطق بلغات ثلاث متشابكة.
لم تكفّ عن اللعب خلال ساعات انتظارنا في مطار دبي والتي أكملت الثمانية، تقف على سيْر المرور، ووجهها عكس اتجاه سيره، وتظل تحرك قدميها كأنها تمشي، وهي في مكانها لا تتحرك.
تترك السيّر، وتجلس قليلا تطالع مجلة معها، ثم تعود تقفز بين الحقائب والمسافرين المنتظرين. تدفع عربة صغيرة ينام عليها طفل فتتنبه لها أمه وتتابعها قليلا مبتسمة حتى إذا ابتعدت قامت إليها تعيدها، تعود وفي وجهها امتثال وهدوء مفاجئ لا أصل له.
حين ركبنا الطائرة من مطار دبي، كان مخزون طاقتها قد نفد، فنامت تاركة كفها في كفي.
تابعت خط سير الرحلة على الشاشة الصغيرة أمامي، كنا نطير بعد منتصف الليل، ولم يكن يظهر من النافذة إلا مصابيح بعيدة متلألئة أحيانا، وسواد متصل لا نهاية له أحيانا أخرى. عبرنا مياه الخليج وأصبحنا نطير فوق سلسلة جبال عالية، ثم أرض سهلة، ثم عادت الجبال من جديد، لتدور الطائرة حولها، وتستعد للهبوط.
في المطار، كنت أفتح عيني بجهد وأنا أبحث عن حقيبتي بين الحقائب المتتابعة على السير المتعرج کثعبان طويل.
أدقّقُ النظر وأكرر مواصفاتها لنفسي، لأتأكد أنّي أترجم بصورة صحيحة ما أراه حولي، وأني قد استيقظت فعلا بعد هذه الرحلة التي استغرقت عشرين ساعة كان أكثرها انتظارا في مطار دبي.
«زرقاء صغيرة عليها خطوط عشوائية غامقة، وذراعها مكسورة».
تخونني عيني عن متابعة الحقائب الخارجة من البوابة الصغيرة، وتنشغل بتأمل المطار الفسيح والوجوه المنتظرة من حولي.
وجوه متعبة من السفر، ومن السهر، ومن الانتظار، مثلي تماما. أميز منها وجهين رأيتهما في مطار القاهرة في الصباح، رجل في منتصف العمر، بيده نسخة إنجليزية من رواية ساحر الصحراء لباولو كويللو، كلما وقعت عيني عليه أجده منشغلا بالمطالعة فيها. وفتاة وجهها أوروبي، تغطي شعرها الأشقر، بغطاء منسدل على كتفيها، عرفت من جواز سفرها أنها بوسنية.
لا شيء يبدو غريبا، كل ما حولي مألوف كأنني أعرفه من قبل، حتى الوجوه، وأشكال الحروف على لوحات الإرشاد.
ربما هي المطارات المتشابهة في كل الدنيا. المسافرون والحقائب وموظفو الجوازات والعمالُ يحملونَ الأمتعة. تختلف اللافتات واللغات المكتوبة عليها، ويبقى المطار هو المطار. مكانٌ للفراق وللقاء.
لرهبة الغريب النازل، ولفرحة المغترب العائد.
مكان العبور، والدموع، واللامبالاة أيضا.
تصدمني حقيبة كبيرة يسحبها رجل من السيْر إلى عربة حقائبه. يربّت علي كتفي وهو يبتسم معتذرا، فأجيبه بالعربية سريعا: لا بأس.
ثم أتنبه إلى أنه لن يفهمني، فأكتفي بالابتسام وهو يدير عربته ويبتعد بها مسرعا، وأعود أنا إلى انتظار حقيبتي على السير من جديد.
تأتي الحقيبة على مهل، أراها خارجة من البوابة الصغيرة، تتعثر بين الحقائب الكبيرة التي حولها، أبتسم لها حين تصل، وآخذها لأقف في الطابور الخارج من ساحة الجمارك.
لا ضجيج، ولا نداءات، ولا شجار، لا شيء سوى أصوات الحقائب، ورنين الأختام، وتحيات قصيرة من رجال الجوازات.
ينظر الموظف إلى حقيبتي، ويطالع جواز السفر، ويقول لي بالإنجليزية: مرحبا بك.
نعبر البوابة إلى ساحة الوصول.
عند البوابة كان طابور المنتظرين خلف السور الصغير، ممسكين بباقات ورد يلوحون بها لأقاربهم وعلى وجوههم ابتسامات فرحة منهكة من السهر.
أقول للدكتورة رضوى:
«في طهران يُستقبل العائدون من السفر ببقات الورود».
كثيرة هي الورود المصفوفة في طابور المنتظرين، سأرى بعد خروجي من المطار بائعي الورد يعرضون باقاتهم على الداخلين، وسيظل الورد على امتداد الطريق حتى تخرج السيارة إلى طريق طهران.
تضحك وتقول: «جئت تنوي السحر هنا. فتخيلته في باقة ورد على باب المطار. اصبر حتى يكشف لك النهار سحر هذه المدينة كاملا، لا تفسد المفاجأة بسحر صغير تسربه إلى نفسك».
نجتاز بوابة مطار الإمام الخميني، ورائحة فجر المدينة النائمة تهب على وجهي. أملأ بها صدري، فأشعر ببهجة خفيفة تزيل آخر ما بقي لي من خوف الرحلة التي بدأتها بالأمس.
هل تسافر إلى إيران؟!
تقول أمي: ألم تجد مكانا آخر تذهب إليه؟
- وماذا أفعل ولم يجد ابن سينا مكانا آخر ينهي فيه حياته، سوى إيران!
أتابع السائقين على الرصيف المواجه للبوابة، سائقو الأجرة أيضا متشابهين كالمطارات، يعرفون كلمات كثيرة من لغات كثيرة، يقترحون أسماء فنادق بعينها، ويطلبون أجرا كبيرا، ويدعون عدم الفهم حين تجادلهم في الأجرة.
- گنجیان فی شیراز، وسيصل غدا إلى طهران، تبيت أنت معنا الليلة، وتتعرف عليه غدا ثم نبحث أمر إقامتك.
- أشكرك كثيرا، لدي حجز مسبق وأنا في القاهرة، ومعي اسم الفندق وعنوانه.
ركبت هي سيارة أجرة، وبقيت أنا أتفرس وجوه السائقين، ربما لأنه كان يقف وحده إلى جوار سيارته ساكتا لا يتخطف الناس من البوابة ذهبت إليه. دار حول السيارة وفتح لي الباب، ووضع الحقيبة في المقعد الخلفي.
بخليط اللغات أسأله عن اسمه.
- عباس. وأنت؟
- محمد.
- مسلم؟
ليس لإجابتي معنى بالتأكيد، وإن أجبته بلا، فلن يفهم المزاح في الإجابة.
- الحمد لله.
- ما بلدك؟
- مصر.. اسمها بالعربية والفارسية واحد.
يبتهج وجهه، وهو يقول: «مصر».. «مبارك».
يضحك وهو يشير بيده شارحا أنه رحل.
أبتسم له.
- نعم.. مبارك رحل.
- فندق عباسي جوود.. عرب كتير.. جوود.
- أريد فندقا تكلفته ليست مرتفعة.
يخرج هاتفه ويكتب عليه رقما، ويناوله لي..
أفهم أنها أجرة فندق عباسي هذا، 140 دولارا..
«لا كثير»!!
نحاذي مسجدا كبيرا، فيشير إلى يمين السيارة:
«حرم مطهر».. «مرقد خميني».
في ضوء الفجر الوديع، تظهر قباب المسجد اللامعة، ومآذنه الفضية. مسجد كبير واسع، ولوحة كبيرة على الطريق مكتوب عليها بحروف عربية «السلام عليك يا روح الله». وصورة الإمام الخميني رافعًا يديه بالدعاء، في وجهه تقطيبة غضب.
أردد بتلقائية دعاء المقابر:
«السلام عليكم دار قوم مؤمنين... اللهم لا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم».
يقطعني سؤال أمي من جديد:
«إلى بلاد الشيعة يا محمد!! ألم يكن أمامك شخص آخر لتكتب عنه، سافر إلى تركيا، اكتب عن ابن حزم واذهب إليه في إسبانيا.. إيران يا محمد!! تذهب إلى الشيعة!!».
أبتسم لها في خيالي، وأنا أقول: وأقرأ لهم دعاء المقابر الآن أيضا!
أسأل السائق قطعًا للوقت:
- جئتُ لأزور أصفهان.
- أصفهان جميل.
- كم المسافة إلى هناك.
- هذا طريق أصفهان.. أمامنا طهران، وفي آخر الطريق خلفنا تكون أصفهان، خمس ساعات تقريبا. وبيننا وبينها مدينة قم.
خلفي تكون أصفهان!!
أنظر من زجاج السيارة وأنا أتمنى لو أخرق الحجب، فأراها.
هل كنت أصدق حين كتبت منذ سنة على صفحتي في «فيس بوك»: «إلى أصفهان خذوني معكم»، أن تكون خلفي، ويكون بيني وبينها خمس ساعات بالسيارة!
لمن كتبت هذه العبارة، فصدقها وأخذني معه.
أصفهان التي لم تكن إلا حلما، لا أعرف من أين بدأ، لكنه حوّل حروف اسمها إلى نغم حلو كلما جرى على لساني. حلم أحببت معه الصاد والفاء والهاء والنون.
ينبهني صوت خفقان الأعلام على جانبي الطريق، إلى أننا وصلنا إلى طهران.
أعلام كثيرة على سوارٍ عالية، وأعلام متدلية من الجسور العابرة، وإلى اليسار يظهر برج آزادي شامخا مضاء في ظلمة المدينة.
أعرفه من صوره المشهورة في نشرات الأخبار.
يشير إليه السائق: هذا برج آزادي.
آزادي هي الحرية بالكردية. علّمنا السوريون هذه الكلمة منذ أسابيع، حين سموا بها جمعة من جمع ثورتهم التي بدأت.
نترك البرج سريعا، والسيارة تشق المدينة الصامتة.
«ورأيت طهران أول مرة برداء الفجر...».
الفجر يكسو المدن سكينة وهيْبة.
وطهران التي تلبس الآن ردائي الفجر، السكينة والهيبة. تكمل لي أدوات السحر الذي جئت من أجله.
صوت القرآن يأتي خافتا، تلاوة نقية للشيخ محمد صديق المنشاوي:
«أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى، إنما يتذكر أولو الألباب...».
تنساب آيات سورة الرعد متتالية، وأنا أبحث عن المآذن في لوحة الفجر حولي فلا أجد الكثير منها.
- الشيعة يا محمد !!
- لقد كان هو أيضا شيعي!! ابن سينا، صديقي الذي قطعت لأجله هذه المسافات كان شيعيًّا. لم يخبرني بذلك حين أوحى إلي بلقائه في ذلك الحلم البعيد، لم يتحدث عن شيء.
كطيف خفيف أول الليل، همس باسمه في روحي!
من فضاء الحلم انفجرتْ نقطةٌ بيضاء، تناثرتْ خطوطًا متباعدة.
كأشعة الشمس افترقن إلى مدى.
وقبل أن تضيع الخطوط في البعدِ، انكسر كل اثنين متجاورين منها، ليلتقيا راسميْن رؤوس حراب صغيرة.
ثم افترقا.
ليلتقيا من جديد.
وهكذا .. كلما تباعد خطّان، تلاقى في البعد خطّان.
والنقاط المضيئة في آخر كل خط، تتحرك مسرعة، ترسم باللقاء والفراق نجوما مربعة، ومثمنة.
تنكسرُ وتتلوى، على إيقاعِ نايٍ بعيد.
.
.
تكتملُ دائرة الخطوطِ المتشابكة، وتُطْوَى.
قبةً واسعةً.
والنقاطُ المضيئةُ لا تقف.
تُسارعُ في رسم الجدران والأعمدة التي تحملها.
والناي البعيد يَرِقُّ لحنُه.
تكتملُ التيجان والمقرنصات والأعمدة المصقولة.
ويزيدُ مع الناي قانونٌ، وتكتسي الخطوطُ ألوانًا، وتصلُ النقاطُ إلى الأرض.
إيوانٌ كبير.
في وسطه بركةُ ماءٍ، يرنُّ صوتُه مع صوتِ النَّاي والقانون.
وفي الصدر لوحةٌ كبيرةٌ، عليها آيةٌ من القرآن فيها «قُلْ كلٌّ يعْمَلُ على شَاكِلَتِه».
ثلاثةُ جدرانٍ، والرابعُ مفتوحٌ على باحةٍ واسعةٍ تغسلها الشمس، في وسطها نافورة كبيرةٌ تصل إلى بركة الإيوان بنهرٍ من الرخام. وحولها أشجارٌ كثيفة وأزهار ملونة.
تِيجانُ الأعمدةِ منقوش فيها جزء من آية:
«كُنتم خيرَ أمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنّاس».
تتكرر بتناظر في كل ناحية.
يحزن الناي، ويخفت القانون والدُّف، وتُفتَح في آخِر الباحة بوابة كبيرة. في صدرها
رفوفٌ عليها كتبٌ مجلدة، فيها سكينةُ الكتب، ودفءُ رائحةِ الورق..
ويعود الوحي بلا صوت.
خفيفٌ ينسابُ في نفسي بلا مركز واضح:
«ابن سينا».
لا أحد في القاعة. إلا طاولة كبيرة في المنتصف، من خشب منقوش، نفس النجوم المتشابكة. تصنع دوائر مكتوب في كل دائرة اسم، وتاريخ، بخط فارسي منمق.
الأسماء تترا، والتواريخ تكبر ويجيء اسمه من جديد بين رقمين (370 – 432).
وأمامه كتابٌ مفتوحٌ، في السطرِ الأول منه:
«إن الإنسانَ يجهلُ أكثرَ مما يعرف، وغايةُ المعرفةِ إفادةٌ اليقين حتى يصل منه إلى مبدأ الوجود وعلله»..
وعلى هامش الكتاب عنوانه:
«النجاة».
* * *
تقفُ
السيارة أمام فندق فاخر، يشير إليه السائق وهو يقول: فِرْدُوسِي. يكسر
الفاء، ويسكن الراء ويضم الدال، وتكون الواو امتدادًا للدال المضمومة.سأحب هذه الطريقة في نطق اسمه كثيرا، وأكرره فرحا كلما أوقفت سيارة أجرة توصلني إلى الميدان.
فِرْدُوسِي.
اسم يليق بشاعر.
لم يكن السائق قد فهم فيما يبدو رغبتي بفندق متوسط التكلفة، ولم أشأ أن أترك الفردوسي الذي جاءني مع انبلاج صبح طهران، فتركته يحمل حقيبتي إلى بهو الفندق، بعد أن تأكّد من وجود غرف متاحة.
أعطيته الأجرة مطويّة، فوضعها في جيبه كما هي ولم ينظر فيها.
شكرني وانصرف، وعدت أنا أملأ بطاقة الفندق، وكلُّ أمَلي فراشٌ ألقي عليه جسدي فأنام.
خلف رجل الاستعلامات طاولة مستديرة عليها أعلام صغيرة لدول العالم، تشاغلت بالبحث عن علم مصر بينها وهو ينهي إجراءات حجز الغرفة. لم يكن العلم موجودا، ربما هو في الجهة الخلفية التي لا تظهر لي.
سألته إن كان علم مصر موجودًا هنا، فابتسم وهو يهز رأسه نافيا.
مدَّ لي يده ببطاقة الغرفة، وهو يشير إلى عاملٍ كان يقفُ ساكنًا منذ دخلت إلى الفندق، فيحمل الحقيبة ويشير إلى جهة المصعد.
في انتظار المصعد كان الفردوسي ينظر إلينا من تمثاله الصغير عند السلم، جبينه مقطب وعلى وجهه إرهاق السنين، بيده اليمنى كتاب كبير، واليسرى مفرودة كأنما يهم بالمشي. وعند قدميه يجلس طفل صغير عاري الجسد، في عينيه رهبة، وشغف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.