أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

الكاتبة ولاء زيدان: الأنثى العربية مقيدة وقد تحاسب أكثر عن الخيال والهواجس والأحاسيس عندما تتحول إلى لغة أدبية


باريس ـــ رأي اليوم ـــــ حاورها حميد عقبي:

نرحل إلى ربوع الأردن، مع الكاتبة الشابة الطموحة ولاء زيدان نغوص مع المشهد الثقافي في مجتمع محافظ توجد به خطوطا حمراء عديدة بحكم العادات والتقاليد لكنه لا يقمع المرأة ويحرص على تواجدها ومساهماتها، كما يتسم هذا البلد بتنوعه الثقافي وإحترامه لهذا التعدد ويمقت الفكر المتعصب والظلامي يحاول الحفاظ على ثرائه الفكري والحضاري ويصد هجمات فكرية إرهابية دمرت دول مجاورة كالعراق وسوريا.
ترى الكاتبة زيدان بضرورة الحوار الفكري ودعم مشاريع تنويرية وإبداعية ورغم أن الأردن شحيح من حيث الموارد المادية لكنه يمتلك ثراء علمي وثقافي وبشري ويقدر بوحدته الوطنية وتكاتف أبنائه الحفاظ على عظمته الحضارية.
وضيفتنا شابة جميلة تتجه للكتابة النثرية للتعبير عن الذات،
فالكتابة رياضة روحية وجمالية والهندسة مهنتها رياضة عقلية خلاقة، تساهم ضيفتنا في الملتقيات الأدبية الأردنية وكذا في منتديات فيسبوكية وصفحات إبداعية وترى نفسها في بداية الطريق.
سنحلق في عوالم متعددة ونتطرق لقضايا فكرية وثقافية وإجتماعية هامة في حوار شيق مع مبدعة رائعة نتمنى لها مستقبلا باهرا.
*الاردن البلد الثقافي المعروف بتحرره وتنوع ثقافاته يواجه الإرهاب… كيف يمكن مواجهة انتشار وشيوع الفكر الإرهابي؟ هل من مشروع تنويري؟
رأيي المتواضع أن الأردن بلد يتميز بالأمن والأمان وحتى تحرره ضمن ضوابط إجتماعية أما عن النسيج الإجتماعي المتسم بالتنوع كانت إيجابياته أكثر بكثير من سلبياته لان الأردن بلد يحترم التعدد والتنوع الثقافي
ولكن بما أنه محاط بالعديد من الدول التي تعاني من الأزمات والحروب والإرهاب قد يتأثر ، لأن الفكر الإرهابي الحالي مرض أصاب جسد الأمة والتنوير الثقافي هو مطعوم هذا المرض أو الترياق الذي يخفف سريانه في جسدها
وبما أن التصاعد للطائفية والفكر الإرهابي متسارع لا بد من مشروع تنويري بتسارع أكبر
وما من مشروع ناجح إلا بعد التخطيط الإجرائي (أو استراتيجي) هو القاعدة الأساس لبناء ما يواجه التغيير السلبي من حولنا
ما أشاهده في الأردن المشاريع التنويرية كثيرة حكومية وغير حكومية التي تتبنى رؤية أو رسالة أو كلاهما من الملتقيات والمنتديات الفكرية والملاحظ أن هناك تركيز على فئة الشباب وطلاب المدارس والجامعات من عقد ندوات وأمسيات وإشراكهم في الحياة الثقافية والخدمة المجتمعية التطوعية لأن الثقافة هي الوحيدة التي تساعد الإنسان على النظر للأمور من عدة زوايا والتحليل والتفكر والإستنتاج على غير الفكر الإرهابي الذي ينظر لزاوية مظلمة واحدة لا غير ورغم أن هناك إعترافات عربية بالتراجع الثقافي على مستوى الوطن العربي من روادها أنفسهم إلا أنني أشعر بشيء من التفاؤل بما أشاهده في الوسط الثقافي في الأردن وغيره من البلدان العربية من إقبال على الحياة الثقافية ولكن أي مشروع مخطط له سواء فردي بهدف خيري أو مؤسسي بهدف وطني يحتاج مدة زمنية ومراحل للوصول إلى أهدافه وغاياته ومواجهة عقبات التخطيط وأعداء التغيير برأيي المهم أن نبدأ و نحتاج إلى حوار فكري هادىء تؤكد عدم إستحالة النهوض والتقدم كأمة لأن لا يمكن أن تفصل أي بلد عربي عن جسدها ، كلنا في نفس المركب نحتاج إلى ما يعيد للشخصية العربية المسلمة صفاتها ويعزز محاسنها ومكانتها ويبتعد عن سيئاتها نحتاج للتفريق بين أنه لا ضَير بأن تفخر وتفاخر بقبيلتك أو مذهبك وتنتمي لهم ولكن أن لا تنسى أن هناك دائرة أوسع تضمك وأكبر مشروع تنويري مواجه يتلخص بمقولة (كونــوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون ، قيل : كيف ؟ قال : بأخلاقكــم )
ما من أحد منا أتم مكارم الأخلاق ولكن يجب أن نسعى على قدر المستطاع.
* هل هناك قصور وفساد في الهيئات الثقافية الرسمية؟ ما البدائل؟
تواجدي في الحياة الثقافية منذ فترة قصيرة جدا كانت حياتي الثقافية مقتصرة على البيت والعائلة وجلسات الأقارب ولكن رغم قصرها هناك ملاحظات وأفكار للتطوير لا أكثر وليست إنتقاد هناك جهود فردية جبارة للكثيرين من حولي و أهداف خيرية بحته لا مادية أو إستغلالية و إهتمام بنوعية النشاطات لا بكمها في الملتقيات التي أرتادها مع والدي كل ذلك لتحسين المخزون الثقافي وإنعكاسه على السلوكيات وفي أغلب الأمسيات تُطرح المشكلات ويطلب رفعها للهيئات المسؤولة ولا أستطيع أن أسمي دعم الهيئات الثقافية الرسمية للحركة الثقافية فيه قصور لأن الأردن بلد موارده شحيحة ويعول على الموارد البشرية وتنميتها هو بقدر إمكانياته يدعم الثقافة والمثقفين والمثقف الأردني يدرك ذلك ويحاول المساهمه أما بمجهوده أو بوقته أو أي شيء داعم.
*كيف تصفين المشهد الثقافي والفني الاردني اليوم؟
المبدعون كثر سواء فنانين أو كتاب الأردن بلد منتج لكافة المجالات وأظن المشهد في تقدم بظهور المسابقات والمحفزات والباحثين عن المبدعين على المستوى المحلي.
* حدثينا عن تجربتك الشعرية ومنابع هذه التجربة واهم الإنجازات؟
كتاباتي انبثاق تلقائي من محفز ما إما من المشاهدة أو الخيال أو ما في الذاكرة من صورأ وأحيانا تعبير عن حالة نفسية يدعمه مخزون القراءة بالفصحى وإستخدام اللغة والموهبة والشعور والتنقيح يكون في المراوغة أو التحور أو معاكسة الواقع.
أحاول أن أكتب مايكثر تأويله لأن ذلك الأنجح والأبقى في عالم الأدب أحاول أن أعيش ما أكتب وأحيانا ما أقرأ مما كتب العظماء من الأدباء يساعد على الإستمرارية والتطوير القدرات.
أتمنى أن أكتب العمل الخالد ولدي قناعة مهما كنت في بداية الطريق والمحاولة وقد لاتعجب كتاباتي كبار الكتاب إلا أن المحاولات ماهي إلا قدح شرارات لا بد أن تشعل فتيلة نور يوما ما لانني أسعى بجد لتحسين أدواتي
ومن منابع التجربة أنني مستمعة جيدة للكلام الجميل وللحكمة وللحكايات دون ملل هذا الإصغاء أوجد لدي حب الإصغاء لذاتي والخيال الخصب بالإضافة لتجارب كثيرة تستدعي التعبير وإخراج الكلمات كأنفاس وعائلتي أيضا أورثتني حب الأبجدية ودعم من المقربين من حولي أما إنجازاتي الكثير من النصوص منها المنشور وغير المنشور سأفكر يوما في جمع ما أراه مناسبا في ديوان، شاركت في أمسيات ونخطط الأن لعدد منها ،إنضمامي كعضو فاعل في ملتقيات أدبية أردنية وعربية كتاج والحدث والجياد ومجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب الذي يتبنى مشروع تنموي “تطوير الفكر العربي بعيدا عن التطرات السياسية والدينية” والذي تعلمت وعملت معهم بالتحرير الصحفي للصفحات الثقافية للنشر لي ولأصدقائي الشعراء والأدباء وإن شاء الله مشاركتي قريبا في مهرجان جرش ضمن بشاير جرش.
*هل من تطور و جديد في تقنيات الكتابة خصوصا مع وسائل النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
بالتأكيد مواقع التواصل الاجتماعي أوجدت إقبال على الأدب الموجز وأدب الجملة والومضة والقصة القصيرة جدا من عامة الناس ومن المثقفين والأدباء فكان لها رواج حتى الإقتباس من الكتب ونشره حظي بالكثير عبرها تلك قوالب أدبية جميلة جدا، أيضا أكثرت من الإقبال على المجاراة والحوار الأدبي والإفادة والإستفادة والتبادل الثقافي والتنافس كل هذا يدعم الحراك الأدبي والثقافي.
*توجد شكاوي من مبدعين و مبدعات بقلة الدعم الرسمي لهم ما هو رايكِ بهذه النقطة؟
أن تبحث عن الدعم وأن تطمح لتوصيل كتاباتك وصوتك باطاره الفني ومن يساعدك في تطويره هو شيء مشروع برأيي يجب أن يسعى المبدع هو لطرق كل الأبواب حتى يجد الدعم النقي المناسب وقد يشتكي المثقفون فيما بينهم من بعض الأمور أمر طبيعي ولكن رفع الشكاوي واجب عليهم لينظر بها من المختصين.
*حدثينا عن اهم الملتقيات الإبداعية الأدبية في منطقتك ؟ ما اهم نشاطاتكم؟
لدينا في الأردن الكثير من الملتقيات الثقافية الإنضمام لها شيء جميل أنضم لما ذكرته سابقا فرحت بكل دعوة للإنضمام ولبيتها فورا أهمها أنك تلتقي بمن سبقوك خبرة ومعرفة وعلم تستفيد من تجاربهم تعقد فيها الكثير من الأمسيات يعتلي المنصة الصغير والكبير المبتدىء والمحترف بهدف الإستفادة والتطوير تهتم بجميع أنواع القوالب الأدبية من نثر وشعر وقصة وفكر وفتح باب التعارف الأدبي والتبادل المعرفي.
*ما هي الهموم المقلقة في الإنتاج الإبداعي للكاتبات الاردنيات اليوم كيف يتم التعبير عنها هل من خوف و خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها و هل تصوير الجسد الأنثوي بشكل حسي من ضمنها ؟
الكاتبة الأردنية كأي كاتبة عربية وكأي كاتب عربي الخطوط الحمراء يُسأل عنها الكاتب كما الكاتبة في مجتمعنا ولكن الأنثى لربما مقيدة أكثر بالتعبير عن الخيال والمشاعر والأحاسيس وتحويل الهواجس والتجارب إلى لغة ولكن هنا يكون ذكاء الكاتب أو الكاتبة بالمجاز والإستعارة والرمزية ولا أؤمن بالتصنيف الحكم يجب أن يكون على النص فقط وليس على الشخص وجنسه أو منشأهه …الخ لأن الكتابة مرآة الكاتب تعرفه من خلالها وأظن عند أي كاتب ما ينشر وما لا ينشر أو ما يحتفظ به للذات أو بين المقربين والمرأة في هذا العصر ذات كيان مستقلّ ووجود فاعل في المجتمع لذا الكاتبة هي من تكتب بلسانها وتساؤلاتها همومها مما أوجد حركة نسائية ثقافية في الأردن والوطن العربي وهي في إزدهار وتقدم ذلك مما أشاهده من حولي وهي من فرضت نفسها بعلمها وثقافتها وإبداعها ،قبل أي شيء لن تظهر إن لم توجد مادة أدبية تقدمها والمجتمع الثقافي الأردني مجتمع محافظ حريص على تواجدها لتقديم إبداعها كإبنة أو أخت بما لا يؤذيها.
*
*كان لمهرجان جرش صيت وشهرة..هل ضعف وانطفئت شهرته؟ حدثينا عن واقع هذا المهرجان؟
على حسب معلوماتي كأي مواطن أردني مطلع بدأ المهرجان صغيرا رعته جامعة اليرموك ثم تطور إلى مهرجان دولي عالمي رسمي رعته وزارة الثقافة ويستخدم المدينة الأثرية كموقع لفعالياته الفنية والثقافية على المسارح التي شيدها الرومان يمتاز بالتنوع من عروض فولكلورية فرق محلية وعالمية وأمسيات غنائية لمغنيين أردنيين وعرب شهرته وصيته لجمال المكان ولأن شارك فيه كبار الفنانين والشعراء والأدباء هو وجه سياحي جميل للأردن غير أنه أستضاف الفن الوطني القومي الجميل كمارسيل وجوليا بطرس الذي يحرك المشاعر الراقية إتجاه الأوطان وحبها وللفنانين الأردنين وتواجدهم بأغاني وطنية إقبال لا يقل أبدا عن باقي الأغانيات تحرك المشاعر وتُعرف باقي الدول على هوية الأردنيين وولائهم للبلدهم.
توقف مهرجان جرش فقط ثلاثة سنوات وعاد بقوة أكبر وما زال حلم أي شاعر أو فنان محلي أو عربي
وتم إختياري بعد مرور النصوص على لجان ومن ثم الإجتماع بنا في رابطة الكتاب والإستماع إلى أسلوبنا الإلقائي وإعطاءنا الملاحظات الهامة لنتجاوزها.
*ولاء زيدان مهندسة مدنية كيف اتجهتِ للكتابة؟
الشعر والكتابة ليست مهنة هي موهبة وفطرة تُصقل بالعلم والقواعد وأعتقد أنني للأن ما زلت أصنف في بداية الطريق و أكتب النثر أما الحر والعامودي أكتبه أحيانا ولكن على الفطرة فأتجنب نشره لأنني لست متيقنة من صحة الأوزان والبحور أما ما أنشره من نثر كثيرا ما يأتي مسجوعا وكثيرا ما أُسأل عن السبب أخبروني أن ذلك بوجود موسيقى داخلية يجب علي تطويرها للتفعيلة وأنا أظن أيضا لسماعي سابقا للأدب الإنجليزي فهو عادة نثر مسجوع بإيقاع ورمزية وصور.
أكتب ما يأتي به إلهامي دائما دون تطوير أو تنقيح في النص لعدم وجود الوقت الكافي فأنا جل وقتي في ساعات العمل المليئة بالأحداث بينما الكتابة تحتاج لصفاء ذهن وهدوء وإطلاق العنان للمخيلة.
أما الهندسة التي تخصصت فيها هي المدنية لكن كانت أكثر المواد قربا مني هندسة التخطيط والإدارة والتي حرصت أن لا أعمل إلا فيها وكثفت الدورات والدروس بها وهي التي تغير طريقة تفكيرك وتمنح العقل قدرات رائعة تنظيمية ومهارات في الدقة والإهتمام بتفاصيل الأمور والوصف والإيجاز والجدال الإقناع والمراسلات وغيرها من المهارات التي يطال شرحهاأظنها كلها تساعدني في الكتابة الأدبية وكيفية إخراج النص بعد ظهور الفكرة.
اللغة والمصطلحات الإحساس والخيال والإلهام والمشهد المحفز هي مدخلات وللعقل وطريقة معالجته لها لتكون مخرجات دور فأظن ما أضافته الهندسة لعقلي أثر في أسلوبي في الكتابة إذا الهندسة مهنة والكتابة مجرد هواية كمن يمارس أي نوع رياضة أخرى على خلاف مهنته ولكن قد تتأثر إحداهما بالاخرى.
* تكثر المهرجانات الشعرية الفخمة خصوصا في دول الخليج..هل من ثمار تعود على المشهد الشعري العربي؟ هناك من يرى في هذه الملتقيات دعاية وسياحة وتسيسها المحسوبيات والشليليه ما رأيك؟
المؤسسات والهيئات والمهرجانات والبرامج والروابط والجمعيات الثقافية هي من تمنح الأديب أو شاعر فرصة للظهور وتقديم إبداعه يمكنه ذلك وحده دون تلك المؤسسات لكن بوجوده ضمنها يخدم نفسه أكثر يإسلوب أفضل لأن لها دور أكبر وأشمل من حيث تسويقه عربياً أوعالمياً وتكون أهدافها معلنة وواضحة أما الشللية فيها متواجدة في كل الأوساط حتى في الأسرة الصغيرة لربما هناك أخ مقرب منا أكثر من غيره المدينة الفاضلة غير موجودة ووجد ذلك عبر كل العصور وعلى أي حال من الأحوال يجب على الكاتب أن يسعى كما قلت سابقا، ولا يبقى ويخلد سوى العمل الجميل أما عن المهرجانات الفخمة والمسابقات في دول الخليج بالتأكيد لها ثمار على المشهد العربي وفائدة على الساحة العربية ككل والوضع الإقتصادي دائما مرتبط بالوضع الثقافي بالتأكيد، أما أنها دعاية وسياحة الدول الذكية هي من تروج للسياحة بطريقة غير مباشرة تلك تُحسب لها كمثال تركيا تستخدم المسلسلات التركية للترويج السياحي للبد بشكل واضح بطريقة غير مباشرة بالنهاية الشعر والكتابة يعكس ويؤرخ عصره من كل الجوانب كحروب أو كرفاهية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية