في ظلِّ هذا النجاح، كان ثمة ما يثير الإعجاب والاستهجان في آن واحد؛ إذ قامت الدراما التلفزيونية مؤخراً على أكتاف مخرجين شباب تمرّسوا على المهنة على يد مخرجين آخرين أكبر سناً وتجربة، وذلك قبل أن ينفردوا بالمهمة وحدهم.. وقد نجحوا بالمهمة، ولكن نجاحهم لم يكن يلغي الأصوات المرتفعة التي طالبت بإنشاء معهد للإخراج، يرفد الساحة الدرامية، سينمائياً وتلفزيونياً، بمخرجين أكاديميين.. وهي أصوات ظلَّت مرتفعة حتى من أكثر الناس إيماناً بموهبة المخرجين الشباب اليوم.. ولكلٍّ أسبابه.
«بلدنا» استمعت إلى وجهات نظر عدد من المعنيين بالشأن الدرامي حول ضرورة إنشاء معاهد لتدريس الإخراج، فكانت الآراء التالية:
المخرج هيثم حقي
أن يكون هناك معهد يقوم بتدريس الإخراج السينمائي، فهذا يعني بالتالي معهداً سيخرّج محترفي إخراج تلفزيوني بالنسبة للمخرج الكبير هيثم حقي. وبخصوص الدراما، يجب أن يكون هناك معهد «سمعي بصري» معني بتعليم الطلاب كلّ ما له علاقة. ويضيف: «نحن بحاجة ماسة إلى أن نمتلك معهداً للإخراج السينمائي، كما أننا بحاجة إلى تدريس كافة الاختصاصات من تصوير وإضاءة وغيره.. هناك فكرة تنفيذ مشروع كهذا في المعهد الحالي للفنون المسرحية».
«مشروع تنفيذ قسم لتعليم الإخراج ليس بالأمر السهل» -يقول حقي- فهو «مكلف للغاية وليس من السهل تنفيذه من الناحية المادية».تجربة المخرج حقي وتدريسه للإخراج في عدد من الدول العربية، وبالتالي رغبة الكثيرين في دراسة الإخراج، دفعته إلى مطالبة القطاع الخاص بإنشاء معاهد لتدريس الإخراج في سورية: «على القطاع الخاص أن يقوم بهذه المهمة، لاسيما أنَّ مشروعاً كهذا لا شكَّ سيكون مربحاً بالنسبة إلى القطاع الخاص. وبدلاً من أن يتكلَّف الطالب آلاف الدولارات في دراسته في الخارج سيكون قادراً بهذه الطريقة على أن يدرس الإخراج هنا».
مشروع كهذا -برأي المخرج حقي- لن يستقطب الطلاب السوريين فقط، بل العرب أيضاً، لاسيما أنَّ الدراما السورية تتمتَّع بسمعة طيبة. لا يمانع المخرج حقي في أن يدخل المخرج مجال الإخراج وهو ليس أكاديمياً، رغم تأكيده أهمية أن يكون أكاديمياً، ولكن شرط أن تكون الخبرة قوية هنا: «هناك مخرجون تعلموا بالخبرة. ومع هذا فالمخرج بحاجة إلى الدراسة وهي الطريق الأمثل والأسلم، لاسيما أنَّ الدراسة أيضا تحتاج إلى خبرة. ومعهد التمثيل مثال على اجتماع الموهبة والخبرة والدراسة أيضاً».
أن يكون هناك معهد يقوم بتدريس الإخراج السينمائي، فهذا يعني بالتالي معهداً سيخرّج محترفي إخراج تلفزيوني بالنسبة للمخرج الكبير هيثم حقي. وبخصوص الدراما، يجب أن يكون هناك معهد «سمعي بصري» معني بتعليم الطلاب كلّ ما له علاقة. ويضيف: «نحن بحاجة ماسة إلى أن نمتلك معهداً للإخراج السينمائي، كما أننا بحاجة إلى تدريس كافة الاختصاصات من تصوير وإضاءة وغيره.. هناك فكرة تنفيذ مشروع كهذا في المعهد الحالي للفنون المسرحية».
«مشروع تنفيذ قسم لتعليم الإخراج ليس بالأمر السهل» -يقول حقي- فهو «مكلف للغاية وليس من السهل تنفيذه من الناحية المادية».تجربة المخرج حقي وتدريسه للإخراج في عدد من الدول العربية، وبالتالي رغبة الكثيرين في دراسة الإخراج، دفعته إلى مطالبة القطاع الخاص بإنشاء معاهد لتدريس الإخراج في سورية: «على القطاع الخاص أن يقوم بهذه المهمة، لاسيما أنَّ مشروعاً كهذا لا شكَّ سيكون مربحاً بالنسبة إلى القطاع الخاص. وبدلاً من أن يتكلَّف الطالب آلاف الدولارات في دراسته في الخارج سيكون قادراً بهذه الطريقة على أن يدرس الإخراج هنا».
مشروع كهذا -برأي المخرج حقي- لن يستقطب الطلاب السوريين فقط، بل العرب أيضاً، لاسيما أنَّ الدراما السورية تتمتَّع بسمعة طيبة. لا يمانع المخرج حقي في أن يدخل المخرج مجال الإخراج وهو ليس أكاديمياً، رغم تأكيده أهمية أن يكون أكاديمياً، ولكن شرط أن تكون الخبرة قوية هنا: «هناك مخرجون تعلموا بالخبرة. ومع هذا فالمخرج بحاجة إلى الدراسة وهي الطريق الأمثل والأسلم، لاسيما أنَّ الدراسة أيضا تحتاج إلى خبرة. ومعهد التمثيل مثال على اجتماع الموهبة والخبرة والدراسة أيضاً».
سيف الدين سبيعي
المخرج سيف الدين سبيعي، وبعد أن بدأ تجربته ممثلاً تلفزيونياً وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وجد نفسه متجهاً نحو الإخراج؛ فهو مشروعه الأهم، معتمداً على ما تلقنه في المعهد وعلى تجاربه وخبرته. ومع هذا أكد أهمية وجود مدرسة للإخراج: «من الضروري جداً وجود مدرسة إخراج في سورية. فهذه المهنة أصبحت مهنة للتسلية، وهناك ما يجب أن يضبط هذه الآلية، لاسيما أننا نمتلك كوادر مؤهلة لأن تدرس».
لا تقف الحاجة بالنسبة إلى سبيعي على أكاديمية للإخراج، بل يجب أن تكون هناك معرفة علمية وأكاديمية بكل ما له علاقة، سواء بالتصوير أم بكتابة السيناريو، وكلّ ما يخصّ العمل الفني الدرامي، حتى الماكياج. وقد أصبحت صناعة الدراما أساسية في سورية. وعن طريقة تحوله إلى الإخراج يقول سبيعي: «عملت بطريقة عملية مع المخرج هيثم حقي، وكانت تجربة غنية بالنسبة إلي وكأنني درستها».
المخرج سيف الدين سبيعي، وبعد أن بدأ تجربته ممثلاً تلفزيونياً وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وجد نفسه متجهاً نحو الإخراج؛ فهو مشروعه الأهم، معتمداً على ما تلقنه في المعهد وعلى تجاربه وخبرته. ومع هذا أكد أهمية وجود مدرسة للإخراج: «من الضروري جداً وجود مدرسة إخراج في سورية. فهذه المهنة أصبحت مهنة للتسلية، وهناك ما يجب أن يضبط هذه الآلية، لاسيما أننا نمتلك كوادر مؤهلة لأن تدرس».
لا تقف الحاجة بالنسبة إلى سبيعي على أكاديمية للإخراج، بل يجب أن تكون هناك معرفة علمية وأكاديمية بكل ما له علاقة، سواء بالتصوير أم بكتابة السيناريو، وكلّ ما يخصّ العمل الفني الدرامي، حتى الماكياج. وقد أصبحت صناعة الدراما أساسية في سورية. وعن طريقة تحوله إلى الإخراج يقول سبيعي: «عملت بطريقة عملية مع المخرج هيثم حقي، وكانت تجربة غنية بالنسبة إلي وكأنني درستها».
أحمد إبراهيم الأحمد
كانت تجربته لا تشبه تجربة الكثيرين من المخرجين؛ باعتبار أنَّ دراسته مختلفة عن مجال التمثيل أو الإخراج.. إلا أنَّ عمله في الدراما وفي التلفزيون وخبرته التي اكتسبها من خلال العمل مع الكثير من المخرجين، كانت بوابة دخول الإخراج؛ يقول: «من خلال ذلك كوّنت خبرتي
المخرج السينمائي..
المخرج السينمائي جود سعيد لا يفضّل تجربة الإخراج التلفزيوني؛ فهو من محبي الإخراج السينمائي فقط. إلا أنه، وفي كل الحالات، يرى ضرورة لوجود معهد لتدريس الإخراج، ولكنه يضيف: «هناك بعض التناقض؛ فنحن بحاجة إلى أن يكون هناك إنتاج سينمائي قبل مدرسة الإخراج».
ويضيف سعيد: «أرى أنَّ وجود مدرسة للمهن السينمائية ضروري. وهذا يشمل فنَّ التصوير والإضاءة والصوت وكل ما هو مرتبط بمهن الصورة. طبعاً شرط أن تكون الإمكانات كبيرة. فإذا أردنا أن نصنع أكاديمية على النموذج اللبناني (بمعنى أن يدخل الطالب ويدرس ويفهم الفيديو فقط) فما من فائدة ترجى حين ذلك؛ لأننا بحاجة إلى مدرسة إخراج حقيقية. فهذا على الأقل يرفد قطاع الإنتاج الدرامي التلفزيوني بأشخاص لديهم معرفة، ليعوّض عن الفوضى الموجودة في قطاع الدراما بطريقة ما. أما بالنسبة إلى العمل السينمائي فأرى أنه ضروري جداً؛ شرط أن يكون بهوية محترمة. ولا أعلم ما إذا كان سيحفّز الإنتاج أو العكس».
«هناك فكرة تغيب عن بال الكثيرين» -برأي المخرج سعيد- «بل ونستخدمها أحياناً بطريقة خاطئة، وهي مهنة المنتج؛ فهو من يستطيع أن يؤمن فرص عمل للخريجين. فنهضة السينما لها علاقة أيضاً بمصادر التمويل من القطاع الخاص تحديداً، لاسيما أنَّ المؤسسة العامة للسينما تقدّم ما عليها وبإمكاناتها المحدودة. ولكن في النهاية لا شكَّ في أننا بحاجة إلى مخرجين أكاديميين، فهذا سيرفع من سوية من سيدخل مهنة الإخراج وكل من له علاقة بالوسط».
وحول أحقية أن يدخل أي كان مهنة الإخراج، أجاب سعيد: «هناك تجارب فاشلة وتكاد تكون مضحكة، وهناك أيضاً تجارب جيدة».
كثيراً ما يتجه المخرجون السينمائيون إلى الدراما، إلا أنَّ جود سعيد يرفض الفكرة ويتمسّك بالسينما؛ فهو لديه مشروع سينمائي لا يريد أن يوقفه، ولكنه في الوقت ذاته يعتبر أنَّ البعض يضطر إلى إخراج الدراما أحياناً.
الخاصة وانتقلت إلى الإخراج
كانت تجربته لا تشبه تجربة الكثيرين من المخرجين؛ باعتبار أنَّ دراسته مختلفة عن مجال التمثيل أو الإخراج.. إلا أنَّ عمله في الدراما وفي التلفزيون وخبرته التي اكتسبها من خلال العمل مع الكثير من المخرجين، كانت بوابة دخول الإخراج؛ يقول: «من خلال ذلك كوّنت خبرتي
المخرج السينمائي..
المخرج السينمائي جود سعيد لا يفضّل تجربة الإخراج التلفزيوني؛ فهو من محبي الإخراج السينمائي فقط. إلا أنه، وفي كل الحالات، يرى ضرورة لوجود معهد لتدريس الإخراج، ولكنه يضيف: «هناك بعض التناقض؛ فنحن بحاجة إلى أن يكون هناك إنتاج سينمائي قبل مدرسة الإخراج».
ويضيف سعيد: «أرى أنَّ وجود مدرسة للمهن السينمائية ضروري. وهذا يشمل فنَّ التصوير والإضاءة والصوت وكل ما هو مرتبط بمهن الصورة. طبعاً شرط أن تكون الإمكانات كبيرة. فإذا أردنا أن نصنع أكاديمية على النموذج اللبناني (بمعنى أن يدخل الطالب ويدرس ويفهم الفيديو فقط) فما من فائدة ترجى حين ذلك؛ لأننا بحاجة إلى مدرسة إخراج حقيقية. فهذا على الأقل يرفد قطاع الإنتاج الدرامي التلفزيوني بأشخاص لديهم معرفة، ليعوّض عن الفوضى الموجودة في قطاع الدراما بطريقة ما. أما بالنسبة إلى العمل السينمائي فأرى أنه ضروري جداً؛ شرط أن يكون بهوية محترمة. ولا أعلم ما إذا كان سيحفّز الإنتاج أو العكس».
«هناك فكرة تغيب عن بال الكثيرين» -برأي المخرج سعيد- «بل ونستخدمها أحياناً بطريقة خاطئة، وهي مهنة المنتج؛ فهو من يستطيع أن يؤمن فرص عمل للخريجين. فنهضة السينما لها علاقة أيضاً بمصادر التمويل من القطاع الخاص تحديداً، لاسيما أنَّ المؤسسة العامة للسينما تقدّم ما عليها وبإمكاناتها المحدودة. ولكن في النهاية لا شكَّ في أننا بحاجة إلى مخرجين أكاديميين، فهذا سيرفع من سوية من سيدخل مهنة الإخراج وكل من له علاقة بالوسط».
وحول أحقية أن يدخل أي كان مهنة الإخراج، أجاب سعيد: «هناك تجارب فاشلة وتكاد تكون مضحكة، وهناك أيضاً تجارب جيدة».
كثيراً ما يتجه المخرجون السينمائيون إلى الدراما، إلا أنَّ جود سعيد يرفض الفكرة ويتمسّك بالسينما؛ فهو لديه مشروع سينمائي لا يريد أن يوقفه، ولكنه في الوقت ذاته يعتبر أنَّ البعض يضطر إلى إخراج الدراما أحياناً.
الخاصة وانتقلت إلى الإخراج
يصنّف إبراهيم
الأحمد المخرجين حسب رأيه ضمن نوعين؛ نوع درس في الخارج وعاد لتكون دراسته
نظرية فقط، والبعض الآخر درس في الخارج أيضاً لكنه نجح بجدارة. ويضيف
الأحمد: البعض الآخر لم تتح له الفرصة، وآخرون عملوا كمساعد مخرج، ومن خلال
ثقافتهم والخبرة أصبحوا مخرجين. ومع هذا يقول الأحمد: «يفضل أن تكون دراسة
الإخراج أكاديمية، بالإضافة إلى الموهبة. فالموهبة والممارسة دفعت
الكثيرين نحو النجاح، وأكاديمية الإخراج مهمة جداً أيضاً».
ولكن السؤال الأهم بالنسبة إلى الأحمد: «هل سورية تستطيع أن يكون لها حقل إنتاج لكلّ من يتخرج كيلا يكونوا عاطلين عن العمل.. المسألة تحتاج إلى مؤسسات وإمكانات».
ولكن السؤال الأهم بالنسبة إلى الأحمد: «هل سورية تستطيع أن يكون لها حقل إنتاج لكلّ من يتخرج كيلا يكونوا عاطلين عن العمل.. المسألة تحتاج إلى مؤسسات وإمكانات».
المخرج مروان بركات
يوافق المخرج مروان بركات أيضاً على أهمية الأكاديمية؛ فالموهبة وحدها -حسب رأيه- لا تكفي، والدراسة وحدها لا تكفي أيضاً؛ فالعمل الفني يحتاج إلى القليل من الحظ والكثير من العمل، لأنَّ العمل الكثير وتراكم الخبرة الحقيقية لاشك يصنع مخرجاً جيداً. يضيف بركات: «هناك كثير ممن درسوا لكنهم لم يأتوا بشيء جيد، وفي المقابل هناك من اعتمد الخبرة ونجح».
المسألة بشكلها العام بالنسبة إلى بركات تتوقّف عند شركات الإنتاج فيما يخصّ إعطاء الفرص لأيّ شخص يرغب في أن يكون مخرجاً: «هناك شركات لا تهتمّ باسم المخرج، لاسيما تلك التي قد باعت عملاً ما مسبقاً، وبالتالي لا يهمها اسم المخرج الذي ستتعامل معه؛ لأنها قد باعت وانتهت. وهنا العلاقة تكون شخصية وليست مهنية أو فنية على الإطلاق».
المخرج المثنى الصبح
تلقّن الإخراج في مدرسة المخرج هيثم حقي؛ يقول الصبح: «أشجع فكرة مدرسة للإخراج؛ فهي ضرورية للغاية على أن ترافقها الخبرة العملية».
المشكلة بالنسبة إلى الصبح لا تكمن في وجود معهد لتدريس الإخراج بحدّ ذاته: «الخوف هو من بيروقراطية التعليم في المؤسسات التعليمية.. المعهد العالي للفنون المسرحية هو أول معهد يدرس التمثيل في العالم العربي، وقوة الدراما نابعة بالدرجة الأولى من ممثليها، وهم عمودها الفقري. وفكرة مدرسة إخراج أمر مهم، ولكن هل من الممكن أن توجد أكاديمية للإخراج مع خبرات فنية عالية ودون أن تدخل فيها مشاكل المعهد الحالية. فنحن نلاحظ أنَّ المعهد ليس بألقه، ووجود البيروقراطية التعليمية في الفن أمرٌ صعب جداً. ولكن إذا ما كانت فكرة الأكاديمية ترافقها إدارة نزيهة وشفافة في التعامل مع الطلاب (بمعنى أن يدخل طالب المعهد بحكم إمكاناته) فهذا سيكون أمراً جيداً بالتأكيد».
تلقّن الإخراج في مدرسة المخرج هيثم حقي؛ يقول الصبح: «أشجع فكرة مدرسة للإخراج؛ فهي ضرورية للغاية على أن ترافقها الخبرة العملية».
المشكلة بالنسبة إلى الصبح لا تكمن في وجود معهد لتدريس الإخراج بحدّ ذاته: «الخوف هو من بيروقراطية التعليم في المؤسسات التعليمية.. المعهد العالي للفنون المسرحية هو أول معهد يدرس التمثيل في العالم العربي، وقوة الدراما نابعة بالدرجة الأولى من ممثليها، وهم عمودها الفقري. وفكرة مدرسة إخراج أمر مهم، ولكن هل من الممكن أن توجد أكاديمية للإخراج مع خبرات فنية عالية ودون أن تدخل فيها مشاكل المعهد الحالية. فنحن نلاحظ أنَّ المعهد ليس بألقه، ووجود البيروقراطية التعليمية في الفن أمرٌ صعب جداً. ولكن إذا ما كانت فكرة الأكاديمية ترافقها إدارة نزيهة وشفافة في التعامل مع الطلاب (بمعنى أن يدخل طالب المعهد بحكم إمكاناته) فهذا سيكون أمراً جيداً بالتأكيد».
الإخراج المسرحي .. الشيطان يكمن في التفاصيل
أسامة غنم
بالنسبة إلى الكثيرين لا فرق بين الإخراج المسرحي والإخراج السينمائي أو الدرامي، رغم الاختلاف لا شك. إلا أنَّ حال السينما والمسرح في سورية تحتّم على مخرجيها التوجّه إلى الدراما؛ باعتبارها مرحبة أكثر.. إلا أنَّ هذا لا يطغى بالأهمية لنوع فني على آخر؛ فلكلّ دوره. ولكن ليس لكلّ منهما فرصته التي يجب أن تكون.
سألنا الدكتور أسامة غنم (أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية) عن أهمية وجود أكاديمية للإخراج المسرحي، إلا أنَّ المشكلة بالنسبة له لم تكن بوجود قسم للإخراج المسرحي بحدّ ذاته، بقدر وجود مشكلة في مكان آخر في رأيه تحتاج إلى حلّ قبل أيّ شيء وأيّ مشروع جديد، رغم أهمية وجود قسم يدرس الإخراج المسرحي؛ يقول أسامة غنم: «ظهر فنّ الإخراج المسرحي من نهاية القرن الـ19ً. فالتدريس مسألة وليدة القرن العشرين، وهناك تقاليد مختلفة بين دول العالم حول دراسة الإخراج. و لكي يكون لدينا مخرجون مسرحيون جيدون ليس بالضرورة أن يكون هناك قسم إخراج، فهناك مخرجون جيدون لم يدرسوا الإخراج، ولكنهم من خلال الخبرة والتعلم والممارسة أصبحوا مخرجين متمكنين».
كلام أسامة غنم لم يكن يعني، على الإطلاق، عدم أهمية تدريس الإخراج كاختصاص، بل «الأمر مهم لا شك» -يقول أسامة غنم- «وأن يفتح قسم إخراج مسرحي مسألة إيجابية، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل. فهناك سؤال مهم يطرح نفسه، وهو: هل هناك بنية تحتية في المعهد العالي للفنون المسرحية تستوعب قسماً جديداً، بعد أن أصبح هناك خمسة أقسام، وبالتالي البناء لا يتّسع لقسم جديد، بالإضافة إلى مشكلة الميزانية الحالية. فمن يودّ أن يتعلّم الإخراج، لا يجب عليه أن يتعلّمها بشكل نظري، بل بشكل عملي. فدارسو الإخراج المسرحي، في كل مدارس المسرح العالمية، يقومون مع طلاب التمثيل وطلاب السينوغرافيا ومصممي الإضاءة بعمل مشترك أثناء الدراسة؛ فهم يقبلون بعد الثانوية باعتبارهم دفعة واحدة، رغم أنهم باختصاصات مختلفة . وبالتالي كل شيء ينفذ على أرض الواقع. وبالنسبة إلى معهدنا، هناك ميزانية محدودة قد رصدت للمعهد. ولا يجب أن يعتمد طالب الإخراج على النظري فقط ، لاسيما أنه وخلال الممارسة الفعلية للإخراج سيكون هناك كمّ هائل من الأسئلة التي تحتاج إلى إيضاح وإجابة خلال التنفيذ العملي. فنحن نخشى من أن ندخل في المشكلة التي دخلها قسم السينوغرافيا (الديكور المسرحي)، الذي اعتمد، خلال دراسته، على النظري وعلى الماكيت فقط، كما أنَّ فصل الأقسام عن بعضها خطأ بحد ذاته.. لا يمكن أن يكون هناك قسم بالمعنى الحقيقي دون العملي؛ ولكن مع توفير البنية التحتية والمادية».هذا كان بالنسبة إلى المسرح، أما السينما فهي مسألة أكثر تعقيداً؛ يقول أسامة غنم: «المسرح يعاني من إنتاج متواضع، وفيه ضعف فني أيضاً، ويجب أن يكون هناك جيل جديد وفكر جديد وعلاقة عملية مع الإخراج المسرحي لتجيب عن الأسئلة البيروقراطية والمشاكل الخاصة بالمسرح القومي. وهو المؤسسة شبه الميتة. والمهم هو أن نأتي بمخرجين جدد لديهم ثقافة حقيقية لها علاقة بالمسرح كيف يصنع، ولديهم حسّ المبادرة العملي بكيف يعملون».
ما تحدَّث عنه أسامة غنم موجود بالفعل، ولكن من خلال تجارب مستقلة لمجموعة من الأسماء، وهم -في رأيه- نوى صغيرة تحاول العمل بجدية؛ يقول: «هؤلاء يحاولون أن يصنعوا إخراجاً مسرحياً في سورية بحدود إمكاناتهم وبحدود الإمكانات المادية الموجودة.. قسم الإخراج قد يعطي شرعية لقسم من هؤلاء ولجيل شباب آت. والسؤال الأهم هو: في حال افتتح قسم إخراج هنا من يجب أن يدخله؟»..وجود مخرجين اختصاصيين من سورية قد يكون سبباً في مطالبة بعضهم وزارة الثقافة أو المسرح القومي ودار الأوبرا بأن تخلق لهم فضاء العمل الخاص بهم. هذه هي الفائدة المرجوة في رأي أسامة غنم، لاسيما أنَّ المشكلة الأساسية هي في العزوف عن المسرح الذي يحتاج إلى دعم مادي وإلى إرادة بصنع مسرح قومي.للسينما خصوصيتها أيضاً؛ فورشات العمل، كالتي تنجزها أيام سينما الواقع، كفيلةٌ بتعليم الطلاب الكثير، فهي «حلم الكثير». فالدولة والقطاع الخاص- يقول غنم: «لم يقيما مدرسة سمعية بصرية، رغم أهميتها».من المهم أن يكون هناك قسم للمسرح وللسينما، ولكن ضمن رؤية واقعية وناضجة. وقسم الإخراج في المسرح يتطلّب تغيير المفهوم الناظم لتغيير شكل الأقسام الأربعة وعلاقتها ببعضها، وهو يحتاج إلى تغييرات جوهرية.وبخصوص عدم القدرة على أن يجدوا فرصة عمل بعد التخرج، قال غنم:
«هذه ليست مشكلة حقيقية، بل المشكلة في خريجي الجامعات في الأقسام الأخرى -وهم بالآلاف- والذين لا يجدون فرصة عمل. والأهم ما قد نعلمهم إياه، وسوية المواد وسوية التدريس».
والسؤال الآخر: من سوف يقوم بمهمة تدريسهم؟، وما هي الكوادر التي ستدرس فيه؟، وما مناهجه؟.. كلّ هذا يجب أن يُطرح على طاولة نقاش واضحة ويأخذ وقته الكبير. أما الدراما -في رأيه- «فليست بحاجة إلى تلك الدراسة العميقة، وكثير منهم اكتفى بالخبرة العملية بخلاف المسرح؛ باعتباره ليس المكان المغري الذي يدرّ المال حتى من جهة النجومية. وأنا لست ضدّ الدراما، ولكن القسم السمعي البصري هو ما يحتاجه الإخراج التلفزيوني. والإخراج المسرحي فنّ مختلف».
عجاج سليم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية
فكرة وجود قسم للإخراج تبدو بالنسبة إلى عجاج سليم فكرة قريبة مؤجلة؛ يقول سليم: «في قسم التمثيل يدخل تدريس الإخراج في منهاجهم. وفي السنة الثالثة والرابعة يأخذ الطالب كل ما يرتبط بمبادئ فن الإخراج، كذلك بالنسبة إلى قسم الدراسات.. طبعاً ليس بالصورة الكاملة.. معظم المخرجين يقومون بالإخراج، وهم خريجو قسم التمثيل. أما كتخصص، فنحن في العام القادم قد نبدأ بتنفيذ هكذا مشروع». وككل شيء المشروعُ مؤجل لارتباطه بالدرجة الأولى بالإجراءات الإدارية التي يجب أن تسير أولا بشكل صحيح وطبيعي لينفذ المشروع. فإنشاء قسم للإخراج له علاقة بإجراءات إدارية- هذا ما اتّضح من حديث عجاج سليم.فالمشروع المؤجل -بحسب رأيه- يقف قبله ما هو أهم ويحتاج إلى أن يُؤخذ في الاعتبار؛ يقول سليم: «علينا أن نبدأ بقسم دراسات عليا (ماجستير)، وسنبدأ بالنقد المسرحي. هذه خطة عام 2010. وفي العام الذي يليه قد يكون هناك شيء له علاقة باختصاص الإخراج. فالقسم الخاص بالإخراج، وقبل افتتاح أيّ قسم، نربطه ضمن مبدأ التنمية المستدامة. بمعنى: ما مدى حاجة السوق إليه، وكم ستتاح له فرص العمل. وما نراه أنه لدينا عدد كبير من المخرجين. أنا شخصياً أرى أننا لسنا الآن بحاجة إلى كلية إخراج، في الوقت الذي لسنا قادرين فيه على استيعاب خريجي التمثيل». يرفض عجاج سليم التكلم عن الأحلام الفنية؛ «فلولا وجود الدراما السورية لكنا أمام مشكلة كبيرة بالنسبة إلى خريجي معهد التمثيل» -هذا ما يؤكده سليم- «بالإضافة إلى معاناة خريجي الأقسام الأخرى». ويضيف سليم: «إن قرّرنا أن نفتتح قسم إخراج، فعلينا دراسة (هل هناك قدرة على استيعابهم). هذه المسألة ترتبط حتماً بخطة استراتيجية لوزارة الثقافة. فالمسألة بحاجة إلى دراسة، والفكرة موجودة». هناك ما هو أهم بالنسبة إلى عجاج سليم، كقسم يقدّم الفائدة أكثر، وهو قسم له علاقة بالتنشيط الثقافي. كما أنَّ لدينا كماً كبيراً من المخرجين -هكذا يرى سليم- وهناك خريجو دراسات قاموا بالإخراج ونجحوا. فالدراسات العليا أهم لباقي الأقسام. «عدم أهمية وجود قسم للإخراج حالياً لا يلغي أهمية ورشات العمل»- يقول سليم، ويضيف: «أنا مع هذه الفكرة؛ أي أن يكون هناك دورات تدريبية للطلاب تماماً. ونحن بدأنا بمشروع يسمى الدورات التأهيلية ليطبق لاحقاً. وهناك مشكلة على مستوى الميزانية، ولا بدَّ من تخصيص ميزانية خاصة بهذه الدورات، فهي قد تسدّ حاجة حين تكرّس بشكل دائم وتضيف معلومة للخريج». أما بالنسبة إلى البنية التحتية الضيقة، فيؤكد سليم أنَّ قرار بناء مكان جديد لقسم الموسيقا سوف ينفذ بعد أن تمَّت الموافقة عليه رسمياً؛ ما سيخفّف الضغط عن باقي الأقسام. إلا أنَّ التنفيذ يحتاج وقتاً أيضاً».
بلدنا بالنسبة إلى الكثيرين لا فرق بين الإخراج المسرحي والإخراج السينمائي أو الدرامي، رغم الاختلاف لا شك. إلا أنَّ حال السينما والمسرح في سورية تحتّم على مخرجيها التوجّه إلى الدراما؛ باعتبارها مرحبة أكثر.. إلا أنَّ هذا لا يطغى بالأهمية لنوع فني على آخر؛ فلكلّ دوره. ولكن ليس لكلّ منهما فرصته التي يجب أن تكون.
سألنا الدكتور أسامة غنم (أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية) عن أهمية وجود أكاديمية للإخراج المسرحي، إلا أنَّ المشكلة بالنسبة له لم تكن بوجود قسم للإخراج المسرحي بحدّ ذاته، بقدر وجود مشكلة في مكان آخر في رأيه تحتاج إلى حلّ قبل أيّ شيء وأيّ مشروع جديد، رغم أهمية وجود قسم يدرس الإخراج المسرحي؛ يقول أسامة غنم: «ظهر فنّ الإخراج المسرحي من نهاية القرن الـ19ً. فالتدريس مسألة وليدة القرن العشرين، وهناك تقاليد مختلفة بين دول العالم حول دراسة الإخراج. و لكي يكون لدينا مخرجون مسرحيون جيدون ليس بالضرورة أن يكون هناك قسم إخراج، فهناك مخرجون جيدون لم يدرسوا الإخراج، ولكنهم من خلال الخبرة والتعلم والممارسة أصبحوا مخرجين متمكنين».
كلام أسامة غنم لم يكن يعني، على الإطلاق، عدم أهمية تدريس الإخراج كاختصاص، بل «الأمر مهم لا شك» -يقول أسامة غنم- «وأن يفتح قسم إخراج مسرحي مسألة إيجابية، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل. فهناك سؤال مهم يطرح نفسه، وهو: هل هناك بنية تحتية في المعهد العالي للفنون المسرحية تستوعب قسماً جديداً، بعد أن أصبح هناك خمسة أقسام، وبالتالي البناء لا يتّسع لقسم جديد، بالإضافة إلى مشكلة الميزانية الحالية. فمن يودّ أن يتعلّم الإخراج، لا يجب عليه أن يتعلّمها بشكل نظري، بل بشكل عملي. فدارسو الإخراج المسرحي، في كل مدارس المسرح العالمية، يقومون مع طلاب التمثيل وطلاب السينوغرافيا ومصممي الإضاءة بعمل مشترك أثناء الدراسة؛ فهم يقبلون بعد الثانوية باعتبارهم دفعة واحدة، رغم أنهم باختصاصات مختلفة . وبالتالي كل شيء ينفذ على أرض الواقع. وبالنسبة إلى معهدنا، هناك ميزانية محدودة قد رصدت للمعهد. ولا يجب أن يعتمد طالب الإخراج على النظري فقط ، لاسيما أنه وخلال الممارسة الفعلية للإخراج سيكون هناك كمّ هائل من الأسئلة التي تحتاج إلى إيضاح وإجابة خلال التنفيذ العملي. فنحن نخشى من أن ندخل في المشكلة التي دخلها قسم السينوغرافيا (الديكور المسرحي)، الذي اعتمد، خلال دراسته، على النظري وعلى الماكيت فقط، كما أنَّ فصل الأقسام عن بعضها خطأ بحد ذاته.. لا يمكن أن يكون هناك قسم بالمعنى الحقيقي دون العملي؛ ولكن مع توفير البنية التحتية والمادية».هذا كان بالنسبة إلى المسرح، أما السينما فهي مسألة أكثر تعقيداً؛ يقول أسامة غنم: «المسرح يعاني من إنتاج متواضع، وفيه ضعف فني أيضاً، ويجب أن يكون هناك جيل جديد وفكر جديد وعلاقة عملية مع الإخراج المسرحي لتجيب عن الأسئلة البيروقراطية والمشاكل الخاصة بالمسرح القومي. وهو المؤسسة شبه الميتة. والمهم هو أن نأتي بمخرجين جدد لديهم ثقافة حقيقية لها علاقة بالمسرح كيف يصنع، ولديهم حسّ المبادرة العملي بكيف يعملون».
ما تحدَّث عنه أسامة غنم موجود بالفعل، ولكن من خلال تجارب مستقلة لمجموعة من الأسماء، وهم -في رأيه- نوى صغيرة تحاول العمل بجدية؛ يقول: «هؤلاء يحاولون أن يصنعوا إخراجاً مسرحياً في سورية بحدود إمكاناتهم وبحدود الإمكانات المادية الموجودة.. قسم الإخراج قد يعطي شرعية لقسم من هؤلاء ولجيل شباب آت. والسؤال الأهم هو: في حال افتتح قسم إخراج هنا من يجب أن يدخله؟»..وجود مخرجين اختصاصيين من سورية قد يكون سبباً في مطالبة بعضهم وزارة الثقافة أو المسرح القومي ودار الأوبرا بأن تخلق لهم فضاء العمل الخاص بهم. هذه هي الفائدة المرجوة في رأي أسامة غنم، لاسيما أنَّ المشكلة الأساسية هي في العزوف عن المسرح الذي يحتاج إلى دعم مادي وإلى إرادة بصنع مسرح قومي.للسينما خصوصيتها أيضاً؛ فورشات العمل، كالتي تنجزها أيام سينما الواقع، كفيلةٌ بتعليم الطلاب الكثير، فهي «حلم الكثير». فالدولة والقطاع الخاص- يقول غنم: «لم يقيما مدرسة سمعية بصرية، رغم أهميتها».من المهم أن يكون هناك قسم للمسرح وللسينما، ولكن ضمن رؤية واقعية وناضجة. وقسم الإخراج في المسرح يتطلّب تغيير المفهوم الناظم لتغيير شكل الأقسام الأربعة وعلاقتها ببعضها، وهو يحتاج إلى تغييرات جوهرية.وبخصوص عدم القدرة على أن يجدوا فرصة عمل بعد التخرج، قال غنم:
«هذه ليست مشكلة حقيقية، بل المشكلة في خريجي الجامعات في الأقسام الأخرى -وهم بالآلاف- والذين لا يجدون فرصة عمل. والأهم ما قد نعلمهم إياه، وسوية المواد وسوية التدريس».
والسؤال الآخر: من سوف يقوم بمهمة تدريسهم؟، وما هي الكوادر التي ستدرس فيه؟، وما مناهجه؟.. كلّ هذا يجب أن يُطرح على طاولة نقاش واضحة ويأخذ وقته الكبير. أما الدراما -في رأيه- «فليست بحاجة إلى تلك الدراسة العميقة، وكثير منهم اكتفى بالخبرة العملية بخلاف المسرح؛ باعتباره ليس المكان المغري الذي يدرّ المال حتى من جهة النجومية. وأنا لست ضدّ الدراما، ولكن القسم السمعي البصري هو ما يحتاجه الإخراج التلفزيوني. والإخراج المسرحي فنّ مختلف».
عجاج سليم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية
فكرة وجود قسم للإخراج تبدو بالنسبة إلى عجاج سليم فكرة قريبة مؤجلة؛ يقول سليم: «في قسم التمثيل يدخل تدريس الإخراج في منهاجهم. وفي السنة الثالثة والرابعة يأخذ الطالب كل ما يرتبط بمبادئ فن الإخراج، كذلك بالنسبة إلى قسم الدراسات.. طبعاً ليس بالصورة الكاملة.. معظم المخرجين يقومون بالإخراج، وهم خريجو قسم التمثيل. أما كتخصص، فنحن في العام القادم قد نبدأ بتنفيذ هكذا مشروع». وككل شيء المشروعُ مؤجل لارتباطه بالدرجة الأولى بالإجراءات الإدارية التي يجب أن تسير أولا بشكل صحيح وطبيعي لينفذ المشروع. فإنشاء قسم للإخراج له علاقة بإجراءات إدارية- هذا ما اتّضح من حديث عجاج سليم.فالمشروع المؤجل -بحسب رأيه- يقف قبله ما هو أهم ويحتاج إلى أن يُؤخذ في الاعتبار؛ يقول سليم: «علينا أن نبدأ بقسم دراسات عليا (ماجستير)، وسنبدأ بالنقد المسرحي. هذه خطة عام 2010. وفي العام الذي يليه قد يكون هناك شيء له علاقة باختصاص الإخراج. فالقسم الخاص بالإخراج، وقبل افتتاح أيّ قسم، نربطه ضمن مبدأ التنمية المستدامة. بمعنى: ما مدى حاجة السوق إليه، وكم ستتاح له فرص العمل. وما نراه أنه لدينا عدد كبير من المخرجين. أنا شخصياً أرى أننا لسنا الآن بحاجة إلى كلية إخراج، في الوقت الذي لسنا قادرين فيه على استيعاب خريجي التمثيل». يرفض عجاج سليم التكلم عن الأحلام الفنية؛ «فلولا وجود الدراما السورية لكنا أمام مشكلة كبيرة بالنسبة إلى خريجي معهد التمثيل» -هذا ما يؤكده سليم- «بالإضافة إلى معاناة خريجي الأقسام الأخرى». ويضيف سليم: «إن قرّرنا أن نفتتح قسم إخراج، فعلينا دراسة (هل هناك قدرة على استيعابهم). هذه المسألة ترتبط حتماً بخطة استراتيجية لوزارة الثقافة. فالمسألة بحاجة إلى دراسة، والفكرة موجودة». هناك ما هو أهم بالنسبة إلى عجاج سليم، كقسم يقدّم الفائدة أكثر، وهو قسم له علاقة بالتنشيط الثقافي. كما أنَّ لدينا كماً كبيراً من المخرجين -هكذا يرى سليم- وهناك خريجو دراسات قاموا بالإخراج ونجحوا. فالدراسات العليا أهم لباقي الأقسام. «عدم أهمية وجود قسم للإخراج حالياً لا يلغي أهمية ورشات العمل»- يقول سليم، ويضيف: «أنا مع هذه الفكرة؛ أي أن يكون هناك دورات تدريبية للطلاب تماماً. ونحن بدأنا بمشروع يسمى الدورات التأهيلية ليطبق لاحقاً. وهناك مشكلة على مستوى الميزانية، ولا بدَّ من تخصيص ميزانية خاصة بهذه الدورات، فهي قد تسدّ حاجة حين تكرّس بشكل دائم وتضيف معلومة للخريج». أما بالنسبة إلى البنية التحتية الضيقة، فيؤكد سليم أنَّ قرار بناء مكان جديد لقسم الموسيقا سوف ينفذ بعد أن تمَّت الموافقة عليه رسمياً؛ ما سيخفّف الضغط عن باقي الأقسام. إلا أنَّ التنفيذ يحتاج وقتاً أيضاً».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.