الشاعر حسن البحيري |
الظروف القاسية التي عاشها لم تكن لتتغلب على رقة روحه ومشاعره، ولم تكن لتحاصر حلمه، وكان مدينة حيفا بسهولها وجبالها هي محضن الحب الذي لجأ إليه الشاعر، فكان أن أصدر ثلاثة دواوين شعرية وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره. ولعلّ رغبته في أن تتم طباعة هذه الدواوين في القاهرة هي باب الشهرة التي مكنت القراء والنقاد من الاهتمام بشعره، خاصة وأنّ هذه الدواوين قد سلمت من أعمال التخريب والنهب من قِبل الصهاينة عند احتلالهم لمدينة حيفا.
وإذا توقفنا عند هذه الدواوين الثلاثة فسنجد كيف أثّرت مدينة حيفا بجمالها الخلاب على الروح الرّقيقة للشاعر الذي سكب هذه الرقة في كؤوس الدواوين شعرا عذبا. فديوانه الأول "الأصائل والأسحار" الذي طُبع عام 1943، وديوانه الثاني "أفراح الربيع" والذي طبع في العام الذي تلاه، وأخيرا ديوان "ابتسام الضّحى"، والذي تمت طباعته قبل النكبة بعامين فقط "1946م"، كل هذه العناوين التي تأخذ من طبيعة المدينة عناوين لأعماله الشعرية، فتقرِّبه من أبناء المدرسة الرومانسية، ونقول تقربه لأنه لم يُحلق في فضاء الطبيعة تاركا جرح الوطن النازف دون أيّ ضماد، ولعلّ قصيدة " الشرق...أو أرض البلاد " التي جاءت في ديوان الشعري "ابتسام الضحى" تعطي صورة واضحة عن هذه المشاعر تجاه الوطن :
هذه الصورة التي استقاها من تجربة التاريخ، وحركة الزَمان المتواصلة، وتلك الوقفة التي رأى من خلالها صورة مجد أمته الذي مضى، لا تتركه بعيدا عن الشعراء العرب الكبار في تاريخ الشعر من أمثال البحتري وابن زيدون وأحمد شوقي. ولذلك لم يكن غريبا أن يُعيد الشاعرُ القارئَ إلى دروس الماضي، ومدرسة التاريخ، وهو فيذلك يحاول رمي طوق النجاة لأبناء شعبه وأمته وهو يراهم وسط أمواج " الاستعمار الانجليزي " المتلاطمة، والعواصف "الصهيونية" التي كانت تعصف بالوطن آنذاك، وهو في ذلك التوجه يتجاوز حوادث الزمن إلى دروس تمتد في عمرها طويلا لتعيش في نبض الشعوب وهكذا يرسم فهمه لرسالة الشعر والأدب:أرضَ البلادِ نَعِمتِ تحتَ لوانا وبقيتِ ما بقيَ الزَّمانُ حِماناويقول فيها مخاطبا بلده :وَلَتَبْقينَّ لنا على طولِ المَدَى روْضاً غرسْنا فيهِ زهـر َمُنانالا تسْتَهِنْ يا غَـربُ إنَّـا أُمَّةٌ كُتِبَ اسمُها لِذُرَى العُلا عُنوانا
ورغم أنه يصور لنا جراح وطنه في مناسبة العيد، إلا أنّ المفارقة العجيبة أنّ ذكرى العيد قد ظلّت تؤرّق نفسه، وتجدد الحزنَ في نفسه ففي هذا الديوان يكتب بيتين من الشِّعر، يكون لهما ما بعدهما:فلكٌ يدورُ...وحادثاتٌ تنْثَني.... وقوابلُ الأيّامِ غِبْنَ بيانالا يخدَعَنَّكَ أنْ صَفا وجهُ الزَّمانِ الجهْمِ فهوَ مُلَوَّنٌ ألوانالا تأمَنَنَّ الدَّهرَ في وثباتِهِ....فالدَّهرُ يلبسُ كلَّ يومٍ شانالا تغفونَّ على نشيدٍ خادِعٍ...قدْ سَجَّعتهُ لكَ المنى ألحانافلنوقِظنَّكَ منْ سُباتِكَ يقظةً...تَذَرُ الزَّمانَ وراءَها حسرانا
يُهنئِّنُي بالعيدِ منْ ظنَّ أنَّ لي...سوى برءِ أوطاني الجريحةِ عيدا أَرَى الشَّرقّ مَطْوِيَّ الفُؤادِ عَلى الأسَى...فَلا عيدَ إلَّا أنْ أراهُ سَعيدا
لقد كانت مناسبة العيد حاضرة في ذات الشّاعر، وكانت مناسبة لمحطات يتوقف عندها الشاعر على امتداد عمره، فنراه في مطلع العقد التاسع من القرن العشرين يكتب رسالة في عيد ولكن في هذه المرّة من دمشق العاصمة التي استقرّ بها بعد ضياع وطنه .
ومما يوجع القلب في قراءتنا لهذه الدواوين التي سبقت نكبة الوطن، أنّ ابتسام الضّحى الذي رآه شاعرنا في جبل الكرمل قد تبدّل "عبسا وجهما"، أماّ أفراح الرّبيع التي كانت في ديوانه الآخر فلم تمض عليها الأيام وبعض السنوات حتى تحولت إلى أتراح الدّيار ومواجع، والأصائل والأسحار لم تدم في زمن الشاعر كتبدل أوقات كلها تلدُ إبداعا وشعرا، ولذلك يتوقف الشاعر عن النشيد سنوات طويلة بعد النكبة بلغت خمس وعشرين عاما، ليطلق حنينه إلى مدينته التي تركها مرغما،، ويترك قصائده تسافر مع أطيار السنونو في ديوانه " حيفا في سواد العيون "بعد أن تركها حبيسة القلب والأوراق زمنا طويلا، وفي هذه الإطلالة الحزينة والكئيبة الأولى منذ ضياع وطنه، تتزاحم الكلمات في ديوانه من غير نشاز، وتطفو على سطح المشاعر أشواق وأشواك، ورغم أنه يترك عنوان الديوان لمدينته "حيفا " إلا أن القصيدة الأولى في الديوان والتي سبقت المقدمة تكون لفلسطين، الأم والوطن والفؤاد المكلوم:
لقد تركت الفاجعة أثرها، ولعل الشاعر من أقدر الناس على نقل مشاعره إلى النّاس، وكان الشاعر حسن البحيري من هؤلاء، فها هو ينكأ الجراح الفلسطينية، ويُعيد شريط الذكريات، وتمرُّ عليه الأشواق بكل أطيافها، ولحيفا نصيب، أو ليست هي التي في سودا العيون؟؟ وبين جوانح الصدور؟أيا فلسطينُ يا عُمقَ الأسى غُصَصا...ويا سُهادَ الضَّنَى نَاْيا وحِرماناعلى تَوَالي اللَّيالي في تُجَهُّمِها...والعُمرُ يمضي بها غَمّا وأحْزاناإنِّي لَأسْمَعُ- والآلامُ تَصْهَرُني...فالجرحُ يَسْعَرُ في جنْبيَّ نيرانامِنْ كُلِّ ما فيكِ من سَهلٍ ومن جبلٍ...ما باتَ يرثي بِهِ أهلاً وأَعوانا
وكأنّ الشاعر لم يكتفي بقصائده المعبرة، وكأنّ الفاجعة أكبر من أيّ قصيدة، وأعظم من كل الكلمات، فالإهداء الذي تصدّر هذا الديوان ينبض بالأنين، ويفيض بالحنين، فتراه ينثر الحروف والكلمات على صفحات الورق، وهو بعد أن يكتب يختم بأبيات شعرية ويعود إلى شاعريّته، ولكن للنثر في شخصية هذا الأديب نصيب، ففي الإهداء في ديوان "حيفا في سواد العيون" خير مثال على ما نقول، خاصة وهو يخاطب الوطن المنكوب:"حيفا" وأنتِ مِزاجُ الرُّوحِ في رَمَقي...وعُمقُ جُرْحِ الهَوى في مُوجَعي الخفقِيَشُدُني لكِ شوقٌ لو غَمستُ لَهُ...يراعَ شعريَ في صَوْبِ الحيا الغَدِقِورحتُ بالحبِّ والذِّكرى أُصَوِّرُهُ... دمعاً على الخدِّ أوْ حرْفاً على الورقِلجفَّ حبري ولم ْأبلغْ قرارةَ ما...ضمَّتْ جوانحُ صَدري منْ لَظَى حُرَقي
( وأنتِ يا فلسطين ، يا ذات التُّراب الأقدس ... يا أوّل ما جال في رئتيَّ من أنفاس الحياة إني لم أغادرك طائعا ولا مختارا ، ولكنها أعاصير المقادير هبّت عليَّ عاصفةً ، راجفةً ، عاتية ... بعد ظهر يوم الخميس ، في الثاني والعشرين من شهر نيسان ، عام ثمانية وأربعين وتسعمائة وألف ، فانتزعتني منك انتزاعا ..! ولعلِّي كنت يومئذ آخر من أُكرهَ على مغادرة أوّل أرض مسّ جسمي ترابُها ...) .
أرأيت أخي القارئ كيف يصف الشاعر تمسكه بأرضه ؟؟ إنه آخر من أرغمه الصهاينة على ترك بيته ، لأنه ظلّ متمسكا به ، متشبثا بحلمه ، متعلقا بوطنه . وفي هذه الكلمات أيضا نقرأ تأثره بالشعر العربي في قول الشّاعر :
بلادٌ بها شقَّ الشَّبابُ تمائمي...وأَوَّلُ شيءٍ مسَّ جلدي ترابُها
ويمضي في دموعه الشعرية ليصل إلى حيفا وما تحمل في نفسه من أشواق يكابدها ليل نهار، ولعل ّ في الأبيات ما يُغني عن أيّ شرح أو تعليق !!
ولعلها من القصائد المتميزة في الأدب الفلسطيني في موضوع "التغزل بالوطن" ، وطلب الوصال معه وكأنه صب عاشق ولهان يبحث في عيون حبيبته عن الأمل :ما أَشرقتْ عينـاكِ إلاَّ خْانني بصَبابتي.. صبري.. وحُسْنُ تجمليوتَحسَّستْ كفّايَ من أَلَم الجوى سهمـاً مغارسُ نَصْلهِ في مقتلـيفَلقد رأيتُ بلحظ عينكِ إذ رَنَتْ والِتّيهُ يَكْحَلُهـا بمِيــل تَـــدلُّلِ(حيفا) وشاطئها الحبيبَ، وسَفحهَا وذُرىً تعـالتْ للسِّماكِ الأَعْـــزَلِعينٌ رأيتُ بِسْحرِها وفُتونهـا أحلامَ عَهْـدٍ بالصَّفـاءِ مُظــلّلِولمحتُ بين سوادِها وبياضِها ظِلَّ الصَّنَوْبَرِ في أعالي (الكَرْمـلِ)
فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِ تائـهاً من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍ أَلْيَــلِمُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ، مَشْدُوهَ الأســى أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أو مُقبــِلوأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــي وصَبابتــي أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِ المتهــلِّلِفَتَلَفَّتــي، لا تَعْطِفــي جِيدَ الحَـيا عنّي، ففي عينيكِ غايةُ مأْمَلـي....
الخذلان :
لم تغب العروبة عن شعر البحيري ، فكانت في أولى دواوينه كما رأينا، ورأينا كيف امتدت قوافيه لتقف عند حدود التاريخ ومدرسة الأيام ، وملاحم البطولة والأمجاد للأجداد . ولكنّ ما جرى على أرض فلسطين كان عظيما ، وخذلان بعض العرب لأهلهم في فلسطين لم يمر سريعا عند الشاعر ، فها هو يحكي بكل لوعة وأسى عن خذلان القريب ، ولأنّ ظلم ذوي القربى أشد مرارة فإنّ هذه القصيدة تأتي طبيعية في سياق التاريخ والأحداث وردة الفعل النفسي ، كيف لا والشعر أحاسيس ومشاعر ورقة وعذوبة ، يخدشه الأسى ، ويجرحه التخاذل:وفي ذكرى وعد بلفور، وما تحمله من دلالات خطيرة وآلام عظيمة في وجدان الفلسطيني، يعود الشاعر ليترك وصاياه إلى النّاس، تحمل معانيه تجاوزا للحادثة على معاني أعمق وآفاق فكرية وإنسانية أوسع:أما فيكُمْ ملوكَ العُرْبِ ذو هَدْيٍ ولا مُرْشَدْيخِفُّ لِنُصرةِ الإسلامِ لمّا صاحَ واستَنجدْوَدَوَّى غوثه الملهوف يحمله الصَّدى الأَسْودْوأنتمْ في ظلالِ اليُمن غُصنُ مُناكمو وَرَّدْتُعزُّونَ الأَسى بالقولِ لا أَجدى ولا أنجدْفلو أبصرتمو "صهيونَ" لما هَبَّ واستَأسدْوصَالَ على كريِم العِرْضِ صولةَ غاشمٍ أنكدْ
فلسطين دائما:يا منْ جهدتمْ بالكلامِ فأزَّ فى الأفواهِ رَعدَالا يمَّحي جرحُ العروبةِ منْ فؤادٍ كادَ يرْدَىبالقولِ نمقَهُ اللِّسانُ فسالَ للأسماعِ شَهدايا أيُّها الباكونَ يُجرونَ الدُّموعَ جوىً وسُهداما نالَ ذو حقٍّ هوى بالدَّمعِ يَفْرُقُ مِنْهُ خَدَّافالحقُّ يُؤخَذُ بالصِّفاحِ تَؤُدُّها الأبطالُ أدَّاوالمجدُ يبنيهِ القويُّ ومَا بَنى ذو الضَّعفِ مجدا
ظل الوطن هو البطل الحقيقي في معظم قصائد الشاعر الذي امتدت حياته منذ النكبة وحتى وفاته في عام 1998 خمسة عقود كاملة . ومن ديوان (لفلسطين أُغنّي) مروراً ب (جنة الورد) و(سأرجع) وليس انتهاء بديوان (لعيني بلادي) يرسم شعر حسن البحيري صورته في وجدان المستمعين، ويترك فلسفة الحب تنتشر بشكل جديد حين نقرأ ديوان ( ظلال الجمال..قصائد حب)، ففيه قصيدة (حبيبتي فلسطين) التي تفيض رقة وعذوبة وشوق إلى دياره.
وقصيدة (دمعة في ربيع الكرمل) الذي يرى من خلالها دمعة المشتاق، ولوعة المفارق لأحبته .
البحيري والشعراء:
قد يظن البعض أنّ الشاعر في مهجره بدمشق انزوى يبكي على وطنه الضائع ومدينته المغتصبة، ولكن من يملك مثل روح الشاعر لا يمكن أن يقبل بالقعود، خاصة وأنه يرى الأمة تمر في منعطف خطير.
من هذا المنطلق زاول شاعرنا العديد من الأعمال، وتقلب في مختلف الوظائف في المجال التعليمي والإذاعي. ومن خلال عمله الإذاعي أخذ يبث أشواق المغتربين إلى الوطن عبر شعره، ويدعو على تخليص الدّيار من المحتلين.
أما من حيث علاقاته مع غيره من الشّعراء فقد عقد البحيري صداقات مع الشعراء الفلسطينيين والسوريين والشعراء العرب الآخرين، وكان من ضمنهم الشاعر الإماراتي سلطان العويس حيث كانا يتفقان في حبهما للشعر العربي المتمسك بقوة الألفاظ وجزالتها.
مكانة الشاعر:
بلغ عدد الدواوين الشعرية للشاعر حسن البحيري خمسة عشر ديوانا شعريا بالإضافة إلى رواية كتبها قبل النكبة وطبعا قبل عدة سنوات من وفاته (رجاء-1990). كما أن ترجم بعض قصص الأطفال عن الإنجليزية، إضافة إلى عدد من المخطوطات . قال عنه الدكتور محمد عطوات مؤلف كتاب الاتجاه الإسلامي فـي الشعر الفلسطيني المعاصر : ينطلق الشاعر في الاتجاه الديني من تصور ديني في نظرته إلى الكون والإنسان والحياة ، وفي نظرته إلى القضايا والأحداث ، والأشخاص والمشكلات ، وفي تعبيره عن العواطف والمشاعر . ومن أبرز شعراء هذا الاتجاه في فلسطين، حسب التسلسل الزمني خمسة شعراء من بينهم حسن البحيري . أما الدكتور محمد الجعيدي فقد اعتبره من رواد التجديد حين قال في كتابه مصادر الأدب الفلسطيني الحديث: وفي هذه الفترة" الثلاثينيات" يمكننا أيضاً أن نعتبر من بوادر التجديد قصيدة "أحلام البحيرة" النثرية لحسن البحيري . ونجد عند الدكتور رياض آغا تفصيلا في جانب آخر حين يقول في إحدى دراساته: لم يكن شعر المنفى كما سماه يوسف الخطيب، أقل شأناً من شعر المعتقل، وقد أتيح لي أن أعرف عن قرب صناجة فلسطين (حسن البحيري) رحمه الله، وكان في أواخر أيامه يعمل مدققاً للغة العربية في هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية، وكنت يومها أحد المسئولين في الهيئة، وأذكر غيرته على اللغة، وحزنه الشديد حين يقع خطأ نحوي على ألسنة المذيعين والمذيعات، وكنت أشاركه هذا الحرص على لغتنا العربية، لأنها الوطن الأم الذي إن فقدناه فقدنا انتماءنا إلى العروبة، وكان البحيري مغرماً بالجرس الشعري.
ونذكر سريعا بعض المؤلفات التي تناولت سيرة الشاعر وعطائه الأدبي ومنها: الوطنية في شعر حسن البحيري من تأليف : صبري دياب، وكتاب .. الشاعر حسن البحيري : صورة قلمية في رحلة إلى الأعماق من تأليف الدكتور حسني محمود. رحم الله شاعرنا، فقد أخلص في حبّه لوطنه ، وجعل من قلمه نشيدا يغني للديار، ويتغنى بالأبطال المدافعين عن حياض الوطن وكرامة الأمة ومقدساتها:
ثاروا.. ولَيسَ لِنارِ ثَورَتِهِمْ علَى الباغي خُمودُفَهُمُ الزَّلازِلُ والنَّوازِلُ والصَّواعِقُ والرُّعودُوصَدَى بُطولَتهِمْ علَى فَمِ كُلِّ عاصفةٍ نَشيدُ