رصانةُ المكتبة تسكنني بمجرد أن يجف عندها عرقُ انتظاري ، في
كل مرةٍ يلهب قلمي الصفحات كاتباً، ما أثيرت ضجة ولا مناسبة ، و لا سطعت
شخصية ٌ دون أن يتجاوزها قلمي .. هذه المرة و في هذه الحادثة أحرقني لهيب
الصفحات الذي صب جام مستجداتهِ عليّ !
أكان الشامتون كثر؛ مع أن هذه مهنتي و ليست بالضرورة شخصيتي !
أم أن السياسة التي لطالما اتبعناها بالتقاط القفشات قد سرت علينا و انقلب
السحر على الساحر ..
لربما كانت هناك أقلام ، أو حتى مواقع اليكترونية
متعاطفة! .. لعلي قد بتُ أنا صحفياً مشهوراً دون أن أدري هولَ ما كُنتُ
أفعله !
ولكن .. معقولٌ أن البشر تلاحق بعضها وتتبع أخبار بعضها حتى
إلى هذا المكان !! ما أغربها من دنيا ، و ما أغربهم من بشر، مع أني لطالما
نهجتُ نهجهم !
لو عاد بي الزمان إلى الوراء ، لأعدتُ نفس تصريحاتي فأنا
صحافي حر، رأيي أكبر من أن يُباع أو يُشترى أو حتى يتبدل تحت وطآتِ أنذال!
برغمِ كلِ الأذى الذي لقيته على أيدي الأوغاد،
لستُ أنا من يُصادر رأيه تحت تأثير أي سُلطة مهما كانت جاثمة ،
و لن أسكت حتى أكون على الأقل شعرة تصب في ميزان كفةِ الحق الذي لطالما
أُجحِف و أُعتِم نوره ، مادامَ لي رمقٌ يبصر النور.
صفحة 'قضايا الشارع' ُأُضرِمت بتحقيقي الذي شغلهُ رأي الشعب
المعارضينَ للنظام الحاكم ، وغَلَفْتهُ ببلاغتي الكتابية كما أغلف أي موضوع
، و كما أتقِن أي موضوعٍ أقوم به، و أيُ مادةٍ تطاردني في أي ميدانٍ
أقتحمه؛ كي يُشرفني بعدها تذييل اسمي بنهاية الموضوع، اسمي الذي عملتُ على
إعلائِه لسنينَ طويلة؛ و كيفَ لي كإنسانٍ قبل أن أكونَ إعلامياً أم صحافياً
أن لا أشعُرَ و لا أستشعر بعد اعتقال إخوة جاري جميعاً الأبرياء و تعذيبهم
في السجون، وشحوب حاله، و ندبه ليلاً ونهاراً قلةَ حيلتِه، و أنهُ لم
يُعتقل و يتأذى بدلاً عن إخوته ! وهو الإنسان المشهود له بالاستقامةِ و
الإحسان و الذي لا يستحق سوى أن يُجازى مع آلِهِ سوى بإحسانٍ مثله!
كيف لي أن أصُم أذناي عن بكاء الأطفال الجائعين، نحيب ونواح الأمهات و الأرامل.. !!
عودي يا أغاني فيروز، ارمحي في صباحاتِ الدار.. لتواصلي أيتها
الكتب لُعبةَ حلولِكِ و أفولِكِ على جميعِ طاولاتِ و مكتباتِ المنزل، و
لكن من اليومِ فصاعداً ستكونُ اللعبةُ بدونِ لاعب ..
أظُنكم قد اكتسبتم لهذه الأيام خبراتِ سنينٍ طويلة ٍمعي .. !
في كلُ حانةٍ، يباغِتُ قلمي عزيزاً ليواريهِ الثرى، و هذا
الحينُ كانَ جائراً؛ استعمرتني فيه الأقلام .. ألم يَكن من حقي أن أتلفت
لمشكلتي، بل لقضيتي، و قضيةِ الملايين حولي .. و لو لمرة ؟ و أنا الصحفي
المعروف عنهُ بتأييد أصوات الشعب الحُر !!
صور جذب الجنود لي في المكتبة العامة التي قصدتها، تعذيبي،
إهانتي، اعتقالي في مراحلِ الزنزانات قبل بلوغي هذا الصندوق الخشبي ..
أيُعقل أنها باتت موضوع الساعة !!
لمى اللحام
رصانةُ المكتبة تسكنني بمجرد أن يجف عندها عرقُ انتظاري ، في
كل مرةٍ يلهب قلمي الصفحات كاتباً، ما أثيرت ضجة ولا مناسبة ، و لا سطعت
شخصية ٌ دون أن يتجاوزها قلمي .. هذه المرة و في هذه الحادثة أحرقني لهيب
الصفحات الذي صب جام مستجداتهِ عليّ !
أكان الشامتون كثر؛ مع أن هذه مهنتي و ليست بالضرورة شخصيتي !
أم أن السياسة التي لطالما اتبعناها بالتقاط القفشات قد سرت علينا و انقلب
السحر على الساحر .. لربما كانت هناك أقلام ، أو حتى مواقع اليكترونية
متعاطفة! .. لعلي قد بتُ أنا صحفياً مشهوراً دون أن أدري هولَ ما كُنتُ
أفعله !
ولكن .. معقولٌ أن البشر تلاحق بعضها وتتبع أخبار بعضها حتى
إلى هذا المكان !! ما أغربها من دنيا ، و ما أغربهم من بشر، مع أني لطالما
نهجتُ نهجهم !
لو عاد بي الزمان إلى الوراء ، لأعدتُ نفس تصريحاتي فأنا
صحافي حر، رأيي أكبر من أن يُباع أو يُشترى أو حتى يتبدل تحت وطآتِ أنذال!
برغمِ كلِ الأذى الذي لقيته على أيدي الأوغاد،
لستُ أنا من يُصادر رأيه تحت تأثير أي سُلطة مهما كانت جاثمة ،
و لن أسكت حتى أكون على الأقل شعرة تصب في ميزان كفةِ الحق الذي لطالما
أُجحِف و أُعتِم نوره ، مادامَ لي رمقٌ يبصر النور.
صفحة 'قضايا الشارع' ُأُضرِمت بتحقيقي الذي شغلهُ رأي الشعب
المعارضينَ للنظام الحاكم ، وغَلَفْتهُ ببلاغتي الكتابية كما أغلف أي موضوع
، و كما أتقِن أي موضوعٍ أقوم به، و أيُ مادةٍ تطاردني في أي ميدانٍ
أقتحمه؛ كي يُشرفني بعدها تذييل اسمي بنهاية الموضوع، اسمي الذي عملتُ على
إعلائِه لسنينَ طويلة؛ و كيفَ لي كإنسانٍ قبل أن أكونَ إعلامياً أم صحافياً
أن لا أشعُرَ و لا أستشعر بعد اعتقال إخوة جاري جميعاً الأبرياء و تعذيبهم
في السجون، وشحوب حاله، و ندبه ليلاً ونهاراً قلةَ حيلتِه، و أنهُ لم
يُعتقل و يتأذى بدلاً عن إخوته ! وهو الإنسان المشهود له بالاستقامةِ و
الإحسان و الذي لا يستحق سوى أن يُجازى مع آلِهِ سوى بإحسانٍ مثله!
كيف لي أن أصُم أذناي عن بكاء الأطفال الجائعين، نحيب ونواح الأمهات و الأرامل.. !!
عودي يا أغاني فيروز، ارمحي في صباحاتِ الدار.. لتواصلي أيتها
الكتب لُعبةَ حلولِكِ و أفولِكِ على جميعِ طاولاتِ و مكتباتِ المنزل، و
لكن من اليومِ فصاعداً ستكونُ اللعبةُ بدونِ لاعب ..
أظُنكم قد اكتسبتم لهذه الأيام خبراتِ سنينٍ طويلة ٍمعي .. !
في كلُ حانةٍ، يباغِتُ قلمي عزيزاً ليواريهِ الثرى، و هذا
الحينُ كانَ جائراً؛ استعمرتني فيه الأقلام .. ألم يَكن من حقي أن أتلفت
لمشكلتي، بل لقضيتي، و قضيةِ الملايين حولي .. و لو لمرة ؟ و أنا الصحفي
المعروف عنهُ بتأييد أصوات الشعب الحُر !!
صور جذب الجنود لي في المكتبة العامة التي قصدتها، تعذيبي،
إهانتي، اعتقالي في مراحلِ الزنزانات قبل بلوغي هذا الصندوق الخشبي ..
أيُعقل أنها باتت موضوع الساعة !!
لمى اللحام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.