أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

عاشقة القمرين بقلم : أمل مصطفى السعيد

صفحات حسين توك
طفلة كالفراشة، تحلق في كل مكان جميل، رقيقة جدا، كانت تحلم، وتتمنى، وتحب كل ما هو جميل، ورقيق
أحبت الورود، كانت تذهب في كل يوم لقطفها من حديقة والدها، أحبت الألوان والرسم،
كانت تعشق الجلوس في كل ليلة بمفردها في بلكونتها، تتأمل القمر، تناجيه، تداعبه، وتعشق الحديث إليه ومعه....، كانت تظن أن في داخله عروس، تحب الغناء له بأجمل الكلمات،

كانت لديها أحاسيس في داخلها أنه فارس أحلامها الذي سيخطفها على فرس أبيض ويذهب بها بعيدا إلى عالم آخر
كبرت الطفلة الفراشة، أصبحت فتاة جميلة، لم يتغير شعورها، كانت تنتظر بلهفة أن يأتي المساء كي تراه في وسط السماء
عندما كان يظهر وينير الدنيا كانت تحدثه، تبوح له بكل أسرارها، وعندما تذهب للنوم كانت دائما ما تحرص على الاستيقاظ فجرا كي ما ترى بزوغه، وتنتظر عندما تشرق الشمس لترى جمالا ليس بعده من جمال
كانت تحب أن تتغنى له بكلمات رقيقة تحسها، وعندما يأتي المساء كانت تحس أنها ملكة خاصة عندما ترى عشيقها، تتمنى أن تذهب وتراه عن قرب، كان ذلك هو حلمها الكبير
أحبت إبن الجيران، كانت عاشقة، ولهانة، أصبح لديها عشيقين، ترى العاشق الأول صباحا، وعندما تلتقي معه تعطيه وردة تعبيرا عن حبها، وعندما يحين وقت الذهاب تطبع له على جبينه لتراه مرة أخرى
لقد أحبته كثيرا، بل كانت تعشقه، عشقا ليس من بعده عشق، وعندما كانت بمفردها ليلا كعادتها مثل كل ليلة وترى عشيقها الثاني كانت تبوح له بأسرارها عن العشيق الآخر، كانت تخبره أنها تحب عندما تلتقي بعشيقها أن يغازلها بأجمل الكلمات، أن يملَس بيده على شعرها كي ما تحس بالأمان...، عندها تحس أنها ملكة حياته وسيدته الأولى وأنه هو الملك في مملكة حبها
كان عندما يعانقها يسلبها إرادتها، وعندما تودعه تنهار باكية لأنها ستفارقه وستعود لمنزلها في انتظار آخر الليل، تظل تبكي له، تشكو له وتوصف معاناتها عند فراق الحبيب!!
كانت عندما تستيقظ فجرا ترفع بيدها نحو السماء، تناجي ربها وتدعوه ألا يفرق بينهما، وعندما ذهبت للقاءه ذات يوم ممسكة بيدها وردة كل يوم، لم يأت كالعادة، أصابها الجنون، وفى اليوم التالي، ذهبت مجددا للقاءه، ولكنه لم يأت أيضا، جن جنونها وقررت القيام بمغامرة والذهاب لبيته للسؤال عنه، تعرف سبب غيابه، وعندما اقتربت من باب بيته سمعت من الخارج أصوات صراخ شديد، دق قلبها بشدة، أسرعت بالدخول، صعقت عندما وجدت أمه تبكي وتصرخ قائلة: إبني مات...!!؟؟
لم تصدق، أصيبت بصدمة من هول الفاجعة، أسرعت لغرفته، وجدته جثة هامدة، لم يدق قلبه كالعادة عندما كانت تقترب منه، لم تعد تسمع أنفاسه، لقد اصابها الجنون ..
صرخت : استيقظ حبيبي، لقد أحضرت لك وردة كل يوم، لكنه – ولأسف - لم يجبها، أمسكت بيده، وضعت وردتها في يده اليسرى، ودعته الوداع الأخير، عادت لبيتها وهي في حالة انهيار، وعندما أقبل الليل، ورأت العاشق الأخر، خاطبته والدموع في عينيها :
لقد مات حبيبي، تركني بلا روح، وانهارت باكية، قالت له :
تركت حبيبي وبيده وردتي، قبلته في جبينه على امل ان اراه ثانية.....
رفعت يديها للسماء تناجي ربها قائلة: رب اجمعني به ثانية في جنات خلدك، ثم ذهبت لفراشها ممسكة بيدها وردة
في فجر اليوم التالي لم تستيقظ كالعادة لترى بزوغ الفجر ، لم تستيقظ كي ترى شروق الشمس حين ترسل أشعتها الذهبية لتضيء الكون
لقد ماتت عاشقة القمرين، كان بيدها اليمنى وردتها، ماتت تاركة عاشقها الآخر يظهر في السماء، ينيرالدنيا، وعندما يختفى ويبزغ الفجر ثانية، يشرق النهار بإشراقة جديدة.

 أمل مصطفى السعيد
كاتبة وإعلامية مصرية
Amalmoustafa2020@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية