عصابة من نيويورك فيلم أمريكي من إنتاج عام 2002 ومن تمثيل الشاب بطل تايتنك ( ليوناردو دي كابريو) و(دانيال داي لويس) والقديرة( كاميرون دياز) من إخراج (مارتين سكروسيز) . تدور أحداث الفلم في مدينة نيويورك عام 1861 خلال الحرب الأهلية بين السكان الأصليين في امريكا والآيرلنديين . في هذا الفلم نرى كيف أنّ المهاجرين كانوا أسرابا أسرابا وقطعانا يتجهون الى بلد يدعى أمريكا. في ذلك الوقت كانت أمريكا بلد المهاجرين من كل صوب وحدب من آيرلندا من اسبانيا من امريكا اللاتينية ناهيك عن الهجرة القسرية للزنوج والمتاجرة بالعبيد
وقتلهم بأبشع الطرق. نرى كيف أنّ هذه القطعان عندما تستكين في امريكا بلد الجرائم تتقاتل قطعانا أو فرادا بشكل مثير للقرف بالسكاكين بالخناجر بالسيوف بالفؤوس التي تنزل على الجسد فتوّلد الألم الذي لايحتمل والرعب الذي لايطاق في مشاهده ، عكس البندقية او المسدس الذي يجلب الموت الفوري والمريح للنفس البشرية ، قتال رهيب في حرب أهلية حصدت الملايين ولذلك أصبح معروفا عن تأريخ أمريكا في القتل والقتل ثم القتل لبني جنسها وخصوصا الهنود الحمر حيث إجتمع الكونغرس الأمريكي أنذاك حول مصير الهنود الحمر ( الإبادة أم التوعية للهنود الحمر وضمّهم للمدنية والحضارة ) فكان القرار بالإجماع هو إبادتهم أفضل من توعيتهم وحصل الذي حصل في أكبر جريمة يندى لها جبين أمريكا والإنسانية الأخرس في قتل أكثر من أربعة ملايين هندي أحمر حتى إنقرضوا ولم يبق منهم غير إسم (جيرانيمو) بطلهم التأريخي المعروف والذي إستخدمت أمريكا إسمه إكراما له ولقومه ولما فعلوا بهم تكفيرا عن ذنوب أمريكا بحقهم ، في عملية قتل إبن لادن التي أطلقوا عليها عملية( جيرانيمو) في الباكستان ومن ثم رمي جثته في البحر.
هذا مانقله التأريخ لنا عن هذه البقعة الأمريكية وقتالها الشرس الذي أعطى هويتها العنيفة حتى اليوم إنها بلد الجينات القاتلة لبني البشر والتي لاتعرف الهوادة على الإطلاق ، شعوب لاتعرف الرحمة همها الوحيد كيف تشعل الفتن في بقية البلدان المغلوب على أمرها كي تحصد ماوراء ذلك . لو نقرأالآوديسة والإلياذة عن قتال البشر أنذاك فأنه يثير الدوار لكنه أشرف وأنبل بكثير من حروب أمريكا وقتالها مع بعضها ، كم من الأبطال ماتوا وسجل التأريخ ملاحمهم ، هيلين وزيوس ، أنطونيوس وكليوباترة ، كلهم أبطال أعطوا للإنسانية معاني كثيرة لكن أبطال أمريكا لم يعطونا غير الإنحطاط . وماتجلبه أمريكا على البلدان من الصعب أنْ ينتهي في القريب العاجل كما يحصل اليوم في العراق نتيجة أمريكا وخبثها وعدم مصداقيتها ، دويُّ واحد من القنابل يحصد المئات ، حزام واحد يمزق مالايحصى من الأجساد وهناك من أطلِق عليهم قتلى سبايكر في العراق تلك الفاجعة الأليمة التي تمت ولم يُعرف حتى الآن مرتكبيها فإنها ذهبت أدراج الريح في تلك البقعة التكريتية الصدامية المجرمة.
في بداية الفلم نشهد معركة عنيفة بين فريق المهاجرين الى أمريكا وفريق سكان امريكا الأصليين والمعركة تنشب على المصالح والنفوذ كما نراهم اليوم وجرائمهم في جميع أنحاء العالم والهيمنة الأمريكية المعروفة التي بنيت على جماجم البشرية والناس الضعفاء . في المعركة الدامية والمرعبة يموت فيها البطل والنبيل الذي قام بدوره الممثل القدير والآيرلندي الأصل ( ليام نيسون )، يقتله جزار البلدة المجرم الذي لايشبع من الدماء ( الجزار كناية لمن يتعود على مرآى الدم يوميا) ، وكان دائما يتكلّم عن أمريكا ومدى حبه لها بكونها موطنه وترابه الأصلي ، يجعله حبه هذا شوفينيا قذرا ومجرما كما هو حال كل قادة أمريكا يستثنى منهم ( إبراهام لنكولن) . يُقتل ( البطل النبيل) بصورة بشعة وأمام إبنه الصغير ( ليوناردو دي كابريو) ، هذا الطفل ينشأ في وسط الدم والعنف وقطع الرؤوس بشكل مريع . الطفل يظل يتذكر مقتل أبيه حتى يكبر فيقوم بمحاولة الإنتقام والثأر لأبيه والقصاص من قاتليه فردا فردا . يتعرف ليوناردو على فتاة نزقة( كاميرون دياز) ، تمتهن السرقة والإحتيال ، تقوم بسرقته ثم يقوم بملاحقتها حتى يحصل على قلبها وتنشأ بينهم علاقة حب وطيدة .
ليوناردو لايقر له قرار حتى ينتقم من قتلة أبيه وخصوصا هذا الجزار المجرم الذي لايستطيع نسيانه فهو الذي قطع رأس أبيه دون رحمة . ويبدأ ببعض المجرمين الذين يتذكرهم من الصورة التي رسمت في رأسه أيام واقعة قتل أبيه ويقوم بقتلهم واحدا تلو الآخر . يراه قاتل أبيه المجرم الجزار في أثناء شجار وسط حي في مدينة نيويولرك دبر عن قصد من قبل ليوناردو لكي يعطي صورة للجزار من أنه الشجاع والقوي المدافع عنه حيث تعرّض الجزار لعملية إعتداء مما حدا بليوناردو أن يفتعل هذا الشجار لكي يظهر بطولته ، فيعجب به الجزار ويطلب منه الإنضمام الى مجموعته ، وهذا ما أراده ليوناردو ، لكي يقوم بتصفية حسابه منه عن قرب وعن كثب ، فينظم اليه والى مجموعته القذرة القاتلة ويصبح حارسه الشخصي . يقوم أحد الواشين وهم من أصدقاء ليوناردو بأخبار المجرم الجزار بأن ليوناردو هو إبن القس الذي قتله قبل عشرين عام وجاء لينتقم منه وليس لحمايته . وهذا الواشي يقوم بهذه الوشاية لأن حبيبة ليوناردو فضلته عليه ، فتقتله الغيرة من ذلك فيقوم بالوشاية ، ولكن بعد حين من الزمن يقوم الجزار بقتل هذا الواشي ، هذا هو الزمن كم يحتوي من الخونة الأراذل الذي يخونون أعز أبطالهم أو اصدقائهم أو أقربائهم لكن الزمن كفيل وحده في أن يأخذ في قصاصه العادل من الجبناء والمتخاذلين كما حصل لصديق ليوناردو الخائن الذي قتل في اقرب فرصة من قبل الجزار المجرم نفسه . لم يسلم أحد في هذه المدينة من هذا الجزار الا ّوأصابته شروره . وحين يعلم بأن ليوناردو هو إبن القس ، يقوم في احد إحتفالات المدينة بوضع حبيبة ليوناردو على الحائط ويقوم بتصويب السكاكين عليها ، بلعبةٍ عنيفةٍ كانت شهيرة أنذاك ، لكي يستفز ليوناردو ، وفي كل سكينة يتصور ليوناردو أن حبيبته سوف يشق بلعومها أو تأتي أحدهما في قلبها و عينيها و وجهها الجميل ، وهذه اللعبة تشبه الى حد ما لعبة النبلة وكيف ترمى الريشة بنصلها الى قرصٍ دائري وإذا أصاب الرامي قلب القرص فهذا يعني حقق أعلى درجة من التصويب ، ولكن بلعبة هذا المجرم الجزار وضع رأس الفتاة ( كاميرون دياز) بدلا من القرص الدائري ، فأي وحشيةٍ هذي . وإستمر هذا المجرم بلعبته وسط حشرٍكبير من الناس وما من أحد يستطيع إيقافه حتى ليوناردو تمالك نفسه حتى تنتهي اللعبة بشق الأنفس تلك اللعبة التي لايمكن لنا السيطرة على أنفسنا كمشاهدين من شدة هول اللعبة الخطيرة في عدم المبالاة بأرواح الناس والروح الإجرامية التي يمتلكها هذا الجزار الذي هو رمز لكل مجرم سياسي أمريكي أنذاك كان يدعي حبه الشوفيني لأمريكا القذرة التي بنوها على جماجم الآخرين .
تبدأ أمريكا في ذلك الوقت بالشروع في قيام نظام ديمقراطي إنتخابي . ويبدأ الناس بالترشيح للانتخابات ويبدأ الناخبين بالأدلاء بأصواتهم و يفوز أحدهم وهو صديق ليوناردو . لكن الجزار لم تعجبه نتائج الإنتخابات ولا هذا النظام الجديد فيقوم بضرب الرجل المنتخب والفائز بالإنتخابات بفأس في ظهره فيرديه قتيلا في الحال ويقول له سحقا لديمقراطيتكم . مما يؤدي هذا الى نشوب حرب أهلية حصدت الملايين في ذلك الوقت بين مؤيدي الديمقراطية وضدها ، بين الشوفينيين والعنصريين وبين المعتدلين من المهاجرين حتى انّ الأرض لم نعد نستطع أن نراها ، غير أنها عبارة عن سجادة من القتلى والأجساد البشرية النافقة . ومن شدة القتال الدائر في تلك البقعة من الأرض الترابية تهيج عاصفة بيضاء بحيث لايمكن لأحد أن يرى من حوله ولا من قربه من المقاتلين في ساحة الوغى وكأن قيام الساعة قد حل بهؤلاء المتمردين والمصرّين على القتل والموت وتقطيع الأجساد اللحمية الطرية للبشر . وفي نهاية المطاف يلتقي كل من ليوناردو والجزار في قتال شرس ، قتال كان ينتظره ليوناردو منذ سنين طويلة منذ طفولته حيث موت أبيه على يد الجزار وحتى اليوم الذي هو يوم الملحمة الكبرى يوم الثأر العظيم يوم الإنتقام الرهيب يوم القصاص العادل بحق مجرم جزار أهلك الكثيرين وقتل الأقرباء والأصدقاء ، قتال يحصل فيه الكر والفر والطعن والضرب والجروح الدامية والموت الزؤام مابين قاب قوسين وأدنى من كل منهما ، قتال وسط التراب وغباره الذي يعمي البصيرة التي تريد أن تنتقم بشتى السبل حتى ترتاح وتستكين . في النهاية يستطيع أن يتغلب الخير على الشر بفوز ليوناردو وبموت الجزار الذي بموته تطوي أمريكا صفحة سوداء واحدة من صفحاتها السود الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى حتى يومنا هذا وهي في أوج ديمقراطيتها التي خلقتها لشعوبها أما العالم فله الموت والدمار إعتمادا على مؤسس إقتصادهم الرأسمالي القذر آدم سميث الذي قال لهم ( كل شيء لك ولاشي لغيرك) عكس نظرية الإقتصاد الإشتراكي لماركس والتي تقول ( لاشيء لك وكل شيْ لغيرك) . وأثناء إحتضار الجزار يستمر في أن لايخفي إجرامه وكرهه للديمقراطية وشوفينيته في حب أمريكاالمبطن بالديماغوجية التي يستخدمها لمصالحه الذاتية وتسويف إجرامه وقتله للآخرين كما يحصل اليوم لأحفاده رؤساء أمريكا المجرمين جميعهم دون إستثناء . يموت ويقول (الحمد لله أنني مت في سبيل أمريكا) كما يفعلها اليوم الكثيرون من الأمريكيين في عدوانهم على الشعوب الفقيرة . ومثلهم الكثيرون من المجرمين الدواعش الذين يدعون الموت في سبيل الله . هكذا هي امريكا في كل وقت وزمان لها فصل من الجريمة المنظمة بحق شعوب الكرة الأرضية جمعاء ومن يريد أن يعرف تأريخ أمريكا الإجرامي ليقرأ الموسوعي والناقد الكبير حسين سرمك في حلقاته العديدة عن أمريكا وجرائمها وماترتكبه بحق الشعوب .
هاتف بشبوش
شاعر و ناقد (عراق/دنمارك)
وقتلهم بأبشع الطرق. نرى كيف أنّ هذه القطعان عندما تستكين في امريكا بلد الجرائم تتقاتل قطعانا أو فرادا بشكل مثير للقرف بالسكاكين بالخناجر بالسيوف بالفؤوس التي تنزل على الجسد فتوّلد الألم الذي لايحتمل والرعب الذي لايطاق في مشاهده ، عكس البندقية او المسدس الذي يجلب الموت الفوري والمريح للنفس البشرية ، قتال رهيب في حرب أهلية حصدت الملايين ولذلك أصبح معروفا عن تأريخ أمريكا في القتل والقتل ثم القتل لبني جنسها وخصوصا الهنود الحمر حيث إجتمع الكونغرس الأمريكي أنذاك حول مصير الهنود الحمر ( الإبادة أم التوعية للهنود الحمر وضمّهم للمدنية والحضارة ) فكان القرار بالإجماع هو إبادتهم أفضل من توعيتهم وحصل الذي حصل في أكبر جريمة يندى لها جبين أمريكا والإنسانية الأخرس في قتل أكثر من أربعة ملايين هندي أحمر حتى إنقرضوا ولم يبق منهم غير إسم (جيرانيمو) بطلهم التأريخي المعروف والذي إستخدمت أمريكا إسمه إكراما له ولقومه ولما فعلوا بهم تكفيرا عن ذنوب أمريكا بحقهم ، في عملية قتل إبن لادن التي أطلقوا عليها عملية( جيرانيمو) في الباكستان ومن ثم رمي جثته في البحر.
هذا مانقله التأريخ لنا عن هذه البقعة الأمريكية وقتالها الشرس الذي أعطى هويتها العنيفة حتى اليوم إنها بلد الجينات القاتلة لبني البشر والتي لاتعرف الهوادة على الإطلاق ، شعوب لاتعرف الرحمة همها الوحيد كيف تشعل الفتن في بقية البلدان المغلوب على أمرها كي تحصد ماوراء ذلك . لو نقرأالآوديسة والإلياذة عن قتال البشر أنذاك فأنه يثير الدوار لكنه أشرف وأنبل بكثير من حروب أمريكا وقتالها مع بعضها ، كم من الأبطال ماتوا وسجل التأريخ ملاحمهم ، هيلين وزيوس ، أنطونيوس وكليوباترة ، كلهم أبطال أعطوا للإنسانية معاني كثيرة لكن أبطال أمريكا لم يعطونا غير الإنحطاط . وماتجلبه أمريكا على البلدان من الصعب أنْ ينتهي في القريب العاجل كما يحصل اليوم في العراق نتيجة أمريكا وخبثها وعدم مصداقيتها ، دويُّ واحد من القنابل يحصد المئات ، حزام واحد يمزق مالايحصى من الأجساد وهناك من أطلِق عليهم قتلى سبايكر في العراق تلك الفاجعة الأليمة التي تمت ولم يُعرف حتى الآن مرتكبيها فإنها ذهبت أدراج الريح في تلك البقعة التكريتية الصدامية المجرمة.
في بداية الفلم نشهد معركة عنيفة بين فريق المهاجرين الى أمريكا وفريق سكان امريكا الأصليين والمعركة تنشب على المصالح والنفوذ كما نراهم اليوم وجرائمهم في جميع أنحاء العالم والهيمنة الأمريكية المعروفة التي بنيت على جماجم البشرية والناس الضعفاء . في المعركة الدامية والمرعبة يموت فيها البطل والنبيل الذي قام بدوره الممثل القدير والآيرلندي الأصل ( ليام نيسون )، يقتله جزار البلدة المجرم الذي لايشبع من الدماء ( الجزار كناية لمن يتعود على مرآى الدم يوميا) ، وكان دائما يتكلّم عن أمريكا ومدى حبه لها بكونها موطنه وترابه الأصلي ، يجعله حبه هذا شوفينيا قذرا ومجرما كما هو حال كل قادة أمريكا يستثنى منهم ( إبراهام لنكولن) . يُقتل ( البطل النبيل) بصورة بشعة وأمام إبنه الصغير ( ليوناردو دي كابريو) ، هذا الطفل ينشأ في وسط الدم والعنف وقطع الرؤوس بشكل مريع . الطفل يظل يتذكر مقتل أبيه حتى يكبر فيقوم بمحاولة الإنتقام والثأر لأبيه والقصاص من قاتليه فردا فردا . يتعرف ليوناردو على فتاة نزقة( كاميرون دياز) ، تمتهن السرقة والإحتيال ، تقوم بسرقته ثم يقوم بملاحقتها حتى يحصل على قلبها وتنشأ بينهم علاقة حب وطيدة .
ليوناردو لايقر له قرار حتى ينتقم من قتلة أبيه وخصوصا هذا الجزار المجرم الذي لايستطيع نسيانه فهو الذي قطع رأس أبيه دون رحمة . ويبدأ ببعض المجرمين الذين يتذكرهم من الصورة التي رسمت في رأسه أيام واقعة قتل أبيه ويقوم بقتلهم واحدا تلو الآخر . يراه قاتل أبيه المجرم الجزار في أثناء شجار وسط حي في مدينة نيويولرك دبر عن قصد من قبل ليوناردو لكي يعطي صورة للجزار من أنه الشجاع والقوي المدافع عنه حيث تعرّض الجزار لعملية إعتداء مما حدا بليوناردو أن يفتعل هذا الشجار لكي يظهر بطولته ، فيعجب به الجزار ويطلب منه الإنضمام الى مجموعته ، وهذا ما أراده ليوناردو ، لكي يقوم بتصفية حسابه منه عن قرب وعن كثب ، فينظم اليه والى مجموعته القذرة القاتلة ويصبح حارسه الشخصي . يقوم أحد الواشين وهم من أصدقاء ليوناردو بأخبار المجرم الجزار بأن ليوناردو هو إبن القس الذي قتله قبل عشرين عام وجاء لينتقم منه وليس لحمايته . وهذا الواشي يقوم بهذه الوشاية لأن حبيبة ليوناردو فضلته عليه ، فتقتله الغيرة من ذلك فيقوم بالوشاية ، ولكن بعد حين من الزمن يقوم الجزار بقتل هذا الواشي ، هذا هو الزمن كم يحتوي من الخونة الأراذل الذي يخونون أعز أبطالهم أو اصدقائهم أو أقربائهم لكن الزمن كفيل وحده في أن يأخذ في قصاصه العادل من الجبناء والمتخاذلين كما حصل لصديق ليوناردو الخائن الذي قتل في اقرب فرصة من قبل الجزار المجرم نفسه . لم يسلم أحد في هذه المدينة من هذا الجزار الا ّوأصابته شروره . وحين يعلم بأن ليوناردو هو إبن القس ، يقوم في احد إحتفالات المدينة بوضع حبيبة ليوناردو على الحائط ويقوم بتصويب السكاكين عليها ، بلعبةٍ عنيفةٍ كانت شهيرة أنذاك ، لكي يستفز ليوناردو ، وفي كل سكينة يتصور ليوناردو أن حبيبته سوف يشق بلعومها أو تأتي أحدهما في قلبها و عينيها و وجهها الجميل ، وهذه اللعبة تشبه الى حد ما لعبة النبلة وكيف ترمى الريشة بنصلها الى قرصٍ دائري وإذا أصاب الرامي قلب القرص فهذا يعني حقق أعلى درجة من التصويب ، ولكن بلعبة هذا المجرم الجزار وضع رأس الفتاة ( كاميرون دياز) بدلا من القرص الدائري ، فأي وحشيةٍ هذي . وإستمر هذا المجرم بلعبته وسط حشرٍكبير من الناس وما من أحد يستطيع إيقافه حتى ليوناردو تمالك نفسه حتى تنتهي اللعبة بشق الأنفس تلك اللعبة التي لايمكن لنا السيطرة على أنفسنا كمشاهدين من شدة هول اللعبة الخطيرة في عدم المبالاة بأرواح الناس والروح الإجرامية التي يمتلكها هذا الجزار الذي هو رمز لكل مجرم سياسي أمريكي أنذاك كان يدعي حبه الشوفيني لأمريكا القذرة التي بنوها على جماجم الآخرين .
تبدأ أمريكا في ذلك الوقت بالشروع في قيام نظام ديمقراطي إنتخابي . ويبدأ الناس بالترشيح للانتخابات ويبدأ الناخبين بالأدلاء بأصواتهم و يفوز أحدهم وهو صديق ليوناردو . لكن الجزار لم تعجبه نتائج الإنتخابات ولا هذا النظام الجديد فيقوم بضرب الرجل المنتخب والفائز بالإنتخابات بفأس في ظهره فيرديه قتيلا في الحال ويقول له سحقا لديمقراطيتكم . مما يؤدي هذا الى نشوب حرب أهلية حصدت الملايين في ذلك الوقت بين مؤيدي الديمقراطية وضدها ، بين الشوفينيين والعنصريين وبين المعتدلين من المهاجرين حتى انّ الأرض لم نعد نستطع أن نراها ، غير أنها عبارة عن سجادة من القتلى والأجساد البشرية النافقة . ومن شدة القتال الدائر في تلك البقعة من الأرض الترابية تهيج عاصفة بيضاء بحيث لايمكن لأحد أن يرى من حوله ولا من قربه من المقاتلين في ساحة الوغى وكأن قيام الساعة قد حل بهؤلاء المتمردين والمصرّين على القتل والموت وتقطيع الأجساد اللحمية الطرية للبشر . وفي نهاية المطاف يلتقي كل من ليوناردو والجزار في قتال شرس ، قتال كان ينتظره ليوناردو منذ سنين طويلة منذ طفولته حيث موت أبيه على يد الجزار وحتى اليوم الذي هو يوم الملحمة الكبرى يوم الثأر العظيم يوم الإنتقام الرهيب يوم القصاص العادل بحق مجرم جزار أهلك الكثيرين وقتل الأقرباء والأصدقاء ، قتال يحصل فيه الكر والفر والطعن والضرب والجروح الدامية والموت الزؤام مابين قاب قوسين وأدنى من كل منهما ، قتال وسط التراب وغباره الذي يعمي البصيرة التي تريد أن تنتقم بشتى السبل حتى ترتاح وتستكين . في النهاية يستطيع أن يتغلب الخير على الشر بفوز ليوناردو وبموت الجزار الذي بموته تطوي أمريكا صفحة سوداء واحدة من صفحاتها السود الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى حتى يومنا هذا وهي في أوج ديمقراطيتها التي خلقتها لشعوبها أما العالم فله الموت والدمار إعتمادا على مؤسس إقتصادهم الرأسمالي القذر آدم سميث الذي قال لهم ( كل شيء لك ولاشي لغيرك) عكس نظرية الإقتصاد الإشتراكي لماركس والتي تقول ( لاشيء لك وكل شيْ لغيرك) . وأثناء إحتضار الجزار يستمر في أن لايخفي إجرامه وكرهه للديمقراطية وشوفينيته في حب أمريكاالمبطن بالديماغوجية التي يستخدمها لمصالحه الذاتية وتسويف إجرامه وقتله للآخرين كما يحصل اليوم لأحفاده رؤساء أمريكا المجرمين جميعهم دون إستثناء . يموت ويقول (الحمد لله أنني مت في سبيل أمريكا) كما يفعلها اليوم الكثيرون من الأمريكيين في عدوانهم على الشعوب الفقيرة . ومثلهم الكثيرون من المجرمين الدواعش الذين يدعون الموت في سبيل الله . هكذا هي امريكا في كل وقت وزمان لها فصل من الجريمة المنظمة بحق شعوب الكرة الأرضية جمعاء ومن يريد أن يعرف تأريخ أمريكا الإجرامي ليقرأ الموسوعي والناقد الكبير حسين سرمك في حلقاته العديدة عن أمريكا وجرائمها وماترتكبه بحق الشعوب .
هاتف بشبوش
شاعر و ناقد (عراق/دنمارك)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.