رسائل للروح 12

بقلم: أمل عيسى عبد الوهاب

يامن ملأت روحي بالحب وبالألم ، أعدني اليك مع تكسر الموجة القادمة . أعدني اليك مع جنح السهر ، مع آخر أسراب الطيور ، مع هذا النشيد الشجي للمطر . أعدني ياصخرة في القلب ، أعدني ياوطن .
أعاتبك لأني صغيرة لا أفهم الكثير من حيل الحياة ، أخاف حين تقرع الأجراس ، أخاف حين يحل الظلام وأنت في البعد تحترق في صمت لاهب ، أخاف حين أعدو وأنا أعلم أن لا أحد يسابقني غير الريح والبرد والضجر، أخاف من كونك كبيرا وقريبا وحزين . أخاف احتمالات السفر .

لا تسبقني كثيرا ، ادخر بعضا من الخطوات لي . فحين تغدو السماء شيئا آخر غير الصفاء لابد أن أبطىء في أحلامي ، علني أجد أجوبة لهذا السعير . قد لا أفوز بقربك ، لكن يكفيني أن أرى الجميع تشخص أبصارهم نحوك . يكفيني ما يترجمه الحب . يكفيني تسابق الحمام اليك . يكفيني نفحة تأتي ولو من بعيد تخبرني أن أوان الأعراس قد بدأ .
صاخبا كان حلمك ، صامتا كان دعائي . أستجدي ياسمينة بيتنا القديم أن تحتمل اللهب ، أن تمد لك أذرعا من العطر ، أن تمسح يأسا قد يطالك ، أن تطرد ماردا قد يتوجه نحوك . بوردة وبقايا ياسمينة ، أأمل أن أفوز بك من جديد . فهل أنجح .
سأمت أرواحا ترفرف حولي تحذرني من ليل غادر . ومن موج قادم هادر . أرواحا وردية تعزز رهبة اللحظة وتراهن على العودة للحياة ثانية . أجنون مايحدث أم أن بعضا من الأحلام بدأ يتحقق . أقريبا أنت لهذا الحد ، أم أنني أتوهم أنفاسك . أصهيلا هذا الذي أسمع ، أم أنه بعضا من همساتك .
يامن ملأت روحي بالسؤال وبالوجل ، أضمك الى صدري ولو كنت بعيدا ، أفديك بآخر أحلامي ، بأيامي ، بكل ماقد يبقيك حيا ، فأنت أكبر من وطن .
  أمل عيسى عبد الوهاب