أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

الشاعر المصري محمود حسن يكتب عن : الصالونات الأدبية والمهنية فى الأداء وذاتية التمويل والسطو الفكرى


قلنا كثيرا فى التليفزيون والإذاعة والصحف واللقاءات العامة إن المؤسسات الأهلية والصالونات الأدبية تتسيد المشهد الثقافى المصرى والعربى وما زلنا نقول . الصالونات الأدبية نجحت فى أن تقدم للناس متنفسا لم يكن متاحا من قبل فقدمت : الشعر والقصة القصيرة والرواية والغناء والموسيقى والتنمية البشرية والسياسة الاقتصاد العسكرية  وتاريخ الفن التشكيلى إلخ .
الصالونات الأدبية قدمت الناقد . معظم الذين على الساحة الثقافية اليوم كبارا كانوا أو صغارا ما كان لهم أن يكونوا بهذا الظهور لولا الصالونات الثقافية . نعم الصالونات الثقافية موجودة منذ القدم لكن ما قبل
الخمس سنوات الأخيرة كانت الصالونات الأدبية شخصية تخدِّم على صاحبها فقط ويذهب الناس لسماع إبداع صاحب الصالون ولإلقاء إنتاجه هو دون أن تقدم هذه الصالونات خدمة لغير صاحبها . أما الآن فالشاعر أو الأديب أو الروائى ينفق من جيبه لينشأ صالونا يدعو إليه كل هؤلاء وعلى رأسهم الشباب الذين لو لم يجدوا هذا المتنفس لانغمسوا فى دائرة الوحدة الفكرية والإرهاب وكانوا وقودا لكل صاحب فكر منحرف ومتطرف .
يتكون الصالون ويقدم أعضاؤه  ورواده للمشهد فنرى أحد هؤلاء ينشق عن الصالون لينشأ صالونا آخر لماذا لأنه فقط لا يريد أن يكون رقم 2 ولا ننكر عليه ذلك ولكن ننكر عليه أن يتنصل من المشهد الثقافى كله هذا المشهد الذى قدمه للناس وقدم الناس إليه والدليل أنه يملأ قاعة صالونه من هؤلاء الذين تعرف إليهم فى الصالون الأول والصالونات التى كانت تدعوه .
وليس هذا فقط : لكن حينما يقول أحد الأصدقاء المحترمين والذين كنا نؤمل فيهم خدمة للمشهد الثقافى العربى ( العربى ) أكرر ( العربى ) حينما يقول ليس لدينا فى صالوننا شعراء وروائيون وأدباء نحن مختلفون ونحن ونحن ونحن .. نقول له أيها الصديق توقف عندك .. الشعراء والأدباء والروائيون هم من بذلوا مالهم ووقتهم وفتحوا بيوتهم لك ولكل المشهد كى تقدموا إبداعاتكم ولولاهم ما عرفكم الناس .. الشعراء والأدباء والروائيون هم أصحاب إشارة البدء وهم أصحاب الفضل .. وتعاليك عليهم منتهى الظلم ومنتهى إهدار الحق فكن حذرا وأنت تتحدث عنهم .
اشطط كما شئت حين تتحدث عن نظريات تريد أنت التسويق لها لكن أعط كل ذى حق حقه ولتكن منصفا وأظنك تدعو إلى الإنصاف دائما . الإشكالية الأخرى وهى التقييم والنقد . الأدب العربى والغناء العربى والإبداع العربى يقوم على أسس وأعمدة إذا ما تم هدم هذه الأعمدة سقطت المنظومة . لا ينبغى لى أن أتصدر المشهد النقدى مثلا فى الموسيقى وأنا لا علاقة لى بالمقام الموسيقى أو اللحن أو المذهب أو النوتة او الآلات أو كل معطيات هذا اللون من الإبداع . كذلك لكى أتصدر المشهد النقدى فى الشعر مثلا فلابد لى أن أكون دراسا للنحو واللغة والصرف والعروض والقافية والبلاغة وكل أدوات النقد العربى الصحيح والسليم فلا ينبغى لى أن أكتب عن ( امرؤ القيس ) وأنا لا أعرف شيئا عن البحور الشعرية مثلا إلا إذا كنت سأتحدث عن شىء يخص ( امرء القيس ) غير الشعر
. ومصر تعانى أزمة حقيقية فى النقد بأنواعه فإما :
1- ناقد كبير لا يتحرك إلا حيث تكون الكاميرا والشهرة والشيكات البنكية .. ولا يذهب وحده للنص إلا إذا كانت هناك مصلحة ( أية مصلحة ) أو كان المكتوب عنه خارج دائرة الحياة ( راحلا ) .
2 -أو ناقد كبير يستحق أن يكون فى صدارة المشهد وهو مختفى ولا تبرح أوراقه أدراج مكتبه .
3-أو ناقد لديه فعلا ما يؤهله للصدارة لكنه يهين نفسه ولا يظهر إلا مع الصغار
4-أو ظان نفسه ناقدا وهو غير مؤهل تماما للصدارة وتراه فى كل مناسبة ويقدمه من لا يعرفون عن الأدب أو اللون الإبداعى مثقال ذرة على أنه الناقد الكبير وهو وهم لا يعلمون من أمر النقد شيئا . هناك نماذج كثيرة ومؤهلة لكى ترتقى بالمشهد النقدى العربى ولكن على صاحب القرار أن يمدَّ يديه لهم وصاحب القرار ليس بالضرورة أن يكون هو الدولة .
صاحب القرار أيضا هو صاحب المؤسسة والصالون والمنتدى عليه ألا يجعل متناقدا يصعد على منصته لأنه يضلل الناس ويسىء للمشهد الثقافى كله . تحية لكل صاحب مؤسسة أهلية وتحية لكل صاحب صالون ثقافى بذل وقته وماله وبيته ليقدم خدمة للمشهد الثقافى . وعلى الشعراء والكتاب والروائيين أن يعرفوا أنهم لولاهم ما كان شيء وأن يعرِّفوا الناس أقدارهم وأن ينتقوا لأنفسهم وأن يتقوا الله فى المتلقى فلا يذهبون لمن يرفضهم أو يهمشهم أو يتعالى عليهم وهم زهور المحافل ورياحيين المؤتمرات ولولاهم لزكمت الأنوف من رائحة الأمكنة .
بوابة الزمان المصرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية