أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

القرامطة بين الصدق والادعاء.||.بقلم الشاعرة : سلوى متولى


بدأ مشواري مع هذا الموضوع حينما طرح علينا أستاذ مادة النقد في المرحلة التمهيدية للدكتوراه موضوعا بحثيا، وسألنى بنباهة فكر، وسعة صدرعن أي العصور أحب ؟ فتلقيت السؤال كإشارة للطيران في العصر العباسي الذي أحبه، وهكذا تلاقيت مع القرامطة، كانت قراءتى عنهم أول مصادمة بالواقع، فما تخيلت أن التاريخ يكرر نفسه، ولا تصورت أن العقول تحمل كل ذلك العبث، لأول مرة تصطدم مشاعر نقيةتربت على صفاء النيل،وهدوء شاطئه وبين جوانحه الحانية بقسوة البشر، وجهل عقولهم وظلام نفوسهم.


..................................
كان موضوعي عن القرامطة،وهم مجموعة من الناس إذا قرأت لهم تحتار بين ضفاف الظلام، وبراءة النور، تقرأ لهم وعنهم فتجد في بعض فكرهم سموا يسمو بهم لعالم المدينة الفاضلة، وتقرأ عنهم فلا تري ولا تسمع إلا كل مشين ومهين، ومجنون وعبثي، وقل ما تقول، فكل رزيلة ألصقت بهم.
وكعادتى أبحث عن النور بين جوانح الظلام ، فإذا بي أكتشف أن جل تاريخهم قد حرق، كل ما كتب عنهم تم حرقه،إذا لابد من عقل منصف ولكني رأيت النقاد كأصحاب العصر العباسي ، يفرون من تبرئة القرامطة حتى لا تلصق بهم التهم.
في القديم إذا أردت التشنيع بسمعة شخص، فقط قلت عنه أنه قرمطى، لكى يفر الناس عن معاملته،أو ليصبح عدوا للبشر، كشيطان بين ملائكة.
..................................
ذهب التأويل أن كلمة قرمطي إما نبطية بمعنى( أحمر العينين)،
أو يونانية ومعناها( الحرف)،أو أنها عربية بمعنى( الرجل الذى يكتب التعاويذ).....
على أى حال من الجبروت الإنساني فرض ما قيل عنهم ، وترك ما أسموا أنفسهم به، فقد كانوا يسمون أنفسهم " المؤمنون المنصورون والناصرين لدينه والمصلحون في الأرض).
وغالب الظن عندي أن هذه الفئة أخذت بذنب الفاسد منها ، فكثير من أشعارهم ما يدل على النقاء والذكاء، ولكن الفئة المسيسة، غيرت وقلبت الأمور على رأس البسطاء، فالسياسة مثرية للأدب مهلكة لأصحابه، فكما رأينا المدح ينمو عند المتنبي، ولكنه يغتاله بالنهاية....
...........................
لا ضابط في الحكم نحوهم إلا من دراسة بعض أشعارهم ، ويكفيك أن تعرف أن الحلاج كان منهم، وكذلك قيل المتنبي،وكثيرون، ورأيت النقد للمجتمع وعيوبه كثيرا في شعرهم.
ولقد رأيت سمو أفكارهم في الشعر ، يقول وهو على ما يبدو ينتقد مدعي الدين:
لا تخدعنك اللحى والصور
تسعة أعشار من ترى بقر
تراهم كالسحاب منتشرا
وليس فيه لطالب مطر
في شجر السرو منهم مثل
له رواء وما له ثمر
ويقول الحلاج منتقدا التظاهر بالتدين :
إلى كم أنت في بحر الخطايا
تبارز من يراك ولا تراه
وسمتك سمت ذى ورع ودين
وفعلك فعل متبع هواه
كذلك رأيت القرامطة يشكون قسوة البشر وتوحشهم يقول أحدهم:
ذئاب كلنا في زي ناس
فسبحان الذي فيه برانا
يعاف الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
..........................
هذه الأبيات جميعها تليق بحال العرب جميعهم الآن ، فهكذا يبدو تجدد التاريخ، شككت أن هناك قرامطة العصر الحديث، يعزفون على إيقاع أسىالأجداد ....

( القرامطة بين الصدق والادعاء...)مقالة بقلم الشاعرة / سلوى متولى
باحثة بمرحلة الدكتوراه،قسم اللغة العربية(أدب ونقد)
كلية الآداب ، جامعة القاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية