في بداية كتابه "سيكولوجية الشائعة" الصادر في العام الماضي يشير الدكتور النابلسي إلى علاقة السياسة بالعلوم الإنسانية والنفسية بصورة خاصة، ليجد أن السياسة قد نجحت في توظيف هذه العلوم لصالحها، ويتخذ من "الشائعة" مثالا على هذا التوظيف بغرض التأثير في قطاعات واسعة من الرأي العام الداخلي، أو الحرب النفسية لتحقيق مكاسب بعيدا عن الأعمال العسكرية القتالية ضد العدو الخارجي.
ويعود المؤلف إلى التاريخ فيروي أمثلة على الاستخدام من قبيل تجربة عقار "مصل الحقيقة" لانتزاع الاعترافات، وهي التجربة التي قام بها أحد عملاء المخابرات عام 1953، وكذلك يروي عن تجارب إنتاج العباقرة عبر أبحاث الهندسة الوراثية في زمن النازية، ومن بعدها المخابرات المركزية الأمريكية، ويشير إلى" إشاعة " عن بعض الجهود السوفيتية في إطار الحرب النفسية .
يعود النابلسي إلى الأدبيات الكلاسيكية التي تناولت " سيكولوجية الشائعة" وأهمها على الإطلاق كتاب بنفس الاسم لمؤلفه " جوردون ألبورت" ومساعدة " ليو بوستمان " وهو كتاب يعتمد على نظرية "الجشتالت" – الألمانية بالأساس في علم النفس، والتي تذهب إلى أن إدراك الأشياء والجزئيات والتفاصيل إنما ينمو إلى أن يضعها في نظام كلي يجمعها ويؤلف بينها ليرسم صورة من البساطة والانتظام تريحنا من توتر الحيرة والمتابعة، وطبقا لهذا الأسلوب في التفكير والتحليل فإن الشائعة تنبثق لتشرح المواقف الصعبة أو الغامضة أو حتى الهامة التي لا يوجد لها تفسير آخر معلن ومنطقي.
"
ومن حكايات "الأطباق الطائرة" إلى الشائعات حول محتويات شطائر الهامبرغر في مطاعم "ماكدونالد" تنتشر الأقاويل هنا وهناك، وحتى منذ الشائعة التي أطلقها "نيرون" بأن المسيحيين في روما هم الذين تحولوا إلى كباش فداء لجريمة "نيرون" (هل تعتقد مثلي أن هذه القصة تكررت كثيرا؟!!!)
وجنكيز خان تمكن من الانتصار على خصومه بالشائعات التي صورت جيشه مثل أسراب الجراد التي لا يوقفها شيء، و "شارل مارتل" انتصر على جيش المسلمين بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" بنشر شائعة عن أن الغنائم التي يجمعها العرب تتعرض للسلب والنهب فترك الجند مواقعهم لحماية غنائمهم، فانهزموا !!!
و"الشائعة" في تعريف الباحث هي قضية أو عبارة نوعية مقدمة وقابلة للتصديق والتناقل دون ذكر مصدرها أو تدقيق صحتها، وهي بالتالي نوع من الاتصال –بالمعنى الإعلامي– ولكنه يجري لنقل محتوى خاطئ لرسالة تنتشر.
ويعود المؤلف إلى التاريخ فيروي أمثلة على الاستخدام من قبيل تجربة عقار "مصل الحقيقة" لانتزاع الاعترافات، وهي التجربة التي قام بها أحد عملاء المخابرات عام 1953، وكذلك يروي عن تجارب إنتاج العباقرة عبر أبحاث الهندسة الوراثية في زمن النازية، ومن بعدها المخابرات المركزية الأمريكية، ويشير إلى" إشاعة " عن بعض الجهود السوفيتية في إطار الحرب النفسية .
يعود النابلسي إلى الأدبيات الكلاسيكية التي تناولت " سيكولوجية الشائعة" وأهمها على الإطلاق كتاب بنفس الاسم لمؤلفه " جوردون ألبورت" ومساعدة " ليو بوستمان " وهو كتاب يعتمد على نظرية "الجشتالت" – الألمانية بالأساس في علم النفس، والتي تذهب إلى أن إدراك الأشياء والجزئيات والتفاصيل إنما ينمو إلى أن يضعها في نظام كلي يجمعها ويؤلف بينها ليرسم صورة من البساطة والانتظام تريحنا من توتر الحيرة والمتابعة، وطبقا لهذا الأسلوب في التفكير والتحليل فإن الشائعة تنبثق لتشرح المواقف الصعبة أو الغامضة أو حتى الهامة التي لا يوجد لها تفسير آخر معلن ومنطقي.
"
ومن حكايات "الأطباق الطائرة" إلى الشائعات حول محتويات شطائر الهامبرغر في مطاعم "ماكدونالد" تنتشر الأقاويل هنا وهناك، وحتى منذ الشائعة التي أطلقها "نيرون" بأن المسيحيين في روما هم الذين تحولوا إلى كباش فداء لجريمة "نيرون" (هل تعتقد مثلي أن هذه القصة تكررت كثيرا؟!!!)
وجنكيز خان تمكن من الانتصار على خصومه بالشائعات التي صورت جيشه مثل أسراب الجراد التي لا يوقفها شيء، و "شارل مارتل" انتصر على جيش المسلمين بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" بنشر شائعة عن أن الغنائم التي يجمعها العرب تتعرض للسلب والنهب فترك الجند مواقعهم لحماية غنائمهم، فانهزموا !!!
و"الشائعة" في تعريف الباحث هي قضية أو عبارة نوعية مقدمة وقابلة للتصديق والتناقل دون ذكر مصدرها أو تدقيق صحتها، وهي بالتالي نوع من الاتصال –بالمعنى الإعلامي– ولكنه يجري لنقل محتوى خاطئ لرسالة تنتشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.