رسائل للروح/ 7

أمل عيسى عبدالوهاب

حين يعود الشتاء بصقيعه سأوقد مشاعلي، أمنّي نفسي بالدفء الوليد. أفتح كل النوافذ في حضوة اللهب. وسوف تبدو أجراسي متقدة تعزف حنو الأمل في صدري. وأنت هنالك في اليأس جالس على عرشك. هل تسمع لي؟ هل تنصت لقلبي.
يامليكاً مللت بأسه، ها قد بدأت تنام، ها قد هزمك الوقت. ها قد سقط قناعك. لن أشمت ولن أبتسم، يرضيني تكسّر أحلامك العريضة على قارعة الوقت.
أيّ مملكة هذي التي تباهيت بها. سراب وأسئلة. حلكة وعزيف جن. ونهر من الشكوى تمرد على جريانه فرابط في بحيراتك الآسنة.

اليوم أنا أقود الدفة . أرتاح في بعاد الحب. أشتاق لروحي فأضمّها. أرتاب في حب فأهجره. أسعد لطيف فألبسه حلل الملوك.
اليوم كأني أحلّق في علياء دار القرار. كأنني لي. أهمس بأعلى صوت: " اليوم أنا أحيا ".
نحن نخلق حواجزنا وحدودنا، لم يفرضها علينا أحد. لكن أيضاً لم يوقضني أحد ليذكرني بأنني أحلم. فأمضيت معظم سني عمري أحلم. لا ضير من ذلك، لكن فاتني الكثير فأنا لاأذكر طفولتي ولا حضن والدي.
في الفصل القادم سوف أحاول هدم ماتبقى من حواجزوحدود، من همٍّ وحزن ودمعٍ حاول خنقي. من بيوتٍ لعناكب بحجم مدن وخرائب للجنّ حيرتني.
في الفصل القادم سأنتهي منك، وأبدأ منّي. سأعيد دوزنة أوتاري، سأعيد لصخور شواطىء قلبي بأسها وصمودها، سأبدأ بتلقي هبات الكون السخي، سأبدأ رحلة الروح الأبدية، سأبدأني.
أيها المليك البائس.