وثائق الصراع العربي الصهيوني في أكثر من 200 عام
( 1798 - 2002 )
( 1798 - 2002 )
1
مقدمــةتعكس الوثائق التي تُقدم للمرة الأولى على شبكة المعلومات بهذه الشمولية وبهذا التنوع وعلى مساحة قرنين من الزمان هما عمر وثائق الصراع العربي الصهيوني ، مرتكزات الحركة الصهيونية، كما أنها تعكس على نحو دقيق أحوال المنطقة التي جرى اختراقها بالكيان الصهيوني، وما بين الحركة الصهيونية والمنطقة، إصرار بدى من الحركة واضحًا لا يحده قيد أو يقف أمامه اعتبار، والمنطقة بضعفها تارة وبضغوط خارجية تارة أخرى أفسحت نتوءًا ضيقًا بدى في الاتساع سريعًا عجل منه ذلك التزاوج المصلحي بين الغرب ممثلاً في بريطانيا وبين الحركة الصهيونية إلى الحد الذي يمكن معه القول إنها مؤامرة اكتملت لها الأهداف والوسائل واختارت توقيتها بعناية فائقة.
والغريب في هذه الوثائق أن عقارب الساعة تعود دومًا إلى الوراء، والخطاب الصهيوني رغم قرنين هما عمر تلك الوثائق إلا أن الخطاب الصهيوني واضح ومحدد، والوسائل متغيرة متعددة تعبر المسافة من النقيض إلى النقيض.
وبريطانيا تلك الدولة العظمى التي يظهر دورها بوضوح في بداية الوثائق تمنح الحركة الصهيونية زخمًا للوهم الذي تحول بمخططهم إلى حلم وجد له مكانًا على الأرض، تنسحب كإمبراطورية عظمى في العقد الخامس من القرن العشرين لتحل محلها دولة عظمى أخرى لا تأخذ فقط من بريطانيا مناطق نفوذ وإنما تأخذ فوق ذلك دور بريطانيا في دعم وإزكاء المشروع الصهيوني لدرجة أن وثائق تعود إلى بداية القرن الـ 19 إذا قورنت بين أخرى في القرن العشرين ستجد أن التغير الوحيد هو في القوى العظمى من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ذلك لا يعني أن بريطانيا ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية هي فقط التي ساندت الحركة فدول الغرب عمومًا وقيصر روسيا قد قاموا بأدوار متعددة دعمًا للحركة الصهيونية، لكن تبقى بريطانيا والولايات المتحدة من بعدها هما أصحاب الدور الأكبر والمحوري التي ارتكزت عليه الحركة الصهيونية.
إن دراسة وحتى قراءة تلك الوثائق تجيب على العديد من علامات الاستفهام التي تظل لا تراوح مكانها بغير قراءة تلك الوثائق، كما تعطي قراءة تلك الوثائق أفقًا للتعرف على جوانب نقص في منطقتنا وهذه الجوانب على وضوحها وخطورتها لا زالت قائمة، ونقاط الضعف التي كانت قبل قرنين هي ذاتها نقاط الضعف التي لا زالت حتى اللحظة وكأن هناك حالة من المخاصمة اللدودة مع التاريخ ومواعظه التي لا يسمعها ولا يأخذ بها إلا الراغب في العيش بكرامة.
والمشروع الصهيوني الذي تحول مع بداياته من مجرد مشروع إلى مؤامرة استخدم كل الوسائل والأساليب منتقلاً في سهولة ويسر من النقيض إلى النقيض بريطانيا تمنى الصهاينة جلائها عن مصر حتى يصبح لوجودهم في المنطقة أهمية، وتركيا يضع الصهاينة أمامهم مشروع محمد على بغية أن يصبحوا الأقدر على مواجهة مشروعه، ومذبحة الأرمن الصهاينة يستثمرونها بغية تقديم خدمات إلى الإمبراطورية العثمانية، والقروض والإغراءات كل تلك وسائل استخدمت على نحو مضطرد وبفهم لطبيعة الدور الذي يمكن أن تقوم به كل وسيلة.
والوثائق بشموليتها وتنوعها تتعرض لأحداث كثيرة يصلح كل منها أن يكون ملفًا مستقلاً، على سبيل المثال، حرب 67، حرب لبنان، المنظمات الفلسطينية، الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني وغيرها الكثير مما تتناوله الوثائق مما يجعلها متفردة في شموليتها متميزة بتنوعها.
وفي الوثائق وحولها وبسببها كان هناك خيارين وضع دراسة مع كل وثيقة أو ترك الوثائق صماء كما هي حتى تبقى مفتوحة الأبواب - وهي دائمًا - أمام كل الباحثين والدارسين والمهتمين، وكان للخيار الثاني الغلبة ومن ثم كان خيار تقديمها كما هي على تنوعها وتعددها وسنواتها التي امتدت إلى قرنين من الزمان.
شبكة المحامين العرب
نداء شبتاي زفي إلى اليهود
ردحذف1798
أيها الإخوان: لا يغربن عن ذهنكم أن زفراتكم وتنهداتكم صعدت في خلال العصور إلى عنان السماء لشدة ما رزحتم تحت أثقال الجور والاضطهاد فهلا تنوون أن تتخلصوا نهائيًا من الحالة المقرونة بالإذلال والانحطاط التي وضعكم فيها أناس من الهمج. إننا نرى الازدراء مرافقًا لنا في كل مكان فالبدار البدار. فقد حان الوقت لتحطيم سلاسل الخسف والإهانة التي طوق العدو بها أعناقكم، وخلع النير الذي لا يطاق احتماله. نعم قد آن الأوان لنهوضنا واحتلال المركز اللائق بنا بين أمم العالم فهيا بنا أيها الإخوان لتجديد هيكل أورشليم. إن عددنا يبلغ ستة ملايين منتشرين في جميع أقطار العالم. وفى حوزتنا ثروات طائلة واسعة وممتلكات عظيمة شاسعة فيجب أن نتذرع بكل ما لدينا من الوسائل لاستعادة بلادنا.
إن الفرصة لسانحة ومن واجبنا أن نغتنمها.
إنه يجب العمل بالوسائل التالية لتحقق هذا المشروع المقدس وهي إقامة مجلس ينتخبه اليهود المقيمون في الخمسة عشر بلدًا التالية وهي: إيطاليا. وسويسرة. والمجر، وبولونيا، وروسيا، بلاد الشمال، بريطانيا العظمى، إسبانيا، وبلاد ولس، والسويد وألمانيا، وتركيا، وآسيا، وإفريقيا. فاللجنة الممثلة لليهود المقيمين وفى هذه البلدان كلها يمكنها أن تبحث في مهمتها لتتخذ ما تراه من القرارات في صددها ويكون من الواجب على جميع اليهود أن يقبلوا هذه القرارات ويجعلوها بمثابة قانون لا مندوحة لهم من الخضوع له.
خطاب العالم الطبيعي جوزيف بريستلي إلى نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب
ردحذف1799
فلسطين، مجد البلاد قاطبة، تؤلف الآن جزءًا من الإمبراطورية التركية، وهي تكاد تكون خالية من السكان: أرضها لا تعرف الحراثة أبدًا، إنها فارغة ومستعدة لاستقبالكم. غير أنه ما لم تَنْهَر هذه الدولة التي تحتفظ لنفسها بتلك البلاد دونما أية منفعة يجنيها، فمن المحال أن تصبح بلادكم، لذا فأنا أصلي جديًا لأغلالها.
رسالة القنصل البريطاني بالقدس وليام يونج إلى بالمرستون
ردحذف14 مارس سنة 1839
هناك، يا سيدي، طرفان ينبغي أخذهما في الاعتبار وهما ولا شك يعتبران نفسيهما لهما هدف إبداء رأيهما في مستقبل الأوضاع هنا: أحد هذين الطرفين هم اليهود الذين أعطاهم الرب في الأصل هذه الأرض ملكًا لهم، أما الطرف الثاني فهم المسيحيون البروتستانت، سلالته الشريفة. ويبدو كما أرجو أن أقترح بكل تواضع أن تكون بريطانيا العظمى الحارس الطبيعي لهم. ولقد بدءوا هنا في أخذ مواقفهم بين المطالبين الآخرين.
------------------------------------------------
مذكرة بالمرستون إلى سفير بريطانيا في تركيا بخصوص توطين اليهود في فلسطين
11 أغسطس سنة 1840
يقوم بين اليهود الآن المبعثرين في كل أوربا شعور قوي بأن الوقت الذي ستعود فيه أمتهم إلى فلسطين آخذ في الاقتراب. ومن المعروف جيدًا أن يهود أوربا يمتلكون ثروات كبيرة، ومن الواضح أن أي قطر يختار أعدادًا كبيرة من اليهود أن يستوطنوه سيحصل على فوائد كبيرة من الثروات التي سيجلبها معهم هؤلاء اليهود. فإذا عاد الشعب اليهودي تحت حماية ومباركة السلطان فسيكون في هذا حائلاً بين محمد علي ومن يخلفه وبين تحقيق خطته الشريرة في المستقبل.
وحتى إذا لم يؤدِ هذا التشجيع الذي سيقدمه السلطان لليهود بالفعل إلى استيطان عدد كبير منهم في حدود الإمبراطورية العثمانية إلا أن إصدار قانون من هذا النوع سيعمل على انتشار روح الصداقة تجاه السلطان بين جميع يهود أوربا، وسترى الحكومة التركية في الحال كم سيكون مفيدًا لقضية فلسطين أن يكسب أصدقاء مفيدين في كثير من الأقطار بقانون واحد بسيط كهذا.
------------------------------------------------
رسالة بالمرستون إلى سفيره في تركيا لإقناع السلطان بإباحة هجرة اليهود
فبراير سنة 1841
سيكون مفيدًا جدا للسلطان إذا ما أغرى اليهود المبعثرون في أوربا وإفريقيا بالذهاب والتوطن في فلسطين، لكن اليهود يطلبون نوعًا من الأمان الحقيقي الملموس، ولذلك فإني اقترح أن يكون في استطاعتهم الاعتماد على حماية بريطانيا وأن يسمح لهم بأن ينقلوا إلى الباب العالي شكاواهم عن طريق السلطات البريطانية.