لم أتوقع يوماً أن أصادفها والدموع تملأ مقلتيها حيث كانت دوما بصورة الفتاة القوية والتي تدارى دموعها عن اقرب الناس حيث تفضل الإنكسار منفردة بذاتها وتتجرعه كؤوسا على أن يراه أحداً على ملامحها ويمكث بالتخفيف عنها
دون مقدمات وبدايات تجهد عقلها لقولها قالت لماذا أتزوج؟؟
ماذا أريد من زوجي المستقبلي الذي طرق باب بيتي لأكون زوجته ويقتنيني ببيته بعد ثلاثين عاماً من عمري؟
لا أحد يسمعني ولم يسألني أحدا ويتسمع لمطالبي وكل ما قالوه أنها فرصة بألف فرصة في هذا العمر تاتيكِ
اى عمر تقصد هي؟؟ إنه عمر الثلاثين عاماً حيث العمر الذي تنال به صاحبته كلمة بين قوسين قذفها بها جهل المجتمع ((عانس))
بدأت بسرد حديثها دون إنقطاع ولم تهتم إن كنت اسمع أو انشغلت عن سماعها وقالت:أخذت شهادتي لأكمل سلم طموحاتي لأعمل وأذهب هنا وهناك لأحفظ كرامتي.
قالوا الزواج هو حفظ الكرامة!!
لا أنكر ذلك ولكن أين كرامة المطلقات اللواتي يتقلبن على الجمر ليلاً ونهاراً و حرموهن من العمل لأن الزواج كان مصيرهن والآن أين هن وإلى أين مصيرهن؟؟
قلت لا لن أتزوج ولن اقبل به زوجا هذا الذي طرق بابي ولم يكن متكافئاً معي بشيء وسأنتظر فرصة أخرى تواتيني
جرموني لأننى تجاوزت الثلاثين!! أين جريمتي ولطالما كانوا يسمعونني أن الزواج قسمة ونصيب ؟؟
والدتي تخاف نظرات المجتمع من أن ببيتها ((عانس))!!
والدي يخاف الموت وترك إبنته التي تخطت سن الزواج كما يقولون بالعامية ملطة لهذا وذاك
وعنى أنا لا أخاف هذا ولا ذاك وكل الذي أخافه اننى أصبح بالفعل عانس وأنا مقترنة بإسم هذا الذي جاء ليقتنيني
أنا لا ارفض الزواج فلطالما حلمت بالفستان الأبيض وأغنية الفرح التي تزفني ولكنني أريد الزوج والحياة ولا أريد الزوج الذي يطمس حياتي
أريد إنجاب الأبناء ولكن ليس إنجابهم على قاعدة إثبات للمجتمع اننى ما زلت الأرض الخصبة التي تنجب حتى في مرحلة الثلاثينات
أريد فعلا الانتقال من الأربع جدران التي ظللتني وأنا عذراء ولكن ليس لتوأمتها بغيرها من الجدران
أريدها مختلفة تشعرني بالاختلاف عن حياتي السابقة
أريد الزوج الذي استمد الأمر والنهى منه وليس من كل فرد ببيته بحكم أن المنازل المستقلة ثمنها مرتفع وغزة محاصرة ويجب الرضا بما هو متوفر بحكم فئتي العمرية طبعاً المتأخرة بنظرهم
لكن من يسمع لي؟؟ سيتجبروا ويقولوا آه القبول بالزواج وسيلبسونني الفستان الأبيض الذي أصبح بمخيلتي كفناً أبيضاً نتيجة إصرارهم على ظلمي بحكم عمري
أنا حلمت بالزواج والاستقرار لكنني الآن أمقت هذه الكلمة وإن تزوجت سأنذر أن أعود بشهر تالي من زواجي انتقاماً من ظلمهم وظلم المجتمع وسحب قراري الوحيد الذي يخص حياتي المستقبلية
لأثبت للمجتمع كله أن كل شيء ممكن أن يكون بدون مشاركة إلا الزواج
كانت هذه كلماتها التي لا اعرف هل نقلتها بحذافيرها أم اننى نسيت إحدى كلماتها بفعل دموعها التي كانت تنهمر بغزارة وتربكني
بالفعل يا انتم الفتاة تريد الزواج لينقلها إلى حياة مختلفة عن تلك التي عاشتها قبل الارتباط وتريد السكون والاستقرار والقرار الذاتي المشترك مع زوجها وليس مع عشيرته كلياً
لست هنا ضد الزواج ولا يوجد فتاة تكره هذا الحلم ولكن ضد تشويه معناه بحكم عادات وتقاليد لا تمت لديننا بشيء من صنيعتكم
تحكمون أنها مرسخة وللأسف كل يوم ضحاياها بإزدياد
كل بيت في مجتمعي يشهد مأساة فتاة بسبب زواجها الغير متكافئ ولكن المصيبة تكررون الفعلة بحكم أن الفتاة تخطت من عمرها ما لايسمح بالتأخر في تزويجها
من وضع قانون قتل الفتاة وهى حية بسبب نظرات المجتمع؟؟ ومن يشعر بالفتاة وهى تدفن أحلامها تحت مظلة الزواج الغير متكافئ
الزواج الغير كفؤ والذي يجعلها مجرد آلة ليس لها رأى ولا اى مشاركة بحياتها الزوجية
لماذا لا تعطون الفتاة فرصة انتظار من يناسبها علماً وعمراً وعاطفة؟؟
اى مجتمع هذا الذي تضعونه بالحسبان؟؟ تقتلون آلاف الفتيات والسبب المجتمع
الزواج سكينة وتكافؤ وليس مجرد عقد يدارى كما تقولون عنوسة الفتاة وينقلها من السجل الذي اسميتمونه سجل العوانس
نحن مع الزواج ولكن ليس الذي يطمس الحياة ويصنع من كل متزوجة عانس وهى مقيدة بإسم رجل
تلك مشكلتهن والتي إن تحدثن بها يصبحن مجرمات بنظر المجتمع وربما يقولون عنهن أنهن يتشبهن بحياة الغرب
للأسف الإسلام كرم المرأة ولكن ليس كما تفهمون لأن الإسلام أعطى حق للمرأة باختيار زوجها ولم يحرمها هذا الحق مع تقدم عمرها لكن البعض إغتصب هذا الحق!!!
تحترمون المجتمع وتقدسون عاداته وتدحرون تعاليم الدين
إلتفتوا لآهاتهن ولا تلقوا بهم ببحر العنوسة كما سميتموهن بذلك مرتين مرة وهن عذراوات ومرة وهن مقترنات بأسماء أزواجهن
*مدونتى الشخصية http://nesreenmosa.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.