إن التواصل لا يتم فقط من خلال الكلام، وإنما أيضا عبر الحركات وأوضاع الجسد وطرق احتلال الفضاء. كل ذلك ضمن سياق ما. ولعل ذلك هو تصور انتثروبولوجيا التواصل وهو كمجال واعد. مع أنه غير مستثمر بما فيه الكفاية.
نشر في سنة 1967 الأنثروبولوجي وعالم اللسانيات الإمريكيDell Hymes ديل هايمز نصا بعنوان: انتثروبولوجيا التواصل. لم يكن قصده بذلك تأسيس علم جديد. كان يتوخى فقط التذكير بأن من واجب الانتثروبولوجيا أن تأخذ بعين الاعتبار التحديدات المحلية للتواصل. ففي المجتمعات الحديثة فإن التواصل يشير إلى تبادل المعلومات بين شخصين أو نقل الرسائل عبر وسائل الإعلام. ولكن ماذا يُقصد بالتواصل في سياقات أخرى؟
في ثقافة هنود ojibwa على سبيل المثال هناك اعتقاد بأن الآلهة تتحدث إلى الناس من خلال البرق، وبأن الأحجار هي علامات وضعتها الآلهة في الصحراء لمساعدة الناس على عبورها. كما أن شيوخ قبيلة zuni الذين يسمعون في الليل الدامس الذئاب تعوي يزعمون بأن لهم القدرة على إعادة تأويل تلك”الأحاديث” لفائدة الشباب.
إذا كانت هذه الوقائع كلها، حسب ديل هيمز، لها صلة بالتواصل، فإنه يجب أن نُدرج ضمن “مذخرات التواصل” لمجتمع ما جميع الفاعلين الذين أُسندت إليهم من قبل الأفراد مقصدية التواصل (الآلهة، الأموات، الحيوانات..). فضلا عن الوسائل التي هي بحوزة هذه الكائنات (بروق، أحجار، نباح إلخ) والتي يستعملونها للحديث مع الناس أو للحديث فيما بينهم.
يقول ديل هايمز :
« في جميع الثقافات أو في جميع الجماعات فإن السلوك والأشياء باعتبارها منتوجات سلوكية تكون بشكل منظم وتستعمل ويتم تداولها وتأويلها حسب قيمتها التواصلية. إن كل سلوك وكل شيء يمكن أن يكون تواصليا. كما أن سجل الإمكانات التواصلية لهو أكثر سعة وإيحاء من أن تُفصح عنه نظرتنا المعتادة للكلام »
ومن الأكيد أن قائمة السلوكات والأشياء التي لها قيمة تواصلية تختلف من مجتمع إلى آخر. حتى وإن عمل العالم الانتثروبولوجي على إعادة تأسيس مجال التواصل شيئا فشيئا داخل الجماعة التي يدرسونها فإن هذه المهمة لم تتحقق على الوجه الأكمل في أي مجتمع من المجتمعات. ومع ذلك يبقى طرح ديل هايمز أساسيا وذلك الاعتبارات ثلاث هي :
أولا لقد وسع مفهوم التواصل مدرجا في طياته المقصدية المسندة إلى المرسل من قبل المتلقي. وهكذا فإن المرسل يمكن أن يكون إلاها، ويمكن أن تكون الرسالة عبارة عن أحجار. ولفت انتباه الباحثين في التواصل إلى أن الانتثروبولوجيا بمقدورها أن تمدهم بمقاربات نظرية ومنهجية مختلفة عن تلك التي تعودوا عليها (لاسيما تحليل المضامين المطبق على الرسائل الإعلامية).
وأخيرا فإنه وضع أسس حقل معرفي جديد يستحق أن يُدرج ضمن علوم الإعلام و التواصل. وهو الهدف الذي أولاه الباحثون في فرنسا وخارج فرنسا اهتماما كبيرا، وذلك من خلال إعادة تعريف التواصل انطلاقا من المحيط الذي انبثق منه، ومن المناهج التي سيتم توظيفها. والحقيقة أنه لن ننتهي أبدا من إعادة تعريف التواصل لأننا سنرجع دوما إلى التناوب ذاته بين رؤية ضيقة للتواصل ورؤية أكثر شمولية.
الثقافة باعتبارها تواصلا
يُعد التعريف الأول تعريفا مناسبا وكلاسيكيا لأنه يميز التواصل على غرار المناهج التي تختص بنقل المعلومات. فنحن نتحدث في حياتنا اليومية عن التواصل كظاهرة تُعنى بإرسال واستقبال الكلام والحروف والعلامات والصور إلخ. وغالبا يندرج البحث المتخصص في مجال التواصل ضمن هذه الأبعاد: سوسيولوجيا الإعلام وسيكولوجيا التفاعل والتكنولوجيا الحديثة التي لا تتوقف في أسسها النظرية بخصوص بناء نماذج أو في تحليلاتها، عن تعريف تلغرافي للتواصل. لنفترض أن المرسل A بعث رسالة Xإلى المتلقيB بفضل الدعامة Zإلخ. يمكن للمصطلحات أن تتغير. أما الخطاطة الأساسية فستبقى كما هي دون تغيير.
إن توسيع هذه الخطاطة هو اختيار للطريق الصعب لأن الحس المشترك سيجد نفسه مشوشا، ولأن الأبحاث لم تسلك بعد هذا الطريق. يقتضي الأمر إذا ألا نتصور التواصل كأنه ظاهرة خاصة ومحددة، وإنما يجب أن ننظر إليه باعتباره تصورا مستقطبا، ويسمح بالنظر وفق رؤية مختلفة إلى العلاقات بين الفرد والمجتمع وبين المجتمع والثقافة.
سنُعرف التواصل حسب هذا المنظور الأكثر رحابة بأنه مجموع الأفعال التي تستخدم يوميا البنيات المؤسسة لمجتمع ما. إن تحيين الثقافة في الحياة اليومية عبر الحركات تشكل في مجموعها “التواصل”.
ويجب على الباحث الذي يُغامر في إعادة التأسيس أن يزيح أمام ناظريه عائقا رئيسيا ألا وهو النظر إلى التواصل كأنه “أداء للثقافة” لأنه تعريف مجرد.
واستنادا إلى هذا التعريف لن ندرك بوضوح طبيعة علاقته بتعدد الوقائع المشكلة له، ومن ثم هناك احتمال أن يُرفض هذا التعريف من قبل النظراء والقراء معا.
وبدءا من الآن يجب الرجوع إلى مؤسسي المفهوم الموسع للتواصل أمثال الباحثين ضمن تيار “المجمع غير المرئي” Collège invisible)) الذين يمثلون التواصل الجديد أو أيضا أعضاء مدرسة (Palo Alto) أصحاب الصيغة الملغزة: “لا يمكن ألا نتواصل” التي أصبحت مشهورة بفرنسا. والمقصود بذلك أن أي عنصر من عناصر الزمن أو المكان أو الإطار له حضور في حياتنا له القابلية لأن يكون عنصرا من عناصر التواصل.
لقد أوضح الأنثروبولوجي (Ray Birdwhistell) راي بيردويستل هذا كله في مثال مثير للانتباه: « إن أي طالب لم يسبق له أبدا أن تلقى مكالمة هاتفية في مخدعه في أمسية من الأمسيات سيدرك تماما مقدار الضوضاء الصادرة عن هاتف لا يرن».وهنا إشارة واضحة إلى المواعيد الشائعة بين الطلبة في الحرم الجامعي الأمريكي مساء كل جمعة. في هذا الإطار إن الهاتف الذي لا يرن هو رسالة فعلية. إن الفكرة التي يريد هذا الأنثروبولوجي تبليغها هي أن التواصل لا ينحصر في النقل الطوعي للمعلومات اللفظية وإن الثقافة تتضمن بعض الانتظارات. وإذا لم تتحقق هذه الانتظارات فهذا يعنى أنها تحمل دلالة ما. و تفتح هذه الملاحظة الباب واسعا أمام تصور لا حد له بخصوص من له القابلية والاستعداد لكي يكون مكونا من مكونات التواصل. وإذا كان الهاتف الأخرس يملك القدرة على قول شيء ما، فإن أشياء أخرى كثيرة لها أيضا مثل هذه القدرة. إن التواصل حسب راي بيردويستل لا يُحدد فقط في الرسالة و لا حتى في التبادل أو التفاعل، وإنما يقتضى أيضا أن يتضمن النسق والسياق الذي يجعل منها جميعها أمرا ممكنا، والذي يمكن أن يِؤدي إلى عدم توارد القيمة الإخبارية المناسبة لرسالة تم إصدارها ضمنيا. ومع ذلك يمكن أن نلاحظ، على المستوى التطبيقي، أن نظرية مجموعة بالو آلتو اهتمت أساسا بديناميكية الأزواج والأسرة حتى وإن كان (Gregory Bateson) كريكوري باتسن الذي أسس من الناحية الفكرية هذه الحركة فكر في الأمر بعبارات فضفاضة بصفته ممثلا لانثروبولوجيا النظم الإنسانية. ودون الوصول إلى تعريف جامع مانع فإن هذه النظرة الموسعة للتواصل يمكن أن تُحدد انطلاقا من
خمسة أسس أو مبادىء هي :
– إن التواصل ظاهرة اجتماعية بمعنى أن أي فعل لإرسال الرسالة سيُدرج داخل إطار أوسع يماثل في اتساعه الثقافة. إن هذا الإطار هو الذي يُطلق عليه اسم التواصل الاجتماعي. وهو يُشكل مجموع “السنن” والقواعد التي تمكن من القيام بتفاعلات وعلاقات بين أعضاء ثقافة بعينها، والتي يبقي عليها في نوع من الاطراد والتوقع. إن الفرد يُنظر إليه على أساس أنه فاعل اجتماعي أو مشارك في وحدة أوسع.
– المشاركة في التواصل. تحدث هذه المشاركة وفق أنماط متعددة، لفظية وغير لفظية، والتي يمكن أن تكون موضوعا لمقاربات خاصة بها: اللسانيات الموازية paralinguistique والإبلاغ الحيزي proxémique والكينيزية Kinésique haptique الإدراك عبر اللمس. وتُعتبر الأنشطة التواصلية، في غالب الأحيان، أنشطة للمراقبة وللتأكيد وللإدماج حيث يؤدي الحشو دورا هاما. وهكذا فإن المضمون الأقل شأنا من السياق، والمعلومة الأقل شأنا من الدلالة، هو ما يطمح الباحثون في التواصل الاجتماعي إلى الإحاطة به.
– المقصدية لا تحدد التواصل. حينما يتحدث شخصان لغة معينة، فإنهما يشتركان في نسق كان موجودا قبلهما، وسيظل باقيا. بعبارة أخرى إن الفعل الذي تحقق هنا والآن (آن التفاعل) ليس إلا لحظة داخل حركة أرحب هي الثقافة كباعثة قوية للمعلومات.
– التواصل الاجتماعي يمكن أن ينظر إليه في ضوء مفهوم الأوركيسترا. إن أعضاء ثقافة ما يشاركون في التواصل شأنهم في ذلك شأن الموسيقيين المشاركين في الأوركيسترا. غير أنه لا وجود للمايسترو ولا لأي توزيع موسيقي. إنهم يتعاونون فيما بينهم.
– إن الملاحظ هو بالضرورة جزء لا يتجزأ من الأوركيسترا. حتى وإن كان ينتمي إلى مجتمع آخر. وعليه فإن الطريقة الوحيدة لدراسة فعل التواصل هي الملاحظة المشاركة على غرار علماء الانثروبولوجيا.
الميدان والمذكرات والمعطيات
اُسند لأنثروبولوجيا التواصل تعريف طموح جدا: إن التواصل يتعايش مع الثقافة. كيف نحقق ذلك مستقبلا؟ الجواب: أن ذلك سيتم من خلال الدراسة الفاحصة لمجالات محددة بشكل دقيق. سواء تعلق الأمر بأماكن عامة (رصيف المحطة) أو شبه عامة (ساحة مقهى) أو خاصة (الصالون العائلي) أو أماكن العمل (استوديو قناة تلفزية) أو إقامة (دار المسنين) أو مكان استجمام (نادي سياحي). يجب أن نُلاحظ السلوكات التي تحدث هناك، وأن نصفها بعناية فائقة في مذكراتنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. سنتحدث عن الخطوات الإثنوغرافية لوصف هذا النوع من المقاربات. ترتكز الاثنوغرافيا في ارتباطها مع انثروبولوجيا التواصل على ثلاث مهارات أو كفاءات:
القدرة على الملاحظة والرؤية والقدرة على التواصل (مع الآخرين) والقدرة على التحرير. إن هذه المهارات الثلاث يمكن أن تُمارس في أي ميدان أو أي مكان أو أي مجموعة اجتماعية. إن الانثروبولوجيا الحديثة لا تُحدد انطلاقا من الأشياء التي بحوزتها، وإنما اعتمادا على نظرتها إلى هذه الأشياء التي سيتم استثمارها عبر العلاقات التي تُعقد مع الفاعلين الاجتماعيين وعبر الكتابة التي تُستعمل لجعل التجربة واقعا حيا ومعاشا. إن انثروبولوجيا التواصل تشارك بشكل كامل في هذا الموقف المتواضع والطموح في نفس الآن. إنه موقف متواضع لأن كل شيء ينطلق من المعطيات ويعود إليها، والتي جُمعت بشكل يكاد أن يكون عفويا، وذلك من خلال التحرير اليومي للمذكرات حيث تُدون فيها الملاحظات والأفكار والأحاسيس. إنه موقف طموح لأن الهدف النهائي هو المساهمة العلمية في دراسة الثقافة في حالة الفعل كيفكما كانت أبعاد الميدان الذي ندرسه. في الواقع «إن ما هو كوني يجثم في قلب ما هو خاص»: وبقدر ما تكون الدراسة دقيقة بقدر ما تسمح بتفكيك “نماذج” الثقافة، والاطرادات التي تشكل قاعدة للإنتاج اليومي للمجتمع. وهكذا فإن Natacha Adam اندمجت خلال عام كامل بين تلامذة مدرسة ابتدائية في لييج ينحدر المسجلون فيها من أصول ثقافية مختلفة (باتفاق مسبق مع هيئة التدريس). كانت في ركن قصي من قاعة التدريس لا تغيره على الإطلاق تراقب عن كثب التفاعل بين المُدرسة وتلامذتها، وفي الظهيرة كانت تراقبهم وهم في الساحة. وفي المساء تُدون في مذكرتها الأحداث الصغيرة التي وقعت خلال اليوم.
إن السؤال الجوهري بالنسبة إليها كان هو: كيف كان التواصل البين ثقافي يتحقق يوميا؟ ما هي الأنماط اللفظية وغير اللفظية التي يوظفها الأطفال لبناء الاختلاف. لقد وصفت في كتابها كلمات السب التي يُطلقها الأطفال في وجه بعضهم البعض «tu pues» ولكن أيضا رقصات “الزولو” التي يدعو فيها الأطفال الأفارقة رفقاءهم للمشاركة فيها أمام دهشة المعلمات. ما عاشته ناتاشا آدم بلييج كان يمكنها أن تعرفه خارج أوروبا أو حتى في الولايات المتحدة الإمريكية. من المؤكد أن كل بلد يعرف إيديولوجيا مختلفة عن التعدد الثقافي (موقف المدرسة الفرنسية الاندماجية مثال بارز لذلك). غير أن ناتاشا آدم وجدت بهذه الطريقة بعض النتائج التي تمخضت عن أبحاث أمريكية لكل من Tracy Kidder أو S. Brice Heath لقد استبقت الأعمال المهمة لـ Julie Delande . إن عمل ناتاشا آدم يتموقع في الهُنا والآن في مدرسة صغيرة بلييج غير أنه يسمح بالتفكير في العلاقات ما بين ثقافية الطفولية بشكل أكثر عمومية.
انثروبولوجيا OVNI
إن رهان التعميم تقوم به انثروبولوجيا التواصل كأي انثربولوجيا. إن العمل يُنجز بالعسر أو اليسر. غير أن الهدف النهائي هو أن نضع بين يدي القارىء معرفة شاملة. سيكون هذا الرهان طموحا بخصوص انثروبولوجيا التواصل لأنها ستكون وجها لوجه أمام ملاحظة في غاية الغرابة. إنها تريد الاشتغال انطلاقا من أشياء غير محددة.
في الواقع إن انثربولوجيا التواصل المقترحة من قبل D.Hymes حددت موضوعها في المذخرات التواصلية الخاصة بكل مجتمع على حدة. إنه برنامج ضخم لم يسبق له أن تحقق. لكنه يُمكن على الأقل من فهم فوري لما تريد الانثروبولوجيا دراسته. بخصوص انثروبولوجيا التواصل “الموسعة” حيث يصبح التواصل أداء للثقافة، ليس هناك موضوع ملموس للدراسة. والسؤال المطروح هو: هل هذا التواصل الانثربولوجي مهدد منذ الآن بالانصهار في النظريات الصارمة؟ الجواب بالنفي وذلك لأسباب ثلاثة. أولا ستظل انثروبولوجيا التواصل في غاية الوضوح بفضل اعتمادها على المنهج الاثنوغرافي. كما ترتكز على الفضاءات الحية، والمواقف الواقعية، والتجارب الإنسانية التي تستمد منها تعاليم محددة حول أنماط الثقافة في الحياة اليومية. وثانيا لأن انثروبولوجيا التواصل تُحدد ليس كمادة معرفية، ولكن كإطار، أو كمنظور، أو كشكل تسمح بالعمل وفق تجانس نظري ومنهجي. إنها انثروبولوجيا تواصلية كما أن هناك انثروبولوجيا مرئية، أو معرفية، أو سميوطيقية. وتمد انثروبولوجيا التواصل الباحثين في مجال التواصل بالوسائل التي تُسخر أشياء أخرى غير وسائل الاتصال، وتزودهم بالطرق المؤدية إلى بناء تواصلي لكل شيء يتطلعون إلى دراسته. ومن واجب الباحثين أن يدركوا بأن هذه الحرية النظرية ليست “براءة” جديدة لكتابة أي شيء باسم التواصل. إن صرامة المنهج الإثنوغرافي الذي ترتبط به انثربولوجيا التواصل سيُحبط عزيمة أكثر من هاو.
وهنا السبب الثالث الذي يدعونا إلى الاعتقاد بأن انثروبولوجيا التواصل غير مهددة بالزوال لأن إعادة الكشف في ميدان علوم الإعلام والتواصل عن مسؤولية الباحثين بشأن المواضيع التي يدرسونها، والتي لم تطرقها من قبل وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة، سيحدث تغييرا مهما في مجال علمي له ميل تقليدي لاستعمال نفس النماذج ونفس الصيغ ونفس التساؤلات بخصوص الموضوعات نفسها.
مع مجىء هذا المنظور ovni فإن أفكارا جديدة ستظهر، ومشاريع جديدة ستنتشر، ويقينيات ستسقط. ولهذا السبب الأخير لا غير فإن المغامرة الفكرية للانثروبولوجيا التواصل تستحق أن تُجرب بفرنسا.
نشر في سنة 1967 الأنثروبولوجي وعالم اللسانيات الإمريكيDell Hymes ديل هايمز نصا بعنوان: انتثروبولوجيا التواصل. لم يكن قصده بذلك تأسيس علم جديد. كان يتوخى فقط التذكير بأن من واجب الانتثروبولوجيا أن تأخذ بعين الاعتبار التحديدات المحلية للتواصل. ففي المجتمعات الحديثة فإن التواصل يشير إلى تبادل المعلومات بين شخصين أو نقل الرسائل عبر وسائل الإعلام. ولكن ماذا يُقصد بالتواصل في سياقات أخرى؟
في ثقافة هنود ojibwa على سبيل المثال هناك اعتقاد بأن الآلهة تتحدث إلى الناس من خلال البرق، وبأن الأحجار هي علامات وضعتها الآلهة في الصحراء لمساعدة الناس على عبورها. كما أن شيوخ قبيلة zuni الذين يسمعون في الليل الدامس الذئاب تعوي يزعمون بأن لهم القدرة على إعادة تأويل تلك”الأحاديث” لفائدة الشباب.
إذا كانت هذه الوقائع كلها، حسب ديل هيمز، لها صلة بالتواصل، فإنه يجب أن نُدرج ضمن “مذخرات التواصل” لمجتمع ما جميع الفاعلين الذين أُسندت إليهم من قبل الأفراد مقصدية التواصل (الآلهة، الأموات، الحيوانات..). فضلا عن الوسائل التي هي بحوزة هذه الكائنات (بروق، أحجار، نباح إلخ) والتي يستعملونها للحديث مع الناس أو للحديث فيما بينهم.
يقول ديل هايمز :
« في جميع الثقافات أو في جميع الجماعات فإن السلوك والأشياء باعتبارها منتوجات سلوكية تكون بشكل منظم وتستعمل ويتم تداولها وتأويلها حسب قيمتها التواصلية. إن كل سلوك وكل شيء يمكن أن يكون تواصليا. كما أن سجل الإمكانات التواصلية لهو أكثر سعة وإيحاء من أن تُفصح عنه نظرتنا المعتادة للكلام »
ومن الأكيد أن قائمة السلوكات والأشياء التي لها قيمة تواصلية تختلف من مجتمع إلى آخر. حتى وإن عمل العالم الانتثروبولوجي على إعادة تأسيس مجال التواصل شيئا فشيئا داخل الجماعة التي يدرسونها فإن هذه المهمة لم تتحقق على الوجه الأكمل في أي مجتمع من المجتمعات. ومع ذلك يبقى طرح ديل هايمز أساسيا وذلك الاعتبارات ثلاث هي :
أولا لقد وسع مفهوم التواصل مدرجا في طياته المقصدية المسندة إلى المرسل من قبل المتلقي. وهكذا فإن المرسل يمكن أن يكون إلاها، ويمكن أن تكون الرسالة عبارة عن أحجار. ولفت انتباه الباحثين في التواصل إلى أن الانتثروبولوجيا بمقدورها أن تمدهم بمقاربات نظرية ومنهجية مختلفة عن تلك التي تعودوا عليها (لاسيما تحليل المضامين المطبق على الرسائل الإعلامية).
وأخيرا فإنه وضع أسس حقل معرفي جديد يستحق أن يُدرج ضمن علوم الإعلام و التواصل. وهو الهدف الذي أولاه الباحثون في فرنسا وخارج فرنسا اهتماما كبيرا، وذلك من خلال إعادة تعريف التواصل انطلاقا من المحيط الذي انبثق منه، ومن المناهج التي سيتم توظيفها. والحقيقة أنه لن ننتهي أبدا من إعادة تعريف التواصل لأننا سنرجع دوما إلى التناوب ذاته بين رؤية ضيقة للتواصل ورؤية أكثر شمولية.
الثقافة باعتبارها تواصلا
يُعد التعريف الأول تعريفا مناسبا وكلاسيكيا لأنه يميز التواصل على غرار المناهج التي تختص بنقل المعلومات. فنحن نتحدث في حياتنا اليومية عن التواصل كظاهرة تُعنى بإرسال واستقبال الكلام والحروف والعلامات والصور إلخ. وغالبا يندرج البحث المتخصص في مجال التواصل ضمن هذه الأبعاد: سوسيولوجيا الإعلام وسيكولوجيا التفاعل والتكنولوجيا الحديثة التي لا تتوقف في أسسها النظرية بخصوص بناء نماذج أو في تحليلاتها، عن تعريف تلغرافي للتواصل. لنفترض أن المرسل A بعث رسالة Xإلى المتلقيB بفضل الدعامة Zإلخ. يمكن للمصطلحات أن تتغير. أما الخطاطة الأساسية فستبقى كما هي دون تغيير.
إن توسيع هذه الخطاطة هو اختيار للطريق الصعب لأن الحس المشترك سيجد نفسه مشوشا، ولأن الأبحاث لم تسلك بعد هذا الطريق. يقتضي الأمر إذا ألا نتصور التواصل كأنه ظاهرة خاصة ومحددة، وإنما يجب أن ننظر إليه باعتباره تصورا مستقطبا، ويسمح بالنظر وفق رؤية مختلفة إلى العلاقات بين الفرد والمجتمع وبين المجتمع والثقافة.
سنُعرف التواصل حسب هذا المنظور الأكثر رحابة بأنه مجموع الأفعال التي تستخدم يوميا البنيات المؤسسة لمجتمع ما. إن تحيين الثقافة في الحياة اليومية عبر الحركات تشكل في مجموعها “التواصل”.
ويجب على الباحث الذي يُغامر في إعادة التأسيس أن يزيح أمام ناظريه عائقا رئيسيا ألا وهو النظر إلى التواصل كأنه “أداء للثقافة” لأنه تعريف مجرد.
واستنادا إلى هذا التعريف لن ندرك بوضوح طبيعة علاقته بتعدد الوقائع المشكلة له، ومن ثم هناك احتمال أن يُرفض هذا التعريف من قبل النظراء والقراء معا.
وبدءا من الآن يجب الرجوع إلى مؤسسي المفهوم الموسع للتواصل أمثال الباحثين ضمن تيار “المجمع غير المرئي” Collège invisible)) الذين يمثلون التواصل الجديد أو أيضا أعضاء مدرسة (Palo Alto) أصحاب الصيغة الملغزة: “لا يمكن ألا نتواصل” التي أصبحت مشهورة بفرنسا. والمقصود بذلك أن أي عنصر من عناصر الزمن أو المكان أو الإطار له حضور في حياتنا له القابلية لأن يكون عنصرا من عناصر التواصل.
لقد أوضح الأنثروبولوجي (Ray Birdwhistell) راي بيردويستل هذا كله في مثال مثير للانتباه: « إن أي طالب لم يسبق له أبدا أن تلقى مكالمة هاتفية في مخدعه في أمسية من الأمسيات سيدرك تماما مقدار الضوضاء الصادرة عن هاتف لا يرن».وهنا إشارة واضحة إلى المواعيد الشائعة بين الطلبة في الحرم الجامعي الأمريكي مساء كل جمعة. في هذا الإطار إن الهاتف الذي لا يرن هو رسالة فعلية. إن الفكرة التي يريد هذا الأنثروبولوجي تبليغها هي أن التواصل لا ينحصر في النقل الطوعي للمعلومات اللفظية وإن الثقافة تتضمن بعض الانتظارات. وإذا لم تتحقق هذه الانتظارات فهذا يعنى أنها تحمل دلالة ما. و تفتح هذه الملاحظة الباب واسعا أمام تصور لا حد له بخصوص من له القابلية والاستعداد لكي يكون مكونا من مكونات التواصل. وإذا كان الهاتف الأخرس يملك القدرة على قول شيء ما، فإن أشياء أخرى كثيرة لها أيضا مثل هذه القدرة. إن التواصل حسب راي بيردويستل لا يُحدد فقط في الرسالة و لا حتى في التبادل أو التفاعل، وإنما يقتضى أيضا أن يتضمن النسق والسياق الذي يجعل منها جميعها أمرا ممكنا، والذي يمكن أن يِؤدي إلى عدم توارد القيمة الإخبارية المناسبة لرسالة تم إصدارها ضمنيا. ومع ذلك يمكن أن نلاحظ، على المستوى التطبيقي، أن نظرية مجموعة بالو آلتو اهتمت أساسا بديناميكية الأزواج والأسرة حتى وإن كان (Gregory Bateson) كريكوري باتسن الذي أسس من الناحية الفكرية هذه الحركة فكر في الأمر بعبارات فضفاضة بصفته ممثلا لانثروبولوجيا النظم الإنسانية. ودون الوصول إلى تعريف جامع مانع فإن هذه النظرة الموسعة للتواصل يمكن أن تُحدد انطلاقا من
خمسة أسس أو مبادىء هي :
– إن التواصل ظاهرة اجتماعية بمعنى أن أي فعل لإرسال الرسالة سيُدرج داخل إطار أوسع يماثل في اتساعه الثقافة. إن هذا الإطار هو الذي يُطلق عليه اسم التواصل الاجتماعي. وهو يُشكل مجموع “السنن” والقواعد التي تمكن من القيام بتفاعلات وعلاقات بين أعضاء ثقافة بعينها، والتي يبقي عليها في نوع من الاطراد والتوقع. إن الفرد يُنظر إليه على أساس أنه فاعل اجتماعي أو مشارك في وحدة أوسع.
– المشاركة في التواصل. تحدث هذه المشاركة وفق أنماط متعددة، لفظية وغير لفظية، والتي يمكن أن تكون موضوعا لمقاربات خاصة بها: اللسانيات الموازية paralinguistique والإبلاغ الحيزي proxémique والكينيزية Kinésique haptique الإدراك عبر اللمس. وتُعتبر الأنشطة التواصلية، في غالب الأحيان، أنشطة للمراقبة وللتأكيد وللإدماج حيث يؤدي الحشو دورا هاما. وهكذا فإن المضمون الأقل شأنا من السياق، والمعلومة الأقل شأنا من الدلالة، هو ما يطمح الباحثون في التواصل الاجتماعي إلى الإحاطة به.
– المقصدية لا تحدد التواصل. حينما يتحدث شخصان لغة معينة، فإنهما يشتركان في نسق كان موجودا قبلهما، وسيظل باقيا. بعبارة أخرى إن الفعل الذي تحقق هنا والآن (آن التفاعل) ليس إلا لحظة داخل حركة أرحب هي الثقافة كباعثة قوية للمعلومات.
– التواصل الاجتماعي يمكن أن ينظر إليه في ضوء مفهوم الأوركيسترا. إن أعضاء ثقافة ما يشاركون في التواصل شأنهم في ذلك شأن الموسيقيين المشاركين في الأوركيسترا. غير أنه لا وجود للمايسترو ولا لأي توزيع موسيقي. إنهم يتعاونون فيما بينهم.
– إن الملاحظ هو بالضرورة جزء لا يتجزأ من الأوركيسترا. حتى وإن كان ينتمي إلى مجتمع آخر. وعليه فإن الطريقة الوحيدة لدراسة فعل التواصل هي الملاحظة المشاركة على غرار علماء الانثروبولوجيا.
الميدان والمذكرات والمعطيات
اُسند لأنثروبولوجيا التواصل تعريف طموح جدا: إن التواصل يتعايش مع الثقافة. كيف نحقق ذلك مستقبلا؟ الجواب: أن ذلك سيتم من خلال الدراسة الفاحصة لمجالات محددة بشكل دقيق. سواء تعلق الأمر بأماكن عامة (رصيف المحطة) أو شبه عامة (ساحة مقهى) أو خاصة (الصالون العائلي) أو أماكن العمل (استوديو قناة تلفزية) أو إقامة (دار المسنين) أو مكان استجمام (نادي سياحي). يجب أن نُلاحظ السلوكات التي تحدث هناك، وأن نصفها بعناية فائقة في مذكراتنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. سنتحدث عن الخطوات الإثنوغرافية لوصف هذا النوع من المقاربات. ترتكز الاثنوغرافيا في ارتباطها مع انثروبولوجيا التواصل على ثلاث مهارات أو كفاءات:
القدرة على الملاحظة والرؤية والقدرة على التواصل (مع الآخرين) والقدرة على التحرير. إن هذه المهارات الثلاث يمكن أن تُمارس في أي ميدان أو أي مكان أو أي مجموعة اجتماعية. إن الانثروبولوجيا الحديثة لا تُحدد انطلاقا من الأشياء التي بحوزتها، وإنما اعتمادا على نظرتها إلى هذه الأشياء التي سيتم استثمارها عبر العلاقات التي تُعقد مع الفاعلين الاجتماعيين وعبر الكتابة التي تُستعمل لجعل التجربة واقعا حيا ومعاشا. إن انثروبولوجيا التواصل تشارك بشكل كامل في هذا الموقف المتواضع والطموح في نفس الآن. إنه موقف متواضع لأن كل شيء ينطلق من المعطيات ويعود إليها، والتي جُمعت بشكل يكاد أن يكون عفويا، وذلك من خلال التحرير اليومي للمذكرات حيث تُدون فيها الملاحظات والأفكار والأحاسيس. إنه موقف طموح لأن الهدف النهائي هو المساهمة العلمية في دراسة الثقافة في حالة الفعل كيفكما كانت أبعاد الميدان الذي ندرسه. في الواقع «إن ما هو كوني يجثم في قلب ما هو خاص»: وبقدر ما تكون الدراسة دقيقة بقدر ما تسمح بتفكيك “نماذج” الثقافة، والاطرادات التي تشكل قاعدة للإنتاج اليومي للمجتمع. وهكذا فإن Natacha Adam اندمجت خلال عام كامل بين تلامذة مدرسة ابتدائية في لييج ينحدر المسجلون فيها من أصول ثقافية مختلفة (باتفاق مسبق مع هيئة التدريس). كانت في ركن قصي من قاعة التدريس لا تغيره على الإطلاق تراقب عن كثب التفاعل بين المُدرسة وتلامذتها، وفي الظهيرة كانت تراقبهم وهم في الساحة. وفي المساء تُدون في مذكرتها الأحداث الصغيرة التي وقعت خلال اليوم.
إن السؤال الجوهري بالنسبة إليها كان هو: كيف كان التواصل البين ثقافي يتحقق يوميا؟ ما هي الأنماط اللفظية وغير اللفظية التي يوظفها الأطفال لبناء الاختلاف. لقد وصفت في كتابها كلمات السب التي يُطلقها الأطفال في وجه بعضهم البعض «tu pues» ولكن أيضا رقصات “الزولو” التي يدعو فيها الأطفال الأفارقة رفقاءهم للمشاركة فيها أمام دهشة المعلمات. ما عاشته ناتاشا آدم بلييج كان يمكنها أن تعرفه خارج أوروبا أو حتى في الولايات المتحدة الإمريكية. من المؤكد أن كل بلد يعرف إيديولوجيا مختلفة عن التعدد الثقافي (موقف المدرسة الفرنسية الاندماجية مثال بارز لذلك). غير أن ناتاشا آدم وجدت بهذه الطريقة بعض النتائج التي تمخضت عن أبحاث أمريكية لكل من Tracy Kidder أو S. Brice Heath لقد استبقت الأعمال المهمة لـ Julie Delande . إن عمل ناتاشا آدم يتموقع في الهُنا والآن في مدرسة صغيرة بلييج غير أنه يسمح بالتفكير في العلاقات ما بين ثقافية الطفولية بشكل أكثر عمومية.
انثروبولوجيا OVNI
إن رهان التعميم تقوم به انثروبولوجيا التواصل كأي انثربولوجيا. إن العمل يُنجز بالعسر أو اليسر. غير أن الهدف النهائي هو أن نضع بين يدي القارىء معرفة شاملة. سيكون هذا الرهان طموحا بخصوص انثروبولوجيا التواصل لأنها ستكون وجها لوجه أمام ملاحظة في غاية الغرابة. إنها تريد الاشتغال انطلاقا من أشياء غير محددة.
في الواقع إن انثربولوجيا التواصل المقترحة من قبل D.Hymes حددت موضوعها في المذخرات التواصلية الخاصة بكل مجتمع على حدة. إنه برنامج ضخم لم يسبق له أن تحقق. لكنه يُمكن على الأقل من فهم فوري لما تريد الانثروبولوجيا دراسته. بخصوص انثروبولوجيا التواصل “الموسعة” حيث يصبح التواصل أداء للثقافة، ليس هناك موضوع ملموس للدراسة. والسؤال المطروح هو: هل هذا التواصل الانثربولوجي مهدد منذ الآن بالانصهار في النظريات الصارمة؟ الجواب بالنفي وذلك لأسباب ثلاثة. أولا ستظل انثروبولوجيا التواصل في غاية الوضوح بفضل اعتمادها على المنهج الاثنوغرافي. كما ترتكز على الفضاءات الحية، والمواقف الواقعية، والتجارب الإنسانية التي تستمد منها تعاليم محددة حول أنماط الثقافة في الحياة اليومية. وثانيا لأن انثروبولوجيا التواصل تُحدد ليس كمادة معرفية، ولكن كإطار، أو كمنظور، أو كشكل تسمح بالعمل وفق تجانس نظري ومنهجي. إنها انثروبولوجيا تواصلية كما أن هناك انثروبولوجيا مرئية، أو معرفية، أو سميوطيقية. وتمد انثروبولوجيا التواصل الباحثين في مجال التواصل بالوسائل التي تُسخر أشياء أخرى غير وسائل الاتصال، وتزودهم بالطرق المؤدية إلى بناء تواصلي لكل شيء يتطلعون إلى دراسته. ومن واجب الباحثين أن يدركوا بأن هذه الحرية النظرية ليست “براءة” جديدة لكتابة أي شيء باسم التواصل. إن صرامة المنهج الإثنوغرافي الذي ترتبط به انثربولوجيا التواصل سيُحبط عزيمة أكثر من هاو.
وهنا السبب الثالث الذي يدعونا إلى الاعتقاد بأن انثروبولوجيا التواصل غير مهددة بالزوال لأن إعادة الكشف في ميدان علوم الإعلام والتواصل عن مسؤولية الباحثين بشأن المواضيع التي يدرسونها، والتي لم تطرقها من قبل وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة، سيحدث تغييرا مهما في مجال علمي له ميل تقليدي لاستعمال نفس النماذج ونفس الصيغ ونفس التساؤلات بخصوص الموضوعات نفسها.
مع مجىء هذا المنظور ovni فإن أفكارا جديدة ستظهر، ومشاريع جديدة ستنتشر، ويقينيات ستسقط. ولهذا السبب الأخير لا غير فإن المغامرة الفكرية للانثروبولوجيا التواصل تستحق أن تُجرب بفرنسا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.