
تستضيف بشكل دوري ودائم في برنامجها المذكور مثقفين ومحاضرين للحديث في الشأن الثقافي؟ وهاجمت وزيرة اللاثقافة الاذاعة لاستحضار سيرة وقصائد شاعر فلسطين، ورمزها الثقافي الاول محمود درويش. الذي اعتبره وزير الحرب، رجل العصابات والمافيات بمثابة استحضار لكتاب "كفاحي" لهتلر. وقام على إثر ذلك باستدعاء يرون ديكل، رئيس الاذاعة لتوبيخه، مؤكدا ان "ما حدث لا يمكن تجاهله، ويجب التحقيق في اسباب بث هذا البرنامج عبر الاذاعة الرسمية للجيش الاسرائيلي" ولا يعرف المرء، إن كان افيغدور ليبرمان، المستوطن الاستعماري يدرك دلالات ومغزى الكلمات، التي ادلى بها ام انه يلقي الكلام على عواهنه او بحكم الثقافة المزورة والكاذبة، التي نهل منها قال ما قال؟ كما جاء في افتتاحية صحيفة "هآرتس" امس الاول وبعض كتاب الرأي الاسرائيليين، الذين عالجوا الضجيج الغوغائي العنصري، بشيء من الروية والحكمة، فأكدوا ان محمود درويش، هو شاعر شعب يعيش أكثر من 22% من ابنائه داخل إسرائيل، ويحملون الجنسية الاسرائيلية، ويمثل ايضا اربعة ملايين ونصف المليون فلسطيني، يعيشون تحت سيف الاحتلال الاسرائيلي منذ خمسة عقود خلت، هذا بالاضافة للتعبير عن آمال وآلام ما يزيد عن ستة ملايين انسان فلسطيني في دول الشتات والمهاجر. وهو يمثل شعب الضحية المنكوب باقامة إسرائيل الاستعمارية، التي احتلت باقي اراضي فلسطين التاريخية عام 1967، والمشردين نتاج النكبة 1948 والنكسة 1967. وعبر ويعبر عن هويتهم واحلامهم وطموحاتهم وعذاباتهم. وكما قال النائب ايمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست، ان لم تستطع ريغف تعلم او معرفة ثقافة الآخر، فكيف يمكن خلق ثقافة التعايش؟ وإلى متى ستبقى إسرائيل وقادتها من اليمين المتطرف تضع شريطة سوداء على عيونها، كي لا ترى ثقافة ما يزيد على الاثني عشر مليونا من الشعب الفلسطيني، الذي تحتل ارضه وتحاربه؟ او ليس هذا هو منطق الاستعلاء والعنصرية والفاشية الاسرائيلية، التي لا ترى سوى ثقافة الموت وقتل "الاغيار" الفلسطينيين، وشطب ثقافتهم وهويتهم الوطنية؟ وهنا يبرز سؤال إضافي لريغف وليبرمان ومن لف لفهم من العنصريين الاستعماريين، من هو الذي يماثل هتلر ويستحضره درويش الشاعر العظيم، المدافع عن ماضي وحاضر ومستقبل شعبه ام المستعمرون القتلة من العنصريين امثالكم؟ إسألوا العالم كله من اقصاه إلى اقصاه بما في ذلك مؤيديكم من الاميركيين والاوروبيين وغيرهم، من هو شبيه هتلر وموسوليني وغيرهم من الفاشيين؟ درويش وكل شعراء الشعب الفلسطيني وكتابه ومثقفوه واعلاميوه وساسته، ليسوا رواد حرب، ولا يرغبون بنشر ثقافة الدم والاغتصاب والارهاب المنظم، كما دولة الاحتلال الاسرائيلي، بل هم رواد سلام، وصناع ثقافة الحياة والامل بغد افضل لكل شعوب المنطقة، ودعاة تعايش على أسس تحترم تقرير مصير شعبهم وحريته واستقلاله وعودته للديار، التي شرد منها. فهل يدرك المتطرفون الصهاينة فائدة معرفة ثقافة الفلسطيني المنغرس في ارضه ام لا؟
oalghoul@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.