رسائل للروح/ 10

أمل عيسى عبدالوهاب

الارادة بذاتها قوية ولاتحتاج للنمو فهي توجه ابصارنا نحو القلب وتطلق الحب دون ان تستأذننا، فليس من الصحة القول بان بعضنا يفتقر إلى الإرادة. الارادة للكل والفرق هو الوعي بها والإيمان بقوة امتلاكها.
أملت ان اصحو يوما فارى صور أحلامي تتجسد أمام ناظري. وتتناثر تحت قدمي تدعوني لالتقاط ما اريد ان يحدث في حياتي.
حلمت بان كل مافكرت فيه يصبح حقيقة . فهناك ما يظلم قلبي بالأسى وهناك ما يدغدغه بالحب. حلمت بانني مازلت احمل امتعة من الماضى وعلى ان اتخلص منها لأسمو بواقع جميل. واننى اتخلص من اثقال جثمت فوقي كالجبال لوقت طويل, فأطير بخفة وحرية.
وانني احببت ذاتي لدرجة الهيام بها فإذا بالعالم يحتضنني واحتضنه حبا وولعا. وانني احدى ملائكة منظومة الكون الرائعة وأنني أنا، وأنني هنا لأنني أردت ذلك.. وحلمت به...
تخيلت ان اجني ملايين المحبين لأني املك مقدارا من الحب يكفي للملايين من الناس، توقعت أن أحظى بما لم أحلم به يوما، ولكن خالجني شك أثناء الطريق.
تخيلت ان احيا لعشرات السنين لأني دونت الكثير من الامور الواجب انجازها خلال رحلتي، وعاهدت روحي على انجازها قبل أن أعانق آخر النهارات، وقبل أن تسبح روحي في رحلة كونية جديدة أخرى.
توقعت ان اصل إلى ضالتي دون عناء، دون انتظار يطول ودون ترقب يتململ. وثقت بكل مايدور حولي لأنني وجدت نفسي اعيش بعضا من مستقبل كنت أراه ا قبل ذلك بعيداً. وجدت روحي تنعم بدفء لم يكن يوما قريب. وجدت دارا للحب مشرعة الباب يدخلها الكثير من الناس، جفلت لرؤية أناس حسبتهم لا إيمان عندهم بالحب. وأناس كانوا فقراء وآخرين كانوا أغنياء. داخل هذه الدار كل الناس كانوا متساويين في كل شيء.
بقوة الإرادة آؤمن ورأى مستقبلا قريبا غاية في البهاء، لا يرى فيه إلا الأكف المخضبة بالحناء. لا يسمع فيه إلا الزغاريد، ولا يزرع فيه إلا الحب.