أخر الأخبار >> مجلة المصباح دروب ثقافية أدبية * ثقافية * فنون تشكيلية كما نرحب بجميع المساهمات الواردة عبر البريد الإلكتروني m.droob77@gmail.com أهلا بكم أصدقائنا * مع تحيات أسرة التحرير

أحـدث المقالات

إميل حبيبي‮ - ‬جدل الخصوصيّة والإبداع


يستحضر اسم إميل حبيبي‭ ‬على الفور الأديب الأبرز من بين الآباء المؤسِّسين للرواية الفلسطينية المعاصرة،‮ ‬لا بمعنى الأسبقيّة الزمنيّة بل بالمعنى الأعمق للتأسيس،‮ ‬الذي‮ ‬يُحيل إلى فنِّية الرواية ذاتها،‮ ‬شكليًا وروحيًا‮. ‬وذلك فضلاً‮ ‬عن كونه‮ ‬يمثّل‮ ‬تيارًا أساسيًا في‮ ‬الرواية العربية المعاصرة،‮ ‬لحمته وسُداه تطعيم الشّكل الروائي‮ ‬الحديث بعناصر سرديّة وغير سرديّة مجتلبة من التراث العربي‮ ‬والحكايات الشعبية وأشكال السّرد الشفوي‮.‬

منذ عمله الإبداعي‮ ‬الأول‮ »‬سداسيّة الأيام الستة‮«‬،‮ ‬الذي‮ ‬ظهر بعد عدوان حزيران‮ / ‬يونيو‮ ‬1967،‮ ‬وحتى‮ »‬خُرَّافية سرايا بنت الغول‮«‬،‮ ‬التي‮ ‬ظهرت في‮ ‬1991،‮ ‬وما بينهما من أعمال،‮ ‬استطاع إميل حبيبي‭ ‬أن‮ ‬يشيد بناءَه الروائي‮ ‬على موادّ‮ ‬متنوِّعة متغايرة وأن‮ ‬يؤالف نصّه في‮ ‬دوائر متقاطعة وأن‮ ‬يجعل الكتابة الأدبية الساخرة تُحلّق في‮ ‬مناطق لم تكن مطروقة‮.‬
المتابع لأعمال إميل حبيبي‭ ‬على مدار أعوام إبداعه كافّة،‮ ‬سيجد أن هذا الكاتب الفلسطيني‮ ‬الكبير لم‮ ‬يتخلَّ‮ ‬عن أُسلوبه الذي‮ ‬ربّما بلغ‮ ‬ذروته في‮ »‬المتشائل‮«‬،‮ ‬ومن خلاله شقّ‮ ‬طريقًا جديدة الجِدّة كلّها للرواية العربية،‮ ‬لا تزال تغري‮ ‬العديد من النُّقاد والدَّارسين بالمزيد من البحث والتقصّي‮ ‬في‮ ‬أدبه المتكامل وأُسلوبه المخصوص‮.‬

رحل إميل حبيبي‮ ‬في‮ ‬الأول من أيّار ‮٦٩٩١ ‬عن ‮٥٧ ‬عامًا‮ (‬مواليد ‮٩٢ ‬آب ‮١٢٩١). ‬وهلال حياته العريضة ملأ الكثير من المواقع بجدارة لافتة‮. ‬وفي‮ ‬جميعها ترك علامات فارقة على مسيرته،‮ ‬التي‮ ‬قد‮ ‬يوجز أحد جوانبها الأكثر إثارة العنوان الزخم‮: ‬جدل الخصوصية والإبداع‮.‬
فقد كان أديبًا ومسرحيًا وكاتب مقالة وقائدًا سياسيًا وابنًا بارًّا لشعبه العربي‮ ‬الفلسطيني‮. ‬كما كان العاشق الأكبر لمدينة حيفا‮ - ‬مسقط رأسه‮.‬
إبداعات إميل حبيبي‭ ‬في‮ ‬مختلف المضامير السالفة،‮ ‬التي‮ ‬يمكن من خلالها الاغتراف من مذاق الكينونة الفلسطينية عمومًا وفي‮ ‬الدَّاخل خصوصًا،‮ ‬حافلة ضمن أشياء أُخرى بتوصيفات للمكان الذي‮ ‬عاش تبدُّلاته في‮ ‬منعطفات المصير الإنساني‮. ‬ومن الطبيعي‮ ‬أن تكون متَّصلة اتصالاً‮ ‬وثيقًا بمدينة حيفا،‮ ‬حيث اختار أن‮ ‬يرقد فيها رقدته الأبديّة داعيًا،‮ ‬في‮ ‬وصيّته الغنيّة بالدلالات،‮ ‬إلى نقش عبارة‮ »‬باقٍ‮ ‬في‮ ‬حيفا‮« ‬على شاهد قبره عند سفوح الكرمل وعلى مقربة من زرقة البحر‮.‬
حاز إميل حبيبي‭ ‬على جوائز عديدة عربية وعالمية،‮ ‬لعلّ‮ ‬أبرزها‮ »‬وسام القدس‮« ‬‭(‬1990‭)‬،‮ ‬أرفع جائزة فلسطينية‮. ‬وشارك في‮ ‬العديد من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية العربية‮. ‬واختير في‮ ‬1991‮ ‬بوصفه الكاتب الأهم في‮ ‬العالم العربي‮ ‬من قبل مجلة‮ »‬المجلة‮« ‬اللندنية‮. ‬وكان عضوًا في‮ ‬الكنيست‮ (‬البرلمان الإسرائيلي‮) ‬عن الحزب الشيوعي‮ ‬في‮ ‬السنوات‮ ‬1953‮- ‬1972،‮ ‬وتولّى رئاسة تحرير صحيفة‮ »‬الاتحاد‮« ‬في‮ ‬السنوات‮ ‬1944‮- ‬1989،‮ ‬حيث عمل على إنجاز تحويلها إلى جريدة‮ ‬يوميّة‮. ‬وقبل وفاته أسَّس‮ »‬مشارف‮«‬،‮ ‬إحدى أرقى المجلات الثقافية العربيّة،‮ ‬سوية مع إنشاء‮ »‬دار عربسك للنشر‮«.‬
أهم كتبه الأدبيّة المنشورة‮: »‬سداسية الأيام الستة‮« 1969 »‬المتشائل‮« 1974 »‬لكع بن لكع‮« 1980 »‬إخطيّة‮« 1985 »‬سرايا بنت الغول‮« 1991 ‬و»أُم الروبابيكيا‮« 1992 ‬و»سراج الغولة‮« ‬النص الوصيّة المنشور بعد وفاته‮.‬
‭ ‬
تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات بينها الإنچليزية والفرنسية والألمانية والإسپانية والإيطالية،‮ ‬بالإضافة إلى اللغة العبرية‮. ‬
رغم الكثير الذي‮ ‬كتب عن تجربته الأدبيّة،‮ ‬ما زالت هذه التّجربة تستقطب القرّاء والنُّقاد والباحثين العرب ومن العالم أجمع،‮ ‬بالتطويرات والتجديدات التي‮ ‬أدخلتها على الرواية العربية،‮ ‬وبالتوازيات التي‮ ‬أقامتها بين شخصيّاتها وشخصيّات روائية أُخرى في‮ ‬الرواية العالمية،‮ ‬وبما أضافته على أشكال السَّرد العربية التراثية بعد الاستفادة منها،‮ ‬وفوق ذلك كلّه بما أحدثته من أثر متميِّز وبصمة خاصة على الكتابة الأدبية العربية،‮ ‬شكلاً‮ ‬ومحتوىً‮.‬
إصدار آثاره الكاملة بعد عشر سنوات على رحيله‮ ‬يتيح لكل راغب إمكانية الإطلالة من جديد على العالم المدهش والممتع الذي‮ ‬بناه إميل حبيبي‭ ‬وظلّ‮ ‬يشكّل منارة تنير الدَّرب أمام الأجيال العربية وأمام الإنسانية جمعاء،‮ ‬بعد وفاته،‮ ‬كما كانت الحال في‮ ‬حياته‮.‬
‮(‬النّاشر‮ - ‬دار عربسك للنشر،‮ ‬حيفا‮)


السيرة الذاتية التي‮ ‬ستنشر على هامش الأعمال الأدبية‮ (‬من سلسلة الآثار الكاملة‮) ‬التي‮ ‬ستصدر في‮ ‬هذه الذكرى بطبعات محلية وفلسطينية وعربية عن‮ »‬دار عربسك للنشر‮« ‬في‮ ‬حيفا،‮ ‬صاحبة حقوق أعماله الحصرية والمسجّلة قانونيًا،‮ ‬أو بإذن منها‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.

دروب أدبية

دروب المبدعين

دروب ثقافية