كتب – محمد السمهوري:
في روايته "قصّاص الاثر" يمسك الروائي العربي السوري خليل النعيمي الجغرافيا الانسانية الصحراوية من اطرافها المختلفة، يصب على صحراءه لغته الشعرية الجزلة، كأنها قصيدة متسلسلة احداث روايته، كأنه كان ممسك بنبي خاص اراده في هذا الجزء من "الجزيرة السورية"، من هناك في اطراف الارض الممتدة خرج واخرج معه ذاكرته يوزعها على طبيعة السؤال الوجودي للانسان وتفاصيله البسيطة.
في الصحراء الناس بكر طوال الوقت، يعرفون الوحشة والوحدة والطبيعة والحب والفلسفة، يمدون خطواطهم نحو الاتجاهات، يدخلون المدن بمزاج وحضور بهي.
في (قصّاص الاثر) يصبح الكاتب "النعيمي" شاهد على دفق شخصياته، منحاز لاحاسيسهم ولحمقاتهم، لحبهم وقسوة الحياة، يتركهم على سجيتهم فهم اسياد الفكرة والمعنى في الواقع.
ليس غريبا على تجربة الروائي المخضرم خليل النعيمي هذه اللغة الشعرية التي تتحول الى بطل رئيسي في اعماله الروائية واخرها "قصاص الاثر"، طالمة انه جاء من خلفية ابداعية شعرية، وظفها بافضل الوسائل الابداعية في اعماله الروائية، وليس غريبا ان تتداخل الفلسفة بمعناها العميق واسئلتها الوجودية البسيطة لتكون على الالسن ابطال اعماله وشخوص روايته.
لا يكفي فقط لان يكتب الروائي النعيمي اعماله الابداعية، بل يوازيه قارىء متميز، وخالي الذهن وجاهز لان يتفاعل مع روايته وهنا مثالا "قصاص الاثر"، فهي رواية جاذبة ومتدفقه بالاحداث والتفاصيل والمفاجأت والدهشة وهي العنصر الابرز في الحكاية من جهة العمل ككل، ومن جهة اخرى الشخصيات المتحركة في صحراء حكايته.
من لم يعرف الصحراء عليه ان يعيش عوالمها وتفاصيلها وفتنتها، وفي "قصاص الاثر" يجدها امامه صور وروائح واناس وطبيعة وحيوانات، يشهد من خلال قراءته على تحولات "الجزيرة السورية" ، لكن الصحراء التي تركها الروائي الكبير خليل النعيمي، لم تتركه، اصبحت ملهمته، وبئره وذاكرته التي يعبر من خلالها الى الحاضر والمستقبل، يكافأها في مسيرته الابداعية حين يتناولها هنا او هناك في اعماله، يقارنها في المدن البعيدة والمعاصرة والتاريخية، سدد لها اكثر ما اخذ منها، اعطاها حياته واستمراره في الكتابة عنها. وتحديدا في روايته "قصاص الاثر".
كيف يمكن للقراء ان يقول رأيه في عمل متكامل، وفي ملحمة شخصية روائية، في عمل واحد لا يمكن ان تقسمه كما يقسم النقاد الرواية، تحت مسميات نقدية واصطلاحية صارمة وثقيلة، في "قصاص الاثر" خلط الروائي النعيمي الاوراق والمستويات باللغة والفكرة لتنتج عمل ابداعية خفيف الدم وثقيل العقل، قرب فيه الفلسفة الى معناها الانساني البسيط، واجه فيها القارىء بالوجود والعدم، بالحب والكراهية، بالغربة والوطن.
الحياة في رواية "قصاص الاثر" عميقة بعمق وجود الانسان ونبؤته، نعم يمكن ان يكون الانسان في اقاصي الارض البعيدة هناك وسط الصحراء نبيا دمثا بسيطا، يخرج من بيته الى بحثه عن جواب وتجربة، يرى مكانه من منظور اخر وبعيد، ينتقد ويلوم نفسه على مشاعره وتحولاتها.
في الصحراء حياة عكس ما توحيه هي عن نفسها، فيها نساء جميلات وحاضرات بقوة ومؤثرات، هن لسن قابعات خلف الابواب، هن بطلات في "قصاص الاثر" ذكيات وصاحبات رأي حسي ومعرفي وانساني وعاطفي.
التجلي الابداعي للروائي النعيمي لم يتوقف عند "قصاص الاثر" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات 2014، لم تبدأ به كشاعر مرورا كطبيب جراح، وعابر للقارات في اعماله المختلفة "ادب الرحلات" وحسب، بل في انتماءه العربي السوري ابن صحراء "الجزيرة" وتضاريسها الممتدة في الجغرافية الواقعية وفي حضوره العالمي.
في روايته "قصّاص الاثر" يمسك الروائي العربي السوري خليل النعيمي الجغرافيا الانسانية الصحراوية من اطرافها المختلفة، يصب على صحراءه لغته الشعرية الجزلة، كأنها قصيدة متسلسلة احداث روايته، كأنه كان ممسك بنبي خاص اراده في هذا الجزء من "الجزيرة السورية"، من هناك في اطراف الارض الممتدة خرج واخرج معه ذاكرته يوزعها على طبيعة السؤال الوجودي للانسان وتفاصيله البسيطة.
في الصحراء الناس بكر طوال الوقت، يعرفون الوحشة والوحدة والطبيعة والحب والفلسفة، يمدون خطواطهم نحو الاتجاهات، يدخلون المدن بمزاج وحضور بهي.
في (قصّاص الاثر) يصبح الكاتب "النعيمي" شاهد على دفق شخصياته، منحاز لاحاسيسهم ولحمقاتهم، لحبهم وقسوة الحياة، يتركهم على سجيتهم فهم اسياد الفكرة والمعنى في الواقع.
ليس غريبا على تجربة الروائي المخضرم خليل النعيمي هذه اللغة الشعرية التي تتحول الى بطل رئيسي في اعماله الروائية واخرها "قصاص الاثر"، طالمة انه جاء من خلفية ابداعية شعرية، وظفها بافضل الوسائل الابداعية في اعماله الروائية، وليس غريبا ان تتداخل الفلسفة بمعناها العميق واسئلتها الوجودية البسيطة لتكون على الالسن ابطال اعماله وشخوص روايته.
لا يكفي فقط لان يكتب الروائي النعيمي اعماله الابداعية، بل يوازيه قارىء متميز، وخالي الذهن وجاهز لان يتفاعل مع روايته وهنا مثالا "قصاص الاثر"، فهي رواية جاذبة ومتدفقه بالاحداث والتفاصيل والمفاجأت والدهشة وهي العنصر الابرز في الحكاية من جهة العمل ككل، ومن جهة اخرى الشخصيات المتحركة في صحراء حكايته.
من لم يعرف الصحراء عليه ان يعيش عوالمها وتفاصيلها وفتنتها، وفي "قصاص الاثر" يجدها امامه صور وروائح واناس وطبيعة وحيوانات، يشهد من خلال قراءته على تحولات "الجزيرة السورية" ، لكن الصحراء التي تركها الروائي الكبير خليل النعيمي، لم تتركه، اصبحت ملهمته، وبئره وذاكرته التي يعبر من خلالها الى الحاضر والمستقبل، يكافأها في مسيرته الابداعية حين يتناولها هنا او هناك في اعماله، يقارنها في المدن البعيدة والمعاصرة والتاريخية، سدد لها اكثر ما اخذ منها، اعطاها حياته واستمراره في الكتابة عنها. وتحديدا في روايته "قصاص الاثر".
كيف يمكن للقراء ان يقول رأيه في عمل متكامل، وفي ملحمة شخصية روائية، في عمل واحد لا يمكن ان تقسمه كما يقسم النقاد الرواية، تحت مسميات نقدية واصطلاحية صارمة وثقيلة، في "قصاص الاثر" خلط الروائي النعيمي الاوراق والمستويات باللغة والفكرة لتنتج عمل ابداعية خفيف الدم وثقيل العقل، قرب فيه الفلسفة الى معناها الانساني البسيط، واجه فيها القارىء بالوجود والعدم، بالحب والكراهية، بالغربة والوطن.
الحياة في رواية "قصاص الاثر" عميقة بعمق وجود الانسان ونبؤته، نعم يمكن ان يكون الانسان في اقاصي الارض البعيدة هناك وسط الصحراء نبيا دمثا بسيطا، يخرج من بيته الى بحثه عن جواب وتجربة، يرى مكانه من منظور اخر وبعيد، ينتقد ويلوم نفسه على مشاعره وتحولاتها.
في الصحراء حياة عكس ما توحيه هي عن نفسها، فيها نساء جميلات وحاضرات بقوة ومؤثرات، هن لسن قابعات خلف الابواب، هن بطلات في "قصاص الاثر" ذكيات وصاحبات رأي حسي ومعرفي وانساني وعاطفي.
التجلي الابداعي للروائي النعيمي لم يتوقف عند "قصاص الاثر" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات 2014، لم تبدأ به كشاعر مرورا كطبيب جراح، وعابر للقارات في اعماله المختلفة "ادب الرحلات" وحسب، بل في انتماءه العربي السوري ابن صحراء "الجزيرة" وتضاريسها الممتدة في الجغرافية الواقعية وفي حضوره العالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.