تاريخ العراق السياسي منذ القدم صعب ودموي ، حافل بالكوارث والانتفاضات ، ويزخر بالاستبداد والقهر والقمع والارهاب الفكري ، ومشروعات القتل والاغتيالات والتحريض وقطف الرؤوس ، في حين نجد تاريخ العراق الحضاري من سالف الأزمان مبدع ومدهش حقاً ، قدم للانسانية والحضارة العربية أعظم المنجزات الثقافية والفكرية . فقد ظهر في الحياة السياسية والعلمية العراقية الفلاسفة والعلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين والرواة والنحاة والمؤرخين واصحاب المدارس من اللغويين والمعربين والمثقفين والمفكرين العظام والاطباء المشهورين .
لقد تعرض المشروع العراقي في وجهه الرائع الناصع للتهميش ولهجمات مروعة من قبل أصحاب الشارع السياسي ، من جبابرة وعتاة وبرابرة طغيان ، وقادة مستبدين ، وحكام جلادين .
وسادت في العراق ظاهرة الشعبوية ، التي راح ضحيتها أروع الاصوات من أصحاب الفكر والأدب ، الذين اتهموا بالكفر والالحاد والزندقة ، ومنهم على سبيل المثال ابن المقفع الذي وضع في تنور واجلسوه على مسامير واغلق التنور عليه .
كما لا ننسى مأساة الحسين بن منصور المعروف بالحلاج ، الذي اتفق علماء بغداد على كفره وزندقته ، وأجمعوا على قتله وصلبه ، فلقي مصرعه مصلوباً بباب خراسان المطل على دجلة ، على يدي الوزير حامد بن العباس ، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري .
فضلاً عن معاناة اخوان الصفا والاشاعرة ، ومصرع " أبو الطيب المتنبي " ، بسبب قصيدته التي قالها في ضبة بن يزيد القبي ، الذي عرف عنه الغدر بكل ما نزل به ، وكان بذيء اللسان ، وابيات هذه القصيدة احتوت على أبشع الألفاظ وأقذع العبارات .
وهناك من يقول ، وكما تعلمنا في المرحلة الثانوية أن المتنبي قتله بيت شعره :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ومروراً بكل الانعزالات في التاريخ السياسي العراقي ، وصولاً الى العصر الحديث ، حيث شهد الاعتقالات والملاحقات والاغتيالات التي طالت عدداً من المفكرين والمثقفين ورجالات السياسة والفكر من التيارات اليسارية والشيوعية وأهل الثقافة والأدب العراقيين في ظل حكم صدام حسين ، ما جعل الكثير منهم الى الفرار والهجرة الى البلدان المجاورة والدول الغربية خوفاً على حياتهم .
لقد شكلت الاستنارة الثقافية والفكرية مصدر قلق وازعاج بالنسبة لحكام العراق ، وللمؤسسة الدينية والحركات السلفية والتيارات الاصولية وجماعات الاسلام السياسي ، ومن وقف ويقف في وجه ممارساتهم وأفكارهم فأنه يواجه بالملاحقة والمضايقة والتكفير والاقصاء والايذاء والنفي والسجن ، ويصل الأمر الى القتل والاغتيال وأعواد المشانق .
ما يجري في العراق اليوم بحق المثقف أو أي صوت ناقد للتطرف والتعصب والانغلاق والديكتاتوريات والفساد السياسي وسياسات المحاصصات ، هو سياق وسلوك ونهج قديم جديد ، وجزء من سلوكيات الماضي ، ولنأخذ مثلاً الأستاذ كامل شياع ، ذلك المثقف العراقي الأصيل ، الذي حمل في قلبه وصدره روح وقيم وشموخ العراق وطعم نخيله ، وكان عاشقاً لثقافة العراق المتجددة ، الملتصق بتراب وهواء ونسيم وماء العراق ، الذي قتله الجناة الظلاميين الأشرار الجهلة في لحظة دموية على جسر محمد القاسم في بغداد .
المثقف العراقي لا يمكن أن ينتظر التصفيات حتى تناله الواحد بعد الآخر ، مثلما تم العبث والجريمة المنظمة بالاكاديميين والاعلاميين العراقيين .
لقد سقط كامل شياع وغيره من رفاقه ومجايليه لانهم يملكون شجاعة العقل والقلب ، وسددوا تظراتهم الى عيون الوحش الكاسر .
ان ما يحدث في العراق هو الخطر الداهم ، الذي سيأخذه الى الدمار والتهلكة ، ولذلك فالمطلوب من كل المثقفين العراقيين بكل اتجاهاتهم العقائدية وتوجهاتهم الغكرية ، اطلاق صرختهم بوجه الاغتيالات والتصفيات الجسدية ، وضد قمع الأصوات الديمقراطية المطالبة بالحريات ، والوقوف صفاً واحداً في خندق وحدوي من اجل ابقاء كلمتهم ، وصلابة موقفهم ضد فرق الموت الارهابية والسلسلة الجهنمية وقوى البطش والطغيان والموت ، وأن يسري العمل بالقانون العراقي ضد القتلة والمجرمين وعصابات التكفير والارهاب الفكري ، وقوى الشر والدمار والخراب .
( كاتب وناقد فلسطيني )
لقد تعرض المشروع العراقي في وجهه الرائع الناصع للتهميش ولهجمات مروعة من قبل أصحاب الشارع السياسي ، من جبابرة وعتاة وبرابرة طغيان ، وقادة مستبدين ، وحكام جلادين .
وسادت في العراق ظاهرة الشعبوية ، التي راح ضحيتها أروع الاصوات من أصحاب الفكر والأدب ، الذين اتهموا بالكفر والالحاد والزندقة ، ومنهم على سبيل المثال ابن المقفع الذي وضع في تنور واجلسوه على مسامير واغلق التنور عليه .
كما لا ننسى مأساة الحسين بن منصور المعروف بالحلاج ، الذي اتفق علماء بغداد على كفره وزندقته ، وأجمعوا على قتله وصلبه ، فلقي مصرعه مصلوباً بباب خراسان المطل على دجلة ، على يدي الوزير حامد بن العباس ، تنفيذاً لأمر الخليفة المقتدر في القرن الرابع الهجري .
فضلاً عن معاناة اخوان الصفا والاشاعرة ، ومصرع " أبو الطيب المتنبي " ، بسبب قصيدته التي قالها في ضبة بن يزيد القبي ، الذي عرف عنه الغدر بكل ما نزل به ، وكان بذيء اللسان ، وابيات هذه القصيدة احتوت على أبشع الألفاظ وأقذع العبارات .
وهناك من يقول ، وكما تعلمنا في المرحلة الثانوية أن المتنبي قتله بيت شعره :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ومروراً بكل الانعزالات في التاريخ السياسي العراقي ، وصولاً الى العصر الحديث ، حيث شهد الاعتقالات والملاحقات والاغتيالات التي طالت عدداً من المفكرين والمثقفين ورجالات السياسة والفكر من التيارات اليسارية والشيوعية وأهل الثقافة والأدب العراقيين في ظل حكم صدام حسين ، ما جعل الكثير منهم الى الفرار والهجرة الى البلدان المجاورة والدول الغربية خوفاً على حياتهم .
لقد شكلت الاستنارة الثقافية والفكرية مصدر قلق وازعاج بالنسبة لحكام العراق ، وللمؤسسة الدينية والحركات السلفية والتيارات الاصولية وجماعات الاسلام السياسي ، ومن وقف ويقف في وجه ممارساتهم وأفكارهم فأنه يواجه بالملاحقة والمضايقة والتكفير والاقصاء والايذاء والنفي والسجن ، ويصل الأمر الى القتل والاغتيال وأعواد المشانق .
ما يجري في العراق اليوم بحق المثقف أو أي صوت ناقد للتطرف والتعصب والانغلاق والديكتاتوريات والفساد السياسي وسياسات المحاصصات ، هو سياق وسلوك ونهج قديم جديد ، وجزء من سلوكيات الماضي ، ولنأخذ مثلاً الأستاذ كامل شياع ، ذلك المثقف العراقي الأصيل ، الذي حمل في قلبه وصدره روح وقيم وشموخ العراق وطعم نخيله ، وكان عاشقاً لثقافة العراق المتجددة ، الملتصق بتراب وهواء ونسيم وماء العراق ، الذي قتله الجناة الظلاميين الأشرار الجهلة في لحظة دموية على جسر محمد القاسم في بغداد .
المثقف العراقي لا يمكن أن ينتظر التصفيات حتى تناله الواحد بعد الآخر ، مثلما تم العبث والجريمة المنظمة بالاكاديميين والاعلاميين العراقيين .
لقد سقط كامل شياع وغيره من رفاقه ومجايليه لانهم يملكون شجاعة العقل والقلب ، وسددوا تظراتهم الى عيون الوحش الكاسر .
ان ما يحدث في العراق هو الخطر الداهم ، الذي سيأخذه الى الدمار والتهلكة ، ولذلك فالمطلوب من كل المثقفين العراقيين بكل اتجاهاتهم العقائدية وتوجهاتهم الغكرية ، اطلاق صرختهم بوجه الاغتيالات والتصفيات الجسدية ، وضد قمع الأصوات الديمقراطية المطالبة بالحريات ، والوقوف صفاً واحداً في خندق وحدوي من اجل ابقاء كلمتهم ، وصلابة موقفهم ضد فرق الموت الارهابية والسلسلة الجهنمية وقوى البطش والطغيان والموت ، وأن يسري العمل بالقانون العراقي ضد القتلة والمجرمين وعصابات التكفير والارهاب الفكري ، وقوى الشر والدمار والخراب .
( كاتب وناقد فلسطيني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.