أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

أريد الطلاق | رنـا يتيـم ــ بيروت

 عاهات وتقاليد _ الزواج قسمة ونصيب 
أريد الطلاق   |  رنـا يتيـم ــ  بيروت

ـ والله تعبانة رنا وحايرة ما اعرف شو بدي اعمل
ـ تعبت صحياً ونفسياً
- حتى اولادي كل شوي واحد منهم يترك البيت
- يسمعون كلام منه عني وينقهرون
- و اني ما اكدر على فراق اولادي ولاهم يكدرون
- والله ضعفت رنا فقط يضعفني اشتياقي لاولادي
- و انا كلت ما ارجع لو مهما كان خصوصاً بعد الكلام الي سمعته من اهله
ببساطة نسو كل تعبي وطيبي معهم وبدو يحكو عني
- وهو كل عمره يشك حتى بنفسه و انا تحملت فقط من اجل الاولاد

- وانا ماعندي احد رنا لا اهل ولا احد يتحمل اذا اطلقت فقط اختي هي سندي الوحيد وكان زوجها يتحارش بيه كان انسان فاسد والحمد لله هي هسة حققت حلمها وتخلصت منه
- هي مو اختيارات هذا نصيب لكن مفروض
- تعرفي لو ماكان هو بحياتي كان انا الان شي ثاني
- يارب اخلص وارتاح
-الله رنا لو اطلق واعيش حياتي مثل مابدي ياريت
ــــــــــــــــــــــ
هذه ليست روايةً قرأتها وليس سبقاً صحفياً أجريته مع إحداهنّ لأقوم بعمل إحصائيات جديدة لهذا الشهر سبتمبر من هذا العام 2016 لأضيف نسباً مئوية جديدة إضافة للعدد الهائل من المطلقات في مجتمعاتنا العربية ....
هذا يا سادة ، جزءاً بسيطاً من حوار طويل دار بيني وبين صديقة، تشكو لي معاناتها كما هي معاناة الكثيرات من النساء في مجتمعاتنا الشرقيّة ذات النزعة الذكوريّة المتسلّطة والتي تحمل مفاهيم مسمومة سبّبت بظلم تاريخي للمرأة الذي جعلها دوماً تحت سيطرة المجتمع الذكوري والرجل المتسلّط على كل مفاصل حياتها وسلبها حقوقها، هذا بالإضافة للكثير من الأحاديث المرويّة-الموضوعة- التي تفاضل الرجل على المرأة بالقواميّة وغيرها.
للأسف فقد تحوّلت أغلب العلاقات الزوجيّة المقدّسة إلى كابوس مزعج يهدّد إستمراريّتها، حتى أصبح الطلاق الحلّ الوحيد للخلاص من قيود الزواج الخانق الذي يلتفّ حول عناق الزوجين.
وفي ظلّ وجود تفكير رجعي في مجتمعاتنا المتأخرّة لن يكون هناك خاسر أكبر في قضيّة الطلاق سوى المرأة، مع العلم أنّ في المجتمعات الأخرى المتمدّنة التي تحترم الإنسان وفكره وتحترم حريته، تتعامل مع قضية الطلاق كأيّ قضية أخرى بتحضّر وإحترام.
وبالعودة لكلام صديقتي والذي هو يمثّل كلام أغلب النساء، نرى الضعف والاستسلام واضح تماماً لمفهوم خاطئ عن فكرة النصيب، فأيّ نصيب هذا الذي فَرَضَ علينا حياة زوجية لسنوات طويلة لمْ نَخْتَرْها نحن؟!!!!
فأيننا نحن من حقّنا بالإختيار؟
وهل نحن نؤمن أننا مسيّرون في أمور حياتنا وتفاصيلها؟
فإن كان كذلك فعلاً.... فنحن لسنا سوى مجرّد دُمى تُحَرَّكْ، وأعجز من إتّخاذ أي قرار.!!
للأسف، مفاهيم وموروثات وعاهات فكريّة ينتفخ منها القلب، أودت بمجتمعات كاملة للدمار، عانينا ولازلنا نعاني منها.
صديقتي العزيزة، ولكلّ إمرأة تحلم بالطلاق كخلاص لها من شبح الزوجية المقيت ..... أوجّه كلامي وأقول وبثقة تامّة :
من حقّك الإنساني المطالبة بحريتك وسأبارك لك هذا الإنفصال عن زوجك، المسبب الأوّل بجحيمك؛ أهمّها تدمير شخصيتك وقمع طموحاتك وأحلامك وإهانتك وشتمك وضربك و حرمانك من كامل حقوقك الزوجيّة أو بعضها، الجنسيّة والعاطفيّة والماديّة بالإضافة لحرمان أولادك من حقوقهم الأبويّة من ناحية الإهتمام العاطفي والمادّي.
وختاماً ...
آمل أن لا أُجابَه بشنّ حملة ضدّي أُُتَّهَم فيها بالتحريّض على الطلاق .
ــــــــــــــ
 رنـا يتيـم
بيروت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية