رام الله ـ وفا- نداء عوينة
قضى فادي جومر ومنعم عدوان عاما ونصف في تحضير العمل "الأوبرالي" كليلة ودمنة، الذي افتتح مهرجان إكس اون بروفانس، وشغل الإعلام الفرنسي وبعض وسائل الإعلام العالمية والعربية لكونه قصة عمرها ألف وستمئة عام تحاول محاكاة صراع الشعوب العربية مع الفقر والظلم والدكتاتورية.
وتعرّف الأوبرا في القاموس الموسيقي بأنها عمل مسرحي غنائي؛ مؤلف غنائي متكامل يعتمد على الموسيقى والغناء،
يؤدى فيه الحوار بالغناء بطبقاته ومجموعاته المختلفة، ويشمل عدة عناصر من المسرح الكلامي، مثل التمثيل والمشاهد والأزياء والرقص في بعض الأحيان، كما يشمل الديكور والفنون التشكيلية والتمثيل الصامت والمزج بينهما، كما يمكن أن تشمل الأوبرا أغاني فردية وثنائية وثلاثية، وغناء جماعيا للكورال بمصاحبة الأوركسترا.
بُنيَت "الأوبرا" على القصة الأساسية في باب الأسد والثور من كتاب كليلة ودمنة، وارتكزت على خمسة شخوص هم الملك - الدكتاتور المفترض (محمد الجبالي) وأمه (ريم تلحمي) وكليلة ودمنة الأخوين من بنات آوى، وشتربا الثور الذي أسقطت عليه شخصية الشاعر أو المغني أو الفنان الذي يقول هموم الناس وأوجاعهم.
يُبدي الملك رغبة في التعرف على شتربا الفنان الذي يقلق الملك ويهدّد بتقويض صورته وسلطته بأغنياته، فيُحضره إليه دمنة (منعم عدوان)، الذي ملّ الفقر والتجاهل، ويريد التقرب من الملك سعياً للمنصب والجاه، فتحاول دمنة (رنين الشعار) أن تثني أخاها عن ذلك ولا تفلح. تقوم صداقة أشبه بعلاقة الحب بين الملك وشتربا (جان شهيد) ويخرجان سوياً إلى الشارع ليتعرف الملك على ما يجهله من الحياة، فيُفتَن بالحب وأرغفة الأمهات ويعود إلى قصره، لنَجِد أن دمنة أعدّ كميناً لتخريب صحبة الملك وشتربا فيتواجهان وينتهي الأمر بأن يَقْتُل الملكُ الثورَ - الشهيد ثم يشعر بالوحدة ويندم.
لكن خلال مئة دقيقة من الغناء، تفتقر أحداث المسرحية للفعل الدرامي، الأحداث بطيئة ورتيبة، والحبكة ذات بعد واحد؛ مسطحة، ولا تفي بوعدها في محاكاة القمع والظلم. نرى محاولة لربط الواقع بالقصة – أو إسقاط القصة على الواقع – لكن الدكتاتور يبدو ساذجا وطيبا وليس شريرا، والأم متسلطة بشكل كلاسيكي، ودمنة الانتهازي فقير وحزين وضحية، هذا إن رأينا فيهما حاشية الملك التي تتلاعب بالحكم؛ كانت محاولة جيدة وذكية لكنها لم تذهب إلى نهايتها ولم تحقق ما كانت تقصده من أثر، فينتابنا وهمٌ بأن الدكتاتور ليس سيئاً إلى هذا الحد، وأن الانتهازي مدفوع بفقره، وأن صاحب المبادئ عاجز؛ وهذه ربما كانت خيارات المخرج.
النص الشعري في "الأوبرا" مرهفٌ وأصيل، القصائد المجردة التي بني عليها العمل متفردة ومركّبة بشكل جميل "وفيها حكايا بتشتهي الأيام"، ومع أن هناك مناطق في النص خفيفة الظل وقريبة من القلب، فإن البكائيات تهيمن على أكثر من ثلثي المسرحية، فهناك بكائية الملك الذي يتساءل – لسبب ما – عن تقصيره في حكمه، ويطلب العون من أمّه التي تريده منعزلاً في قصره، وبكائية كليلة التي تحاول إقناع أخيها دمنة بعدم السعي للتقرب من الملك لأن الملوك لا يوثق بهم، وطبعا بكائية استشهاد شتربا على يد الملك. ويرتكز العمل على الحوارات المستطردة والمشاهد الطويلة، ينقصه التكثيف وتنقصه الحركة والتوليفة الدرامية المحبوكة جيداً؛ نسمع شِعرا جميلا ملحنا بشكل معقول ومُغنّى ببراعة، بَيْدَ أن خامات الصوت التي يمتلكها الفريق ظُلِمَت، وخصوصا أن الأوبرا فن نخبوي يقوم على استعراض قدرات المغنين أكثر من أي شيء آخر. وهنا تبين الحشو وسيطرة الموسيقى على حساب الحبكة الدرامية التي من المفترض أن تزاوج بين الموسيقى والغناء من خلال الأداء في العمل.
أتقن الممثلون الولوج في شخصياتهم والتفاعل فيما بينهم، فتقمص منعم عدوان روح دمنة عندما تسلل إلى القصر وتنصت على الملك وشتربا، ورأينا ثورا يذبح عندما استشهد شتربا ونهض بعدها ليغني، كما كان الإنسجام بين الممثلين على خشبة المسرح مريحا وطبيعيا؛ تلمس فيه الأخوة بين كليلة ودمنة، وأمومة ريم تلحمي للملك، وتشعر بسعادة شتربا والملك خارج القصر ، وأبدع محمد الجبالي في الغناء بلكنة تونسية سورية محببة تدخل في منطقة إبداعية عذبة ومتفرّدة.
قدّمت ريم تلحمي في أدائها لقصة الجمل والغراب وابن آوى والذئب، استعراضا بارعا؛ ملكت المسرح برشاقتها وخفتها؛ وسيطرت على المساحة تماما بخبرة عالية وحنكة مذهلة جعلت من المشهد فرجة حقيقية، تكاد تخرج من العمل لتكون أداءً منفرداً بذاته.
وكانت المزاوجة في أداء رنين الشعار لدورَي كليلة والراوية الناطقة بالفرنسية مربكا نوعا ما إلى أن اندمج الدوران في النهاية بعد استشهاد شتربا وأدت الأغنية الفرنسية الوحيدة في العرض؛ اندمجت رنين الشعار في الدورين معا هناك، وكان غضبها باديا وكانت تلك هي اللحظة الوحيدة التي شعرنا بها فاعلة حقا في العرض كله. أما شتربا، فكان أداؤه مسطحا، لكن ربما، كان هذا أحد متطلبات الدور...
ديكور المسرح بسيط ومتحرك بشكل ذكي، نرى فيه تغييرات بسيطة في تماثيل وصور صغيرة على الزاوية تتغير بتغيّر الأحداث، تبدأ – لسبب ما أيضا – بفهد أسود، يتبدّل مع المشاهد ليصير مجسما لجمل، ومخطوطة لكتابات شتربا ومجموعة من صور الحيوانات التي ترافق الحكاية- والسؤال هنا: لماذا الفهد الأسود بدلا من أسد، إن كان تغيير المجسمات موازيا لتغيير المشاهد؟
أحد الخيوط التي جمعت العمل بشكل جيّد كان أداء الفرقة الموسيقية بقيادة عازف الكمان زياد الزواري، الذي قاد فرقته بامتياز وأدى عرضا لا يقل عن أداء العازفين العالميين الكبار، أما الحركة على المسرح، فخلقت أحيانا أبعادا بصرية كسرت نمطية الأداء لكنها افتقرت لوجود لوحات حركية بصرية خلال الأحداث المسرحية تجعل العمل أكثر قربا وجمالا للمتلقين، فما عدا لوحة ريم تلحمي ولوحة الخروج من القصر، لم يكن هناك لوحات تلفت الانتباه.
وصاغ الشاعر السوري فادي جومر "أوبرا" كليلة ودمنة أوبيراليا وشعريا، ولحنها الملحن والمطرب الفلسطيني منعم عدوان، ووزعها وقاد الفرقة الموسيقية العازف التونسي زياد الزواري وأخرجه المخرج الفرنسي أوليفييه ليتولييه، ومثلته الممثلة والمطربة الفلسطينية ريم تلحمي مع الفنانين اللبنانيين رنين الشعار وجان شهيد والفنان التونسي محمد الجبالي، أما التوزيع الموسيقي فهو لزياد الزواري، إلى جانب ياسر أبو سلام من المغرب وصلاح الدين الكباشي وصامد سيليكال من تركيا ووسيم حلال من فلسطين.
ورغم قلة التوازن أحيانا بين عناصر المسرحية، والغيبية في أدوار وشخصيات العمل وكون الحبكة والشخصيات غير راسخة وذات بعد واحد، وكذلك رغم افتقار العمل لرؤية إخراجية واضحة، لا بد من القول إنها تجربة تستحق المشاهدة.
كليلة ودمنة نص هندي كتب باللغة السنسكريتية في القرن الرابع الميلادي، وترجمه عبد الله بن المقفع إلى العربية في القرن الثامن الميلادي أثناء حكم الدولة العباسية، ليس سهلا أن تصنع منه عملاً معاصراً، فهي ربما "أوبرا"... لكنها حتماً شرقية.
ــــــــ
ن.ن
قضى فادي جومر ومنعم عدوان عاما ونصف في تحضير العمل "الأوبرالي" كليلة ودمنة، الذي افتتح مهرجان إكس اون بروفانس، وشغل الإعلام الفرنسي وبعض وسائل الإعلام العالمية والعربية لكونه قصة عمرها ألف وستمئة عام تحاول محاكاة صراع الشعوب العربية مع الفقر والظلم والدكتاتورية.
وتعرّف الأوبرا في القاموس الموسيقي بأنها عمل مسرحي غنائي؛ مؤلف غنائي متكامل يعتمد على الموسيقى والغناء،
يؤدى فيه الحوار بالغناء بطبقاته ومجموعاته المختلفة، ويشمل عدة عناصر من المسرح الكلامي، مثل التمثيل والمشاهد والأزياء والرقص في بعض الأحيان، كما يشمل الديكور والفنون التشكيلية والتمثيل الصامت والمزج بينهما، كما يمكن أن تشمل الأوبرا أغاني فردية وثنائية وثلاثية، وغناء جماعيا للكورال بمصاحبة الأوركسترا.
بُنيَت "الأوبرا" على القصة الأساسية في باب الأسد والثور من كتاب كليلة ودمنة، وارتكزت على خمسة شخوص هم الملك - الدكتاتور المفترض (محمد الجبالي) وأمه (ريم تلحمي) وكليلة ودمنة الأخوين من بنات آوى، وشتربا الثور الذي أسقطت عليه شخصية الشاعر أو المغني أو الفنان الذي يقول هموم الناس وأوجاعهم.
يُبدي الملك رغبة في التعرف على شتربا الفنان الذي يقلق الملك ويهدّد بتقويض صورته وسلطته بأغنياته، فيُحضره إليه دمنة (منعم عدوان)، الذي ملّ الفقر والتجاهل، ويريد التقرب من الملك سعياً للمنصب والجاه، فتحاول دمنة (رنين الشعار) أن تثني أخاها عن ذلك ولا تفلح. تقوم صداقة أشبه بعلاقة الحب بين الملك وشتربا (جان شهيد) ويخرجان سوياً إلى الشارع ليتعرف الملك على ما يجهله من الحياة، فيُفتَن بالحب وأرغفة الأمهات ويعود إلى قصره، لنَجِد أن دمنة أعدّ كميناً لتخريب صحبة الملك وشتربا فيتواجهان وينتهي الأمر بأن يَقْتُل الملكُ الثورَ - الشهيد ثم يشعر بالوحدة ويندم.
لكن خلال مئة دقيقة من الغناء، تفتقر أحداث المسرحية للفعل الدرامي، الأحداث بطيئة ورتيبة، والحبكة ذات بعد واحد؛ مسطحة، ولا تفي بوعدها في محاكاة القمع والظلم. نرى محاولة لربط الواقع بالقصة – أو إسقاط القصة على الواقع – لكن الدكتاتور يبدو ساذجا وطيبا وليس شريرا، والأم متسلطة بشكل كلاسيكي، ودمنة الانتهازي فقير وحزين وضحية، هذا إن رأينا فيهما حاشية الملك التي تتلاعب بالحكم؛ كانت محاولة جيدة وذكية لكنها لم تذهب إلى نهايتها ولم تحقق ما كانت تقصده من أثر، فينتابنا وهمٌ بأن الدكتاتور ليس سيئاً إلى هذا الحد، وأن الانتهازي مدفوع بفقره، وأن صاحب المبادئ عاجز؛ وهذه ربما كانت خيارات المخرج.
النص الشعري في "الأوبرا" مرهفٌ وأصيل، القصائد المجردة التي بني عليها العمل متفردة ومركّبة بشكل جميل "وفيها حكايا بتشتهي الأيام"، ومع أن هناك مناطق في النص خفيفة الظل وقريبة من القلب، فإن البكائيات تهيمن على أكثر من ثلثي المسرحية، فهناك بكائية الملك الذي يتساءل – لسبب ما – عن تقصيره في حكمه، ويطلب العون من أمّه التي تريده منعزلاً في قصره، وبكائية كليلة التي تحاول إقناع أخيها دمنة بعدم السعي للتقرب من الملك لأن الملوك لا يوثق بهم، وطبعا بكائية استشهاد شتربا على يد الملك. ويرتكز العمل على الحوارات المستطردة والمشاهد الطويلة، ينقصه التكثيف وتنقصه الحركة والتوليفة الدرامية المحبوكة جيداً؛ نسمع شِعرا جميلا ملحنا بشكل معقول ومُغنّى ببراعة، بَيْدَ أن خامات الصوت التي يمتلكها الفريق ظُلِمَت، وخصوصا أن الأوبرا فن نخبوي يقوم على استعراض قدرات المغنين أكثر من أي شيء آخر. وهنا تبين الحشو وسيطرة الموسيقى على حساب الحبكة الدرامية التي من المفترض أن تزاوج بين الموسيقى والغناء من خلال الأداء في العمل.
أتقن الممثلون الولوج في شخصياتهم والتفاعل فيما بينهم، فتقمص منعم عدوان روح دمنة عندما تسلل إلى القصر وتنصت على الملك وشتربا، ورأينا ثورا يذبح عندما استشهد شتربا ونهض بعدها ليغني، كما كان الإنسجام بين الممثلين على خشبة المسرح مريحا وطبيعيا؛ تلمس فيه الأخوة بين كليلة ودمنة، وأمومة ريم تلحمي للملك، وتشعر بسعادة شتربا والملك خارج القصر ، وأبدع محمد الجبالي في الغناء بلكنة تونسية سورية محببة تدخل في منطقة إبداعية عذبة ومتفرّدة.
قدّمت ريم تلحمي في أدائها لقصة الجمل والغراب وابن آوى والذئب، استعراضا بارعا؛ ملكت المسرح برشاقتها وخفتها؛ وسيطرت على المساحة تماما بخبرة عالية وحنكة مذهلة جعلت من المشهد فرجة حقيقية، تكاد تخرج من العمل لتكون أداءً منفرداً بذاته.
وكانت المزاوجة في أداء رنين الشعار لدورَي كليلة والراوية الناطقة بالفرنسية مربكا نوعا ما إلى أن اندمج الدوران في النهاية بعد استشهاد شتربا وأدت الأغنية الفرنسية الوحيدة في العرض؛ اندمجت رنين الشعار في الدورين معا هناك، وكان غضبها باديا وكانت تلك هي اللحظة الوحيدة التي شعرنا بها فاعلة حقا في العرض كله. أما شتربا، فكان أداؤه مسطحا، لكن ربما، كان هذا أحد متطلبات الدور...
ديكور المسرح بسيط ومتحرك بشكل ذكي، نرى فيه تغييرات بسيطة في تماثيل وصور صغيرة على الزاوية تتغير بتغيّر الأحداث، تبدأ – لسبب ما أيضا – بفهد أسود، يتبدّل مع المشاهد ليصير مجسما لجمل، ومخطوطة لكتابات شتربا ومجموعة من صور الحيوانات التي ترافق الحكاية- والسؤال هنا: لماذا الفهد الأسود بدلا من أسد، إن كان تغيير المجسمات موازيا لتغيير المشاهد؟
أحد الخيوط التي جمعت العمل بشكل جيّد كان أداء الفرقة الموسيقية بقيادة عازف الكمان زياد الزواري، الذي قاد فرقته بامتياز وأدى عرضا لا يقل عن أداء العازفين العالميين الكبار، أما الحركة على المسرح، فخلقت أحيانا أبعادا بصرية كسرت نمطية الأداء لكنها افتقرت لوجود لوحات حركية بصرية خلال الأحداث المسرحية تجعل العمل أكثر قربا وجمالا للمتلقين، فما عدا لوحة ريم تلحمي ولوحة الخروج من القصر، لم يكن هناك لوحات تلفت الانتباه.
وصاغ الشاعر السوري فادي جومر "أوبرا" كليلة ودمنة أوبيراليا وشعريا، ولحنها الملحن والمطرب الفلسطيني منعم عدوان، ووزعها وقاد الفرقة الموسيقية العازف التونسي زياد الزواري وأخرجه المخرج الفرنسي أوليفييه ليتولييه، ومثلته الممثلة والمطربة الفلسطينية ريم تلحمي مع الفنانين اللبنانيين رنين الشعار وجان شهيد والفنان التونسي محمد الجبالي، أما التوزيع الموسيقي فهو لزياد الزواري، إلى جانب ياسر أبو سلام من المغرب وصلاح الدين الكباشي وصامد سيليكال من تركيا ووسيم حلال من فلسطين.
ورغم قلة التوازن أحيانا بين عناصر المسرحية، والغيبية في أدوار وشخصيات العمل وكون الحبكة والشخصيات غير راسخة وذات بعد واحد، وكذلك رغم افتقار العمل لرؤية إخراجية واضحة، لا بد من القول إنها تجربة تستحق المشاهدة.
كليلة ودمنة نص هندي كتب باللغة السنسكريتية في القرن الرابع الميلادي، وترجمه عبد الله بن المقفع إلى العربية في القرن الثامن الميلادي أثناء حكم الدولة العباسية، ليس سهلا أن تصنع منه عملاً معاصراً، فهي ربما "أوبرا"... لكنها حتماً شرقية.
ــــــــ
ن.ن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المصباح .. دروبــــــ ــ ــ ــ .doroob
/ قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18/
الرجاء الالتزام بأداب النشرفي كتابة الاستفسارات والتعليق.