صدرت حديثاً عن "دار الشروق" بعمّان قصة طويلة للكاتب أكرم هنية، بعنوان "شارع فرعي في رام الله"، تقع في مئة صفحة.
وتستعيد القصة المكوّنة من مجموعة شذرات يربطها خيطٌ سرديٌّ واحد، جزءاً من ذاكرة مدينة رام الله، وترسم مساحات من حاضرها، بعيون مهندس معماري، هو الراوي، أيضاً.
يلتقط الراوي شخصياته عن الأرصفة وإشارات المرور والمقابر ومن المناسبات العامة، ليأخذ بيدها إلى منصات تضيء على موقعها في حياة المدينة، وإيقاع تغيُّرها المتسارع وأسئلة وهواجس أجيالها.
في الكتاب حبّ وحروب وشهداء، حيوات تنهض وأطياف تختفي، وأحلام تصارع كوابيس الاحتلال وقسوة الواقع، أبطال زاهدون ينتمون لزمن جميل، وبطولات بسيطة لكنها واثقة ومثابرة رغم بعدها عن الأضواء وتخففها من الضجيج والادعاء.
ومن أجواء القصة نختار:
غوووول
ملعب كرة القدم التابع لمدرسة "الفرندز" يبعث فيّ كلما مررت به ذكريات سنوات بعيدة. هنا شاهدت وأصدقائي عشرات المباريات، هنا صرخنا وقفزنا وفرحنا وشتمنا وتشاجرنا وهتفنا تشجيعا لفرقنا، هنا كان يولد النجوم من بين زملائنا وأصدقائنا الموهوبين في لعب الكرة. هنا أتذكر وأعترف لنفسي بأنني كنت أتمنى أن أكون واحداً منهم، تغمرني حماسة مئات المتفرجين ونظرات الفتيات اللواتي يراقبن المباريات من شرفات منازلهن المطلة على الملعب. ذات مساء قريب كنت أتلفّت حولي وأنا أنزل إلى الملعب للمرة الأولى منذ أربعين عاماً. احتميت بأشجار السرو والصنوبر الضخمة القديمة المنزرعة حول مدخل بوابة الملعب لأغيّر ملابسي وحذائي ولكي أرتدي "طقماً" رياضياً كاملاً بقميص فريقي القديم الذي يحمل الرقم 10. لا أحد فوق أرض الملعب غير أوراق الأشجار المتساقطة، ولا متفرجين حول حدود الملعب، والشوارع خالية إلا من عدد قليل من المارة، ولم يكن هناك أحد على الشرفات، لكن لم يكن هذا ما شعرت به، وأنا أقف وحيداً في أرض الملعب القديم أصوّبُ الكرة التي أحضرتها معي بضربة قوية من قدمي نحو المرمى.
وتستعيد القصة المكوّنة من مجموعة شذرات يربطها خيطٌ سرديٌّ واحد، جزءاً من ذاكرة مدينة رام الله، وترسم مساحات من حاضرها، بعيون مهندس معماري، هو الراوي، أيضاً.
يلتقط الراوي شخصياته عن الأرصفة وإشارات المرور والمقابر ومن المناسبات العامة، ليأخذ بيدها إلى منصات تضيء على موقعها في حياة المدينة، وإيقاع تغيُّرها المتسارع وأسئلة وهواجس أجيالها.
في الكتاب حبّ وحروب وشهداء، حيوات تنهض وأطياف تختفي، وأحلام تصارع كوابيس الاحتلال وقسوة الواقع، أبطال زاهدون ينتمون لزمن جميل، وبطولات بسيطة لكنها واثقة ومثابرة رغم بعدها عن الأضواء وتخففها من الضجيج والادعاء.
ومن أجواء القصة نختار:
غوووول
ملعب كرة القدم التابع لمدرسة "الفرندز" يبعث فيّ كلما مررت به ذكريات سنوات بعيدة. هنا شاهدت وأصدقائي عشرات المباريات، هنا صرخنا وقفزنا وفرحنا وشتمنا وتشاجرنا وهتفنا تشجيعا لفرقنا، هنا كان يولد النجوم من بين زملائنا وأصدقائنا الموهوبين في لعب الكرة. هنا أتذكر وأعترف لنفسي بأنني كنت أتمنى أن أكون واحداً منهم، تغمرني حماسة مئات المتفرجين ونظرات الفتيات اللواتي يراقبن المباريات من شرفات منازلهن المطلة على الملعب. ذات مساء قريب كنت أتلفّت حولي وأنا أنزل إلى الملعب للمرة الأولى منذ أربعين عاماً. احتميت بأشجار السرو والصنوبر الضخمة القديمة المنزرعة حول مدخل بوابة الملعب لأغيّر ملابسي وحذائي ولكي أرتدي "طقماً" رياضياً كاملاً بقميص فريقي القديم الذي يحمل الرقم 10. لا أحد فوق أرض الملعب غير أوراق الأشجار المتساقطة، ولا متفرجين حول حدود الملعب، والشوارع خالية إلا من عدد قليل من المارة، ولم يكن هناك أحد على الشرفات، لكن لم يكن هذا ما شعرت به، وأنا أقف وحيداً في أرض الملعب القديم أصوّبُ الكرة التي أحضرتها معي بضربة قوية من قدمي نحو المرمى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.