شذرات تربوية معاصرة:
(الفرق بيت التعليم و التَّفْهِيم )
كثير منا لا يعرف الفرق بين التعليم و التفهيم .... فعندما كنا صغاراً كنا نعتقد بأن المعلم الجيد هو الذي يفهمنا الدرس بوضوح بينما المعلم الرديء هو الذي لا يستطيع تفهيمنا الفكرة ، فهو عاجز عن إيصال المعلومة لنا !
و من هنا كنا نختزل لا شعورياً مهمة المعلم بذلك المُفَهِّم للدرس و لكن هذا غير صحيح، إنه خطأ شائع من شأنه أن يسيء لمهنة التعليم الأكثر تعقيداً.
فالمُفَهِّمُ : هو شخص يقوم بشرح الفكرة بغية التفهيم (و قد لا يكون معلماً ) ، فقد يكون زميلاً لنا على مقاعد الدراسة ، فكثيراً ما كانت تفوتنا بعض الأفكار فنسأل عنها زميلنا خلال الدرس فيشرحها لنا و يُفَهِّمُنا إياها بجلاء فهو مُفَهِّمٌ بارع لكنه ليس معلماً.
و التَّفهيم هو بعث الاستيعاب في ذهن المتلقي ، و الاستيعاب هو جلاء الترابط المنطقي بين أفكار الموضوع المراد شرحه في عقل المتلقي . فإذا ما انبعث هذا الترابط المنطقي بين أجزاء الموضوع محل التفهيم قلنا بأن المتلقي استوعب الدرس تماماً.
فإذا أدرك المتلقي وجه الترابط بين تسلسل أفكار الموضوع المشروحة حكم لاشعوريا بأنه فهم الموضوع ككل.
و لمزيد من الإيضاح ( أنظر الشكل المرفق) ، لو شبهت الفكرة التي يراد شرحها بموجة جيبية ، لكانت مهمة المُفَهِّم بأن يخلق موجة جيبية مماثلة لتلك التي في رأسه و لكي تتماثل الموجتان يجب على الشارح أن يقوم بتوليف الطول الموجي لموجته بحيث يتناغم مع الطول الموجي للموجة التي قام بإنشائها في تفكير المُتَلقي ( موجتان لهما نفس الصفحة و التواتر و تسيران بالتوازي كما في الشكل ) و ذلك أثناء تلقين المستقبِل للفكرة المراد شرحها .....
فإذا ما تسلسلت الأفكار المتعاقبة في عقل المتلقي _التلميذ _ بنفس طريقة تسلسها في عقل المفهِّم _الشارح _ استطاع المتلقي الفهم و الاستيعاب ...
فطالما أن الموجتان متطابقتان فعملية التفهيم تسري بسلاسة و نجاح ....
و الذي يحدث عند حدوث عملية الشرح بلا تفهيم هو أن يختل التناسق السابق بين الموجتين فيغفل المُفَهِّمُ عن شرح أشياء يعتبرها مفهومة و واضحة في عقل المتلقي( الطالب) لأنها واضحة في عقله هو (أي المُفهِّم) فيقفز عنها أثناء الشرح بينما يحتاج المتلقي إلى الوقوف عندها ، لأنها و إن كانت بسيطة بالنسبة للمُفَهِّم لكنها غير واضحة بالنسبة للمُتَلقِّي .... و هذا الاختلال في تناسق التسلسل الفكري بين المُفَهِّم (الشارح) و المتلقي (الطالب) يؤدي إلى اختلال التوليف السابق بين طولي الموجتين العابرتين لذهني المفهم و المتلقي محل عملية التفهيم ، فتفشل العملية ككل.
فالضبط الموجي لعقل المُفَهِّم على عقل المتلقي هو بمثابة توليف سلسلتي الأفكار العابرتين للعقلين (عقل المفهم و عقل المتلقي) ، وهو سر عمليه التفهيم ....
فالمفهم البارع هو القادر على تجزيء الفكرة إلى فُكَيراتٍ صغيرة ثم توليف عقل المتلقي على هذه الفُكَيرات و شرحها واحدة تلو الأخرى دون أن يقفز عن إحداهن مهما كانت بسيطة بالنسبة له .
فإذا ما قفز المُفَهِّمُ عن فكرة منهن ، ضاع التسلسل في عقل المتلقي و بالتالي ضاع التوالف بين ذهن المفهم و ذهن المتلقي و فشلت عملية التفهيم.
و هذا هو الفخ الذي يقع فيه جميع الشارحين عندما يعجزون عن تفهيم فكرة ما خاصة للتلميذ الصغير في المرحلة الابتدائية. فإذا شرح أحدهم لك فكرة ما و لم تفهمها فاعلم أنه قفز عن فُكَيرة كمومية صغيرة يراها واضحة لوضوحها في عقله الباطن لكنه غفل عن أنك( كمتلقي) لا تعرفها و يجب إيضاحها و إلا لما كنت متلقٍ و لا كان مُفَهِّما.
فبساطة بعض الفُكَيرَات الكمومية يدعونا لتجاوزها لا شعورياً و إسقاطها من عملية الشرح مما يعطل عملية التفهيم ككل ، و بالتالي تعتبر بساطة الفُكَيرَة فخاً غالبا ما نسقط فيه إذ نقفز عن شرحها فتفشل عملية توصيل الفكرة بالمجمل.
و هذا يفسر لم عملية تفهيم الصغير أصعب من عملية تفهيم الكبير لأن الصغير غالباً يحتاج لتهيمه كل الفكيرات المكونة للموضوع لأنك لو أسقطت فُكَيرة لا شعوريا لما استطاع استحضارها بينما طالب الثانوي قد يستطيع استحضار الفكيرات المسهي عنها من قبل الشارح ، لذلك نجد بأن معظم المعلمين يحاولون تجنب التدريس في المراحل المبكرة ... بينما يجب على المدرسة إيكال عملية تدريس المرحلة الابتدائية للمعلمين الأكثر كفاءة.
و بعد أن أوضحت معنى التفهيم و المُفَهِّم أبدأ بتوضيح الفرق بين المُفَهِّم و المعلم فالمُفَهِّم هو من يمارس عملية التفهيم ببراعة ( و بالمناسبة عملية التفهيم موهبة بالمعظم و لا تأتي بالاكتساب بسهولة) ....
أما المعلم فهو شخص متخصص بتطبيق استراتيجيات التعليم التي تهدف إلى تحصيل مخرجات العملية التعليمية التي منها التفهيم . فلا تقتصر مهمة المعلم على التفهيم بل له مهام أخرى أعقد من التفهيم بكثير و ما التفهيم إلا غاية واحدة من عدة غايات نهدف إلى تحصيلها من خلال تطبيق استراتيجيات التعليم.
فمن الصفات التي يجب توافرها في المعلم :
التمكن الأكاديمي من المادة ففاقد الشيء لا يعطيه.
مهندس استراتيجيات وطرائق التعليم.
ضبط الفصل و القدرة على القيادة.
الدبلوماسية في التعامل مع ولي الأمر.
الإدارة الشاملة للفصل.
التحضير و التخطيط.
التربية و التنشئة.
المهارات الاجتماعية بالتعامل مع الطلاب.
علم نفس الطفل.
معالج نفسي.
التفهيم.
القدوة.
المتابعة.
الإلمام بصعوبات التعلم.
(الفرق بيت التعليم و التَّفْهِيم )
كثير منا لا يعرف الفرق بين التعليم و التفهيم .... فعندما كنا صغاراً كنا نعتقد بأن المعلم الجيد هو الذي يفهمنا الدرس بوضوح بينما المعلم الرديء هو الذي لا يستطيع تفهيمنا الفكرة ، فهو عاجز عن إيصال المعلومة لنا !
و من هنا كنا نختزل لا شعورياً مهمة المعلم بذلك المُفَهِّم للدرس و لكن هذا غير صحيح، إنه خطأ شائع من شأنه أن يسيء لمهنة التعليم الأكثر تعقيداً.
فالمُفَهِّمُ : هو شخص يقوم بشرح الفكرة بغية التفهيم (و قد لا يكون معلماً ) ، فقد يكون زميلاً لنا على مقاعد الدراسة ، فكثيراً ما كانت تفوتنا بعض الأفكار فنسأل عنها زميلنا خلال الدرس فيشرحها لنا و يُفَهِّمُنا إياها بجلاء فهو مُفَهِّمٌ بارع لكنه ليس معلماً.
و التَّفهيم هو بعث الاستيعاب في ذهن المتلقي ، و الاستيعاب هو جلاء الترابط المنطقي بين أفكار الموضوع المراد شرحه في عقل المتلقي . فإذا ما انبعث هذا الترابط المنطقي بين أجزاء الموضوع محل التفهيم قلنا بأن المتلقي استوعب الدرس تماماً.
فإذا أدرك المتلقي وجه الترابط بين تسلسل أفكار الموضوع المشروحة حكم لاشعوريا بأنه فهم الموضوع ككل.
و لمزيد من الإيضاح ( أنظر الشكل المرفق) ، لو شبهت الفكرة التي يراد شرحها بموجة جيبية ، لكانت مهمة المُفَهِّم بأن يخلق موجة جيبية مماثلة لتلك التي في رأسه و لكي تتماثل الموجتان يجب على الشارح أن يقوم بتوليف الطول الموجي لموجته بحيث يتناغم مع الطول الموجي للموجة التي قام بإنشائها في تفكير المُتَلقي ( موجتان لهما نفس الصفحة و التواتر و تسيران بالتوازي كما في الشكل ) و ذلك أثناء تلقين المستقبِل للفكرة المراد شرحها .....
فإذا ما تسلسلت الأفكار المتعاقبة في عقل المتلقي _التلميذ _ بنفس طريقة تسلسها في عقل المفهِّم _الشارح _ استطاع المتلقي الفهم و الاستيعاب ...
فطالما أن الموجتان متطابقتان فعملية التفهيم تسري بسلاسة و نجاح ....
و الذي يحدث عند حدوث عملية الشرح بلا تفهيم هو أن يختل التناسق السابق بين الموجتين فيغفل المُفَهِّمُ عن شرح أشياء يعتبرها مفهومة و واضحة في عقل المتلقي( الطالب) لأنها واضحة في عقله هو (أي المُفهِّم) فيقفز عنها أثناء الشرح بينما يحتاج المتلقي إلى الوقوف عندها ، لأنها و إن كانت بسيطة بالنسبة للمُفَهِّم لكنها غير واضحة بالنسبة للمُتَلقِّي .... و هذا الاختلال في تناسق التسلسل الفكري بين المُفَهِّم (الشارح) و المتلقي (الطالب) يؤدي إلى اختلال التوليف السابق بين طولي الموجتين العابرتين لذهني المفهم و المتلقي محل عملية التفهيم ، فتفشل العملية ككل.
فالضبط الموجي لعقل المُفَهِّم على عقل المتلقي هو بمثابة توليف سلسلتي الأفكار العابرتين للعقلين (عقل المفهم و عقل المتلقي) ، وهو سر عمليه التفهيم ....
فالمفهم البارع هو القادر على تجزيء الفكرة إلى فُكَيراتٍ صغيرة ثم توليف عقل المتلقي على هذه الفُكَيرات و شرحها واحدة تلو الأخرى دون أن يقفز عن إحداهن مهما كانت بسيطة بالنسبة له .
فإذا ما قفز المُفَهِّمُ عن فكرة منهن ، ضاع التسلسل في عقل المتلقي و بالتالي ضاع التوالف بين ذهن المفهم و ذهن المتلقي و فشلت عملية التفهيم.
و هذا هو الفخ الذي يقع فيه جميع الشارحين عندما يعجزون عن تفهيم فكرة ما خاصة للتلميذ الصغير في المرحلة الابتدائية. فإذا شرح أحدهم لك فكرة ما و لم تفهمها فاعلم أنه قفز عن فُكَيرة كمومية صغيرة يراها واضحة لوضوحها في عقله الباطن لكنه غفل عن أنك( كمتلقي) لا تعرفها و يجب إيضاحها و إلا لما كنت متلقٍ و لا كان مُفَهِّما.
فبساطة بعض الفُكَيرَات الكمومية يدعونا لتجاوزها لا شعورياً و إسقاطها من عملية الشرح مما يعطل عملية التفهيم ككل ، و بالتالي تعتبر بساطة الفُكَيرَة فخاً غالبا ما نسقط فيه إذ نقفز عن شرحها فتفشل عملية توصيل الفكرة بالمجمل.
و هذا يفسر لم عملية تفهيم الصغير أصعب من عملية تفهيم الكبير لأن الصغير غالباً يحتاج لتهيمه كل الفكيرات المكونة للموضوع لأنك لو أسقطت فُكَيرة لا شعوريا لما استطاع استحضارها بينما طالب الثانوي قد يستطيع استحضار الفكيرات المسهي عنها من قبل الشارح ، لذلك نجد بأن معظم المعلمين يحاولون تجنب التدريس في المراحل المبكرة ... بينما يجب على المدرسة إيكال عملية تدريس المرحلة الابتدائية للمعلمين الأكثر كفاءة.
و بعد أن أوضحت معنى التفهيم و المُفَهِّم أبدأ بتوضيح الفرق بين المُفَهِّم و المعلم فالمُفَهِّم هو من يمارس عملية التفهيم ببراعة ( و بالمناسبة عملية التفهيم موهبة بالمعظم و لا تأتي بالاكتساب بسهولة) ....
أما المعلم فهو شخص متخصص بتطبيق استراتيجيات التعليم التي تهدف إلى تحصيل مخرجات العملية التعليمية التي منها التفهيم . فلا تقتصر مهمة المعلم على التفهيم بل له مهام أخرى أعقد من التفهيم بكثير و ما التفهيم إلا غاية واحدة من عدة غايات نهدف إلى تحصيلها من خلال تطبيق استراتيجيات التعليم.
فمن الصفات التي يجب توافرها في المعلم :
التمكن الأكاديمي من المادة ففاقد الشيء لا يعطيه.
مهندس استراتيجيات وطرائق التعليم.
ضبط الفصل و القدرة على القيادة.
الدبلوماسية في التعامل مع ولي الأمر.
الإدارة الشاملة للفصل.
التحضير و التخطيط.
التربية و التنشئة.
المهارات الاجتماعية بالتعامل مع الطلاب.
علم نفس الطفل.
معالج نفسي.
التفهيم.
القدوة.
المتابعة.
الإلمام بصعوبات التعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.