رسائل للروح/ 11

أمل عيسى عبد الوهاب

غاب من توجك بطلا فتاهت ذاكرتي عن حكايات بطولاتك. فهلا تترفق بي وتسرد لي شيئا من قصتك.
اوعز القدر لي باني سابقى قربك ماتبقى من عذابي . فلا يضير ان كان الحب صديقا ام لم يكن . الغربة نمت بيننا عشبا اصفر منذ زمن. والسؤال، ما الذي يبقينا على قيد الأمل.
او كنت بطلا ، ما هي انجازاتك ، ما الذي يميزك ، من  عساه ان يشهد معك ضد الزمن . ما الذي يمكن أن لا ننساه منك بعد رحيلك. دلني على بصماتك . هل اسكنت في بيتك قلوب غير مطمئنة . هل اشبعت بعضا من جوعى الحب . هل كفكفت دمعا . هل داويت جرحا بعمق الجب . هل رددت كرامة .

ما اصعب ما انت فيه اذ ان غايتك هي ان تبدأ كبيرا . ان تستوطن القمة لتنظر لنا من عل . ان تقود دون دراية . ان تحكم دون علم .
أو أبوح لك بأمر تخشاه .. ان احدا لا يخشاك ولا يقيم لك وزنا .
من هم قريبون منك فقط ، كل تكة من الساعة تشكل لهم امر جلل . وددت لو اخبرتك منذ زمن ان الطريق التي اخترتها لا تتسع لي ولك ، لا تتناسب وزهوك بنفسك ، انها اطول الطرق واكثرها مشقة ، امشيها دون ان اعلم بان في نهايتها سأجد مرادي ام لا .
ما اوضح غربتنا وما اصعب تداعياتها . كأننا نقرأ كتابا ابتداءً من صفحاته الأخيرة . نسقي ورودا بعد ان بدات تذبل . حاجتنا الى النسيان صارت أكبر فذكرياتنا بدأت تنشب أنيابها فينا .
بطلا كنت او ظلا للمزيد من الخيبات، ما عاد يهمنا، ما يهمنا هو إبقاء الأمل متقدا في نفوسنا . ما يهمنا هو اقتناص الغد رغم وجودنا على حافة الجرف.



  أمل عيسى عبد الوهاب