أمية جحا … كاريكاتير تجسيدا لاعتزاز الفلسطيني بالمفتاح الرمزوحق العودة

أميّة جحا فنانة ورسامة كاريكاتير فلسطينية، ولدت بمدينة غزة 1972، تخرجت في قسم الرياضيات بجامعة الأزهر عام 1995 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى على الجامعة.
تعد أول رسامة في العالم العربي تعمل في صحف سياسية يومية ومواقع إخبارية، عملت رسامة كاريكاتير في صحيفة القدس اليومية منذ سبتمبر 1999كما أنها رسامة في الجزيرة نت، كما أنها ترأس شركة “جحا تون” لرسوم الكرتون. وهي عضو في جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية في فلسطين.


فازت بالمرتبة الأولى على محافظات فلسطين بالكاريكاتير في مسابقة الإبداع النسوي التي أقامتها وزارة الثقافة الفلسطينية 1999، وحصلت على جائزة الصحافة العربية لعام 2001 في الإمارات العربية المتحدة، كما فازت بالجائزة الكبرى في مسابقة ناجي العلي الدولية للكاريكاتير والتي تنظمها جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني في تركيا بالتعاون مع مجموعة “هومور” للفكاهة والكاريكاتير. 2010

تتميز رسومات جحا بالكثير من الوضوح والألوان الحادة، حيث ترسم شخوص أعمالها بدقة وتلونها بألوان فاقعة وأغلب لوحاتها تكون مع خلفية بلون كامل مطلوس، كما أنها تهتم كثيراً بالتفاصيل الدقيقة وتكاد لا تخلو لوحة من لوحاتها من كلام يوجز الرسم أو يدل عليه، وكثيراً ما استعملت الأمثال الشعبية ورسمتها بدلالات سياسية واجتماعية.

ما زال كثير من اللاجئين الفلسطينيين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي أكرهـوا علـى الخروج منها في نكبة 1948 وهزيمة 1967، ونشاهد أن المفتاح يتحول إلى ايقونة في أعمال الفنانة جحا حيث نشاهد فـي كثيـر مـنها الفلسطينيون وهم يقبضـون علـى مفاتيح بيوتهم تعبيرا عن رفضهم لسياسة التوطين، وتصميما على حق العودة. فالمفتاح الرمـز إرث كـذلك فـي ســياق المقاومة، المفتاح الذي يسقط من يـد الأب الشهيد يتلقفـه الابـن المقـاوم استكمالا لمسيرة العودة.

وتجسيدا لاعتزاز الفلسطيني بالمفتاح الرمز فقد ظهر قلادة تتدلى على الصدر في أكثر مـن لوحـة، ويظهر المفتاح الرمز صورة جدارية في منزل عائلة فلسـطينية في أحد المخيمات في مشهد فـي مشـهد مأسـاوي يفـيض فقـرا وبؤسا. وإذا كان المفتاح رمزا للوطن المنتظر، فإن بعض اللوحات تجسد المفتاح وطنا، إذ تعمد الفنانة إلى تفريغ فوهة المفتاح لتحوله إلى ملجأ تأوي إليه عائلـة فلسـطينية وذلـك تعبيرا عن ديمومة الرحيل واستمرارية التشتت من مكان إلى مكان.

وتعمد الفنانة إلى تشكيل جسـم المفتـاح من أجساد اللاجئين إذ تتحول قضية اللاجئين في هذا التشكيل من مشكلة إنسانية وفق بعض الرؤى السياسية إلى قضـية وجـود تضرب جذورها في أعماق الوطن.

حتى أن المفتاح تحول عند الفنانة ليكون بمثابة علامة مسجلة لأعمالها إذ نجده مقترنا مع توقيعها في كل أعمالها الفنية.

تميزت أعمل جحا بمشروعها بالدفاع عن الدين الإسلامي الذي تعتبره “أسمى هدف ممكن أن يتبناه رسام الكاريكاتور في الوطن العربي، رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجهنا في عملنا كفنانين ملتزمين في الوطن العربي، فالغرب يفتح أبوابه مشرعة لأولئك الذين ينبذون الديانات والأعراف السماوية والوطن الإسلامي، بينما تغلق أمامنا جميع الأبواب” وتتمنى جحا أن يرزقها الله القوة لإتمام رسالة الدفاع عن الإسلام.



تزوجت الفنانة أمية مرتان، الأولى من رامي خضر سعد والذي قتله الجيش الإسرائيلي في أيار 2003 في غزة الذي كان مجاهداً وقائداً ميدانياً في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والثانية من وائل عقيلان والذي أستشهد بسبب منع الحصار الإسرائيلي على القطاع اياه من المغادرة للعلاج بعد أن اصيب بانفجار في المعدة. توفي عقيلان في أيار 2009 ولذلك سميت زوجة الشهيدين.