أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

رسائل للروح - 9

بقلم: أمل عيسى عبد الوهاب

ولدت بقلب كبير وعينين واسعتين لكنني لم أكن أقوى على استنشاق عبير حب والدي جيدا. فأدخلت المستشفي مرات عدة وأنا صغيرة حتى كاد الأطباء أن يشقوا حنجرتي من أجل تنفس أفضل، لولا أن رفض والدي واثقا من قدرتي على الوقوع في حب الحياة. قال ذلك لسبب، وهو أنه فى اللحظة التى رآني فيها عند ولادتي، مددت له لساني، فقال هي تسخر من الحياة ومنا، وستكون اسما على مسمى .

آمالي عريضة لكنها هشة وقلما تتكسر خلال الطريق. كل شيء يبدو هشا ومؤقتا في الحياة حتى يسرق الموت منا أحباءنا، فيبدأ وجودهم بالإتجاه نحو الديمومة والمعنى الأكبر. نسهر على أحلامهم وآمالهم أكثر مما كانو معنا. نروي لهم حكايا قبل النوم ونسامرهم. نعيش معهم أكثر وهم في الغياب. نستبق الصباحات لنعد لهم أحلى الأغنيات. نكلمهم أكثر، ونفتقدهم أكثر وأكثر. في الغياب هم الأجمل والأعظم والأقرب.
أخشى ألا أحب الحياة، أخشى أن أحيا بدون حب، كما أخشى أن تذوب روحي وتهلك في إحدى هذه الليالي الهادئة. أخشى أن أكون بعيدة عما يحدث قريبا مني، أخشى أن تسخر الحياة مني. أخشى أن يفتك بي الحزن من فرط مرابطته.
أعرف أن الأحزان لا تدوم فلا شىء يدوم. لكن قلبي يصغر ولابد أن أفعل شيئا لأوقف تسارع كل ما يحدث. لا أجد مكاني بعد. البحث عنه يضنيني. كل فلك يدور بنية واتجاه معين وأنا لا أستطيع الاختيار أي القوارب أصعد بعد. أعرف أنها سترحل جميعها قريبا دوني لكنني لا أجدني أحفل أو أرضى بغير السكون رفيقا ومنقذا .
آمالي عميقة لكنها جلية. تتأرجح بين العمق والغرق. تغوص وتطفو يدغدغها عبق الانتصار. مازال عصيا على سر الحياة وسر الموت.
مازلت أقارع التيه في دروب الوطن .
ومازالت آمالي تأخذني بعيدا ولا تعود بي.
 
 
أمل عيسى عبد الوهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية