محمد سمير الجبور - فلسطين - " وكالة أخبار المرأة "
إن أي تطور للأوضاع السياسية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية ،لا يمكن أن يتم بمعزل عن الوضع السياسي العام للشعب الفلسطيني الذي لا يزال تحت الاحتلال، فالحديث عن مسيرة حركة التحرر الوطني والتي يخوضها شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه وشرائحه عبر سنين من الزمن، يستوقف بنا أن نتحدث عن الدور النوعي الذي قامت به المرأة الفلسطينية وما زالت عبر مراحل حركة التحرر الوطني المختلفة.
علاوة على ذلك يجب أن نستوقف عند ذكر أسطورة النضال النسوية الشهيدة "دلال المغربي" والتي قِيل عنها المرأة الفلسطينية الممزوجة بأحزان يافا وعطرها المسيج بالحزن ومأساة اللد
ومجزرة جامع دهمش، والتي جَسَّدت في استشهادها رحلة عطاء وكفاح المرأة الفلسطينية ونضالها منذ أن دخلت القوات البريطانية والعصابات الصهيونية أرض فلسطين، تاركة بذلك مأثرة حقيقية لمقاومة عربية فلسطينية.
وكنموذج آخر كانت هذه المرأة الفلسطينية عصية على كل مؤامرات الاحتلال في الكسر من عزيمتها ، فخاضت منذ البداية تجربة الاعتقال ؛ حيث سُجل في تاريخ الحركة النسوية الأسيرة مواقفاً أسطورية عجز الرجال عن تسجيلها في العام 1996 عندما رفضن الأسيرات الإفراج الجزئي عنهن على أثر اتفاق طابا، وطالبن بالإفراج الجماعي ودون ذلك فضلن البقاء في السجن واستطعن أن يفرضن موقفهن في النهاية ليتم الإفراج عن جميع الأسيرات في بداية عام 1997.
هذا التتبع التاريخي للنضالات النسوية الفلسطينية البارزة والوقوف على أبسط المواقف النسوية، لهو تأكيد على الدور الكبير للمرأة الفلسطينية في الانخراط في العمل الجماهيري الاجتماعي والنضالي والسياسي، ومشاركة المرأة الفلسطينية في ساحات النضال عبر هذه السنين الطويلة والتي أثبتته المرأة الفلسطينية على وجه الملأ، فهناك الشهيدة والأسيرة والجريحة، وهنا أم الشهيد وأخت الجريح وزوجة الأسير.
هذه المرأة الفلسطينية والتي سطرت بتضحياتها أسطورة في الصمود ومقاومة الاحتلال، في قلب الاحتجاجات الأخيرة ومساندة الشبان في مقاومة المحتل خلال الأيام القليلة الماضية نصرة للقدس والأقصى، وقد ظهرن وهن يلقين الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الضفة الغربية وحدود القطاع، لهو تأكيد على مواصلة وتعزيز وتجديد دور المرأة تاريخياً في النضال الوطني الفلسطيني، ليعيدنا الى الأذهان نموذج تضحية "دلال المغربي".
فمن الواجب علينا ان نُثني ونُؤكد على هذا الدور التاريخي للمرآة الفلسطينية الصامدة الصبورة المكافحة، وكذلك من الواجب علينا تمجيد وذكر النضالات التي خاضتها المرآة الفلسطينية بشتى وسائل وأشكال النضال والتي أثبتته تاريخيآ وأكدت بذلك قدرتها على النضال والعطاء والتي كان لها دور فاعل ومهم في قضية التحرر الوطني.
عاشت خنساوات فلسطين الثائرات الصابرات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.