الدراما المصرية بين رقص هيفا وحجاب حنان برمضان.. لتعكس الواقع..

تُتَّهم الدراما المصرية طوال الوقت بأنّها لا تعكس الواقع. لكنّها في رمضان 2012، ستفتح أبوابها للراقصات والمحجبات معاً، ربما للدلالة على أنّ المجتمع المصري ما زال قادراً على استيعاب الجميع.
الكمّ الكبير من المسلسلات الذي ينتظره جمهور الدراما المصرية هذا العام عكس تنوعاً في الشخصيات التي ستطل على الشاشة الصغيرة.
لكن اللافت هو زيادة عدد الأعمال التي تعتمد في بطولتها على راقصة، وفي الوقت نفسه توافر أعمال أخرى تقدمها فنانة ترتدي الحجاب، سواء في حياتها الشخصية أو أمام الشاشة. إذاً، الدراما المصرية تخاطب السياسيين والجماعات الدينية المتناحرين طوال الوقت حول هوية مصر بعد الثورة. تريد المحروسة أن تحافظ على تنوّعها، تاركة للمشاهد حرية الاختيار. هكذا سنكون على موعد مع مسلسل «مولد وصاحبه غايب» أول بطولة تلفزيونية لهيفا وهبي. يدور العمل بالكامل في عالم الموالد الشعبية. بالتالي، يتوقع أن تؤدي المغنية اللبنانية العديد من الرقصات، وتقف إلى جانبها الراقصة المصرية الأشهر في السنوات الثلاثين الأخيرة فيفي عبده. وإن كانت عبده قد امتنعت منذ سنوات عن الرقص على الشاشة، إلا أنّها تؤدي بعض الاستعراضات كما فعلت في مقدمة إعلانية لمسلسلها «كيد النسا» العام الماضي.


وهو العمل الذي تقدم جزءاً ثانياً منه هذا العام. أما في مسلسل «كاريوكا»، فسيكون الرقص الشرقي سيد الموقف؛ لكون العمل يدور بالكامل حول سيرة تحية كاريوكا الراقصة الأشهر في القرن العشرين. المسلسل الذي تؤدي بطولته وفاء عامر، يُعرض حصرياً داخل مصر على قناة «دريم». أما الراقصة دينا، فتطل عبر عملين: الأول هو «أهل الهوى» (في حال عرضه في رمضان) حيث تجسّد شخصية راقصة ترتبط بالشاعر الشهير بيرم التونسي والموسيقار سيد درويش.


والمسلسل الثاني «باب الخلق» مع محمود عبد العزيز، حيث تجسد شخصية تعكس حجم الانفصام في المجتمع؛ إذ تؤدي دور فتاة من حيّ شعبي ترتدي الحجاب نهاراً، ونعمل راقصة في ملهى ليلاً. ورغم تصريحاتها الحادة ضد ممثلي التيار الديني ورفضها تدخلهم في الأعمال الفنية، وخصوصاً تلك التي تتناول شخصية الراقصة، إلا أنّ نجوى فؤاد تشارك في ثلاثة مسلسلات في رمضان لا تجسد فيها شخصية راقصة بعد اعتزالها المجال منذ 20 عاماً. والمسلسلات هي «البلطجي» و«النار والطين» و«الخفافيش». في العمل الأخير، تجسد الممثلة التونسية ساندي شخصية راقصة في مقتبل مسيرتها الفنية.


أما الممثلة الأردنية ميس حمدان فترقص من دون ملابس الرقص المعروفة في «النار والطين» من خلال شخصية جواهر التي تعمل في موالد المحافظات الصعيدية. وفي المسلسل نفسه، تجسد الممثلة اللبنانية مادلين طبر شخصية راقصة تعمل في فريق ميس حمدان. كذلك، تجسّد عبير صبري شخصية راقصة غجرية في مسلسل «أشجار النار»، وتقدم عدداً من الرقصات ببدلات الرقص الغجرية.


أما الحجاب، فيطلّ من خلال العديد من الفنانات، أبرزهن الممثلة المحجّبة حنان ترك في مسلسل «أخت تريزا» حيث ستغطّي رأسها لكونها تؤدي شخصية راهبة. وكما هي في الحقيقة، تظهر هالة فاخر بالحجاب في «هرم الست رئيسة»، وترتدي نرمين الفقي الحجاب للمرة الأولى في مسلسل «أرواح أليفة» الذي يدور حول كواليس الزواج السري في مصر. أما رانيا محمود ياسين، فتظهر بالحجاب؛ لأنّ الشخصية تتطلب ذلك؛ إذ تجسد زينب الغزالي القيادة الإخوانية الشهيرة في عمل بعنوان «أم الصابرين». لكنّ التصوير يواجه عثرات حالياً بسبب رفض بعض الورثة تجسيد شخصية الغزالي.


وفي «طرف تالت»، تظهر ياسمين رئيس في شخصية فتاة محجبة. ويستعرض المسلسل النماذج التي يتكوّن منها مجتمع الشباب في مصر. كما تطل ايتن عامر وأميمة طلعت زكريا بالحجاب في مسلسل «الزوجة الرابعة» الذي يواجه أيضاً بعض العقبات الإنتاجية، علماً بأنّ العمل يدور حول رجل مزواج. وكما اعتادت كل عام، تثير صابرين الجدل حول «الباروكة» التي ستطل من خلالها في مسلسل «ورد وشوك»؛ إذ ستضع الحجاب خارج المنزل، وكي لا «تلوي ذراع» الدراما، ستظهر بـ«الباروكة» داخله.