لست مصابة بالشيزوفرينيا، لكني تراجعت عن مواقف ومبادىء كثيرة، اعتنقتها. ربما كانت ضرورة المرحلة في حينها.. لكن الوعي يصبح اكثر نضجا وأعمق فهما، مع تزايد خبراتنا.
لسنوات طويلة، ومثل كثر غيري، حملنا لواء حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. لكن النتيجة، كانت بأن ازدادت الاعباء والمسؤوليات،
الملقاة على كاهل المرأة، وان مواردها الاقتصادية لم تحررها من التبعية للرجل، واستمرار تسلطه عليها. وفي أغلب الاحيان، تبرز المرأة، أو تتبوأ مركزا، بالاستناد على حساب رجل كالزوج او الأب او الاخ والابن، وتدخل في لعبة المحسوبيات الشائعة!
هالني وأقلقني، ازدياد جرائم قتل النساء، في لبنان وفي اكثر من بلد عربي. ولا تقتصر تلك الجرائم على اصحاب دين واحد معين.. ومن خلال عملي، في دائرة حماية المرأة في النرويج، عايشت قصصا اقرب الى الخيال.. وأيقنت أن الواقع يبرز خطل فكرة ان المرأة قد نالت حريتها! بل هي تبقى من ممتلكات الرجل، المحرمة على غيره، حتى بعد الطلاق، يتحكم في مصيرها، ويمارس ابتزازها بالاطفال! وهذا ما دفعني لتغيير موقفي، من الشعار القديم الذي حملناه لعقود، ودعّم ايماني بخطل توجيه الجهد والعمل، على موضوع "تحرير المرأة".
فهل الرجل العربي حرّ؟ هل هو حر في خياراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ وهل هو سيد نفسه، وانه تمام التمام، وبقي علينا تحرير المرأة؟ كان الاجدر بنا المطالبة بتحرير العقل العربي من قيود القبلية والانغلاق على موروثات، اصبحت منتهية المفعول، وعلى تقديس الجهل والتخلف، وتحرير الرجل من عقدة الذكورة، التي تمنحه الشعور بالتفوق والكمال.. ألم يقل احد رجال الدين، انه لا يوجد سوى جنس واحد: ذكر ناقص وذكر كامل! وهل تسلم المرأة من قمع المرأة نفسها، اذا سلمنا جدلا اننا نريد تحريرها من الرجل!
صديقتي نرويجية، وهي مثلي من مخلفات مرحلة تحرير المرأة. وبلغ حد انحيازها الى الشأن النسوي، أن ميّزت بين ابنتها وابنها. تدعم البنت، في تربية ولديها، مع تمييز بين حفيدتها وحفيدها. وصديقتي تنسى مشاكلها الصحية وتعبها حين يتعلق الامر بمساعدة الابنة. وهي عاجزة ومريضة ومسنة، حين يتعلق الامر بمساعدة وحيدها، الملزم بها وبأخته.. والذي زاد من سوء طالعه، انه رزق بولدين ذكرين! صديقتي تعي الامر جيدا، وترى ان المرأة هي الأحق بالعناية، من منطلق ما آمنت به وبتزمت، منذ ستينيات القرن الماضي. الحقوق التي تتمتع بها المرأة في الغرب، منحازة بالكامل لصالح المرأة.
ما أحوجنا اليوم الى رفع شعار تحرير الانسان والعقل العربيين، وغربلة موروثاتنا الدينية والاجتماعية التي تضطهد المرأة.. فمن وضع وكرّس بعض تلك المقولات من مثل: ضرب الحبيب زبيب/ همّ البنات للممات/ جبرها "زواجها" أو قبرها/ من بيت جوزها للقبر/ فهي ملعونة ان لم تكن عبدة لسيدها، والمعزوفة إياها تطول.
يصاب الأهل بالغم يوم ولادة البنت. ويسمح للأخ الاصغر بالتسلط عليها، وتسخر خادمة لإخوتها الذكور.. وحين يهرم الوالدين، تقوم البنت بخدمتهما.. ويذهب الارث للذكور، فهم يحملون اسم العائلة، حتى في أتعس العائلات المسحوقة، من النواحي كافة، ولا ادري ما هو الارث الذي يحافظون عليه، بتخليد الاسم!
ما أحوجنا اليوم الى رفع شعار نعم لتحرير العقل العربي، والانسان العربي، حتى نلحق بركب السائرين الى مجتمع انساني متحضر!
لسنوات طويلة، ومثل كثر غيري، حملنا لواء حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. لكن النتيجة، كانت بأن ازدادت الاعباء والمسؤوليات،
الملقاة على كاهل المرأة، وان مواردها الاقتصادية لم تحررها من التبعية للرجل، واستمرار تسلطه عليها. وفي أغلب الاحيان، تبرز المرأة، أو تتبوأ مركزا، بالاستناد على حساب رجل كالزوج او الأب او الاخ والابن، وتدخل في لعبة المحسوبيات الشائعة!
هالني وأقلقني، ازدياد جرائم قتل النساء، في لبنان وفي اكثر من بلد عربي. ولا تقتصر تلك الجرائم على اصحاب دين واحد معين.. ومن خلال عملي، في دائرة حماية المرأة في النرويج، عايشت قصصا اقرب الى الخيال.. وأيقنت أن الواقع يبرز خطل فكرة ان المرأة قد نالت حريتها! بل هي تبقى من ممتلكات الرجل، المحرمة على غيره، حتى بعد الطلاق، يتحكم في مصيرها، ويمارس ابتزازها بالاطفال! وهذا ما دفعني لتغيير موقفي، من الشعار القديم الذي حملناه لعقود، ودعّم ايماني بخطل توجيه الجهد والعمل، على موضوع "تحرير المرأة".
فهل الرجل العربي حرّ؟ هل هو حر في خياراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ وهل هو سيد نفسه، وانه تمام التمام، وبقي علينا تحرير المرأة؟ كان الاجدر بنا المطالبة بتحرير العقل العربي من قيود القبلية والانغلاق على موروثات، اصبحت منتهية المفعول، وعلى تقديس الجهل والتخلف، وتحرير الرجل من عقدة الذكورة، التي تمنحه الشعور بالتفوق والكمال.. ألم يقل احد رجال الدين، انه لا يوجد سوى جنس واحد: ذكر ناقص وذكر كامل! وهل تسلم المرأة من قمع المرأة نفسها، اذا سلمنا جدلا اننا نريد تحريرها من الرجل!
صديقتي نرويجية، وهي مثلي من مخلفات مرحلة تحرير المرأة. وبلغ حد انحيازها الى الشأن النسوي، أن ميّزت بين ابنتها وابنها. تدعم البنت، في تربية ولديها، مع تمييز بين حفيدتها وحفيدها. وصديقتي تنسى مشاكلها الصحية وتعبها حين يتعلق الامر بمساعدة الابنة. وهي عاجزة ومريضة ومسنة، حين يتعلق الامر بمساعدة وحيدها، الملزم بها وبأخته.. والذي زاد من سوء طالعه، انه رزق بولدين ذكرين! صديقتي تعي الامر جيدا، وترى ان المرأة هي الأحق بالعناية، من منطلق ما آمنت به وبتزمت، منذ ستينيات القرن الماضي. الحقوق التي تتمتع بها المرأة في الغرب، منحازة بالكامل لصالح المرأة.
ما أحوجنا اليوم الى رفع شعار تحرير الانسان والعقل العربيين، وغربلة موروثاتنا الدينية والاجتماعية التي تضطهد المرأة.. فمن وضع وكرّس بعض تلك المقولات من مثل: ضرب الحبيب زبيب/ همّ البنات للممات/ جبرها "زواجها" أو قبرها/ من بيت جوزها للقبر/ فهي ملعونة ان لم تكن عبدة لسيدها، والمعزوفة إياها تطول.
يصاب الأهل بالغم يوم ولادة البنت. ويسمح للأخ الاصغر بالتسلط عليها، وتسخر خادمة لإخوتها الذكور.. وحين يهرم الوالدين، تقوم البنت بخدمتهما.. ويذهب الارث للذكور، فهم يحملون اسم العائلة، حتى في أتعس العائلات المسحوقة، من النواحي كافة، ولا ادري ما هو الارث الذي يحافظون عليه، بتخليد الاسم!
ما أحوجنا اليوم الى رفع شعار نعم لتحرير العقل العربي، والانسان العربي، حتى نلحق بركب السائرين الى مجتمع انساني متحضر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.