أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

ضياع الارتقائية الشعرية في المسابقات الأدبية | عبد الحميد دلعو ـ راوند

( محبتي و احترامي لجميع النقاد و المُحَكِّمين من أعضاء المُسابقات الأدبيّة و القائمين عليها ..... )
لكنني _ كشاعر _ أُنَزِّه التّجربة الشّعرية و الأدبيّة عموماً عن مفهوم التنافس و التسابقيَّة و ما يستلزمه_ برأيي الشّخصي _ من تسطيح للمعنى الحقيقي للتّجربة الأدبيّة المقدّسة ، إذ ينحدر بها من كبرياء القداسة الفنيّة إلى مستوى الكتابة من أجل غرض غريزي ، كالتنافس لربح جائزة ، أو نظم الشعر و القصص لتعليم الناس ، أو كتابة نص لتلبية حاجة ما !
فيتموَّت الجزء الفني المقدس و تتلاشى القيمة الأدبية عندما تغيب الاقتحامية و النزعة العلوية و الرغبة الجامحة بتلبية
الفكر لأجل الفكر و توابعه العاطفية ،و التي بدورها يجب أن تهيمن على أعصاب و خلايا الأديب لحظة الكتابة أثناء انسيابه في برجه الفوق قدسي المُنزَّه.
فالركن الأول للعمل الفني ، العفوية و التلقائية و الانسياق تحت سطوة كتلة هائلة من العواطف الجياشة ، و من ثم زخم رهيب من العاطفة التي تُقحِم الأديب لاسيما الشاعر فيما لم يخطِّط له مسبقاً من حالات ملؤها العروج و الارتقائية في شروقات عُلوية و معارج قُدسية.
كما أن الواقعية جزء أساسي من كُنه التجربة الأدبية فيجب انبثاق الفن من واقع اللحظة الشعورية و ظلال المعاناة التي تكتنفها، بينما نجد أن أغراض التنافس و التعليم تبتعد بالتجربة عن مفهوم العاطفة العاجية الجياشة إلى واقع غرضي زائف غير فني و غير ثوري ، بل مُختلق لغرض معين .... نعم هو غرض نبيل لكنه لا يرقى لواقع الحالة الفنية و لا يُسمى فناً.
و من هنا أَلغَيتُ الشاعرية عن ألفية ابن مالك في فلسفتي الشعرية لأنها نُظِمت لتعليم الطلاب قواعد العربية فهي عمل تعليمي نبيل لكن غير فني ، و إن ارتقى لمستوى عال من البلاغة و النظم.
فالتجربة الأدبية وليدة حالة ثورية راقية من التماهي مع اللحظة العاطفية للتعبير عنها بأدب أو رسم أو غناء أو دراما أو مسرح أو أو .... بغض النظر عن اللغة المستخدمة و بلاغتها ( فصحى _عامية_ إنكليزية....).
لذلك و إيمانا مني بالمفهوم الفني و السياق القدسي للأدب و الشعر ، و حفاظاً على هيبة الارتقائية كصلب التجربة الشعرية و مادة ماهيتها و أساس وجودها ، لا أدخل في مسابقات أدبية و لا أقبل بإدخال أي عمل أدبي أقوم به في إطار مسابقة أدبية من أجل جائزة ، لأنني ببساطة لا و لم أكتب يوماً من أجل جائزة.
نعم، قد تلحق الجائزة أديبها الحقيقي _ حافية القدمين _ نتيجة الاطلاع على أعماله من بعض الهيئات التقييمية لكن دون أن ينزل هو إلى مستوى الالتحاق بمسابقة لاهثاً وراء جائزة ..... !
تقتل تجربتك الشعرية في الحظة التي تمتطيها لاهثاً وراء جائزة أو أي غرض مادي.
و كان قد ارتقى الأديب الرائع جون بول سارتر لمرتبة المبدع الحقيقي الذي عاش و كتب لأجل التجربة عندما رفض استلام جائزة نوبل بالآداب ، فمات في خيمته الارتقائية هاتكاً كل الحجب بين تجربته و الملأ الأعلى.
فالشعر تجربة فنية و ليس موضوع تنافس.
و خلافنا يا سادتي المُحَكِّمين و المتسابقين لا يلغي حبي و احترامي لكم و لما تقدموه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية