لا يمكن انكار أن الفيلم كان بمثابة تكرار لسقطات تاريخية في مجال صناعة الأفلام، فعند الحديث عن فيلم يعتمد على ثيمة السجون فإننا نتحدث هنا عن عشرات الأفلام التي كانت قد تناولت هذا الموضوع ببراعة كبيرة، سأحاول الاختصار في تعليقي على الفيلم لأنني أقوم بإعداد وجبة العشاء الآن.
يفشل الفيلم في عكس حياة السجن كما هي على حقيقتها، فالكادر في الفيلم نظيف للغاية، وهذا ما لا يحبذ توفيره في فيلم غالبية مشاهده داخل السجن، فأنا أحتاج لمشاهدة القذارة هنا، بمعناها الحرفي، حياة السجن التي لا تشبه الاقامة في فندق من نجمتين، ولو أن الفندق ذو النجمتين كان ليبدو أكثر قذارة مما كان السجن في فيلم "مي مصري" الأخير. كما لا ينجح الفيلم في توظيف قصّة ولادة الطفل داخل السجن على الأقل بمستواها الطبيعي، فتبدو الحياة جميلة عندما يقومون بتناقله بين الأيدي ومداعبته وتغيير حفاظته، فهو فاكهة السجن، لكن لم تسأل مي مصري نفسها، ماذا يعتقد هذا الطفل عن العالم الخارجي؟ وهو أساس ما يجب تناوله عن طفل ولد داخل جدران أربعة ولم يستمتع حتى بضوء شمس حر مدة عامين، هنا نتحدث مجددا عن أساسيات القصة السينمائية..
يبدو السجن بالنسبة لمي مصري وكأنه "لمّة" نساء، فلا نعرف الانتماء السياسي لكل سجينة، وهو ما كان غامضا، فتجعل المشاهد يحاول التخمين (لا بد وأن هذه السجينة من اليسار لانها قد طلبت كتبا عندما أعلنت الاضراب عن الطعام) فتضعنا مي مصري أمام محاولة يائسة لفهم البديهيات، وهو ما لا احبذ أن أفعله كمتفرج عادي.
تنهي "مصري" فيلمها بكمية كبيرة من اجترار العاطفة، وهنا لا أُخفي أنني قد تأثرت، فأنا بالنهاية ابن هذه البلد ويهمني ما يهم أبناءها، لكن أن تخرج الأسيرة (وهنا لا أحرق حدثا مهما بالمناسبة) وتتبعها الكاميرا وهي تركض مرتدية فستانها ومع تبطيء الحركة واحتضانها لابنها ودورانها معه بنفس الحركة البطيئة فيخرج من الخلفية موسيقى أغنية "يا ظلام السجن خيّم" ثم تتبعها شاشة سوداء لنرى بعدها مشاهدا حقيقية لأسرى فلسطينيين.. وكأنها تقول لنا هنا "عليكم أن تبكوا الآن.. هنا يجب أن تتأثروا" وهو ما لا أعتقد أنه قد آتى أُكله مع المشاهدين غير الفلسطينيين ولهذا يبدو مفهوما عدم حصول الفيلم على تكريمات تذكر في المهرجانات الكبرى حتى الآن.
يظهر الفيلم وكأنه عمل تسجيلي أكثر منه درامي، فلا نغوص في دواخل الشخصيات ولا نبني أي علاقة مع أي منها، كل شيء يتم خدشه من السطح فقط، وهذا ما كان سببه تعدد القصص والمواضيع في الفيلم، قصص كثيرة يجب أن تسردها مي مصري دون أن تتعمق في أي منها أو أن تُساعدها على أن تقوم بإنتاج قصة أُخرى يمكن لنا أن نندمج معها. مع ذلك، لا نحاول جلد المخرجة ولا فيلمها، فهو بأي حال من الأحوال قد راق لي لتناوله قضية الأسرى بشكل "سينمائي" على الأقل هي محاولة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، لكننا لن نتغاضى عن أخطاء هذا الفيلم، فهو ما سيكون في النهاية لمصلحة مخرجة العمل نفسه غن أرادت أن تكون معبرة بشكل جدي عن قضايا شعبها وهمومه.
اليوم سمعنا خبرا بأن فيلم هاني أبو أسعد الجديد عن محمد عساف سيتم عرضه في رام الله وتذكرة الدخول 100 شيكل، دعونا لا نتحدث عن هذا الأمر الآن، فكل ما أفكر به الآن هو ما سوف اتناوله على مائدة العشاء..
يفشل الفيلم في عكس حياة السجن كما هي على حقيقتها، فالكادر في الفيلم نظيف للغاية، وهذا ما لا يحبذ توفيره في فيلم غالبية مشاهده داخل السجن، فأنا أحتاج لمشاهدة القذارة هنا، بمعناها الحرفي، حياة السجن التي لا تشبه الاقامة في فندق من نجمتين، ولو أن الفندق ذو النجمتين كان ليبدو أكثر قذارة مما كان السجن في فيلم "مي مصري" الأخير. كما لا ينجح الفيلم في توظيف قصّة ولادة الطفل داخل السجن على الأقل بمستواها الطبيعي، فتبدو الحياة جميلة عندما يقومون بتناقله بين الأيدي ومداعبته وتغيير حفاظته، فهو فاكهة السجن، لكن لم تسأل مي مصري نفسها، ماذا يعتقد هذا الطفل عن العالم الخارجي؟ وهو أساس ما يجب تناوله عن طفل ولد داخل جدران أربعة ولم يستمتع حتى بضوء شمس حر مدة عامين، هنا نتحدث مجددا عن أساسيات القصة السينمائية..
يبدو السجن بالنسبة لمي مصري وكأنه "لمّة" نساء، فلا نعرف الانتماء السياسي لكل سجينة، وهو ما كان غامضا، فتجعل المشاهد يحاول التخمين (لا بد وأن هذه السجينة من اليسار لانها قد طلبت كتبا عندما أعلنت الاضراب عن الطعام) فتضعنا مي مصري أمام محاولة يائسة لفهم البديهيات، وهو ما لا احبذ أن أفعله كمتفرج عادي.
تنهي "مصري" فيلمها بكمية كبيرة من اجترار العاطفة، وهنا لا أُخفي أنني قد تأثرت، فأنا بالنهاية ابن هذه البلد ويهمني ما يهم أبناءها، لكن أن تخرج الأسيرة (وهنا لا أحرق حدثا مهما بالمناسبة) وتتبعها الكاميرا وهي تركض مرتدية فستانها ومع تبطيء الحركة واحتضانها لابنها ودورانها معه بنفس الحركة البطيئة فيخرج من الخلفية موسيقى أغنية "يا ظلام السجن خيّم" ثم تتبعها شاشة سوداء لنرى بعدها مشاهدا حقيقية لأسرى فلسطينيين.. وكأنها تقول لنا هنا "عليكم أن تبكوا الآن.. هنا يجب أن تتأثروا" وهو ما لا أعتقد أنه قد آتى أُكله مع المشاهدين غير الفلسطينيين ولهذا يبدو مفهوما عدم حصول الفيلم على تكريمات تذكر في المهرجانات الكبرى حتى الآن.
يظهر الفيلم وكأنه عمل تسجيلي أكثر منه درامي، فلا نغوص في دواخل الشخصيات ولا نبني أي علاقة مع أي منها، كل شيء يتم خدشه من السطح فقط، وهذا ما كان سببه تعدد القصص والمواضيع في الفيلم، قصص كثيرة يجب أن تسردها مي مصري دون أن تتعمق في أي منها أو أن تُساعدها على أن تقوم بإنتاج قصة أُخرى يمكن لنا أن نندمج معها. مع ذلك، لا نحاول جلد المخرجة ولا فيلمها، فهو بأي حال من الأحوال قد راق لي لتناوله قضية الأسرى بشكل "سينمائي" على الأقل هي محاولة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، لكننا لن نتغاضى عن أخطاء هذا الفيلم، فهو ما سيكون في النهاية لمصلحة مخرجة العمل نفسه غن أرادت أن تكون معبرة بشكل جدي عن قضايا شعبها وهمومه.
اليوم سمعنا خبرا بأن فيلم هاني أبو أسعد الجديد عن محمد عساف سيتم عرضه في رام الله وتذكرة الدخول 100 شيكل، دعونا لا نتحدث عن هذا الأمر الآن، فكل ما أفكر به الآن هو ما سوف اتناوله على مائدة العشاء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.