رواية
غبار على الذاكرة وصلة أمل لكل من يغوص أعماقها، ويركن قلمه وفكره عند
جنبات زمنين، ويقرأ نفسية العربي المثقف من جديد، لما تحمله في ثناياها من
سرد شامل لجوانب تجربة ثورية ثم تجربة اعتقالية، بمنتهى الدقة وبذاكرة
تسجيلية نادرة للكاتب، فخرج علينا النص بهذا الشكل يقترب من كمال جوانبه .
غبار على الذاكرة مذكرات
حرب وأسر، هزات نفسية عنيفة عبرت كزلزال في نفسية الكاتب ونفسية كل إنسان
قرأ تلك الحقب التاريخية التي تعاقبت على المنطقة العربية والإسلامية ، الرواية تأتي لتخط سطوراً جديدة بشكل نوعي لصالح أدب المقاومة الذي تفتقر المكتبات العربية إلى الكثير من حروفه، والبصمات، وتقدم تفاصيل
من سيرية الحرب العراقية – الأمريكية، ومجهودات المقاومة وما اعترضها من
عقبات ذاتية وموضوعية بتسلسل دراماتيكي للأحداث يحبس الأنفاس، ويدفع
القاريء للمواصلة عنوة إلى النهايات ، تقوم خصوصية الرواية على كونها ترتفع
بنفسية العربي، وتعبر عن التزام حقيقي، وحس قومي، هو محض واجب والتزام
أخلاقي وقيمي وعقائدي وإنساني بدرجة أولى اتجاه قضايانا العربية المشتركة.
حاول
الكاتب من خلال الأحداث إيصال رؤيته القومية العربية للقاريء مستغلا
خصوصية الوضع العراقي، والمشتركات التاريخية والجغرافية والدينية
والأنثروبولوجية، صب كل هذا في توظيف الحدث المتمثل بغزو العراق ومقارنته
بما تعاقب على الأمة العربية من نكبات ونكسات غيرت مجرى تاريخ المنطقة،
وأعادت ترتيب موازين القوى، وكافة التفاصيل المتعلقة بالأمر من تبعات
ثقافية وتاريخية وعلى مستوى المصير الشمولي لمجموع الأمة العربية ، اتسمت
الرواية باندياح مكنونات نفسية الكاتب بشكل عفوي ومرن وواقعي يتحدى من
خلاله الحبكة المألوفة في سياق سرد الأحداث ويدخل خطا جديدا على مسار
الرواية العربية في هذا الاتجاه.
تعج
جنبات الرواية بالروحانيات والوصل الأصيل بين أطراف التاريخ الإسلامي
العربي المترامي الأطراف ، في محاولة لعقد اقتراب ما وفلسفة التاريخ بأسلوب
استقرائي، ليخرج علينا بين الحقبة والحقبة بعبر تاريخية وسنة مألوفة في
سلسلة الأحداث، مما يزيد قيمة الرواية التأريخية للحرب العراقية-
الأمريكية، وربطها بأبعادها الصحيحة، فهي ليست وليدة اللحظة المجردة، بل هي
في سياق تاريخي وجغرافي ومنظومة مصالح متصلة مسخرة بجلها للحفاظ على قوام
دولة إسرائيل، واستمرار استنزاف كل ما هو عربي من إرث وحضارة وتاريخ
وثروات، لتبرز روح الكاتب عبر المونولوجات القائمة في ثنايا الرواية معبرة
عن حالة الرفض المطلقة لما وصلت إليه الأمور .
عندما
تصل الأحداث إلى لحظات المواجهة والفصل يميل الكاتب إلى الارتفاع بالنفس،
وبيان أن ألف ألف مؤامرة صديقة وأجنبية لم تفلح في تحويل الأصيلين
والمرابطين إلى معطوبي أحلام أو مبتوري ذاكرة، وبأنهم قابضين على الحق الذي
تشرق عليه شمس كل نهار لتطهره من جديد من أيادي العابثين الذين تواطأوا
لإلغائه.
غبار على الذاكرة هي ألف لا في وجه الواقع العربي المتسم بالخذلان والخنوع، ومحاولة جاهدة لبيان أن الوضع الطبيعي هو الحراك السياسي والثقافي والأدبي في وجه الأحداث حراك بصل إلى درجة الثورة على هذا الواقع، وتغيير ما بالأنفس حتى يغير الله ما بنا .
رواية
غبار على الذاكرة وصلة أمل لكل من يغوص أعماقها، ويركن قلمه وفكره عند
جنبات زمنين، ويقرأ نفسية العربي المثقف من جديد، لما تحمله في ثناياها من
سرد شامل لجوانب تجربة ثورية ثم تجربة اعتقالية، بمنتهى الدقة وبذاكرة
تسجيلية نادرة للكاتب، فخرج علينا النص بهذا الشكل يقترب من كمال جوانبه .
غبار على الذاكرة مذكرات
حرب وأسر، هزات نفسية عنيفة عبرت كزلزال في نفسية الكاتب ونفسية كل إنسان
قرأ تلك الحقب التاريخية التي تعاقبت على المنطقة العربية والإسلامية ، الرواية تأتي لتخط سطوراً جديدة بشكل نوعي لصالح أدب المقاومة الذي تفتقر المكتبات العربية إلى الكثير من حروفه، والبصمات، وتقدم تفاصيل
من سيرية الحرب العراقية – الأمريكية، ومجهودات المقاومة وما اعترضها من
عقبات ذاتية وموضوعية بتسلسل دراماتيكي للأحداث يحبس الأنفاس، ويدفع
القاريء للمواصلة عنوة إلى النهايات ، تقوم خصوصية الرواية على كونها ترتفع
بنفسية العربي، وتعبر عن التزام حقيقي، وحس قومي، هو محض واجب والتزام
أخلاقي وقيمي وعقائدي وإنساني بدرجة أولى اتجاه قضايانا العربية المشتركة.
حاول
الكاتب من خلال الأحداث إيصال رؤيته القومية العربية للقاريء مستغلا
خصوصية الوضع العراقي، والمشتركات التاريخية والجغرافية والدينية
والأنثروبولوجية، صب كل هذا في توظيف الحدث المتمثل بغزو العراق ومقارنته
بما تعاقب على الأمة العربية من نكبات ونكسات غيرت مجرى تاريخ المنطقة،
وأعادت ترتيب موازين القوى، وكافة التفاصيل المتعلقة بالأمر من تبعات
ثقافية وتاريخية وعلى مستوى المصير الشمولي لمجموع الأمة العربية ، اتسمت
الرواية باندياح مكنونات نفسية الكاتب بشكل عفوي ومرن وواقعي يتحدى من
خلاله الحبكة المألوفة في سياق سرد الأحداث ويدخل خطا جديدا على مسار
الرواية العربية في هذا الاتجاه.
تعج
جنبات الرواية بالروحانيات والوصل الأصيل بين أطراف التاريخ الإسلامي
العربي المترامي الأطراف ، في محاولة لعقد اقتراب ما وفلسفة التاريخ بأسلوب
استقرائي، ليخرج علينا بين الحقبة والحقبة بعبر تاريخية وسنة مألوفة في
سلسلة الأحداث، مما يزيد قيمة الرواية التأريخية للحرب العراقية-
الأمريكية، وربطها بأبعادها الصحيحة، فهي ليست وليدة اللحظة المجردة، بل هي
في سياق تاريخي وجغرافي ومنظومة مصالح متصلة مسخرة بجلها للحفاظ على قوام
دولة إسرائيل، واستمرار استنزاف كل ما هو عربي من إرث وحضارة وتاريخ
وثروات، لتبرز روح الكاتب عبر المونولوجات القائمة في ثنايا الرواية معبرة
عن حالة الرفض المطلقة لما وصلت إليه الأمور .
عندما
تصل الأحداث إلى لحظات المواجهة والفصل يميل الكاتب إلى الارتفاع بالنفس،
وبيان أن ألف ألف مؤامرة صديقة وأجنبية لم تفلح في تحويل الأصيلين
والمرابطين إلى معطوبي أحلام أو مبتوري ذاكرة، وبأنهم قابضين على الحق الذي
تشرق عليه شمس كل نهار لتطهره من جديد من أيادي العابثين الذين تواطأوا
لإلغائه.
غبار على الذاكرة هي ألف لا في وجه الواقع العربي المتسم بالخذلان والخنوع، ومحاولة جاهدة لبيان أن الوضع الطبيعي هو الحراك السياسي والثقافي والأدبي في وجه الأحداث حراك بصل إلى درجة الثورة على هذا الواقع، وتغيير ما بالأنفس حتى يغير الله ما بنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.