كنب : باسم النادي
زيارة وفد الامانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينين برئاسة امينه العام الشاعر مراد سوداني الى دمشق، أثارت حربا كلامية، بين المعارضين والمؤيدين، استخدمت فيها أسلحة التشهير والتخوين والخروج الفج عن اخلاقيات الاختلاف.
حتى وصل الأمر بينهم بالتشكيك بمستوى الثقافة الفلسطينية وتراثها القيم، باتهام اسماء خطت عبر سنين حياتها إلياذة الثقافة
الفلسطينية.
غاب عن الطرف المعارض، ان الزيارة لم تكن مفاجئة،ولم يكن هدفها هو دعم النظام السوري، ولا أظن ان النظام وحليفته روسيا كانوا في انتظار الوفد ليشنوا حرباً شعواء على حلب تحت غطاء هذه الزيارة
اما ان يقوم الوفد بزيارة نجاح العطار والالتقاء بها، فللضرورة احكام، تشبه تلك الأحكام التي يتعرض لها الطرف الاخر، وهو يتنقل بين الحواجز العسكرية الإسرائيلية في اراضي ما يسمى السلطة الفلسطينية او على المعابر بالرغم من اختلاف التشبيه.
في حين غاب عن الطرف المؤيد، مخاطر اقحام الفلسطينيين في معارك مختلف عليها، وغاب عنهم ، ما دفع الفلسطينيون من أثمان باهظة جراء سياسات عقيمة عاطفية، خاطئة، كان أولها في الاْردن في إيلول ١٩٧٠ ثم في بيروت ١٩٨٢ ثم في الكويت عام ١٩٨٩ ثم في العراق عام ٢٠٠٣ .
لقد أتت الزيارة بعد تحضير وأشهر من التواصل والحوارات،بين أعضاء الأمانة العامة خارج إطار الاختلاف السياسي، وتحت سقف فلسطين واحدة، إذن فالاتحاد واحد، وفلسطين حاضنة للاختلافات الفكرية والعقائدية، إذن فالاتحاد ايضا حاضنة للاختلافات الفكرية والسياسية والعقائدية.
من هذا المبدأ فإن التشكيك بالآخر وتخوينه، هو دعوة انفصالية، لا تختلف بمخاطرها عن مشاريع تقسيم الوطن العربي.
هل يمكن للمفكر والمثقف الفلسطيني أن يبارك للوفد نجاحه في اعادة اللحمة لهيكل اتحاد الكتاب وفي نفس الوقت ان يعرب عن موقفه الخاص مما يجري في سوريا من حرب أهلية،يباد فيها البشر، ويحرق الحجر والشجر ؟
نعم ممكن، وهذا لا يتعارض مع القيم والمبادىء الانسانية، ولا يتناقض مع الموقف الشخصي من النظام او المعارضة.
فالسياسي محكوم بقواعد اللعبة السياسية المرتبطة بالمصالح،وبالمكان والمال، بعكس المثقف الكاتب والأديب والروائي والشاعر، المحكوم بالقيم والمبادىء والثقافة الانسانية العامة.
.
لقد عارضت منذ نعومة أظافري سياسة الراحل ياسر عرفات وما اودت اليه من مصائب قبل وبعد اتفاقيات أوسلو ولم يمنعني موقفي هذامن المشاركة في مظاهرة تطالب بفك الحصار عنه، قبل مقتله مسموماً.
وموقفي من صدام حسين ورفضي للاستبداد والدكتاتورية لم يمنعني من رفض الاحتلال الامريكي للعراق، او تأييد معارضيه التابعين.
ورفضت التحالف الغربي المنافق وتدمير ليبيا وتصفية القذافي بالطريقة الوحشية البشعة، رغم معاداتي للديكتاتور وجنونه الفكري وسياساته المدمرة .
لم أقل جنت على نفسها براكش ولم اتشفى،
وقفت مع ضحايا مذبحة رابعة ورفضت الانقلاب الدموي في مصر، رغم انتمائي للفكر اليساري،
وأقف اليوم الى جانب الشعب السوري بِغَضِّ النظر عن الطائفة او المعتقد او العرق، وارى ان النظام هو نظام استبدادي قمعي، والمعارضة ممولة ماليا وعسكريا من أنظمة استبدادية لا يهمها مطالب الشعب ،ناهيك عن داعش اللغز الدموي المحير.
ومع هذا انام كل ليلة مرتاح البال الا من وجع ما آلِ له حالنا العربي من تمزق وقتل ودمار وقلة حيلتنا في إنقاذ ما يمكن انقاذه قبل الاندثار....
باسم النادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.