أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

الحضارات ما بين التدمير والسرقة || رنا يتيم

من المعلوم أنّ التنقيب عن الآثار ( ما قبل التاريخ )، والهدف الأصلي والوحيد من كلّ عمليّة تنقيب يبقى دائماً هو إكتشاف آثار الذين سبقونا، ومحاولة التعرّف عليهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم وهمومهم ومشاكلهم اليوميّة قدر المستطاع.
حيث أنّ كلّ المؤرّخين والأثارييّن والجيولوجيين وحتى ما ورد في الكتب المقدّسة يؤكّد أنّ العراق كان مهداً لحضارة عظيمة حيث بلغ التطوّر المدني والحضاري مبلغاً كبيراً لحياة الإنسان في بلاد الرافدين.
فإستهداف تلك الآثار التي تنقل للأجيال البشريّة مراحل ذلك التطوّر عمل عدواني همجي ضدّ البشريّة وتاريخ حضارتها وتطوّرها.
كما أنّ كثيراً من المعالم الأثريّة أستهدفت مثل مدينة بابل الأثريّة التي إتّخذتها القوات الأميركيّة كأحد مقرّاتها، وقاعدة علي بن أبي طالب في ذي قار
والتي تقع ضمن موقع مدينة أور وأكد التاريخيتين، ومرقد نبيّ الله العزير في محافظة ميسان، وشقة طيران النعمانيّة الواقعة بالقرب من موقع تلّ النجمي الأثري في محافظة واسط وبحر النجف في محافظة النجف الأشرف.
وموقع تلّ الضباعي الأثري في شرقي بغداد وموقع عكروف الأثري في غربي بغداد، وموقع مدينة المدائن الأثري جنوبي بغداد، ومواقع آثار الدولة العباسيّة (الملويّة وقصر العاشق والمعشوق وغيرها) في سامراء.
وموقع كيش والكفل في محافظات الفرات الأوسط كربلاء والقادسيّة، وموقع قلعة تكريت في محافظة صلاح الدين، ومواقع الآثار الآشوريّة في محافظة نينوى (الموصل) ومواقع أثريّة كبيرة.
لكن أن يصل الأمر بالتنقيب لتشويه وتدمير تلك المعالم التاريخيّة التي تعود لحضارات قديمة تعتبر أصالة تلك الشعوب وإثبات وجودها كما فعلت داعش في متحف الموصل بالعراق بأمر من شركائها أو صانعيها أميركا وإسرائيل.!يجعلنا نتوقّف لطرح الكثير من التساؤلات ومنها أنّ : بعض الآثار هُدِمَ بالكامل والبعض الآخر سُرِقَ، فما أهميّة تلك القطع التي سُرِقَتْ، وما تشكّل لأميركا وإسرائيل؟! حرق مخطوطات ووثائق للتخلّص منها نهائيّاً كانت تشكّل لهم تهديداً ما.!
فما الذي تحتويه هذه الوثائق المحروقة والمتلفة، فهل هي لطمر مجد الآخرين لإبراز مجد آخر أم أنّ هناك نيّات أخرى؟! ومخطوطات أخرى أرادوا الحصول عليها بأيّ ثمن تتعلّق بالنسخة العراقيّة القديمة للتوراة والتي جعلتني أتوقّف وأفكّر لأقول في حينها لحدّ هذه اللحظة :
أنّ اليهود لليوم لازالوا حاقدين من ذاك التاريخ بسبب إخفاء توراتهم، وأسباب كثيرة تحثّم على الإنتقام بتخطيط مُسبق لاستهداف التاريخ البشري والحضارة الإنسانيّة جمعاء.وكم أفكّر وأتفاخر بغِنى أرض الرافدين بالمواقع الأثريّة التي تمثّل كنوز التاريخ الحضاري الإنساني الذي كان العراقيون روّاده.
وإتّضح لاحقاً أنّ تلك المواقع قد تعرّضت لنهب آثارها، حيث إتّضح أنّ قوّات الإحتلال كانت تقوم بالحفر والتنقيب في المواقع التي كانت تتّخذها مقرّات، وإستخراج كنوزها وتهريب تلك الكنوز التاريخيّة عبر التجارة السوداء إلى الأسواق السوداء في العالم.وهذا غيض من فيض من جرائم أميركا وحلفائها ضدّ التراث الإنساني وآثاره في العراق.!
ولا يخفى على أحد من هو المستفيد من سرقة تلك الثروات؟ومَنْ الذي سهّل لهم من الداخل كل تلك العمليّات؟وكم من تاريخ الإنسانيّة إختفى؟وما الذي ممكن أن يختفي بعد؟وأيّ من حضارات العالم الذي ممكن بعد أن يُغتال ويُطْمَسْ ويُدَمَّر ويُسْرَق على أيدي جرذان هذا الزمن (داعش) بتخطيط (صهيو_أميركي)؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية