أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

كل شيء للرابح || ابتهال الخياط


مقالتي في جريدة "نبض الوطن"
ابتهال الخياط

"تنتهي الحروب الاهلية او الداخلية بانتصار فريق او بالتقسيم او بمأزق لاغالب ولا مغلوب واعتماد نظام مشاركة ."
هكذا يقول وينشر الباحثون في كتاباتهم عن الحروب الداخلية واسبابها في العالم اليوم ,لكنهم لايوفرون المادة لانهائها او توقفها ,و غالبا ماتنتهي هذه الحروب بالتفاوض حيث لانصر لطرف على اخر و كل شيء للرابح....
حين انظرمن حولي حيث العراق ومافيه من دوائر متعددة واطراف خارجية تمسك بخيوط اللعب المتنوعة الالوان اجد ان بحوث هؤلاء قاصرة فالاطراف المتنازعة لاتريد النصر لاحدها على الاخر فهي كلها في خندق واحد تم حفره ليكون مستنقعا يعيش الشعب فيه الى اشعارآخر بعيد قدر الامكان..

انهم اللصوص الذين لن ننتظر معاركهم لتقسيم الكنوز فهم المتفائلون بالبقاء الطويل واتفاق الاراء وجعل أسسهم متينة بتفعيل دور الفساد وتغذية جذوره بفنية عالية وفي كل مجالات الحياة ليكون المواطن نهبا للحيرة والفشل وضياع الامل بالخلاص ثم بقبوله الموت او الهجرة حيث المجهول.
في العراق حرب داخلية ومعاول تطرق من الخارج لتليين الشعب الذي يأبى التراخي والقبول بما رسمته عقول الباحثين من حتمية التقسيم وانهاء وجود الدولة العراقية حين بدأها اللصوص بجعل عمود الدولة الدين الى وقفين شيعي وسني ولكل رئيس من الوقفين مرتبة وزير, ثم التحدث بنهج الاقليات والاديان الاخرى والعرقية اللذيذة بفم احبتنا الاخوة الاكراد, كم آلمني احد الاساقفة في حوار على احدى الفضائيات حين قال له مقدم البرنامج "كيف سيكون مصيركم وانتم أقلية" فأجابه بغضب: اني ابن هذه الارض وهذا وطني ولم نكن اقلية الا بزرع هؤلاء الفاسدون اللصوص للطائفية والخراب .
تذكرت كلاما لوالدتي وهي تقص مرحلة هجرة اليهود العراقيون وارهابهم وممارسة كل انواع التعسف والضغط لحثهم على ترك بيوتهم وممتلكاتهم والهجرة نحو اسرائيل وكان ذلك باتفاق الدول المارقة عن صفة الانسانية مع حكومة العراق انذاك ,والتي مازالت اللاعب المادي والسياسي في وقتنا الحاضر فهاجر اليهود وتركوا العراق رغم ان اغنياؤهم كانوا يزورنه خلسة ويدفنون موتاهم في اماكن يقدسونها وبعضهم ظل يشتري الاملاك اينما بيعت من ارض الرافدين.
الان الهجرة مفتوحة للجميع مسلمين ونصارى وأزيدين واكراد فرارا من الارهاب والقتل والخراب والفساد لافرق بينهم ,رغم ان اليهود كان لهم وطن مصطنع يحاول منذ مايزيد عن الستين عام ان يثبت وجوده ,لكن المهاجرون الان راحلون الى الشتات .
أعود الى رؤيتي حيث الابتزاز الذي يمارسه الجميع من اللصوص والقتلة من المتسلطين في الداخل والدول المارقة المتصارعة بدبلوماسية بعد ان استوعبوا مهارة عملية الابتزاز وطول عمرها الذي يريدونه اطول من نَفَس الشعب وطول صبره ,فالعلاقات الدولية اعتمدت على سياسة خارجية تُحَيد العدو وتستتبع دولا مجاورة وتتولى القيام بمناقصات امنية اقليمية . هكذا نحن اهل العراق وسط الدائرة تحيطنا كلاب مسعورة من كل مكان .ارى الرجال شبابا وشيبا يقفون بقلوب تأبى الموت في وجه القبح والدمار يدفعون الوحوش عن ماتبقى من الارض , لم ولن تخلو ارض العراق من الشرفاء والنجباء والمضحون هكذا علمنا التاريخ ,حسبت المرات التي ماتت فيه هذه الارض وشعبها وطمست حضارتها لكن بعد كل مرة كان القيام واستنهاض الهمم وحفر الارض وزرعها بكل خيراتها وعلومها وحضارتها السامية البابلية والسومرية والاشورية , بقي النهران خالدان ,وانتهى وانطمر كل الغزاة والخونة والعابثين.استذكر مقولة احد علماء العراق حين حادث قائد مغولي وقال له "نحن قطيع سائب وانتم الكلاب التي تقودنا الى مرعانا" فكل ماحصل ويحصل منذ عقود من خراب على هذه الارض وما عشناه من تمزق بعد الاحتلال الفعلي ودخوله المباشر على ارض العراق ولباس الطائفية التي يحاولون جعلنا نرتديه كفنا لنا ,سيفشلون وستولد نقطة انبعاث حسينية ,ثورة تقتلع كل فاسد ومهما كان نهر الدم غزيرا فما نزف العراق واهله منذ عقود كثير جدا ولن يذهب هباءا.هكذا اتحمل العيش وانتظر لانني عراقية مؤمنة بوطني وشعب انتمي اليه.

ابتهال الخياط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية